أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 04:49
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
ظلت المفاوضات بين الغرب وروسيا طي الكتمان لعدة أشهر وأفضت أخيرا إلى تبادل ستة وعشرين شخصا مساء الخميس فاتح غشت في تركيا.
في التفاصيل، سمح الاتفاق بالإفراج عن 16 شخصاً كانوا محتجزين لدى روسيا وبيلاروسيا، مقابل إطلاق سراح ثمانية روس معتقلين في الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج، فضلاً عن طفلين أنجبهما زوجان من الجواسيس.
أثار هذا الاتفاق، وهو الأهم منذ نهاية الحرب الباردة، ردود فعل عديدة في جميع أنحاء العالم.
في ألمانيا، كانت الملفات الشخصية للسجناء المتبادلين مدعاة للاختلاف قبل كل شيء: تم إطلاق سراح الصحفيين أو المعارضين السياسيين لفلاديمير بوتين من السجون الروسية والبيلاروسية.
تم تبادل الأشخاص مع جواسيس روس، وكاتت القضية الأكثر قابلية للنقاش هي أن عضوا في أجهزة المخابرات الروسية أدين بتصفية مقاتل شيشاني وسط برلين، تعتبره روسيا عدوا.
كان فاديم كراسيكوف هو السجين الذي أرادت موسكو إطلاق سراحه بأي ثمن.
وكتبت جريدة FAZ اليومية الألمانية يوم الجمعة أن عملية تبادل الأسرى هذه " خطأ فادح".
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن هذا التبادل " ذو مذاق مر "، معتبرة إياه "رسالة منحرفة" تم توجيهها إلى الشعب الروسي. وذهبت جريدة بيلد الأكثر قراءة في البلاد إلى حد القول: "أنقذ بوتين القتلة".
وكشفت انتقادات عززتها معلومات أخرى يوم الجمعة عن إمكانبة تبادل القاتل الروسي مع أليكسي نافالني. لكن المعارض الروسي لبوتين توفي في السجن في فبراير الماضي قبل اختتام المفاوضات بشأن هذا التبادل.
ودافعت الحكومة الألمانية عن نفسها معترفة بأن قرار مبادلة القاتل الروسي بسجناء آخرين كان أمرا معقدا. وأوضح المستشار الألماني أولاف شولتس قائلا: "كان الأمر صعباً لكننا أنقذنا الارواح".
كما أوضحت زميلته وزيرة الداخلية موقفها في مواجهة الضغوط. وأوضحت نانسي فيزرقائلة: "كان ذلك بمثابة تحقيق توازن بين المصالح المختلفة ". وأردفت: " في رأينا أن حرية وحياة السجناء في روسيا وبيلاروسيا أهم من إطلاق سراح شخص أدين بالقتل".
على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، شكرت الولايات المتحدة روسيا على صنيعها وهي ترحب بالسجناء الأميركيين المفرج عنهم بمن فيهم إيفان غيرشكوفيتش، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، المحتجز منذ مارس 2023 بتهمة التجسس والمحكوم عليه بالسجن لمدة 16 عاما.
في هذا الإطار، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "امتنانه الكبير " للمستشار الألماني على "التنازلات المهنة " التي قدمتها برلين.
وأوضح لاحقا أن ألمانيا لم تكن ترغب في البداية في إطلاق سراح القاتل الروسي المدان والمسجون على أراضيها.
وما تخشاه حاليا الأصوات المنتقدة للاتفاق اوالتي تتجاوز حدود ألمانيا، هو أن تعتقل روسيا سجناء سياسيين غربيين آخرين حتى تتمكن بشكل أفضل من مبادلتهم بعد ذلك.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟