شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 00:59
المحور:
القضية الكردية
2- لماذا يتم استهداف الكورد في أي عملية انتقامية لإيران ضد إسرائيل؟..................... هنا لا بد أن نقرأ جيد الملف الايراني الاسرائيلي من خلال الملف السوري وبالتالي الكورد في هذا الموضوع و الواقع السوري وآفاق مستقبل الكورد في سوريا حتى نصل لماذا يتم استهداف الكورد مباشرة او غير مباشر
فالوضع في سوريا، والذي يمتد عبر عقد من الزمان معمداً بدماء الأبرياء وأحلام الملايين، يظل موضع تحليل ونقاش مستمر. الحرب التي اندلعت في 2011 أخذت بعداً متعدد الأطياف، فتشابكت فيها الأيديولوجيات، وتقاطعت مصالح القوى الإقليمية والدولية، وتعقدت بمعاناة الشعب السوري الذي وجد نفسه وسط هذه المعمعة. في هذا السياق، يبرز الوضع الكوردي في سوريا كأحد أبرز النقاط التي تستحق الفحص والتأمل العميق، نظراً لما يمثله الكورد من ثقل ديموغرافي وجيوسياسي.
أولاً، يجب التأكيد على أن الشعب الكوردي في سوريا ليس مجرد طرف في الصراع، بل هو مكون أساسي من مكونات النسيج الاجتماعي السوري. يعيش الكورد في مناطق جغرافية حيوية، ولهم تاريخ طويل من المطالبة بحقوقهم الثقافية والسياسية، التي كانت محرومة في كثير من الأحيان تحت مختلف الإدارات السورية.
والتحدي الرئيسي الذي يواجه الكورد السوريين اليوم هو تحدي الاعتراف السياسي. على الرغم من إسهاماتهم في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجهودهم في استقرار المنطقة، لا يزال هناك تردد دولي وإقليمي في الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية. الدول المجاورة، مثل تركيا، تعارض بشدة توسع النفوذ الكوردي على حدودها، خوفاً من تأثيره على كوردها الخاصين. من جهة أخرى، النظام السوري يرى في الحكم الذاتي تهديداً لسيادته ووحدة أراضي الدولة السورية، في حين تظل المواقف الدولية، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، متأرجحة بين الدعم التكتيكي والحذر الاستراتيجي.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟