أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - لو كانت زمرة صدام حسين البعثية جادة لقدمت اعتذاراً إلى من غدرت بهم طوال حكمها!















المزيد.....

لو كانت زمرة صدام حسين البعثية جادة لقدمت اعتذاراً إلى من غدرت بهم طوال حكمها!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جاء في تقرير بيكر-هاملتون بشأن البعثيين والقوميين ورموز صدام حسين ما يلي:
"تتطلب المصالحة الوطنية إعادة البعثيين والقوميين العرب إلى الحياة الوطنية, مع رموز نظام صدام حسين. على الولايات المتحدة أن تشجع عودة العراقيين المؤهلين من السنة أو الشيعة أو القوميين أو البعثيين السابقين أو الأكراد إلى الحكومة".
تطرح هذه الفقرة أفكاراً عديدة تحتاج إلى مناقشة وإبداء الرأي وعدم السماح لها بالمرور, إذ أنها تتضمن مسائل تسهم في إيذاء التوجه العراقي صوب المصالحة الوطنية والمجتمع المدني والدولة الاتحادية, إذ تثير من المشكلات أكثر مما تسهم في طرح الحلول وتعجيل المصالحة الوطنية المنشودة, مع ضرورة عدم نسيان الوضع الراهن المتأزم والإرهاب الدموي الذي تمارسه مختلف القوى المسلحة تحت مسميات مختلفة, ولكنها في الجوهر واحد, مع حصولها على دعم إقليمي ودولي غير قليل.
منذ سقوط النظام الصدامي اعتبرت القوى البعثية والقومية أن نظامها السياسي "القومي" قد سقط, وأن القومية العربية في خطر وأن الجماعات الكردية والشيعية هي التي تسيطر على الحكم ولا تريد مشاركة السنة, وأن هذه القوى شعوبية معادية لكل ما هو عربي. وقد تجلى ذلك في أكثر من بيان وموقف للقوى البعثية وبعض القوى القومية العربية الأكثر يمينية وتطرفاً وقررت حمل السلاح ومقاومة الوضع الجديد للعودة بالعراق إلى حكم الدكتاتورية البغيضة والممارسات العنصرية والطائفية المشينة والحروب المحلية والإقليمية.
فهي ورغم مرور فترة غير قصيرة على سقوط النظام لم تستطع هذه القوى, مع اختلاف موقف القيادة القطرية لحزب البعث في العراق المرتبطة بالبعث السوري المترددة في مواقفها بسبب موقف النظام السوري من الوضع في العراق, الاعتراف ببشاعة الحياة التي كان الشعب العراقي يعيش في ظلها في فترة حكم صدام حسين والسياسات التي مارسها على الصعد المحلية والإقليمية والدولية والمجازر الدموية المرعبة التي نظمها ومارسها بها وبغيرها من القوى والجماعات. بل بالعكس من ذلك رفعت السلاح وعانقت قوى القاعدة الإرهابية وكل المنظمات الإسلامية السياسية المتطرفة, ومنها هيئة علماء المسلمين لتشن عمليات عدوانية دموية قذرة ضد الشعب العراقي وتؤجج تدريجاً حرباً طائفية, شاركتها قوى ومليشيات شيعية طائفية أيضاً بحيث أصبح القتل اليومي أمراً اعتيادياً في العراق.
أما قائد هذه الطغمة المستبدة صدام حسين, فأنه وطيلة فترة محاكمته, لم نسمع منه كلمة تعبر عن وعيه الفعلي بما جره على الشعب العراقي من مآسي وكوارث ما يزال يئن تحت وطأتها وستستمر طويلاً. وبدلاً من الاعتذار للشعب العراقي عما اقترف من جرائم بشعة ومجازر دموية ضد الشعب الكردي وضد الكرد الفيلية وضد العرب الشيعة وما وجد من بشر في المقابر الجماعية وضد معارضيه من السنة, بل راح يحمل القرآن بيديه القذرتين مدنساً هذا الكتاب الحكيم, مدعياً الإيمان زوراً وبهتاناً, وهو الذي لم يخش الله حين صب على أهل حلبچة ومواقع كردستانية أخرى السلاح الكيماوي وقتل وجرح أهلها أو نظم بقية مجازر الأنفال أو حفر المقابر الجماعية للناس الأبرياء من العراقيين من جميع الأطياف السياسية المعارضة. لو كان هذا الصعلوك مؤمناً لقدم, منذ اعتقاله في تلك الحفرة النتنة, اعتذاره عما فعله طيلة حكمه, أو حتى قبل ذاك, للشعب العراقي بما في ذلك محاولة اغتيال ثم اغتيال رئيس وزراء أول جمهورية عراقية الشهيد عبد الكريم قاسم.
يشير التقرير إلى ضرورة عودة البعثيين والقوميين إلى المشاركة في الحياة الوطنية. ولكنه لم يكتف بذلك, بل أشار إلى رموز نظام صدام حسين. وهي المسألة الأكثر خطورة, إذ أن هذه الرموز هي بالذات التي ما تزال أيديها ملطخة بدماء العراقيين ويفترض أن تحاكم أمام القضاء العراقي. إذ لو كان التقرير قد اكتفى بالحديث عن البعثيين والقوميين العرب, لكان الأمر, وبحدود غير قليلة معقولاً, إذ ليس كل البعثيين أو القوميين العرب شاركوا بجرائم النظام الصدامي, كما أنهم ليسوا ضمن المسؤولين عن كل ما حصل في نظامه, بل أن جمهرة من البعثيين والقوميين العرب قد تعرضت للقتل والسجن والتعذيب والاضطهاد. وليس هذا الأمر بخاف على أحد. إلا أن دعوة رموز صدام حسين للمشاركة في الحكم لا تعني الحديث عن "عفا الله عما سلف" فحسب, بل يعني أيضاً عدم محاكمة الطغمة الباغية, في حين أن الوضع في العراق وتجارب الماضي تستوجب مثل هذه المحاكمة بغض النظر عن موقف الشعب بعد الانتهاء من تلك المحاكمات وإصدار الأحكام المناسبة بحقهم. وهذه الطغمة صغيرة ويستوجب على البعثيين الذي يدركون حقيقة ما حصل في العراق أن يتبرأوا من المجرمين القتلة ممن كانوا على رأس هذا الحزب, لا أن يعملوا لإعادتهم إلى الحكم.
إن الموقف العقلاني والحكيم يتطلب التمييز بين الذين لطخت أيديهم بدماء الشعب وبين الذين كانوا يرفضون تلك السياسات ولكنهم عجزوا عن تغييرها, وعجزوا عن النضال ضدها. وهذا الطرح ليس جديداً, إذ طُرح الموقف من الجمهرة الواسعة من البعثيين منذ فترة طويلة بعد سقوط النظام, على الرغم من وجود جماعة مغالية في مواقفها وتطالب بقتل البعثيين, وربما تعني كل البعثيين, وهو أمر خطير وغير مطروح أصلاً بالنسبة للقوى والأحزاب الديمقراطية العراقية, سواء أكانت عربية أم كردية أم غيرها.
والمغالطة الثانية في هذا النص من التقرير قوله: ”على الولايات المتحدة أن تشجع عودة العراقيين المؤهلين من السنة أو الشيعة أو القوميين أو البعثيين السابقين أو الأكراد إلى الحكومة".
ويمكن إبراز المواقف السيئة والخاطئة في هذا النص بالنقاط التالية:
1. لا يرى التقرير في العراق سوى سنة وشيعة وبعثيين وقوميين سابقين أو كرد, وينسى أن هناك جماهير واسعة من البشر في العراق ترفض أن تعامل على أساس الهوية الطائفية, بل هي جماعات مدنية عراقية, سواء أكانت عربية أم كردية أم تركمانية أم كلدان وآشورية. وهو خطأ فادح سقطت فيه الإدارة الأمريكية وحكومة بريمر منذ البدء وأدى إلى محاول تهميش القوى العلمانية أو القوى المدنية والأحزاب السياسية غير الإسلامية السياسية.
2. يدعو التقرير الكرد إلى المشاركة في الحكم, في حين أنهم من المشاركين الأساسيين والرئيسيين في حكم البلاد حالياً عبر قائمة التحالف الكردستاني التي تضم جميع الأحزاب السياسية المدنية في كردستان إضافة إلى الحزب الإسلامي الذي يشارك في الحكم في بغداد وأربيل. فمن هم إذاً أولئك الكرد الذين يراد إشراكهم في الحكم؟ أم أن التقرير يسعى إلى شق الصف الكردي, كما هو عليه الصف العربي والذي يعاني من انشقاقات واسعة وتفتت فعلي, حتى بين المدنيين منهم؟ هل يقصد التقرير تنظيم أنصار السنة الإرهابي الذي يشارك مع تنظيم القاعدة في عمليات القتل والتخريب؟ يبدو لي بأن الموقف الذي اتخذه تقرير بيكر-هاملتون غير ودي على أقل تقدير إزاء الشعب الكردي والقيادة الكردية وإزاء العراق عموماً ومستقبله, في حين أن فيدرالية إقليم كردستان وقائمة التحالف الكردستاني تشكل اليوم ضمانة مهمة لعدم التوجه صوب إقامة دولة دينية ثيوقراطية متخلفة في العراق على غرار ما كان في أفغانستان مثلاً. ولا شك في أن المشكلات القائمة بين الحكم في كردستان والحكم في العراق الاتحادي يمكن أن تعالج عبر الحوار والتوافق, سواء أكان موضوع النفط أم توزيع الموارد أم قضية كركوك التي تحدد حلها في مضمون المادة 140 من الدستور العراقي الجديد.
3. ويبدو لي أن تقرير بيكر-هاملتون لا يعترف بالقوى والأحزاب السنية المشاركة في الحكم, ومنها جبهة التوافق الوطني التي يترأسها الدكتور عدنان الدليمي, أو جبهة الحوار الوطني التي يترأسها الدكتور صالح المطلك. كما يبدو أنه يريد إشراك جماعة هيئة علماء المسلمين التي أيد رئيسها, الشيخ حارث الضاري, أخيراً تنظيم القاعدة واعتبرها جماعات مجاهدة ومناهضة للاحتلال. كان وما يزال الباب مفتوحاً للحوار والعمل السياسي لكل القوى العراقية شريطة أن تكف عن حمل السلاح وأن تكف عن تأييد قوى الإرهاب, ومنها تنظيم القاعدة.
إن تقرير بيكر – هاملتون يتضمن جملة من المواقف الإيجابية على الصعيد العربي والمحلي التي يفترض دراستها والتمعن فيها, ولكنه يتضمن في الوقت نفسه أفكاراً أخرى غير صالحة ولا تساهم في تعزيز دور الحكومة في العملية السياسية وفي عملية المصالحة الوطنية في العراق, كما في الفقرة التي حاولنا تفكيكها ومعرفة ما يراد منها.
إن على الحكومة العراقية الراهنة والقوى السياسية المكونة لها أن تطرح مشروعها الواضح لكي تستطيع مناقشة ما ورد في هذا التقرير, إذ أنه لا يزال مطروحاً كمقترح, لا يفترض الأخذ به كلاً أو جزءاً. ونأمل أن تتخذ القوى العراقية التي يهمها مستقبل العراق المدني الديمقراطي والاتحادي موقفاً موحداً وواضحاً إزاء جميع الفقرات الواردة في هذا التقرير.
16/12/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن العلمانيين ملحدون حقاً؟
- هل من إستراتيجية جديدة في السياسة العراقية؟
- تعقيب على تعقيب الأستاذ القاضي زهير كاظم عبود حول مقالي النق ...
- سعيد قزاز وإعادة كتابة التاريخ في العراق!*
- هل انتصرت هستيريا القتل الطائفي السياسي المتبادل في العراق؟
- هل من أمل وطريق لإنقاذ لبنان من حلبة الصراع الإقليمي؟
- العراق وغياب الدولة المؤسسية!
- ما الدور الذي يمارسه الشيخ الضاري في أحداث العراق الراهنة؟
- هل من سياسة جديدة للولايات المتحدة في العراق؟
- هل من علاقة بين التحالف الإيراني- السوري وتدهور الوضع الأمني ...
- هل من جديد في العلاقات العراقية الأوروبية ؟
- أقتلوني ومالك!
- هل بعض حكامنا في العراق هم من القتلة؟
- لجنة دعم الديمقراطية في العراق والمهمات الجديدة
- نعم للحوار والمصالحة, لا للإرهاب والموت اليومي في العراق!
- لكي لا نسمح لعصابات الجريمة السياسية والقتل بالجملة أن تربح ...
- حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن في العراق وبعض مهمات ...
- أحداث العمارة وناقوس الخطر المتكرر!
- ميليشيات جيش المهدي والدولة العراقية الجديدة!
- هل الشعب العراقي عظيم دون الشعوب الأخرى؟


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - لو كانت زمرة صدام حسين البعثية جادة لقدمت اعتذاراً إلى من غدرت بهم طوال حكمها!