أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - كيف يفترض أن يدار الحوار في إطار قوى اليسار العراق؟















المزيد.....

كيف يفترض أن يدار الحوار في إطار قوى اليسار العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 12:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاختلاف في وجهات النظر وتبادل الرأي والمعرفة والمعلومات فضيلة وذات أهمية فائقة للوصول إلى المعرفة الأكثر قرباً من الواقع, إذ يصعب الوصول إلى الحقيقة المطلقة, فالحقيقة كانت وستبقى نسبية. ولهذا ليس فينا من يمتلك الحقيقة المطلقة, بل كلنا نتحرك في إطار الحقيقة النسبية التي يمكن أن تكون قريبة منها أو بعيدة عنها.
خلال الأشهر الأخيرة نظمت حملة واسعة وهادفة من قوى عديدة بعيدة عن روح النقد البناء إزاء الحزب الشيوعي العراقي تستهدف الإساءة إلى الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه النضالي وتضحياته الغالية ومساهماته المعروفة في عمليات التنوير الفكري والسياسي والاجتماعي وفي مرور عشرات ألوف المناضلين بهذه المدرسة الفكرية والسياسية طوال عقود ومنذ بدء بروز الخلايا الماركسية في بغداد والبصرة والناصرية, ومن ثم التأسيس الأول لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار, ثم تأسيس الحزب الشيوعي العراق في العام 1934.
ومثل هذا التاريخ الطويل الذي لم يبلغه أي حزب عراقي آخر حتى الآن والذي تجاوز عقوده السبعة بعامين قدم الكثير للشعب العراقي بكل مكوناته القومية وفئاته الاجتماعية, وكان مدافعاً أميناً عن حقوق القوميات المختلفة ومناهضاً قوياً ضد الشوفينية والفكر العنصري وضد الطائفية والتمييز الديني والطائفي, وضد الاستبداد والقمع والاضطهاد. وقد حضي الحزب طوال عمره باحترام وتقدير الأصدقاء في الداخل والخارج وباعتراف حتى أعداء الحزب بالدور الكبير والمهم الذي لعبه هذا الحزب في حياة الشعب والسياسة العراقية.
وأي حزب يتجاوز عمره السبعين وهو يواصل النضال بظروف بالغة التنوع والتعقيد والصعوبة وفي أجواء سياسية متباينة جداً ويطرح برامجه للفترات المختلفة ويمارس النضال تحت شعارات متباينة ويمارس أساليب نضالية عديدة, بما فيها الكفاح المسلح, ويدخل في عضويته ويلتف حوله عدد كبير جداً من النساء والرجال, من العمال والفلاحين والكسبة والحرفيين والجنود والضباط وضباط الصف, إضافة إلى جمهرة كبيرة جداً من خيرة مثقفي العراق, يمكن أن يصيب ويخطئ في سياساته ومواقفه في مختلف مراحل نضاله. فمن يعمل يمكن أن يرتكب الأخطاء, ولكنِ حجته في ذلك أن اجتهاده هو الذي جعله يصيب أو يخطئ, وليس في ذلك أي عيب بأي حال.
ومن يتابع تاريخ الحزب الشيوعي العراقي سيواجه حقيقة مهمة هي أنه الحزب السياسي الأول وربما الوحيد حقاً ولعقود طويلة قد مارس النقد الذاتي لأخطائه واعترف بها وأدانها, سواء أكانت على صعيد المسألة القومية أو السياسات الداخلية أو العربية أو الدولية. وهي مسألة ذات أهمية فائقة, رغم كل المصاعب التي كانت تواجه الحزب حين كان يقدم النقد لسياساته ويسعى إلى تغييرها.
لا شك في أن لكل إنسان الحق في الاجتهاد إزاء سياسات ومواقف الحزب الشيوعي السابقة والحالية, ولا شك في أن في هذا الاجتهاد مسألة إيجابية هي أنها تجلب انتباه الحزب الشيوعي إلى اجتهادات الآخرين ويسعى إلى دراستها ومحاولة معرفة ما إذا كان هناك خلل في سياساته التي تستوجب إعادة النظر بها والتصحيح.
ولا شك في أن أي نقد بناء وموضوعي لا بد له أن يقابل بالترحيب من جانب الحزب الشيوعي ورفاقه, إذ أن النقد وحده هو الذي ينير الطريق لكل حزب سياسي يسعى للاستفادة من أراء الناس حول سياسته ودوره ومكانته في المجتمع. ولا شك أيضاً في أن كل حزب أو إنسان يعمل في الشأن العام معرض للانتقاد والمحاسبة العامة والعلنية, ويتطلب منه تقديم الإجابة عن الاستفسارات التي تطرح عليه دون أن يشعر أو يعتبر أن النقد الموجه إلى سياساته هي إساءة له أو لسياساته.
لا شك أيضاً في أن لم تعد هناك محرمات على القضايا التي يراد مناقشتها, في حين كانت هناك محرمات في السابق. ولكن نفي وجود محرمات لا يفترض ممارسة أسلوب الإساءة أو محاولة الحط من كرامة الآخر أو الحزب, فأسلوب تناول الموضوعات له أهمية فائقة بقدر أهمية المضمون, إذ كلاهما يشكل وحدة عضوية واحدة.
ولكن, لا شك أيضاً بأن أي نقد يخرج عن إطار النقد البناء والموضوع ويسعى إلى تجريح أو إدانة هذا الحزب أو ذاك بسبب اجتهاداته السياسية ومواقفه العملية لا يخدم هدف المساعدة في تصحيح الأخطاء, إن وجدت, ولا في التعامل الإيجابي مع ذلك النقد. وغالباً ما مارسنا نحن العراقيين أسلوباً حاداً وقاسياً في ممارسة النقد وأصدرنا أحكاماً مطلقة إزاء هذه القضية أو تلك وإزاء هذا الحزب أو ذاك. وهي ظاهرة غير حضارية وتعبر عن مستوى ثقافي غير مناسب لممارسة النقد من جهة, أو أن الكاتب يتعمد التجريح والإساءة للطعن بحزب معين أو شخص معين من جهة ثانية, عندها يخرج عن دائرة النقد ويوضع في خانة أخرى لسنا بصددها. ولكن يوجد في العراق نقاد جيدون وبكثرة يمارسون النقد للإصلاح والتطوير والإغناء والمساعدة في تجاوز الأخطاء أو الصعاب.

في مقالين متتالين نشرهما السيد سفيان الخزرجي خلال الأيام القليلة الماضي على صفحات الموقع الإلكتروني للحوار المتمدن, وقد قرأتهما بإمعان وروية, خرجت مع الأسف الشديد, ورغم احترامي لك رأي وموقف, برأي مفاده أن السيد الخزرجي لا يسعى إلى حوار نافع ومفيد, بل يوجه اتهامات غاية في القسوة وإلى استفزاز غير مبرر. إذ أن الاتهام بالخيانة العظمى ليس نقداً بل تهمة, وهي موجهة لسياسة الحزب في التحالف مع البعث في السبعينيات ومن ثم دخوله ومشاركته في مجلس الحكم الانتقالي. ومثل هذا الرأي لا يسمح بأي حوار معه, فهو حوار اللاحوار, إذ يقود بالضرورة إلى حوار الطرشان.
جاء ت ردود الفعل في معظمها متوترة, رغم أنها حاولت طرح وجهات نظر مختلفة. وهو تعبير عن وجود اجتهادات مختلفة في الحزب حول قضايا غير قليلة وهي ظاهرة صحية وديمقراطية, وليس في هذا أي ضير أو ضرر, بل فيه فائدة كبيرة.
كان الشيوعيون في السابق, وأنا منهم, يتناطحون بالنصوص, فأي منهم يريد إفحام الآخر وإقناعه برأيه جاء له بنص من ماركس أو إنجلز أو لينين, وفي فترات غير قليلة من ستالين مقطوع الجذور تجبر الآخر على السكوت, لأنها من نصوص الأربعة أو الثلاثة الكبار, في حين كان ولا يزال لا يجوز استخدام تلك النصوص لأنها كتبت أو قيلت في ظروف وشروط معينة, في حين نحن نواجه شروطاً وظروفاً أخرى مختلفة. ولهذا فالاستناد إلى ماركس وإنجلز ولينين أو تروتسكي أو ماو تسي تونك أو غيرهم لم يعد ذا فائدة, بل على الماركسيين بذل الجهد للتحليل وتبيان وجهة النظر في ضوء الواقع القائم واستناداً إلى المنهج العلمي الجدلي أو المنهج الماركسي.

أصدر الحزب الشيوعي العراقي تقييماً لسياسته في فترة تحالفه مع حزب البعث. وكان الحزب واضحاً في هذا الموقف. واليوم وكما رأينا هناك وجهات نظر متباينة. فليس في هذا كارثة وهو أمر طبيعي لا غبار عليه. ولكن الغبار يثار حين نستخدم كلمات رنانة غالباً ما تكون جوفاء, ومنها يأتي الرنين, الذي لا يغني ولا يشبع من جوع. تلك الكلمات تستفز مشاعر الآخرين دون أدنى مبرر. بما في ذلك الموقف من الاحتلال والدخول في عضوية مجلس الحكم الانتقالي. فوجود وجهة نظر لدى السيد سفيان الخزرجي يفترض أن تحترم, ولكن ليس من حقه اتهام الآخرين بالخيانة وهم غالبية القوى السياسية العراقية لأنهم وافقوا في العمل السياسي في ظل الاحتلال للخلاص من الاحتلال. إذ ينبري الآخر ليقول هل أن ترك الشعب تحت رحمة الإرهاب واستمرار الاحتلال هو المطلوب وعندها ألا يكون مثل هذا الموقف خيانة لمصالح الشعب وإدامة الإرهاب والاحتلال في آن واحد. هذا الطرح هو الآخر ليس بصحيح, إذ كلاهما متشنج. لكل رأيه واجتهاده وعلى الطرفين أن يمارسا النقد وليس التخوين.
أتمنى أن نعي جميعاً بأن أجواء المهاترات لا تفيد أحداً, ورغم أن الحوار المتمدن غير مسؤول عن رأي السيد سفيان الخزرجي, إلا أن موافقة الحوار المتمدن على نشر مقالات يمكن أن تطعن بقوى سياسية عراقية وتتهمها بالخيانة وتخرج عن المألوف في النقد البناء, يتجاوز النقد البناء ويتجاوز على حقوق الآخرين. وفي ظروف اعتيادية من حق الآخرين رفع الدعوى القضائية ضد مثل هذه الاتهامات.
أتمنى على السيد سفيان الخزرجي أن يعيد النظر بالاتهامات والإساءات, وليس بوجه نظره من الموقف من التحالف مع البعث باعتباره خطأً أو الدخول في مجلس الحكم الانتقالي باعتباره خطأ, إذ أن هاتين المسألتين تعبر عن رأي, في حين أن رمي الآخر بالخيانة هو اتهام يتطلب الذهاب به إلى المحاكم للفصل فيه. وإذا ما وجد موقفه خاطئاً أتمنى عليه أن يعتذر بشجاعة عن مسألة لا تمت إلى وجهة النظر بصلة. علينا أن نتعلم أساليب النشر الصحفي أو الإعلامي لكي نتجنب المضاعفات والإساءات والمهاترات.
كما أتمنى على الحوار المتمدن أن تلعب دورها في تشجيع الكاتبات والكتاب على استخدام لغة جديدة وأسلوباً جديداً في الكتابة والنقد لكي يبقى موقعاً عقلانياً وبناءً لحوارات بين جميع قوى اليسار.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المهمات التي تستهدفها المصالحة الوطنية؟
- لو كانت زمرة صدام حسين البعثية جادة لقدمت اعتذاراً إلى من غد ...
- هل أن العلمانيين ملحدون حقاً؟
- هل من إستراتيجية جديدة في السياسة العراقية؟
- تعقيب على تعقيب الأستاذ القاضي زهير كاظم عبود حول مقالي النق ...
- سعيد قزاز وإعادة كتابة التاريخ في العراق!*
- هل انتصرت هستيريا القتل الطائفي السياسي المتبادل في العراق؟
- هل من أمل وطريق لإنقاذ لبنان من حلبة الصراع الإقليمي؟
- العراق وغياب الدولة المؤسسية!
- ما الدور الذي يمارسه الشيخ الضاري في أحداث العراق الراهنة؟
- هل من سياسة جديدة للولايات المتحدة في العراق؟
- هل من علاقة بين التحالف الإيراني- السوري وتدهور الوضع الأمني ...
- هل من جديد في العلاقات العراقية الأوروبية ؟
- أقتلوني ومالك!
- هل بعض حكامنا في العراق هم من القتلة؟
- لجنة دعم الديمقراطية في العراق والمهمات الجديدة
- نعم للحوار والمصالحة, لا للإرهاب والموت اليومي في العراق!
- لكي لا نسمح لعصابات الجريمة السياسية والقتل بالجملة أن تربح ...
- حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن في العراق وبعض مهمات ...
- أحداث العمارة وناقوس الخطر المتكرر!


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - كيف يفترض أن يدار الحوار في إطار قوى اليسار العراق؟