أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - تأثيل خفيف لتأريخ علي شريعتي















المزيد.....

تأثيل خفيف لتأريخ علي شريعتي


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 16:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هذا تأثيل وتمحيص خفيف لأنساق التاريخ الشائعة عن علي شريعتي وهي أنساق متراوحة بين حالة تبجيل وتقديس في جهة الجمهورية الاسلامية وحالة تبخيس وقدح وذم في جهة تمجد الإمبراطورية الضامة لعدد من البلدان (فارس وبلوشستان وسيستان وخراسان وأذربيجان وزنجان وكوردستان وعربستان إلخ) وفي جهة ثالثة نسق آخر يركز على ملامح من سيرة علي شريعتي الشخصية والأكاديمية دون تعرض للسلبيات التي عقدت بنوع تفكيره أو تنظيراته.


1- تمازج وصراع الثقافة غرب أوروبا وثقافة مجتمعات الإسلام:

(أ) بعض جدليات فكرة الثورة في غرب أوروبا ومجتمعات الاسلام:
في عالم تسوده حرية التجارة مثلت خلاصات أعمال المرحوم العالم الدكتور علي شريعتي علامة فارقة جديرة بدراسات متنوعة كان علي إنساناً ألمعياً ولد في ايران عام 1933 وقبل ان يتوفي (مغتالاً) في إنجلترا عام 1977 ويدفن في دمشق كان إنساناً عالماً يمثل ضمن منظومة الفكر والنشاط الليبرالي جزئين ثقافيين متشابهين بمضمونهما الطبقي ومتنافرين في شكلهما السياسي. فقد كان علي شريعتي جزئاً من ثقافة البرحواز في الاسلام وجزئاً من ثقافة الاسلام وسط وأفكار البرجواز. ومن ديالكتيك تاريخي الجزئين توافقت عناصر التكوين الشرقي لعلي شريعتي وعناصر تعليمه الغربي واجتمعت بتنظيره لأفكار الثورة والحكم الشعبي وتبديل المنظومة الإمبراطورية بمنظومة جمهورية.

(ب) الصراع ضد الإستبداد وصراعات عمليات إطلاق وتحجيم وإكمال الثورات:
قام الدكتور علي شريعتي على خدمة واستعمال فكرة الثورة ضد جبروت الامبراطور (شاهنشاه) محمد رضا بهلوي ولكن ككل نجوم الطبقة الوسطى المنزعجين من الأمور الغرب الأوروببة المظهر واللغة ومظالم وكلائها الحكام اتجه نشاط الدكتور علي شريعتي لمحاولة التمايز والابتعاد الحضاري واللغوي عن المنظومة الأوروبية وما فيها من إستعمار ومفارقات دون انتباه الى ان الاوروبية بكل تفاصيلها المفيدة والضارة ليست كلها علة على سواء ظالم بل العلة في كل المجتمعات والدول على مختلف تنوعاتها هي الرأسمالية وهي علة لها جذور محلية في مجتمعات كل بلد ولها بيئة عالمية دولية وامبريالية تتبادل معها التغذية.

(ج) مجتهدين في التقرب إلى الحداثة والنفور من ثقافة دولها:
في نسق موضوع كبير يشمل "معاصرة معالم الإسلام وتأصيل إسلامي للحداثة الغرب أوروبية" اجتهد عدد كثير من الأئمة والأساتذة الأجانب والمسلمين منهم:

جمال الدين الافغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي ولويس ماسينيون وجاك بيرك ومكسيم رودنسون والاخوان علي و مصطفى عبدالرازق وعباس العقاد ومحمود شلتوت ومحمد اقبال وأحمد أمين وحسن الهضيبي وبديع الزمان النورسي ومالك بن نبي وحسن حنفي ومحمد لأروي ومحمود محمد طه ومحمود المراغي ومحمد عمارة ومهدي بازركان والصادق المهدي ومحمد باقر الصدر ومحمد أركون ومحمد عابد الجابري والصادق النيهوم ومحمد سعيد عشماوي وحسن الترابي وطه عبدالرحمن ومحمد ابوالقاسم حاج حمد إلخ وفي نفس موضوعات المعاصرة والتأصيل هذه اشتغل الدكتور علي شريعتي.


2- بعض معالم كلام علي شريعتي:
(أ) الفكرة المركزية:
من وفي مجتمع/مجتمعات ايران حيث يوجد تنافر طائفي اسلامي وتوترات إثنية/شعوبية اهتمت تنظيرات علي شريعتي بكشف وذم ودحض التطرف الصفوي والجبروت الأموي وبهذا الذم سعت إلى التقريب بين عموم الشيعة والسنة والاثنيات الايرانية المرتبطة بهم وجمع جماهير الطائفتين واثنياتهم على فكرة التحرر من سيطرة واستبداد الآخر ومن يمثلهم في الداحل والخارج.

(ب) الموضوعات الكبيرة وخلل منطقها:
ضمن نشاطه ضد الاستبداد اجتهد علي شريعتي في استخراج نظائر المواقف والتعبيرات الإجتماعية الغرب أوروبية في المنظومة الاسلامية وسعى في إستخراج أو كوثرة الأصول الإسلامية للقيم الإنسانية واحيانا كعادة كثير من كلام التجديد الاسلامي كان شريعتي يرد بعض معالم التقدم الغرب أوروبي إلى نشاط الأوروبيين في استثمار أفكار إسلامية ويرد بعض البؤس في مجتمعات الإسلام إلى طغيان إستعماري أوروبي وانبهار وكسل في مجتمعات المسلمين وحكامهم الذين صاروا مجرد مقلدين للغرب. وهو كلام ساكت يعجز منطقه عن تفسير عدم تأثر الطرف الاوربي بسلبيات مجتمعات الاسلام وعدم تاثر مجتمعات المسلمين بموجبات وفضائل مجتمعات غرب أوروبا.

(ج) مفتاح شريعتي المركزي لكسر الكسل والخضوع والخوف في مجتمعات المسلمين:
تميز اجتهاد علي شريعتي بتقديم وشرح جامع لبعض معالم علم الإجتماع وبعض معالم علم السياسة وبعض معالم التاريخ الاسلامي وفتحها على بعضها ككلمة سواء تقود الجموع إلى نوع إسلامي من شعارات الحرية والإخاء والمساواة يكسر جبروت و طغيان الإستبداد.

ككل اجتهادات التغيير المواشجة لثقافة الطبقة الوسطى، في مختلف دول العالم خلى هذا الاجتهاد الفرنسي التعلم من أي تركيز على الجذور الطبقية أو على النتائج الطبقية لظهور وإستولاء البرجواز على شعارات الحرية والإخاء والمساواة التي ارتفعت على الصراع الطبقي في فرنسا وبها تحكموا في تنظيراتها وتفسيرها وفي دولتها الفرنسية ومجتمعاتها وفي موارد ووسائل معيشة غالبية سكانها الكادحين الذين استخدمهم البرجواز في كسر جبروت الحكم الملكي بل نقلوا الناس بعملية الثورة من سيطرة الملوك الى سيطرة البنوك.



3- ابتعاد ميثولوجيا المظلومين والظالمين عن أيديولوجيا الصراع الطبقي:

(أ) عرض نتيجة بدون عرض سببها الجذري:
في فترة 1959 1969 تكونت الثقافة الغربية لعلي شريعتي في فرنسا التي كانت في تلك الفترة عامرة بمظاهر الصراع الطبقي ومختلف أنواع الكلام الجمهوري واليساري وبين عام 1970 1973 اجتهد الدكتور علي شريعتي في حسينيته في إوضاح ووشج أفكار العدالة الإجتماعية والثورة والنضال الشعبي وفق اطار امثالي مالوف عن صراع الأمة المظلومة والمتطهرة من المظالم والحاكم الظالم.

بهذا التفكير العميق القصص والسطحي التحليل المركز على تضاد مظاهر حياة الطبقتين مظاهر الثراء والرخاء في حياة الإقطاعيين والرأسماليين ومظاهر بؤس وفقر الكادحين أهمل أشهر منظري الثورة في إيران وصاحب الكلام الكثير عن "دور المثقف" أهمل اوضاح وتبيان السبب الاقتصادي السياسي لتفارق الدخول المالية رغم خمول المسيطرين على موارد ووسائل الإنتاج في جهة وزيادة نشاط الكادحين القائمين بالإنتاج! كما لم يهتم بتفسير الفرق بين نوع حياة الطبقة المالكة ونوع حياة الطبقة الكادحة وكونه ناتجاً من سيادة وشرعنة وتقنين الامتلاك الفردي لموارد ووسائل الإنتاج الإجتماعي.

مثل كثرة من متكلمي الطبقة الوسطى أهمل الدكتور علي شريعتي التحليل الطبقي للمظالم وربطها باستبداد شخصية الحاكم وبطانته فبدلاً للتحليل الطبقي اهتم بأسلمة عناصر وكليات الايديولوجيا الجمهورية أو الوصول إليها عبر علامات تقود إلى قبول الفكرة الجمهورية في الثقافة الاسلامية في مجتمعه الايراني المقدس لفكرة طاعة الحاكم.

(ب) طبيعة مقدسة لنسف فكرة مقدسة:
لنسف تقديس طاعة الحاكم نشط الدكتور علي شريعتي في إنتقاء وتحليل الافكار والقصص والعبارات ونوابض الذاكرة النفسية للمجتمع الايراني ودزءه الفارسي الشيعي وأولياءه من آيات الله الذين ينحدر
كثير منهم من أصول عربية من آل بيت الرسول (ص) دون ان يأبه باوضاح وشرح أهم تفاصيل الصراع الطبقي في إيران وغالبية دول العالم وهي مسألة تملك بعض الأفراد لموارد ووسائل الإنتاج في المجتمع وإنفراد طبقتهم الأقلية بالسيطرة على معيشة وحياة الغالبية.

(ج) نجمه وسط الأمية والتقديس والقمع:
بتزامن مع تطورات الأوضاع ومع أو رغم تأجيله شرح تفاصيل تكوين عملية الإستغلال الطبقي وتركيزه على اوضاح وادانة مظاهر الظلم نجح شريعتي المؤسلم للايديولوجيا الجمهورية في تقريب العلمانيين والاسلاميين الايرانيين إلى الايديولوجيا الجمهورية وارتصافهم معاً ضد الآيديولوجيا الإمبراطورية وكما النار في الهشيم ذاع اسمه وانتشرت بعض أفكاره بفعل طباعة وتوزيع بعض أقواله ذات الصيغة/الايديولوجيا الجمهورية وتداولها كمنشورات تبشر بفجر قريب.

في فترة اعتقاله في 1973 الى 1975 تحول اسم الدكتور علي شريعتي الى نجم من الصعب مناقشة آرائه وبعد وفاته (قتيلاً) في انجلترا عام 1977 تحول مقامه عند غالبية الايرانيين الى شهيد وأصبحت مناقشة آرائه في مناخ الصراع مع الامبراطور خيانة وقلة أدب.


4- نتيجتين نقيضتين من اجتهاد علي شريعتي:
بعد وفاته عام 1977 تحولت آلة الدعاية في باريس ومدن إيران إلى تبجيل منفرد لآية الله الخميني ومجموعة العلمانيين الذين أحاطوا به في باريس وهم نفسهم كانوا من المحيطين بعلي شريعتي ولبعضهم تعاملات مع المخابرات الفرنسية والأمريكية. بمهارة استخدم هؤلاء البراجيز الصغار ماكينات النسخ وكاسيتات التسجيل الصوتي لتأجيج الحالة الثورية بصور ومقولات الخميني مع خط ابتعاد وإبعاد مقاليد الثورة بالتدريج عن النقابات وعن الجمعيات وعن التنظيمات الشيوعية مركزين على إحداث تغيير جزئي في شكل الحكم وإلغاء الجزء الإقطاعي من المنظومة الليبرالية.

بذلك التأجيج زادت أنشطة وقدرات وشجاعة الثوار وتضعضع جبروت المنظومة الإمبراطورية وتفارقت جهود ساستها وعسكرها و إدارييها و انفضحت تضليلات دعاياتهم ونجح الثوار في تغيير شكل التحكم الليبرالي من شكل امبراطوري إلى شكل جمهوري من ثم بقى بنيان الاستغلال الطبقي كما هو الا قليلاً بل ان الشكل الجمهوري تم جبره بحكم مطلق آخر لكن باسم جمهوري اسلامي جديد تم تقديس رأسه بإسم "مرشد الثورة". وبهذا صارت أفكار على شريعتي مصدرا لتفريغ الثورة بعد أن كانت مصدر تغذيتها.

انتهى النص



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تناقض الجذريين والإصلاحيين
- أمن البحر الأحمر
- الحاجة لتصورات مختصرة
- تأثيل الغابة والصحراء
- شقا الليبرالية العلماني والإسلامي
- تأثيل العمال والمحافظين
- ما هو الميزان الصحيح؟
- أهمية تكامل العملية الثورية
- الصوفية والسلام
- تمحيص خفيف لكلام فرزعة الحزب
- رحلة ذهن من العاشات الى التأثيل
- معالم فهم النخبة لوقف الحرب والسلام
- الخراب زاد ضرورة التغيير الجذري في العمل السياسي
- نقطة من الصراع الطبقي في الأحزاب الثورية
- الزراعة، أزمة في أوروبا وإزدهار في الصين
- ضد الماركسية الغربية
- جزء من تأثيل الآيديولوجيا
- النخب والليبرالية أساس للأنانية ونزاعاتها
- إضرار بعض الكلام القومي بالكلام الاشتراكي
- لمحات من تاريخ الإدارة الأهلية


المزيد.....




- صحف عالمية: تحديات هائلة أمام إسرائيل وليبراليوها يعيشون معض ...
- -حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تريد استغلال يوم 7 أكتوبر ل ...
- القضاء الفرنسي يحدد 15 أكتوبر موعدا لإصدار قراره حول طلب الإ ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي: لا للتهميش والاقصاء للجهة الشر ...
- الشيخ قيس الخزعلي: من يحكم الكيان الان وهو اليمين المتطرف هم ...
- التقدم والاشتراكية والشيوعي الفيتنامي يبحثان تعزيز التعاون و ...
- أبو عبيدة: نثمن بكل اعتزاز الحراك الشعبي العظيم في اليمن الح ...
- نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟
- جورج عبد الله مناضل لبناني مسجون بفرنسا منذ عقود
- عام على «طوفان الأقصى» و«حرب 7 أكتوبر» / «الديمقراطية»: بالم ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - تأثيل خفيف لتأريخ علي شريعتي