كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 10:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تشترك الشعوب العربية كلها بميزة مثيرة للدهشة، وتنفرد عن بقية شعوب الارض باحتضانها للثورات والانقلابات، ومشاركتها بالفتن والدسائس والمؤامرات. يميل العرب دائما إلى التغيير نحو الأسوأ. لا يستقرون على حال حتى لو كانوا في نعمة عظيمة. وليست لديهم نظرة مستقبلية ثاقبة. .
خذ على سبيل المثال الثورة المصرية التي قادها ضباط من الجيش للإطاحة بالملك فاروق بذريعة الاستقلال والتحرر والارتقاء بمستوى الشعب نحو النهوض والإزدهار، ففرح الناس واستبشروا خيرا بالثورة والثوريين. ولم تمض بضعة أعوام حتى ابتلعت الثورة قادتها، وتآمر الثوريون على انفسهم، ثم اكتشف الشعب انه كان مخدوعا منذ عام 1952 وحتى يومنا هذا. .
كانت جامعة القاهرة في زمن الملك فاروق تتبوأ المراتب العالمية الأولي، وكان الطلاب يتوافدون عليها من بريطانيا والهند وإسبانيا واليونان ومن كل مكان، ليحصلوا منها على ارقى المؤهلات في العلوم والفنون والآداب. .
في زمن الملك فاروق كان الدولار الأمريكي الواحد اقل بقليل من 20 قرشا، وكان الجنيه المصري أغلي من الجنيه الذهب. كانت إنجلترا تقترض من مصر، وكانت مناجم الذهب من الثروات الوطنية المصانة بحراسات مشددة ضمانا لمستقبل الاجيال القادمة. .
كان إنتاجها الصناعي والزراعي والثقافي اعلى عشرات المرات من انتاج الصين واليابان والهند وتركيا. .
كانت سيارات الأجرة من طراز كاديلاك، وكانت القاهرة عاصمة الأزياء والموضة والسينما والمسرح والطباعة والنشر. وكان شباب أوروبا يبحثون عن فرص العمل في المدن والأرياف المصرية، ويتقاضون اعلى الأجور والرواتب. .
كانت خارطة مصر تشمل السودان والحجاز وغزة، وتبسط سيادتها البحرية على سواحل ومياه البحر الأحمر من خليج السويس إلى باب المندب، وتبسط نفوذها على حوض البحر الأبيض المتوسط من جزيرة مالطا حتى جزيرة قبرص. .
ونترك لك التحليل والاستنتاج لتتعرف على حجم الانحراف والتردي والهبوط والتدهور الذي عصف بتلك البلاد، وذلك بمقارنة حاضرها المظلم بماضيها المشرق. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟