أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الليلة الأخيرة في المخيم














المزيد.....

الليلة الأخيرة في المخيم


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 8048 - 2024 / 7 / 24 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


(1)
محاولاته المكثفة في عصر مخه على أمل فهم حوار الأرنبة الأم البيضاء مع خرانقها الصغار هو الامتياز الوحيد للحداثة في هذا المخيم.
لديه بضعة ثواني فقط ليخبئ كتاب (مزرعة الحيوان) عن عيون أرانبه، وبمساعدة قوى سرّية غامضة تمكن من الهرب مجددا من حلمه فجر اليوم، واستيقظ من فوره.
والى الجحيم جميع أطباء التيك توك، ودجالو الفيسبوك، فلم يشرب بضعة أكواب من الماء البارد من أجل كبده، وأمعائه. بل، مدّ أصابعه وأشعل أوّل سيجارة له في يومه الذي يعرف تفاصيله مثل راحتي يديه.
كان متيقنا أن وقت اللجلجة قد فات، وحان وقت البلع. فالفم مفتوح بالآه على آخره، والأمعاء ترقص على أكتاف يتيم.

(2)
الآن! أفهم بشكل أفضل سبب مصادرة حراس باب نظام مخيم جم مشكو زجاجات العرق البعشيقي مساء أمس، فالنُسّالةُ لا تعتبر خسارة في عرف الأرانب.
ففي صباح اليوم لم يكتف باللعن والسبّ، بل تعمد (كسر) جميع حروف كلماته الوسطى لزيادة قوّتها عشرة أضعاف. فما بالك لو شرب كفايته من حليب السباع ليلة أمس؛ بالتأكيد موجة الصدمة حتى على آخر زاوية من آخر خيمة في آخر قاطع للنازحين من ذوي الثياب البيضاء كانت ستكون عنيفة.
لا يهمني أن تكون هذه القصّة واقعية أو من خيال جورج أورويل. يكفي أن تكون مأثورة في مجتمع الأرانب يتناقلونها في جحورهم في أوقات القيلولة. وهي بذلك تدل على اعتقادهم الراسخ بأن أثواب أهل الجنة ناصعة البياض.

(3)
يقول له الكوجك: أمامك سكة سفر!
هشَ وبشَ وأعتزم على الفور أن يتحقق فيما إذا كان غنيا! ولا يحمل على كتفيه الكثير من الغبار.
قالت له زوجته ـ التي أقسمت برأس خدلياس بأنها لو هاجروا الى ألمانيا يوما ستتطلق منه، وان لم تجد من تتزوج به ستعيش مع عائلة من الأرانب في حجرة فحل أرنب أنيق:
ــ يا زوجي العزيز لو تأخرنا في الخروج سنختنق، ولو خرجنا بسرعة سنغرق.
ــ معك حق يا امرأة، فمن الصعب العثور على قدمين شابين.
ــ غمغم خرنق لطيف قائلا:
"ربمّا عليكم انتظار قدوم شقيقي الخرنق حامل الرقم الخامس والسبعون؛ لتفهما منه ما كتبه صاحب المزرعة".



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليّ الوردي وعنصريته ضد مكونات المجتمع العراقي الأيزيديون أن ...
- بتلات الورد 4
- الاسرة في المجتمع الايزيدي الالماني
- من وحي الفرمان
- حوار
- أناشيد أيزيدية
- الأربعاء بين مطرقة الجمعة وسندان الأحد
- اطلقوا سيقانكم للريح
- شنكال ملجأ أيتام أبناء الشمس
- اعترافات شبح اجتاز درب الحزن الشنكالي
- في البحث عن الدين الأيزيدي التاريخي
- على درب جيمي سافيل
- بين العود الأبدي لدى نيتشه والاعتقاد بالتناسخ عند الأيزيدي
- بتلات الورد 2024/1
- مع نيتشه في كهف زرادشت/2 تخير الموت
- مع نيتشه في كهف زرادشت/1
- التغريب في رواية (تحت سماء داعش)
- دخان بلا نار
- مع الفن الشنكالي
- في انتظار شرفدين.. في إنتظار نادية مراد


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الليلة الأخيرة في المخيم