سفيان نور الإسلام
الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 00:14
المحور:
القضية الفلسطينية
من مظاهر الفوضى في التعامل مع القضية الفلسطينية التعامل معها برومانسية و قدسية مبالغ فيها و اعتبارها قضية متعالية عن النقد و البحث و التحليل التاريخي و الإجتماعي، و عن الارتباط بالظروف الإقليمية المحيطة و الدولية المزامنة .
و قد تم تمديد هذه النظرة و الطريقة في التعامل على "المقاومة" التي وقع الخلط بينها و بين حماس حصرا، فصار انتقاد حماس يعتبر،عند الكثيرين، انتقادا (أو حتى رفضا) لمبدأ المقاومة نفسه في تصورهم، و هذا خطأ.
كل هذا منعنا، خاصة على المستوى الشعبي، من طرح الكثير من الأسئلة و الملاحظات و تقديم تقييم موضوعي لمسار القضية الفلسطينية و مختلف حركاتها الوطنية (ان صح استعمال هذه الكلمة هنا) و ربطها بظروفها المحيطة بها.
كما منعنا من مجرد التفكير في تقييم عمل "المقاومة" و علاقتها مع المحتل و الدول المحيطة و العربية و الأجنبية، و ما تقوم به من خطوات و التقدم الذي أحرزته في مسار التحرر الوطني و موازنة الأرباح و الخسائر المترتبة عن هذه الطريقة أو تلك في المقاومة.
كما لم نجرؤ على التفكير في الأسباب الموضوعية التي دفعت حماس إلى اطلاق الحرب الأخيرة في هذا التوقيت بالذات.
كل ما تسمعه عند إثارتك لمثل هذه النقاط هو
-إجابات عاطفية،رومانسية و حالمة، بعيدة عن الواقع و ترفض البحث في الكثير من التفاصيل.
-تخوين و توجس منك لأنك "تقف في صف العدو."
و وسط هذه الفوضى و العبث على المستوى الشعبي و على مستوى "النخب"، و النفعية على المستوى الرسمي يضعف موقف القضية الفلسطينية على الأرض يوما بعد يوم، على الرغم من مرور الكيان حاليا في أزمة، و بداية تزعزع مكانة حلفائه الدولية، إلا أنه لا يوجد من العرب، كلهم، من يفكر في استغلال هذا الوضع و تحقيق مكاسب لهذه الأمة و قضاياها على ما يبدو.
#سفيان_نور_الإسلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟