اندلاع أعمال عنف مناهضة لسوريا في تركيا ومظاهرات سورية مضادة

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 12:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

أثار اعتقال رجل سوري يشتبه في قيامه بالتحرش بفتاة صغيرة من أقاربه تخريبا حقيقيا للمحلات التجارية التابعة للجالية السورية في مدينة قيصري الأناضولية. وامتد العنف إلى مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد وأثار أيضا احتجاجات مناهضة لتركيا على الجانب السوري من الحدود. أعلنت الشرطة التركية، الثلاثاء 2 يوليوز الجاري، اعتقال 474 شخصاً، فيما لقي سبعة أشخاص على الأقل حتفهم في الجانب السوري.
يسيطر الخوف على أوساط الجالية السورية في تركيا منذ يوم الاثنين فاتح يوليوز. أشعلت أنباء اعتقال رجل سوري يشتبه في تحرشه بطفلو تبلغ من العمر خمس سنوات، النيران في مدينة قيصري في الأناضول، وسط تركيا، حسبما أفادت سيلين بيير ماجناني،
مراسلة إذاعة فرنسا الدولية في إسطنبول.
وتم تنظيم حملات عقابية في الأحياء التي يسكنها اللاجئون السوريون. كما تم تخريب المحلات التجارية، بل وحتى حرقها، وجرى تداول العديد من الشعارات المعادية للأجانب على شبكات التواصل الاجتماعي.
في هذه الأجواء من الفوضى، أعلن وزير الداخلية التركي، يوم امس الثلاثاء، أن السلطات التركية ألقت القبض على 474 شخصاً شاركوا في أعمال الشغب المناهضة لسوريا. وأشار صحافييعمل في وكالة فرانس برس إلى أن الشرطة عززت أيضا الإجراءات الأمنية حول القنصلية السورية في اسطنبول.
- أعمال عنف في عدة مدن من جميع أنحاء البلاد
امتدت أعمال العنف إلى مدن أخرى في البلاد، بما فيها إسطنبول. فمنذ الحرب في سوريا ، استضافت البلاد عددا كبيرا من السكان السوريين، بلغ عددهم حاليا 3.2 مليون شخص، من أصل 85 مليون نسمة في تركيا. ورغم استقبالهم بشكل جيد في البداية، إلا أن التوترات حول اللاجئين السوريين في تركيا تصاعدت في السنوات الأخيرة، في سياق أزمة اقتصادية خطيرة.
دعت ولاية قيصري السكان إلى ضبط النفس، موضحة في بيان صحفي أن الطفلة ضحية التحرش، البالغة من العمر خمس سنوات، تحمل أيضًا الجنسية السورية.وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين موجة العنف الأخيرة ضد مجتمع كبير من اللاجئين السوريين في تركيا.
كانت القضية السورية موضوع انتعاش سياسي خلال الانتخابات الأخيرة في تركيا، وكانت المذابح قد وقعت بالفعل، ولا سيما في منطقة ألتينداغا في أنقرة، في عام 2021. ويأتي هذا الانفجار الجديد للعنف في الوقت الذي لا تزال فيه الجالية السورية تعيش في خوف من عمليات الترحيل التعسفي على الحدود والتي تزايدت في السنوات الأخيرة.
- أعمال عنف في سوريا ضد المصالح التركية
رداً على ذلك، اندلعت اشتباكات في المناطق الحدودية التي تسيطر عليها تركيا بين المتظاهرين وحراس المواقع التركية. قُتل سبعة أشخاص هناك في شمال سوريا، وفقاً لتقرير جديد قدمه يوم الثلاثاء 2 يوليوز الجاري مصدر طبي ومنظمة غير حكومية.
تظاهر مئات الأشخاص يوم الاثنين في عدة بلدات سورية في هذا الشريط الحدودي، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، رداً على الهجمات التي نفذتها في اليوم السابق مجموعات من الرجال ضد البضائع والمحلات التجارية السورية في قيصري بوسط البلاد.
واندلعت المظاهرات المناهضة لتركيا في وقت واحد تقريبا في 15 نقطة مختلفة. ولوحظ أن عفرين، المعقل الكردي السابق، كانت الموطن الرئيسي لهذه المظاهرت. كما اندلعت اشتباكات كبيرة غرب حلب، في المناطق التي يسيطر عليها جهاديو هيئة تحرير الشام، حسبما أفاد بول خليفة، المراسل الإقليمي للإذاعة سالفة الذكر. وكانت الأهداف المفضلة للمتظاهرين، الذين حمل بعضهم السلاح، هي المواقع العسكرية ورموز النفوذ التركي، ونقاط العبور الحدودية بين البلدين، فضلاً عن الشاحنات والآليات المسجلة في تركيا.
- حركة عفوية أم منظمة؟
السرعة التي انتشرت بها الحركة الاحتجاجية، بطريقة عمل مماثلة عموما نفذها المتظاهرون، تثير عددا من التساؤلات حول الطبيعة العفوية لهذه المظاهرات. وحتى لو كانت صور العنف المناهض لسوريا في تركيا قد أثارت غضب جزء كبير من سكان حلب وإدلب، فإن حركة بهذا الحجم تتطلب الحد الأدنى من التخطيط والتنظيم.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق خاص، بعد أيام قليلة من تصريحات اعتبرها الرئيس رجب طيب أردوغان تصالحية لنظيره السوري بشار الأسد . سيكون الخاسرون الرئيسيون من التقارب السوري التركي المحتمل هم الأكراد والجهاديين. وفي مناطق نفوذ هذه الجهات بالتحديد وقعت أهم الاشتباكات.
المرجع: https://www.rfi.fr/fr/moyen-orient/20240703-en-turquie-de-violences-anti-syriennes-%C3%A9clatent-les-syriens-r%C3%A9pliquent-avec-des-manifestations-meurtri%C3%A8res

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل