لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ري كركوك (دراسة مقارنه بين المخطط والواقع ) ج8

عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 12:29
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ري كركوك (دراسة مقارنه بين المخطط والواقع )
ج8
النتائج المستخلصة من دراسة واقع المشروع اليوم
بعد ان استعرضنا بالأجزاء السابقة تاريخ وفكرة المشروع ودراسة جدواه الاقتصادية ووصف لشبكة المشروع وطرق الري المستخدمة فيه وشرح حالة المشروع اليوم ومن خلال الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة مع كوادر ادارة المشروع والفلاحين المستفيدين منه مع المقارنة بين الواقع اليوم وماخطط له بالجدوى الاقتصادية وما كان مطلوب في دليل التشغيل والصيانة المعد من الشركات الاستشارية حول كيفية ادارة وتشغيل المشروع فقد خرجنا بالنتائج التالية
1-ان الظروف الحالية للعراق جعلت السلطة التنفيذية ضعيفة جدا حيث لاوجود لسلطه رادعه من قبل ادارة المشروع للفلاحين المتجاوزين فالسقي كيفي والخطة الزراعية ملغاة عمليا والكثافة غير محدده ولاوجود لأوراق المناوبة مع توقف واضح لتطبيق قوانين الري حقيقة علما انها اصبحت قوانين قديمة لأتلاءم الظروف الحالية للبلاد فمبلغ الغرامات للمتجاوزين زهيد جدا ولا يتناسب مع حجم الاضرار وليس له قوه رادعه للفلاح المتجاوز من تطور انواع التجاوزات بصوره مستفحلة واكثرها خطورة انشاء الاف بحيرات اسماك داخل المشروع مما ادت لاستهلاك كميات كبيره من المياه وخسارتها بالتبخر علاوة على ان هذه البحيرات رفعت مناسيب المياه الجوفية فتملحت اغلب اراضي المشروع
2-عدم وجود ارشفه دقيقه لمستندات وخرائط المشروع مع تلف الكثير منها خلال الاحداث التي مر بها العراق ولم تحدث لحد الان ولاوجود لا رشيف دقيق ولا بيانات ثابته للمشروع حيث نراها تتغير بين يوم واخر لأي طلب معلومات من قبل الجهات العليا فعلى سبيل المثال ماهي اطوال المبازل فيكون الجواب مثلا 1000 كم وبعد شهر يأتيك الجواب 1100 والغرض واضح اما عدم دقه او لأغراض اخرى يعرفها الراسخون بالعلم
3-عدم وجود معدات متخصصه لتطهير القناة الرئيسية من الترسبات وتبطين القنوات الترابية الكبيرة في المشروع حيث قامت ادارة الري باستخدام حفارات سلكيه بالقناة الرئيسية المبطنة بترب خاصه مما ادى لإزالة هذه التربة وبعدها انتشر نبات القصب بالقناة بصورة كبيره
4-عدم تشغيل منظومة السيطرة المركزية( الحاسبة الإلكترونية) او تبديلها بمنظومه جديده لحد اليوم .
5-عدم تدريب الكوادر على طرق ادارة المشاريع في وبقيت الكوادر القديمة هي التي تقود المشروع والتي غادر اغلبها بالتقاعد .
6-ان اغلب فلاحي المشروع كانوا بالأساس يزرعون الاراضي ديما(سقي بالأمطار)فقط فلم تكن لديهم الخبرة في مجال طرق الري مما اثر ذلك كثيرا على ارتكاب اخطاء واضرار كبيره ناتجه من قلة خبرة الري لدى الفلاح ولم يكن مستوى التوعية والارشاد بالفعال في بداية تشغيل المشروع ولم يتم تدريب الفلاحين على كيفية استخدام الطرق الحديثة في ري المشروع..
7-وجود مجالات لهدر المياه بصوره كبيره وخاصة لدى مشاهدات المصارف الرئيسية بسبب سوء التشغيل وسوء ادارة الحقول من قبل الفلاحين.
8-عدم القيام بإعمال الصيانة ولإدامة التشغيل مع عدم جدية كثير من اعمال الصيانة علما ان الصيانة لأي مشروع حسب الشروط والمواصفات الهندسية المتخصصة بالأعمال المدنية عموما قد حددت ان تكون تخصيصات الصيانة لأي مشروع نسبة مئويه من كلفة المشروع الكليه حسب نوع المشروع كصيانه سنوية.
9- انتشار ظاهرة الاحواض السمكية في اغلب اراضي المشروع مع انتشار نبات القصب والبردي والشمبلان في اغلب مبازل وقنوات المشروع
10- التجاوزات المتنوعة على شبكات المشروع كثيره وكارثيه علاوة على زراعة الكثير من محرمات القنوات والمبازل للمشروع مما اثر ذلك كثيرا عليها بالإضافة لوجود تجاوزات على النواظم.
11-نصب كثيرا من المضخات على القنوات الاروائيه وهذه ظاهره منتشرة في كل شبكة المشروع وهي مصحوبه بأضرار كبيره على قنوات المشروع وتشجع الفلاح على التجاوز على حصص الاخرين المائية
12-عدم قيام الفلاحين بالسقي الليلي مما ادى لهدر المياه وخاصة ليلا الى المصارف الطبيعية(الوديان)وأدى ذلك بدوره لانتشار القصب في هذه المصارف فجعل ذلك الكثير منها اشبه بالمستنقعات
13-عدم وجود مستلزمات السقي بالنسبة للري بالرش والسيحي حيث لا حضنا شخصيا قيام اغلب الفلاحين بترك القنوات المعلقة وتحويل المياه الى سواقي ترابيه لسقي حقولهم وكذلك عدم تجهيز معدات الري بالرش بصوره كامله لمحطات الري بالرش في المشروع.
14-عدم تبطين القنوات الترابية الكبيرة وخاصة الرئيسية وهذا بدوره يؤدي لهدر كميات كبيره من المياه (بالنزيز)مع الحاجه للصيانة لمثل هذه القنوات من جراء الترسبات ونموا القصب والادغال وان نفذ تبطين البعض منها لكنه بصوره غير جيده .
15-عدم امتلاك المشروع لأليات ومعدات الصيانة الخاصة والطبيعية لمثل هذه المشاريع
16-عدم وجود كادر جديد او متدرب يعمل في المشروع بل بقي المشروع يعتمد بالحقيقة على كوادره القديمة ولم يتم تعزيزهم بكوادر جديده لمواكبتهم واكتساب الخبرة منهم بل اعتمدت ادارة المشروع على الكوادر الوسطية القديمة وحتى الكوادر المتقدمة وبالخصوص المهندسين لا يخرجون لمواقع المشروع واقعا .
17-تجزأه واضحه للمشروع بين المحافظات والوحدات الإدارية للمحافظة الواحدة مع قلة الامكانيات البشرية التي تدير المشروع.
18-عدم تطوير المشروع او بعض مقاولاته بل العكس فالإهمال واضح لا دارة المشروع مما ادى هذا وسيؤدي مستقبلا لتدهور كبير لهذا المشروع.
19-سبق وان تحدثت عن الوسائل والتوصيات التي اشارت لها الشركات الاستشارية في المشروع والتي تخص التشغيل والصيانة وخاصة بدليلها المذكور سابقا والتي لم يعمل بها من قبل ادارات المشروع.
20- لم نلاحظ ولليوم الاهتمام بتشكيل جمعيات مستخدمي المياه من قبل ادارة المشروع وجميع دوائر الري في العراق عموما والتي هي اعتبرت جزء من الحلول المثلى حسب التوصيات العالمية لترشيد المياه حيث ان المستهلك للمياه (فلاح او اخرين)في حالة دخولهم في هذه الجمعيات سيكون جزء من كوادر التشغيل والصيانة للمشروع مما يرفع من اهتمامه به ومن خلال الواقع ان خطوات تشكيل هذه الجمعيات بطيئة جدا ولا تتناسب مع حجم المشكلة الكبيرة بالعراق اليوم وهي شحة المياه (علما ان تجربة الإدارة الذاتية التي نفذت قديما في المشروع وبنجاح وهي افضل من فكرة الجمعيات وهي تناسب عقلية الفلاح العراقي ) مع الملاحظة ان الاستشاري للعراق في هذا المجال اليوم(مجال جمعيات مستخدمي المياه) هو منظمة (جايكا)اليابانية والمتعاقد مع الدولة(مجلس الوزراء العراقي) وذلك لا جراء اختبارات الري ودراسة قانون تشكيل جمعيات مستخدمي المياه اسوة بالدول المتطورة في هذا المجال(كمصر والاردن) لغرض ترشيد استهلاك المياه بالري
21-عدم اكمال تنفيذ استصلاح الاراضي للمشروع باستخدام طريقة القنوات المعلقة وبقيت الترابية المبطنة لتوزيع المياه في شبكة المشروع وخاصة بالمرحلة الثانية

#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل