هل ثغرة كورسك استدراج للأوكران ؟

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المغامرة الأوكرانية بكورسك هو استدراج روسي لماذا؟ أولا لا يمكن للمخابرات الروسية أن لا تكون على علم بدخول قوات أوكرانية كبيرة العدد لأراضيها دون التفطن لذلك وهي في حالة يقظة وحرب. ثانيا الحرب كانت طويلة ومرهقة وبدأ الشارع الروسي يقلق ويتململ كما أصبح استقطاب المجندين عملا صعبا ولذلك ترك الروس المجال لهذه الثغرة في كورسك لتحفيز الروس وإثارتهم بالتاريخ حيث هجم الألمان في الحرب العالمية الثانية لاحتلال بلادهم من هذه البقعة بالذات وقد تغير مجرى الحرب في ذلك الوقت بهبة كبيرة وطنية من الروس مع إظهار صحة القرار الروسي في 2021 بدخول أوكرانيا لوقف توسع الناتو شرقا وتهديد الأمن القومي الروسي وهذه الورقة يبحث عنها بوتين تماما ليقول للروس هل صدقتم كلامي الآن فقد كنت على حق وبذلك يسهل عليه التقدم في الحرب وإعلان التعبئة العامة واستعمال جميع أنواع الأسلحة بما في ذلك حتى االنووية لأن وجود الدولة الروسية مهدد وله الآن مببر للداخل والخارج. فالبؤرة التي دخلها الجيش الأوكراني في كورسك متحكم فيها ويمكن دحره بسهولة وما يعطل التدخل القوي للجيش الروسي هو وجود السكان المدنيين الذين يقع ترحيلهم إلى أماكن آمنة. كما أن الجيش الأوكراني استعمل في هذه االعملية المباغتة النخبة من قواته وأقوى أسلحته وترك حتما فراغات في الجبهة الشرقية مما أتاح للقوات الروسية التقدم بسرعة كبيرة وتحسين مواقعها ومع القضاء على الأفراد والمعدات بعد قطع امداداتهم من المتوقع أن يطور الجيس الروسي هجومه لسومي ويستولي على أراضي جديدة لحماية أمنه وله الآن حجة كبيرة يمكن لبوتين ثعلب المخابرات تسويقها خاصة للداخل مما يمكنه من مواصلة الجهد الحربي بكل أريحية.وتجدر الإشارة أن الغرب لم يكن مزهوا بهذه العملية في داخل روسيا ولا يعرف الجدوى العسكرية من ذلك ومتخوف من رد فعل روسيا وبدأ يطرح الأسئلة حول مصير زيلنسكي الذي أصبح عبئا ثقيلا عليهم.

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل