أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - الشخصية الفلسطينية المعاصرة ٨- قليل من التجديد كثير من التكرار














المزيد.....

الشخصية الفلسطينية المعاصرة ٨- قليل من التجديد كثير من التكرار


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


الشخصية الفلسطينية المعاصرة ٨"
قليل من التجديد كثير من التكرار
أعرف جيِّداً مثل الكثير أنّ الكتابة عن الشخصية الفلسطينية المعاصرة ليس انعكاساً ميكانيكياً للواقع، وأعرف أيضاً أنّ الكتابة يجب أنْ تحتفظ باستقلالها عن الواقع ولا تتماهى معه، لكنّي أعرف في الوقت نفسه أنّ الكتابة في نهاية الأمر تدور على هذا الكوكب.
نعم فلنكونَ فلسطينيين يفرض أو فُرض علينا دستوراً محتواها اليوتوبيا السياسية العربية، والمقصود هنا: الاحتواء. إنّها فكرة تعود لسنة النكبة التي وقعت كالصّاعقة على الفلسطينيين العام ١٩٤٨، بقوّة بين المثقّفين والقطاع الواسع من شرائح المجتمع العربي. والساسة العرب: أسّست منهجاً يضاهي في كثير من الحالات الرّؤية الغربية، خاصّة دول مثل أمريكيا وأستراليا ويوزلانده، هذه الدول التي قامت على المهاجرين البيض، الذين قتلوا واستعبدوا السّكان الأصليين لتلك البلاد. وأسّسوا دولهم التي تعجّ بالعنصرية وإلغاء تاريخ سكانها، واستبدالها بتاريخهم.
إنّها صورة مثيرة للفضول، الفلسطيني الذي طُرد من أرضه، وتمّ الشغل عليه بطريقة دقيقة ومحسوبة سياسياً، تهجيره، أو الأصح تمّ تحويله لسلعة تجارية ماركتها تهجيره بشكل مستمر، وأصبحت الجغرافيا لعنة عليه، تارة يُهجر تحت عنوان البحث عن لقمة العيش كما حصل، وذهابهم إلى دول الخليج، وتارة أخرى إلى دول أوربا وأمريكيا الشمالية تحت يافطة البحث عن فرصة، ولا نستثني أمريكا الجنوبية، وهنا لا بدّ من التوقّف على أمريكا الجنوبية، بدأت في مطلع القرن الماضي، والفرق بين الهجرتين الأولى الذهاب للعمل وتحسين أوضاعه الاقتصادية، والمساهمة في بناء الاقتصاد الفلسطيني، وفي هذه الفترة نشط القطاع الإنشائي، من الأموال التي تأتي من المغتربين الفلسطينيين الذين ذهبوا لأمريكا الجنوبية، أما المرحلة الثانية ذهبوا مجبرين وبلا عودة، واللاّفت في هذه المرحلة أنّ طرق المواصلات صعبة جدّا، فلم تكن الطائرات وسيلة للتنقل، بل البواخر، وكان ميناء حيفا ويافا إلى حّد ما الوسيلة الأنجع للسفر.
نعم، لا يمكن تصديقه. في الغرب حصل الفلسطينيون على مساحة واسعة من الحرية وإثبات الذات، وحصلوا على الجنسيات في الدول التي عاشوا فيها، على عكس ما حصل في العالم العربي، وعلى الرّغم من الإسهامات التي قاموا بها، من تعليم وصحّة وصناعة وتجارة، إلّا أنّهم عاشوا في جزيرة منعزلة في تلك الدّول، فأصبحت أماكن سكناهم عبارة عن غيتو، نعم غيتو، ومخيمات لكنّها مكوّنة من أحجار أخذت طابعاً توصيفيا: "العمارة"، التي أصبحت وطنهم المؤقت.
وما ميز الشخصية الفلسطينية في العالم العربي ثلاثة عناصر:
أوّلا: هي في المقام الأوّل تكوينه الاجتماعي الجديد سمتها الرئيسة التوافق والتماهي مع المجتمعات العربية التي عاشوا فيها، وأصبح تعريف وتوصيف الفلسطيني على الشكل الآتي:
سوري من أصل فلسطيني وأردني من أصل فلسطيني، ومصري من أصل فلسطيني، وليبي من أصل فلسطيني، أمّا دول الخليج العربي برمّتها، أصرت على الفلسطنة، من باب عدم التّوطين، والأسباب سياسية بالدّرجة، وهذا موضوع ليس مجاله هنا٠ نستنج أنّ الهوية الفلسطينية أصبحت في الدّرجة الثانية، والهوية الأولى في المكان الجغرافي الذي يستقر فيه، وإن كان بشكل مؤقت. وثبتت الأحداث التي عصفت العالم مؤخّرا، والمشجب الذي عُلِّق على هذه الأعاصير الفلسطيني، وتمّ طردهم كما حصل في الكويت والعراق، ولبيا بحجّة اتّفاق أوسلو، إلّا أنّ اللّافت في هذا الشأن هو أنّ هؤلاء بقوا بشكل غريب متأثرين من الجغرافيا السياسية التي تمّ طردهم منها٠
ثانياً: سُمح للفلسطيني في هذه الدّول التغنّي بالماضي الفلسطيني قبل النكبة، التي تحوّلت مع مرور الزّمن مجرد ذكريات، يتّم تداولها في الأماسي.
ثالثا: إنّنا لا نعرف لماذا حصلت النّكبة؟ على الرغم من مئات الكتب التي تناولت أسبابَها وبعد ذلك هزيمة ١٩٦٧، إلّا هذه أنّ الكتب تناست عن عمد، وبعضها عن غير قصد، ما دور الفلسطيني في هذه الأحداث التي غيّرت مجرى حياته؟ صحيح بعض الكتب تناولت هذا الدّور على استحياء، وأخذت في جُلِّها طابع التمجيد، وتُرك للشرائح الاجتماعية العربية تشويه صورةَ الفلسطينيين، تارّة تتّهمهم بأنّهم باعوا أرضهم، وتارة أُخرى، تتهمهم بأنّهم لم يقاتلوا ولم يدافعوا عن أرضهم، وهذه الثنائية التي شكّلت جزءا لا بأس من وعيه السياسي.
أمّا الفلسطينيون الذين عاشوا في الغرب، فشأنهم يحتاج لمقال آخر.
ثمّة كتب ومقالات كُتبت عن القضية الفلسطينية يقوم جوهرها على تشويش تقاطيع أيّ شيء يمكن أنْ يدعو للوعي، فهي جزء من مادة معزولة عن الحقائق والأفعال التي وقعت في فلسطين، والتي أدّت إلى قيام دولة "إسرائيل"، هذه الحقيقة الثابتة.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تستيقظ الذّكريات في -1970- ل صنع الله إبراهيم
- سهير التّلّ بوصفها والدتي
- الهندي في مجموعته القصصية- فاطمة حتى التعب- الفلسطيني التائه ...
- لعبة التأملات بوصفها رواية في -تراب الماس-
- الاستيطان الإسرائيلي- تقويض لحقّ تقرير المصير للشعب الفلسطين ...
- الشخصية الفلسطينية المعاصرة -٧
- كسرةٌ من روح -قصص من قلب الغربة
- فالس الغراب - للقاص يوسف ضمرة
- رواية باب رزق
- شارع سقف السيل
- إدوارد سعيد.. إشكالية المكان وصراع الهوية
- الطبل أول جريدة ساخرة في الوطن العربي
- مجموعة قصصية / الجمل الإنجليزي
- رواية فارس وبيسان
- حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان
- رواية شجرة العروس
- يتيم أسرة تشاو
- رواية همسات من خلف الأسوار
- جريدة الطبل الفلسطينية كابوش في جوف الهاوية
- معبد الغريب


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - الشخصية الفلسطينية المعاصرة ٨- قليل من التجديد كثير من التكرار