|
هل يمكن التصدي لموضوع تجارة المياه
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 16:38
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لا تعود مشكلة نقص المياه بالحقيقة في دول عديدة إلى قلة مصادرها بقدر ما تعود إلى سوء إدارتها من قبل الحكومات المختلفة. من عقود تسعى الدول الرأسمالية الإمبريالية العالمية لجعل المياه سلعه لقد جعل الله المياه بالطبيعة متوازنة وكافيه الا ان دول الإمبريالية تلاعبت بمقدرات الشعوب النامية من اجل جعل بعض الشعوب تشكوا من قلة المياه لكي تستطيع الدول الاستعمارية السيطرة على مواردها وثرواتها انه الاستعمار الجديد بأشكاله الجديدة والتي تصور المستعمر وكانه منقذ وانساني انها سياسة التجويع الناعم فلولا تدخل اميركا وخططها ومعها الصهيونية لما حدثت مشكلة مياه النيل ولا مشكلة دجله والفرات ونهر الاردن والحاصباني ان كل ما يحصل مخطط له بالمنطقة(الشرق الاوسط) وهو ضمن سياسة التجويع و الارضاخ والقبول بالتطبيع مع دولة الصهيونية العالمية التي تعتبر هي سلاح الإمبريالية العالمية بالمنطقة هناك سيناريوهات عالمية بدأ العمل بها من عقود وبقيادة دول إمبريالية رأسماليه ولا يتعلق الأمر بالمياه فقط بالمقام الأول لكنها تتعلق بحياة أكثر من مليار شخص بالعالم لا يمكنهم الحصول على مياه نظيفة صالحه للاستعمالات المتنوعة في حياتهم مما سبب موت ملايين البشر سنويا لذلك اصبح موضوع توفير مياه نقيه مهمه كبرى لدى الكثير من دول العالم التي تضع الإنسانية فوق كل امور اخرى قد يتصور البعض ان موضوع تجارة المياه كغيره من المواضيع التي يتداولها الناس لكن للأسف لا احد يعي خطورة الامور التي تنشر بالعالم اليوم على مواضيع المياه والشحة التي تجتاح العالم والحقيقة المخيفة هي ان موضوع المياه من الامور المهمة والخطيرة لكثير من شعوب العالم اليوم حيث يعانون من نقص المياه فاليوم يعيش سكان الكثير من دول العالم وهم يفتقرون الى المياه الصالحة للشرب والى النظافة مع انتشار الامراض بسبب نقص المياه فالكثير منهم اليوم لا يمتلكون المال لشراء قليل من المياه الصالحة للشرب او للاستخدامات الأمنه الاخرى واذا ما امتلك منهم القليل من المال لشرائه فهم يشترونه من معامل او من اصحاب ابار مائية او اصحاب معدات فلتره للمياه مع العلم ان اغلب هذه المياه ليست على درجه من النقاء ففي جميع أنحاء العالم اليوم يقدر اكثر من مليار شخص لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة وآمنة فالماء الصالحة له عواقب وخيمة بسبب الفقر ويسبب المرض والموت ان الكثير من الدول الفقيرة لا يستطيعون التغلب على مشكلة الحصول على المياه النظيفة مما اضطر اغلب حكومات هذه الدول الاستعانة بالمنظمات الدولية وطلب المساعدات لحل هذه المشكلة لذلك فان موضوع خصخصة ادارة و توزيع المياه أثارت الكثير من النقمة وقوبلت بمقاومة في أجزاء مختلفة من العالم وخاصة العالم الثالث رغم العمل بتجارة المياه يزداد يوما بعد يوم إلا أنه يمكن التصدي له عن طريق توعية الشعوب لمخاطر هذا المنهج ومن خلال حملات ثقافيه و إعلامية تفضح هذا الفكر وتفند حججه وتتصدى له بعلميه وبفكر واضح مع مشاركة الاشخاص والمنظمات (التي تتبنى فكر التصدي لتجارة المياه) بصوره جادة في مؤتمرات المياه الدولية وفي كل نشاطات يقوم بها فئات من المجتمع وخاصة رجال الدين حيث ان تجارة المياه تتناقض فعليا مع الشرائع السماوية التي أكدت على أن الماء حق طبيعي يعبر عن الحق في الحياه وهو هبة من عند الله فهو حق من حقوق الإنسان الأساسية *أكد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 على أن الماء حق من الحقوق الأساسية للإنسان وهو حق تكفله القوانين الدولية وقد ورد نصا صريحا في اتفاقية حقوق الطفل 1999. *أشارت لجنة الأمم المتحدة المختصة بالحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية (نوفمبر 2002) إلى الحق في المياه باعتباره أصيلا وأوردت الملاحظات العامة رقم 15 الصادرة عن اللجنة التي حملت عنوانا ذا دلالة (الحق في المياه)المادتان 11 و12من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك بما لا يترك مجالا للشك في ذلك وتضمنت هاتين المادتين مفهوم إدارة المياه في أنه لا يقتصر على البعد الاقتصادي فقط وينبغي اعتبار الوصول إلى المياه حق من حقوق الإنسان. لقد عملت العديد من الشركات في الولايات المتحدة لخصخصة المياه وتحويلها إلى سلعة تباع وتشترى. لكن الكثير من المجتمعات في العالم تقاوم اليوم عمليات خصخصة خدمات المياه وتجهيزها وهنالك جهود تبذلها المجتمعات في مكافحة سيطرة الشركات العالمية على موارد المياه. يفترض معظم الناس أن الماء الذي يستخدمونه من ثوابت الحياة وأنهم سيظلون قادرين على الحصول عليه بالقدر نفسه طوال حياتهم ولكن في حالة نجاح هذه الشركات في تحقيق مخططها سيصير الماء مجرد سلعة تتحكم فيها قوانين السوق والعرض والطلب وهم للأسف لا يعلمون الحقيقة وهي أن الماء العذب النقي محدود الكمية ويعد 1 في المائة من إجمالي حجم المياه في العالم وتؤدي العديد من العوامل إلى ندرة المياه مثل ضغط الزيادة السكانية وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية والتلوث وغيرها من العوامل المستجدة و يجعل كل هذا من الماء سلعة مربحة في الأسواق تتهافت على استغلالها الشركات الكبرى. * تتبع الشركات الكبرى والحكومات في الدول المتقدمة الطرق الملتوية والمظللة للمجتمعات البشرية لسرقة المياه عن طريق التحكم في مصادر المياه العذبة وشراء حقوق استغلال المياه الجوفية ومياه البحيرات وتحديد أسعار للمياه. فلو كان هدف هذه الشركات هو تقديم مياه نظيفة نقية فربما لا تكون هناك مشكلة في خصخصة موارد المياه ولكن الآن صار من الواضح أن الهدف الأساسي لهذه الشركات هو الربح المادي وليس تحسين خدمات توصيل المياه أو تحسين جودتها **لقد احتد النقاش حول موضوع جعل المياه سلعه في المنتدى العالمي الخامس للمياه في تركيا في مارس 2009وفشل في اعتماد إعلانه الختامي وهو يمثل أكبر تجمع (2300 فرد) وهو نوع من المؤتمرات الدبلوماسية التي تجمع بين الجماعات الحكومية الدولية على القمة ومستوى وزراء ونواب البرلمان فضلا عن المنظمات غير الحكومية ويعقد كل ثلاث سنوات. وقد فشل المنتدى في التوصل إلى الإعلان الختامي الذى يصدر عن الوزراء بسبب محاولة فرنسا وإسبانيا والعديد من بلدان أمريكا اللاتينية إدخال تعديل على الإعلان بإضافة جملة: (الحصول على مياه الشرب المأمونة) باعتبارها حقا من حقوق الإنسان بدلا من كلمة (حاجة للمياه)ولكن دون جدوى إلى الدرجة التي دفعت عشرين دولة للتوقيع على بيان احتجاج بما في ذلك فرنسا وإسبانيا سويسرا وجنوب أفريقيا وبنجلاديش.
وانتقد الإعلان وزير البيئة الفرنسي الذى أعلن ووصف ذلك بعدم وجود الإرادة السياسية وهو أمر ضروري لضمان المياه الكافية للشرب في الوقت الذى يعانى فيه نحو 80٪ في البلدان النامية من جميع الأمراض بسبب المياه الملوثة. لقد كانت بالفعل هناك احتجاجات ومظاهرات عنيفة ضد خصخصة المياه في جميع أنحاء العالم وهناك العديد من وكالات الأمم المتحدة عملت بنشاط كبير على معالجة إمدادات المياه في البلدان الفقيرة واليوم الكثير من الناس في العالم لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة وينظر معارضو الخصخصة بارتياب إلى إمكانية جني المال من احتياج الناس للماء والخوف من انه سيتم سحب هذه الضرورة الأساسية من الفقراء إذا كانوا لا يستطيعون دفع ثمنها. ودوما كان معارضو الخصخصة يجادلون بأن الماء هو حق من حقوق الإنسان يجب على الحكومات كافة توفيره لمواطنيها بأسعار مناسبة لقدرة الفقراء على الحصول عليه وبسهولة
المهندس الاستشاري عبد الكريم حسن سلومي الربيعي 20-4-2024
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهي الغاية والمبررات لخصخصة مشاريع المياه
-
رأي الاسلام في تجارة وبيع المياه
-
خصخصة خدمات وتجهيز المياه وخطورتها
-
السياسة ولعبة تثمين المياه
-
حياة الإنسان بخطر بسبب المياه
-
العرب ومشكلة المياه
-
المياه والتنمية الاقتصادية
-
هل يمكن مواجهة امر(نقص المياه) والتعايش معه
-
تغير المناخ واثره على موارد المياه
-
لماذا المياه سلعة
-
هل المياه سلعة ام خدمة
-
تجارة المياه اصبحت واقعا
-
بيع مياه الشرب اصبح واقعا بالعراق
-
الوطن العر بي وخصخصة قطاع المياه
-
دور المنظمات المالية العالمية بأزمات المياه وبتحول المياه ال
...
-
الاسباب الموجبة لخصخصة قطاع الموارد المائية
-
المياه تتحول الى سلعة في كل العالم
-
ماهي كفاءة استخدام المياه وإنتاجية المياه
-
مفهوم البصمة المائية ودورها بإدارة موارد المياه بكفاءة
-
المياه الافتراضية ودورها في مجابهة التحديات المائية في الشرق
...
المزيد.....
-
اليونيفيل ترصد -توغلات إسرائيلية في كل مكان- على طول الخط ال
...
-
روسيا: الغرب يقامر بآلام ومعاناة الملايين ويستخدمهم -أوراق م
...
-
إصابة أرملة روبرت كينيدي بسكتة دماغية
-
ليبيا.. الإفراج عن العقيد العجمي العتيري بعد احتجاجات واسعة
...
-
احرص على تناولها في وجبة الإفطار.. -أطعمة خارقة- تمنحك الطاق
...
-
الحرب بيومها الـ369: حملة عسكرية دموية و400 ألف تحت الحصار ش
...
-
عاصفة عنيفة تقتل أكثر من عشرين شخصا في البوسنة والهرسك
-
أول محادثة بين بايدن ونتنياهو منذ سبعة أسابيع.. ترامب سبقه و
...
-
حرب إسرائيل بغزة ولبنان.. فشل أمريكي ذريع
-
حليفا مصر.. رئيس الصومال يصل إريتريا لبحث تحديات القرن الإفر
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|