|
التنوير الديني والماركسية عند محمود محمد طه .( الحلقة الأولى )
فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 7996 - 2024 / 6 / 2 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان حضور الفلسفة في كتابات محمود محمد طه ضعيفا بسبب انغراس فكره في الدين ، ويبدو أنه غير مطلع على الفلسفة عامة ومنها الفلسفة العربية ، وعن سؤال من هم المفكرون الذين تأثرت بهم يجيب بأنه لم يتأثر بأحد وأنه تأثر فقط على صعيد المنهج بالنبي محمد وبأبي حامد الغزالي الذي قرأ له بعض أقسام كتابه إحياء علوم الدين ، كما يقول إنه قرأ القليل مما كتب ماركس ولينين وبرتراند راسل ، وناقش في بعض ما كتبه فكرة السببية و مفهوم المحرك الأول لدى أرسطو 1. وهو كثيرا ما يحدد دوره على أنه مبشر بالإسلام وداعية إليه ، باعتباره أرفع من أي دين آخر وأية فلسفة كانت ، فـ "التبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشر، من سعة العلم بدقائق الإسلام، وبدقائق الأديان، والأفكار، والفلسفات المعاصرة، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز امتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة، وعلى كل دين، بصورة تقنع العقول الذكية" 2 ونلمس ذلك الحضور بالسلب غالبا ، خاصة من جهة رده على الفلسفة الماركسية ، وهو لا يعود الى الفلاسفة الا لماما ، ومن هنا فإن تنويره الديني قد نشأ على هامش الفلسفة ، واذا كانت علاقته بالفلسفة تتجلى رئيسيا من خلال رده على الماركسية فإننا ارتأينا بحث هذا الجانب بالذات. تعتبر الماركسية امتدادا للتنوير ، بل إنها تنظر الى نفسها من خلال جورج بوليتزار على أنها الوريثة الوحيدة لفلسفة الأنوار3، ويُذكر أنه اذا كان عمانويل كانط قد نظر الى الأنوار باعتبارها بلوغ سن الرشد4 فإن ماركس يعتبر ذلك الرشد متضمنا في نقد الدين بنقد الأساس الاجتماعي الذي يمثل هالة له4، وربما هذا ما يفسر اقتراب محمود محمد طه منها ، وإن بصورة لا تخلو من التلعثم والارتباك، مثلما سنرى ، خاصة من زاوية افتتانه بنقد الماركسية للبؤس الاجتماعي. تناول طه الماركسية من موقع تنويري ، بمعنى أنه أراد تنوير مريديه بخصوصها ، أي إيضاح أفكارها كما نقدها ، حيث نراه يقدم إحدى محاضراته الى مستمعيه على النحو التالي " محاضرة هذه الأمسية إنما هي للتنوير فيما يخص الفكرة الماركسية ." 5 التنوير يعني هنا الإحاطة بالماركسية تحليلا ونقدا ، وهو ما يعني أن التنوير عنده لا يتم أحيانا في علاقة بالدين وحده ، الذي قاله إنه يسعى الى تنوير العقول بخصوصه ، وإنما بالفلسفة أيضا ، أو بمدرسة من مدارسها على الأقل ، أي بنظريات وأفكار ومفاهيم مختلفة يطرح الواقع المحيط به أهمية فهمها ، وهذا التناول يتأرجح بين القبول والرفض . والمرجح أن دافعه الى ذلك انتشار الماركسية في السودان والبلاد العربية عامة وقتها ، فقد كانت في أوج مجدها غداة هزيمة 1967 وفقدان القومية العربية بريقها ، فبدت كما لو كان زمنها قد حان ، اذ كانت رياحها العالمية عاصفة في صين الثورة الثقافية و غابات فيتنام وأدغال أمريكا اللاتينية وانتفاضة ماي 1968 الباريسية ، ولا شك أن طه كان يتابع ذلك بقلق كداعية ديني ، وهذا ما نجد صداه في كلماته التالية " (الماركسية) ، هي فلسفة كارل ماركس ، الرجل المشهور .. ملء السمع ، وملء البصر ، في الوقت الحاضر."6 نظر طه الي الماركسية باعتبارها تمثل خطرا داهما وجب التصدي اليه قبل فوات الأوان ، بمعنى أننا معه أمام رد فعل على ما كان يعد الشيوعية في زمانه ، وهو الذي اتخذ إزاءها موقف الرفض للوهلة الأولى، فضلا عن التنبيه الى نزعتها الهيمنية فـ " الشيوعية الدولية ليست صديقة لأحد" 7، وهى تسعى برأيه الى " بلشفة العالم والحكم عليه وعلي العرب المسلمين، بالخزيّ والعار، أبد الدهر.. ولكن هيهات!! هيهات!! فإن الله لبالمرصاد لكيد الخائبين " 8 وهذا الموقف يتناغم وموجة العداء للشيوعية التي كانت سائدة في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص وقتها ، ووجدت لها صدى في بلدان كثيرة أخرى ، منها السودان ، لدى سياسيين و مفكرين ، رأوا فيها تهديدا للهويات القومية والأديان والملكية الخاصة الخ .. وكان محمود محمد طه من بينهم ، ومن هنا تم رفضها غالبا من تلك المواقع الهووية والطبقية . وهو يدفع بموقفه هذا الى أقصاه معتبرا أنها " عدوة حتى لنفسها " ولا يفوته التنبيه الى أنها تتسلل عربيا من بوابة المسألة الفلسطينية 9 لذلك يدعو الى تجريدها منها ، فقد وجدت فيها مدخلا وفرصة لتغتال الحرية في الأرض كلها بحسب رأيه، وأنه على العرب استعادة قضيتهم والسير بها على طريق الحل فيعترفون بإسرائيل ويكسبون بذلك الرأي العام العالمي، وبذلك ينفذون واياها القرارين الدوليين الخاصين بالتقسيم وإعادة اللاجئين ، وهو بهذا ينزاح من النقاش الفلسفي الى النقاش السياسي . و لئن بدا في أحيان كثيرة قريبا من النظرة الأمريكية الرسمية الى تلك المسألة فإنه يحاول اتخاذ موقف متوازن من أمريكا والاتحاد السوفياتي ، داعيا العرب الى التفرغ ليباشروا مشكلتهم الحقيقية، وهم معتدلون، مستقلون عن السير لا في ركاب الكتلة الشرقية، ولا في ركاب الكتلة الغربية. بما يذكر بالشعار الاسلاموي التقليدي : "لا شرقية ولا غربية "، في إحالة الى هوية اسلامية هلامية. وبتتبع ما كتبه نلاحظ أنه كان أشد قسوة على الشيوعية الدولية سياسة منه على ماركس فلسفة ، لذلك فإن آراءه حول الماركسية نجدها رئيسيا في تحليله ونقده لفلسفة ماركس ،لأجل هذا سرعان ما يترك الشيوعية كسياسة لكي يتجه ناحية الأسس الفلسفية التي تقوم عليها، مبينا أن سندها هو الفلسفة الماركسية اللينينية ، ولكن السياسة لا تغيب جراء ذلك ، بل إنها تظل تمارس حضورها بقوة من حيث هي الغاية من الدحض الفكري للماركسية ، فهو يرى وجوب الذهاب الى ما هو فلسفي وابطاله في الماركسية لكف يدها سياسيا ، بمعنى أن ذلك المدخل الفكري إنما تحركه غائية سياسية ، وهي الأهم لدى طه المسكون بالتمكين لرؤية إسلامية جديدة بين السودانيين أولا ، والعرب والمسلمين ثانيا . ومن هنا يتجه الى نقد نواتها الفلسفية ممثلة في الديالكتيك ( المادية الديالكتيكية ) ، ملخصا ذلك في جملة من المبادئ التي تتخذ منها نقطة ارتكاز لها ، ومنها قولها بأن الفكر / الوعى ، انعكاس للواقع / الوجود الاجتماعي، وأن ذلك الواقع يتجلى من خلال حركة العناصر ، بما في ذلك صراع الطبقات ، وأن تلك الحركة حتمية ميكانيكية ، وهذه الحتمية موجودة فيها تلقائيا ، بينما هي برأيه خلاف ذلك فهي مخلوقة وتتبع إرادة محيطة وعقل كلى، أي إنها قادمة من خارجها ، قاصدا بذلك الله ، لذلك يقول متحدثا عن الماركسيين " هم لا يعترفون أن هذه الحتمية تنبعث عن ارادة محيطة، في عقل كلي، هو الذي يخلق الطبقية، والتاريخ، ويصنعهما" 10، وهو بهذا يحتكم في نقده لها الى الدين ويزنها بميزانه ، كما هو بيَن من عنوان محاضرته نفسها المتحولة فيما بعد الى كتاب ( الماركسية في الميزان ) . ويتوغل طه في هذا الضرب من النقد، واصفا فلسفة كارل ماركس بأنها سطحية ، لانقطاع الصلة بينها وبين الله ، فـ " قد كان ماركس فيلسوفاً (عملياً) .. و لقد لجت به (عمليته) هذه حتى أصبح نبتاً أرضياً ، صلته بالسماء واهية ، و فروعه في الأعالي قريبة .. و بذلك فقد أصبحت فلسفته سطحية ، بصورة مؤسفة " 11، وواضح من هذا النقد أن غياب الروح الفلسفي لديه جعل كلامه مفتقرا الى العمق الفكري، من حيث كونه مثل حكما انطباعيا ، فطالما فقدت تلك الفلسفة صلتها بالسماء فإنها سطحية ، ومصدر الأسف كما هو واضح انقطاع تلك الصلة ، ولو كان ماركس " مؤمنا " لوصف طه فلسفته بأنها عميقة ولسار ربما على دربه ، فهو يذهب الى الفلسفة دون فلسفة ، مُتدرعا بالدين وحده ، ومن هنا تلك الأحكام الايمانية التي تجعل ذلك التنوير محدودا في علاقة بالفلسفة ، بينما نرى العكس في علاقتة بالدين ، حيث المامه كداعية به وتفقهه في مبادئه ومعتقداته ، .فتنويره فاشل فلسفيا ، ناجح دينيا ، لأسباب نحاول هنا إدراكها. يتصدى طه لمشكلة عادة ما يتهم الماركسيون بها وهى الدغمائية / الوثوقية ولكنه يضع هنا ماركس جانبا متحدثا عن الماركسيين فـ " ماركس ، إذا ما وضع في إطاره الحقيقي ، و الطبيعي ، كفيلسوف مرحلي ، يصبح مقبولاً ، و محموداً ، فيما أدى من خدمة مرحلية في تطوير المجتمع البشري .. أما إذا وضع كفيلسوف لجميع الأزمنة ، كما يدعي الماركسيون ، فإنه لا ينهض ، و لا يقوم ، إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس." 12 ، غير أنه يصنع هنا زعما ، وهو أن الماركسية تقول إن ماركس صالح لكل الأزمنة ثم يتصدى بعد ذلك لإبطاله 13، علما أن ماركس كان قد تبرأ من الدغمائية مرارا ، منتقدا الدغمائين ، من ذلك قوله " إننا لا ننظر الى العالم بتفكير دغمائي، بل لا نريد تشكيل العالم الجديد الا من خلال نقد العالم القديم. فلقد كانت للفلاسفة الى اليوم حلول جاهزة لجميع الألغاز في أدراج مكاتبهم الخاصة، فما على هذا العالم الغبي، الغريب، الا أن يفتح فمه لكي يلتقط الحمام مشويا." 14 ، وكان علي طه وهو يتناول فلسفة ماركس بالبحث العودة اليه على وجه الحصر ، لا نقده تارة من خلال مواقف الشيوعية الدولية وطورا من خلال ما يدعيه " ماركسيون " لا نعلم حتى من هم ، فطه لا يسميهم ، وماركس نفسه لا يقول إنه فيلسوف عابر للزمان ، بل إن طه يصل أحيانا وفق نزعة تقريرية الى انطاق ماركس بما لم يقله ، اذ كتب مثلا: " أنا افتكر أن كارل ماركس في جميع نقطه التي أسس عليها اشتراكيته العلمية قد حجب عن كونها مرحلية ، واتخذها كالمستديمة وبني عليها مستقبل التطور.". 15وهذا ما لا نعثر علي ما يدعمه لدى ماركس فمجتمع المستقبل وقد أدرك لحظته العليا تكون الاشتراكية فيه قد أخلت السبيل أمام الشيوعية ، والحزب الشيوعي والدولة الاشتراكية يكونان قد اضمحلا، وتلك اللحظة لا يمكن كما قال كارل ماركس التنبؤ بدقة كيف سيكون الحال فيها على مختلف الأصعدة . والخيط الذي تنتظم وفقه أفكاره في تناوله لفلسفة ماركس بالتحليل والنقد هو ذاك الذى ينبع من الدين من جهة ، ويصب في غاية سياسية من جهة ثانية ، فهو تبصير مريديه بخطر الماركسية كما قلنا ، اذ هناك خوف من انتشارها ، معتبرا إياها المقابل الضديد للإسلام، حيث يقول: " في الميدان ، في الوقت الحاضر ، هناك فكرتان الفكرة الماركسية ، و الفكرة الإسلامية" 16، معتقدا أن الإسلام وحده يمكنه منازلة الماركسية ، أي إنه يتعامل معها من موقع السجال الأيديولوجي، حيث تتغلب الخطابة على البرهان بالمعنى الرشدي ( ابن رشد ) ، وجراء ذلك يغيب غالبا الفهم والتحليل . و نعثر على ملامح تلك النزعة السجالية في التعصب الى الأيديولوجيا الدينية واعتبارها تمتلك قدرة كلية على دحض الفلسفة الماركسية دون سواها ، حيث نقرأ: " لا يمكن أن يكون في العالم هناك فكرة تنازل الفكرة الماركسية ، و تصححها غير الإسلام " 17وتلك النزعة حجبت عنه الكثير مما كان يمكنه رؤيته في الماركسية فظل كلامه حولها أيديولوجيا 18، فهو يتعامل مع الدين والفلسفة من خلال الماركسية كما لو كانا من نفس الجنس والحال أنهما مختلفان على هذا الصعيد ، كما أن تلك النزعة حالت دونه والاطلاع على فلسفات أخرى كان يمكنه توسلها لنقد الماركسية ، بما يحقق له نقد الفلسفة بالفلسفة لا الفلسفة بالدين . وفي ثنايا ذلك الاهتمام يجد نفسه في مواجهة قضايا فلسفية معقدة من جهة فهمها ، كما من جهة شرحها لعموم الناس الذين يخاطبهم ، فهو داعية دين وليس فيلسوفا ، ومن هنا ندرك سعيه الى التعبئة الأيديولوجية أكثر من سعيه الى الفهم العلمي، ولكنه ويا للمفارقة يحاول نزع صفة العلمية عن الماركسية ، مبينا أن وصفها بتلك الصفة إنما مقصده تحقيق التباين مع صفة أخرى وهى اليوتوبيا التي وسمت اشتراكية مختلفة ، سادت قبل الماركسية ، ونعني الاشتراكية الطوباوية ، ومن هنا التشكيك في تلك العلمية ، فهي متأتية فقط من محاولة التباين مع تلك الاشتراكية ، لا من العلم نفسه . يتبع ..... الهوامش. محمود محمد طه، الثورة الثقافية، و نلفت عناية القارئ هنا إلى أننا سنعتمد في الإحالة على كتب طه ما تضمنه الموقع الالكتروني الخاص بذلك وهو : http://www.alfikra.org/books مع الملاحظ أنه لا يذكر دار النشر غالبا . 2يقول جورج بولتزار :" من واجبنا أن نعرف الدور التاريخي لفلسفة الأنوار فأصلها وتطورها يبينان بصورة لا تقبل الجدال على الصعيد العلمي ، أننا نحن الشيوعيين ورثتها الحقيقيون و الوحيدون الذين يواصلونها بالمعنى التاريخي للكلمة " . G. Politzer. La philosophie des lumières et la pensée moderne https://www.marxists.org/francais/politzer/works/1939/phi_lumieres.htm p1
3كانط ، ماهي الأنوار ؟ ضمن : تأملات في التربية ـ ما هى الأنوار ؟ ما التوجه في التفكير ؟ مرجع سابق. 4 يقول كارل ماركس : " ان الانسان يصنع الدين وليس الدين هو الذي يصنع الانسان ، يقينا ان الدين هو وعي الذات والشعور بالذات لدى الانسان الذي لم يجد بعد ذاته أو الذي فقدها ، لكن الانسان ليس كائنا مجردا جاثما في مكان ما خارج العالم ، الانسان هو عالم الانسان ، الدولة ، المجتمع وهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين ، الوعي المقلوب للعالم ، لأنهما بالذات عالم مقلوب " ، نقد فلسفة الحقوق عند هيجل ، نقله الى العربية ياسين الحافظ ، ورد ضمن ماركس / أنجلس ، حول الدين ، بيروت ، دار الطليعة ، 1981، ص 33. 5محمود محمد طه ، الماركسية في الميزان ، ألقيت هذه المحاضرة سنة 1968 وتحولت الى كتاب. 6 محمود محمد طه ، الماركسية في الميزان . 7 نفس المصدر ، يقول الحزب الجمهوري في كتاب : ناقوس الخطر، السودان مستهدف من الشيوعية الدولية ، الذي من المرجح أن طه هو كاتبه ما يلي : " إننا ندق ناقوس الخطر بشدة، لننبه شعبنا ليأخذ حذره من كيد الشيوعية" أنظر الرابط الالكتروني للكتاب : :https://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=142&chapter_id=2 8 المصدر نفسه . 9 يرد في المصدر نفسه ما يلي : "ما الذي جدّ حتى يعتبر السادات خائنا بتوقيعه هذه الاتفاقية، وحتى تمتد لعنة الخيانة فتلحق السلطة في السودان؟ " ناقوس الخطر ، السودان مستهدف من الشيوعية الدولية ، وقد بارك الحزب الجمهوري زيارة السادات للقدس وتوقيعه السلام مع إسرائيل ، بينما وقف ضد دول الرفض بالقول:" إنّ دول الرفض التي تقود المعارضة لاتفاقية السلام إنما هي مخلب قط للشيوعية الدولية" أما نقابة المحامين السودانية فقد اعتبرها الحزب نقابة ماركسية لأنها نددت بتلك الزيارة ووقفت الى جانب جبهة الرفض والاتحاد السوفياتي. والجدير ذكره ان الحزب لا يزال على موقفه ذاك فقد أصدر يوم 6 فيفري 2021 بيانا يسير في نفس هذا الاتجاه ، قال فيه : " إن لقاء السيد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بيوغندا لا يهولنا ولا يدهشنا في الحزب الجمهوري ، الذي نادى زعيمه الأستاذ محمود محمد طه بالصلح مع اسرائيل قبل أكثر من نصف قرن ، عندما كان العداء مع اسرائيل في الشرق الأوسط في أوجه ، والتهويل من التعامل معها يمنع حتى الخواطر من التحرك تجاهها (. ...)نعم للسلام والتطبيع مع اسرائيل على أن يأتي من باب المؤسسة وليس الفرد " أنظر نص البيان هنا : https://almjra.net/2020/02/8903. 10 محمود محمود محمد طه ، مشكلة الشرق الأوسط . 11 محمود محمد طه ، الماركسية في الميزان . 12 المصدر نفسه. 13أثار كلام طه عن الماركسية جدلا في السودان ومن بين من ناقشه في أقواله تاج السر عثمان الذي كتب : "يصف الأستاذ محمود محمد طه في كتابه "الماركسية في الميزان" ص 3-4 ، ماركس بأنه "فيلسوف لكل الأزمنة " ، ومعلوم أن ماركس نفسه لم يدع أنه فيلسوف لكل الأزمنة ، بل استفاد من منجزات الفلاسفة السابقين مثل: هيوم، كانت ، ديكارت، فيورباخ، هيغل . الخ، وعرض ماركس اكتشافه حول المفهوم المادي للتاريخ ( ...)، كتخطيط عام ، وليس كفلسفة أو عقيدة جامدة ، أو ليست بديلا للدراسة الملموسة لكل مجتمع لمعرفة سماته وخصوصياته بهدف تغييره.لا ندعى، كما أن ماركس نفسه لم يدع، بأنه " فيلسوف لكل الأزمنة"، حتي أنه كان يقول لزملائه أنه "ليس ماركسيا" ، بمعني لا تحولوا نظريتي أو تخطيطي العام للتاريخ الي فلسفة أو عقيدة جامدة تصلح لكل زمان ومكان." تاج السر عثمان ، كيف تناول الأستاذ محمود محمد طه الماركسية ؟ موقع الحوار المتمدن https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583572 14 كارل ماركس ، رسالة الى روج بتاريخ سبتمبر 1843 نقل عبدالسلام أديب ، موقع الحوار المتمدن .https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637791 15محمود محمد طه ، الماركسية في الميزان ، ص 28 . 16 المصدر نفسه. 17 المصدر نفسه. 18 تجاوز حسن حنفي على سبيل الذكر هذه المعضلة في كتابه التراث والتجديد بأن نظر الى الماركسية لا باعتبارها فكرا وافدا وإنما من حيث هي منهج للتحليل وذلك بقوله " الماركسية وإن ظهرت في واقع معين الا أنها نظرة علمية للواقع وتعبر عن متطلبات البلاد النامية لا عن طريق الوفود بل بتحليل واقعها المعاصر " حسن حنفي ، التراث والتجديد ، موقفنا من التراث القديم ، بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الرابعة ، 1992 ص ص 180 ,181.
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس : حيرة أوربية أمريكية .
-
هجوم وهجوم مضاد .
-
معركة تونسية .
-
ايران و - اسرائل- وأسئلة المواجهة .
-
استقالة من اتحاد الكتاب التونسيين .
-
بورقيبة ومساجينه وسجنه.... الرئيس والفلاق
-
أرونداتي روي كاتبة هندية تمشي مع فلسطين .
-
مؤتمر ثقافي عربي لمواجهة المأساة الفلسطينية.
-
انتخابات محلية في تونس : دلالات واستنتاجات .
-
التفاهة والاعلام والسياسة.
-
يجب ايقاف هذا العقل عن العمل عشرين عاما .
-
الفلسفة والنقاب في تونس.
-
تونس : ايقاف بث برنامج ثقافي من طرف التلفزيون الرسمي .
-
عشر أطروحات سريعة عن الصداقة .
-
تونس الشابة لا تحيا دون أمل .
-
حرق القرآن في السويد ومنع الماركسيين من دخول أمريكا .
-
فرنسا المتمردة .
-
ماذا يجري في روسيا ؟
-
حنبعل القذافي.
-
اتحاد الكتاب التونسيين: صراع الجديد والقديم
المزيد.....
-
حرق ضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه باللاذقية
-
كاتس خلال زيارة إلى الحدود مع الأردن: إيران تحاول أن تفتح جب
...
-
إطلاق صواريخ من القطاع وخامنئي يؤكد: ما حدث في سوريا خطط له
...
-
مسلحون يشعلون النار في ضريح حافظ الأسد ـ بالفيديو
-
الكرملين: روسيا أنجزت مهمتها في وقت من الأوقات في مساعدة سور
...
-
روسيا.. إحياء الذكرى الـ85 لتأسيس شركة -ميغ- للطائرات الحربي
...
-
رصد عاصفتين عملاقتين قد تغيران مظهر كوكب المشتري بشكل جذري!
...
-
الخارجية الروسية: لدينا منطلقاتنا الخاصة لرفع -هيئة تحرير ال
...
-
بعد سقوط الأسد.. هكذا تحول -حاجز الرعب- بدرعا لمحطة للتعاون
...
-
جبل الشيخ و-حرمون-.. بوابة جبلية تطل على حدود 4 دول
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|