الديمقراطية:اطار بدون محتوى ودورنا في بناء مجتمع إنساني

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)

الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

"الديمقراطية هي إطار بدون محتوى، ودورنا هو التفاعل الاجتماعي لإنتاج مجتمع إنساني." "عاهد جمعة القطيّب".
الديمقراطية هي إطار بدون محتوى، ودورنا هو التفاعل الاجتماعي لإنتاج مجتمع إنساني.
الديمقراطية هي نظام سياسي يعتبر حجر الزاوية في العديد من الدول الحديثة. يمكن تعريف الديمقراطية كنظام للحكم يشارك فيه الشعب في صنع القرارات السياسية واختيار قادته. الفلاسفة لديهم آراء متباينة حول الديمقراطية ودورها في بناء المجتمع الإنساني.
في الواقع، كان الفلاسفة الكلاسيكيون مثل أرسطو وأفلاطون متشككين في الديمقراطية، معتبرين إياها نظامًا ضعيفًا وغير مستدام. كانوا يعتقدون أن الناس غالبًا ما يتبعون رغباتهم الشخصية، مما يؤدي إلى عيوب في الحكم واتخاذ قرارات حكيمة. وهذا يعني أن الديمقراطية يمكن أن تؤدي إلى الفوضى والاضطرابات السياسية.
ومع ذلك، يرى فلاسفة آخرون مثل جون رولز وجون ستيوارت ميل أن الديمقراطية هي أفضل نظام لحماية حقوق الفرد وتحقيق المساواة والعدالة. يعتقدون أن المشاركة الشعبية في صنع القرار واختيار القادة تعزز الشرعية وتضمن توافق الحكومة مع مصالح الشعب.
من منظور فلسفي عميق، تعتبر الديمقراطية إطارًا بدون محتوى جوهري. هذا يعني أنها ليست فلسفة أو قيمة محددة بل توفر هيكلًا وإطارًا للمجتمع للتفاعل والتعاون في إنتاج مجتمع إنساني. تضمن الديمقراطية آليات للحوار والتفاعل الاجتماعي، مشجعة على الاستقلال والحرية الفردية.
كما تُعتبر الديمقراطية نهجًا لحل النزاعات واتخاذ القرارات بسلام وشفافية. توفر فرصًا للأفراد للتعبير عن آرائهم والمشاركة في العملية السياسية، مما يساهم في خلق مجتمع يركز على القيم الإنسانية ويحترم حقوق الإنسان.
ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن الديمقراطية ليست حلاً سحريًا لجميع المشاكل ولا تضمن تحقيق مجتمع إنساني بشكل كامل. قد تنشأ تحديات وصعوبات في تحقيق التوازن بين حقوق الفرد والمصلحة العامة، ويمكن استغلال الديمقراطية من قبل أفراد أو مجموعات لتحقيق مصالحهم على حساب المجتمع.

#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل