أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - خربشة حول فلسطين و-ديانة الحرب العالمية الثانية-















المزيد.....

خربشة حول فلسطين و-ديانة الحرب العالمية الثانية-


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 22:54
المحور: كتابات ساخرة
    


هل من حقنا أن نقول "لا" دون أن نعامل معاملة الشاة الجربة؟ الجواب عن السؤال يفند كل مزاعم البشر اليوم عن حق التعبير وحرية الضمير. هل من حقنا أن نقول أن ما فعلته داعش جيد؟ الجواب سيكون بالتأكيد لا، لماذا؟ أولا لأن تلك الأفعال عندنا الدليل على وقوعها والذي لا يرد، وثانيا لأنها أفعال سيئة. ثنائية "الدليل والحكم" هذه يجب أن تحكم كل مواقفنا، وإن غابت خسرنا وربما فاتنا كشف وهم حرية التعبير والضمير. تبقى مشكلة عويصة في هذه الثنائية، وهي الحكم، من من حقه الحكم ولماذا علينا القبول بذلك الحكم. الجواب يكون أن أفعال داعش إجرام وتعدي مباشر على كل حقوق الغير المخالف وأولها حقه في الحياة، والعالم لا يجب أن يقف ساكتا، بشر يقتلون ويضطهدون ظلما ولو قلنا العكس من حق من حكم أن يطالبنا بمراجعة أبسط مكونات إنسانيتنا. لكن ماذا لو "أنكرت" وجود صدام حسين أو عبد الناصر؟ أي أقول وأعقد منابر لأثبت أن الشخصين لم يوجدا أصلا وكل ما رأيناه وقرأناه وسمعناه كان أكاذيب صنعتها السينما والاذاعات والتلفزات؟ هل من حقي قول ذلك؟ أي هل من حقي إنكار حقيقة لا يكمن إنكارها؟ شارل ديغول، هتلر، الحرب العالمية الأولى والثانية، نابليون إلخ كل هذه خرافات وشخصيات أسطورية لا دليل على وجودها؟ الجواب سيكون مثلما سبق "الدليل والحكم": كل الأدلة ضدي والحكم سيكون أني أزيف ما لا يمكن تزييفه. لكن، هنا، هل ما قلته ودعوت إليه يستوجب السجن؟ طردي من عملي؟ اضطهادي؟ قتلي؟ إذا كانت عندي قناة فضائية، هل يجب غلقها؟ من المفروض نعم، لأنه لا يمكن أن يسمح بتدمير وعي مجتمعات بأكاذيب لا يسندها أي دليل، وهو من قبيل منع تدريس الخرافات كعلوم في المدارس، ولأننا إذا سمحنا بذلك فتحنا الباب لتدمير كل ما وصلت إليه البشرية اليوم. المنع هنا، يقبل وعندنا عليه الدليل الذي لا يرد، لكن ماذا عن آلاف الفيديوهات على اليوتوب التي تتكلم عن الأرض المسطحة الثابتة؟ لماذا لا تمنع وتغلق تلك الحسابات؟ الجواب أنها تترك لتلصق بكل من يشكك في "حقيقة" من حقائق الأيديولوجيا الحاكمة والغريب كيف تقبل الشعوب مزاعم مضحكة كربط من يرفض أيديولوجيا "ترانسجندرة المجتمعات" بالأرض المسطحة مثلا. هذا إذا كان الدليل القطعي موجودا، لكن ماذا عن القضايا الخلافية؟ لا أحد يستطيع إنكار حدوث الحرب العالمية الثانية لكن ماذا عن أحداثها وتفاصيلها؟ إذا كان التاريخ الذي نعيشه اليوم ويحدث أمام أعيننا يزيف، فهل يعقل أن نثق فيما تدعيه أطراف متحاربة؟ وإذا كان التاريخ الرسمي رواية المنتصرين، فهل من حقنا التساؤل عن حقيقة ما ينسب للنازيين؟ سؤالي الأخير في الغرب وخصوصا غرب أوروبا وبالأخص فرنسا وألمانيا يشبه من ليس "طعن" في الصحابة والسنة فحسب بل من بدأ يحوم حول القرآن. هل قول الأقاويل وبالدليل في القرآن حق تعبير وضمير؟ الجواب لا في الدول التي يحكمها، ونعم "خجولة" في الدول التي لا يحكمها لأن ذلك "قد يضر المسلمين" ويدخل تحت مسمى الاسلاموفوبيا. هل نسف أكاذيب الحلفاء عن الحرب العالمية الثانية وبالدليل حق تعبير وحرية ضمير بل وواجب علمي وأخلاقي؟ الجواب لا لأن ذلك ردة حضارية إلى عصور الظلام ويستحيل قبول ذلك، ونعم خجولة في الدول الاسلامية وعادة ما يقال أن "الاسلاميين" المؤمنين بنظرية المؤامرة هم من يقولون ذلك لأن الأنظمة لا تفعل بل وتدرس الأكاذيب في مدارسها وكلياتها وكأنها حقائق تاريخية لا تناقش، والذي يقول ذلك أغلب من يوصفون بالتنوير والعقل والعلمانية. هنا عندنا "ثنائية الحكم والدليل"، الحكم تقريبا يتفق عليه الأغلبية لكن هل هذه الأغلبية تعلم الحقيقة؟ الجواب قطعا لا، وعلى كل من يدعي غير ذلك أن يسأل نفسه: ماذا تعرف عن الموضوع؟ هل درسته؟ أي درست الرواية الرسمية ثم المعارضين لها وقارنت وحكمت، الجواب لن يبتعد عن "إما -لا- وإما كذلك -المؤمن الذي يرد الشبهات-". أحوم أكثر وأقترب أكثر من القرآن من قدس الأقداس: لا يمكن أن يقبل بشر أن تباد أقلية ما في بلد ما فقط بسبب قوميتها أو دينها، لا نقاش في ذلك، وهذا الحكم، لكن أين الدليل؟ ماذا لو تلك الأقلية لم تحدث لها تلك الابادة؟ ألن يتغير العالم بأسره؟ وعلى مستوى الشخص ألن يعيد حساباته في كل ما يعتقد به؟ مهما عظمت الفكرة ومهما كان عدد المؤمنين بها ثق أن تفنيدها -إن كانت أكذوبة/ خرافة- سيكون أسهل من قولك صباح الخير، من المفروض أن كل من تجاوز دينا إلى غيره أو تجاوز الأديان برمتها يعرف ذلك جيدا. المقارنة بالقرآن ليست سخرية بل حقيقة، لأننا مع الحرب العالمية الثانية وجرائم النازيين نتكلم عن دين لا عن تاريخ، التاريخ يناقش وكل يستطيع تفسيره مثلما يريد والدليل يبقى الحكم، لكن الذي عندنا أن النقاش ممنوع (ممنوع البحث فيما جرى بين الصحابة) وأنك يجب أن تؤدي الشهادة على المنابر وإلا كفرت وأقيم عليك حد الردة (أي أنت نازي) وتعلم العقيدة في كل زمان ومكان (في التعليم والأفلام والمسلسلات و...) وعندها كعبة يجب أن تزار حتى من الفرق الرياضية وأيضا لمن كفر وتاب (أوشفيتز) ويتاجر بالقضية الساسة في حملاتهم الانتخابية فهذا يرتدي كيبا وذاك يزور الكعبة والآخر يعد بالعمل على أمن وأمان العرق المقدس وهكذا، من أهم الأدلة على أن المسألة صارت الدين، السؤال الذي يسأل في محاكم التفتيش العلنية على الاعلام، فكلما مسك مجدف أو مهرطق أو كافر أو زنديق كان السؤال حرفيا "هل تؤمن بـ ؟"... هل قلت عني أني قومي متعصب أمجد هتلر والنازية؟ هل أنا معاد لليهود وأتمنى إبادتهم؟ هل أنا إسلامي إخواني؟ إن كنت يساريا أذكرك أن اليسار الغربي هو أول من رفض الخرافة وكفر بهذا الدين لا اليمين، وانقلاب الآية اليوم لن يستطيع تغيير هذه الحقيقة. إن كنت ليبراليا اعلم أن حجر الأساس الذي بنيت عليه الثقافة الحاكمة للغرب منذ الحرب العالمية الثانية هو هذه الأكذوبة. إن كنت مسلما أو مسيحيا فلا تنس أن دينك هو من عادى الشعب المقدس كله ولم يستثن منه أحدا فهم كلهم بالألف واللام المغضوب عليهم إلى قيام الساعة. إن كنت قوميا اعلم أن قوميتك لم تجن منها إلا الذل والهوان وأن وطنك هو أين تعيش كريما وأهلي وإن ظنوا علي ليسوا أهلا. أي أنت تقرأ لمن لن تستطيع تصنيفه، من يضع هتلر في نفس المستوى مع الحلفاء: كلهم مجرمون قتلة، من يضع الأديان في نفس الكيس: كلها عنصرية مدمرة وكل يكفر ويقتل مخالفه، من يضع كل الأيديولوجيات في نفس السلة: كلها ناقصة ويستحيل أن تأتي الحلول فقط من إحداها. من التلميحات السابقة، وتعمدت عدم الاقتراب أكثر من القرآن، أسأل: هل يمكن للشعب الفلسطيني أن يسترجع حقه وهو لا يعرف حقيقة ما حدث في الحرب العالمية الثانية؟ الجواب قطعا لا، تقول قياداته: "انظروا إلى الاسرائيليين النازيين كيف يفعلون بشعبنا ما فعله بهم هتلر" ونفس القول يقوله بعض الكتاب اليهود المقدرين جدا في المنطقة ومن أغلب التيارات وخصوصا اليساريين. هل أقوالهم هذه صحيحة؟ والجواب أقوالهم أصلها دين، وككل دين، يلزمك الكثير لتعرف حقيقته ولتخرج منه، بقاء ذلك الدين وعدم انقراضه لا يعني صحته بل يعني أن من يحكم يريده لأنه يحقق له مصالحه. في إطار هذا الدين، ولمن "يكفر دون علم" وأقصد كل من يقول "نظرية المؤامرة": صاحب الحق دائما مشيطن، إذا كنت ممن يحكمون -ولست منهم- فأنت كالبابا أو شيخ الأزهر تصف بالخلل النفسي والسفه من عرف حقيقة دينك، إذا كنت ممن لا يحكمون فلا تكن كعوام المتدينين الذي يسألون "ما يمنعك من نكاح أمك وأختك".. قولك "مؤامرة وأنت لا تعرف أي شيء=مؤمن يقول لماذا لا تنكح أمك. لن أزيد، لكن سأقول أن الموضوع يلزمه دراسة شاملة تخص الدين والتاريخ وعلوما عدة أهمها الكيمياء، وللأسف لمن يعتقدون بهذه الأسطورة "لا يوجد دليل واحد"، ما يوجد يشبه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" أو "المسيحية محبة انتشرت بالكلمة وليست كالإسلام الذي انتشر بالسيف" أو ردود مكافحي الشبهات واللاهوت الدفاعي على من يهدم الدين من أساسه، فقط!
قد تقول أن ما قيل لا يدخل في إطار "حرية التعبير"، وأجيبك من سن هذا القانون ومن حقن الشعوب الغربية بأن ذلك "أخلاق" و"مبادئ" لا تناقش؟ ألا يشبه قولك قول المؤسسات الدينية عندما تدافع عن "ثوابتها"؟ خرافة حرية التعبير نكتشفها عندما نذهب مباشرة إلى قدس أقداس النظام الحاكم، عندها فقط نكتشف زيف الديمقراطية الغربية والعلمانية التي صدعوا بها رؤوسنا، العلمانية التي عندما تنتقد اليهودية تتهم مباشرة بمعاداة السامية وعندما تتكلم عن دين الحرب العالمية الثانية ترمى وراء الشمس.
متى ستحرر فلسطين إذن؟ ومتى سيستعيد ذلك الشعب المسكين حقه؟ تكلمت فقط عن نقطة واحدة وهي الأهم لكن هناك غيرها وهما أيضا دينان، ومن النقطة التي تكلمت عنها بإيجاز وتلميح وإبهام، الجواب عن السؤال يكون: فقط عندما تسقط الرأسمالية الغربية، وهذا لا يعني أن الحل سيأتي من اليسار لأنه يؤمن بنفس الدين الذي سلب حق فلسطين مثله مثلها. للأسف لا يزال أغلب اليساريين يعيشون أيام الحرب الباردة، ولذلك لا يمكن لهم مراجعة الأكاذيب التي روج لها الإتحاد السوفياتي في حربه، وخصوصا ما اشترك فيها مع الحلفاء حول العدو المشترك، وقولي لا يعني إطلاقا تمجيدا للنازية ومن ورائها القومية الشوفينية في كل مكان، القضية هنا تاريخ وأدلة لا أيديولوجيا، والأدلة تثبت زيف الدين الذي نتج عن الحرب الثانية والذي كان أهم سبب لضياع حق الشعب الفلسطيني يا من تظنون أنكم وأيديولوجياتكم مهما كانت خلفياتها الحل. ملاحظة أخيرة: الحق لمن عنده الدليل وإن قال كل سكان الأرض العكس، كل المسلمين تقريبا يقولون إن الاسلام دين سلام، كل رؤساء العالم تقريبا يقولون نفس القول، حتى قساوسة المسيحيين كذلك الذمي الذي خرج علينا هذه الأيام ينادي بالدفاع عن السنة المطهرة، بل وفي إسرائيل نفسها وحتى اليمينيون لا يقولون بأن الاسلام دين إرهاب، فهل كلامهم صحيح؟ كلما كانت الفكرة هشة كلما زاد إرهاب المدافعين عنها، لا أحد سيحبسني أو سيقتلني إن قلت أن الملح لا يذوب في الماء، سيسخر مني ولن يأبه أحد لقولي، لكن ما إن نزلت اللعنات علي ومن الحكام مباشرة فثق أن ما أقول على الأقل يستحق التفكير فيه، إن لم تفعل وصدقت دون دليل ودون معرفة ما يقال حولك فاعلم أنك قطعا ويقينا خدعت.
أخيرا، ومرة أخرى، لماذا هذا المحور "كتابات ساخرة"؟ لأنه لا يوجد إلا خياران: إما الضحك والسخرية من كل شيء مهما كانت خطورته، وإما الانفجار... ولا شيء يستحق.



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشة حول الجنس والحرية
- -تكوين- بين التنوير والإصلاح
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-3
- -تكوين- ولعنة العقل العربي الاسلامي
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-1
- نحن نقص عليك أحسن القصص...


المزيد.....




- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - خربشة حول فلسطين و-ديانة الحرب العالمية الثانية-