أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - جدلية التراث والهوية في كتابات الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان















المزيد.....

جدلية التراث والهوية في كتابات الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:31
المحور: الادب والفن
    



في النص الإبدعي يتعالى صوت الوجود المضمخ بعبق التاريخ
يتعالى بوح الأطلس خارج شرنقة الدجين والتطويع والتشويه
يتعالى صوت الشاعرة- مليكة مزان - كامراة أمازيغية تعشق الإبداع من وحي الحياة وهي تمارس حريتها خارج أي قناع مصطنع لفضح الهتك المتستر بعباءة الليل... أو بخلفية ايديولوجية أخرى تسعى لتوهيم الإنسان اللآخر المغلوب على أمره
مما ظلت الشاعرة الأمازيغية مصرة على اقتحام الإبداع وهي تنبش في ثنايا الهوية والتراث كتيمات مرجعية لمشروعية نصوصها التي امتطتها كشكل من أشكال الإنتماء للصرح الحضاري المتجذر في التربة الإفريقية وبكل منازع إنها الحضارة الامازيغية بتاريخها العريق الذي عاصر الفراعنة واليونان ...........
لكن ولسوء الحظ يبق تجاهل بعض الكتاب والنقاد لخصوصيات هذا الإمتداد الحضاري الدي تشتغل عليه الشاعرة مليكة خسارة كبرى وهم يخطؤون في حق الغير بدن مبرر معقول وقبول علميا ولا فكريا كما جاء في مقال السيد علي الإمارة –العراق في موضوع عندما يتكلم جسد المرأة ......الشاعرة مليكة مزان 2-12-2006
مماكانت جل خربشاته افتراء ولغو ومبالغة عمياء خارج عن أية قيم فكرية أو أدبية يؤطرها الكبت الجنسي أكثر من شيئ أخر
...كونه اخطأ الفهم سيما وأنه غير ملم بالقاموس الأمازيغي وبجهازه المفاهيمي الذي يؤطر مرجعية كل كتابات الشاعرة مليكة التي ظلت تكتب بالعقل والقلب.... وليس بالجسد كما اعتقد صاحب المقال وهو تحليل لا يتجاوز الكبت العروبي وقمعه للمرأة التي دفنها وهي حية ... وظلت عند المشارقة مجرد متعة وعورة.... وهذا ماكان يتنافى مع القيم الامازيغية حيث ان المراة سيرة الشؤون السياسية والاجتماعية .......أمثال ديهيا وبويا وزينب النفزاوية .. ...وظلت في بلاد تامازغا سيدة القوم في شتى المجالات الشعر خصوصا بحيث هي التي تحملت مسؤولية هذا المجال أكثر من الرجل وهذا شيء مخالف تماما لماهو سائد في المشرق ولا الشرق الرفيع في تكريس هذا الفن الجميل
ففي ديوانها –متمردا يمر نهدك من هنا –نلمس احتراق الشاعرة من البطش الذي جاء شرا على المنطقة خصوصامن طرف عقبة الذي صنع المجازر والهتك وساق نساء الامازيغ كما تساق البعير للنحر –انظر ابن عذاري ص 16-24-51-52—وكانوا لا يرون فيهن غير النهود والإغتصاب......أنظر رسالة هشام ابن عبد الملك لواليه على افريقيا........الذي يطلب منه جواري للجنس والمتعة
وفعلا هذاما حدث كما يشير محمود اسماعيل والبكري وابن عبد الحكم في فتح افريقية والاندلس.
والشاعرة حاولت أن ترمز لهدا البطش والإغتصاب في نص شعري بالنهد كعضو جسدي عند الامازيغ وكعضو جنسي عند العرب ابان فترة الغزو ومع نشوء الدولة الاموية العسكرية التي كانت تطلب من الأمازيغ بدفع بناتهن وبيعهن أثناء عجزهم عن تادية الجزية خصوصا كما تحكي المصادر التاريخية أهل لواتتة بتونس
من هذا المنطلق كانت الشاعرة تكتب ضد الجور والظلم وتبكي بنهدها وعلى نهدها الجريح بحثا عن صورة وافعية وليس خيالية محاولة منها تقريبنا من تاريخ مغمور في ردهات التهميش
لكن صاحب المقال السالف أضل الطريق بعدم اطلاعه على السياق السياسي والخصوصيات التاريخية التي تشتغل عليها الكاتبة مزان مليكة وكونه ينطلق من عقلية عروبية منغلقة ومتزمتتة اعتبرولأول وهلة كتابات الشاعرة التي تأوي سيميولوجية النهدا لجريح كنوع من الشبقية وسلوكات ايروتيكية علما أن جل نصوص الديوان لا تمت صلة بشيئ اسمه الجنس او البورنوكراف
بل غياب المعطيات التي تشتغل عليها الشاعرة عند الناقد تللك ما دقعته لقول مالا تقله الكاتبة بالمطلق ولم تشر إليه بالبت مما سلك درب التأويل بعقلية غير متفتحة أوشاعرية واحس بالإستفزاز بمجرد سماعه كلمة نهد وهذا قمة التخلف
إن النهد سيميولوجيا عند الأمازيغ يفيد ويؤكد الخصوبة ..الأمومة الثراء الإنسانية لأن كما تخكي المصادر التاريخية حينما أرادت ديهيا الأمازيغية تبني أحد الأشخاص الذين اسرتهم في الخرب لفت دقيق الشعير على- نهدها- ودعت أبناءها والاسير ليأكلا معا ......أي من خلال النهد حاولت أن تكرس المعاملات الإنساية والثقافية والنهد عند الامزيغ من زمان شكل الوعاء الخضاري .......وليس النهد عندها جنس وغريزة .....كما اعتقد علي الإمارة الناقد الذي اساء فهم الأمازيغية مليكة مزان البريئة من كل الشبهات التي أثارها الكاتب وهو جاهل لخصوصيات الأمازيغ والبضبط مستوى المرأة كعنصر فاعل وحاضر بفوة وتسمى –تمغارت –كبيرة القوم
لذا فالنصوص الشعرية التي نحن بصددها بعيدة عن الميوعة والإباحية وذالك لا يراها سوى الرجل المكبوت الذي لا يقر بالمرأة كإنسا ن اولا وكشريك ثانيا ولولا النهد لما اكتسبنا المناعة ضد الامراض الفتاكة ولا وجدنا ما نسد به رمق الجوع أثناء الخروب والمجاعة ونحن صغار
من هنا كان توظيف كلمة نهد لتناول مجموع الحقائق التي لم يأت عليها أقلام الباحثين ونحن على علم بما جرى في مجال السبي والغنائم خصوصا في ولاية موسى ابن نصير وخسان ابن النعمان وعقبة ابن نافع
والشاعرة لا يهمها أكثر من البحث عن التراث والتطرق له بنظرة شعرية قريبة من الواقع وغير غارقة في الخيال مستحضرة كل اشكال العهر العربي كما تقول والتخريب الذي فوت علينا فرصا ضائعة
فكم من نساء بيعت في المشرق بألفي دينار كما يحكي المؤرخون ومثل نساء برغواطة لم ير مثلهن قط
مما صاحت محتجت
كعادته
سيكتفي النهد بصدمة
صدمة تحوله إلى جريح بالعنف المستشري بالإغتصاب الجماعي الذي تعرضت له كل مناطق تامازغا وبدون استثناء وقد تعمدت الشاعرة كلمة
النهد من خلال النص كبيان .................. حقيقة لكن من الصعب استيعابه ونحن كل جهل بتاريخ شمال افريقيا كما وقع للناقد اللآنف
وفعلا
ما تبرأالرب
من كل عاهري الشرق
باعتبار مامورس من هتك العرض يستحق المساءلة عاجلا او لآجلا
فماذا عنك ايها النهد
وأنت
بغير اكتئاب الأمازيغ
كيف لا تكتئب ولا تخزن وهي مثخنة بالجروح والأورام
رب نهد لنشوة السكر
إلا نهد الأطلس المر
رب نهد لزينة الصباح
ونهد لأمازيغ الجراح
وهي المرارة التي تلعقها الشاعرة من جراء الويلات وتعسفات ولاة المشرق
فإن كان النهد سكر ونشوة ولزينة الصباح فإن الامازيغية مخرومة من كل هذا بسبب عنف الولاة ووحشيتهم التي تركت البلاد تدمع وتتدمي بلا انقطاع
فضدا على هذا الطمس والغبن تبكي الشاعرة وتستغيث وتتخيل كأنها تعيش تللك اللخظات الجهنمية زمن الغزو العربي حين أبقرت النساء وقطعت نهودهن حيثوا بنوا سليم وبنوا هلال والفاطميين يرجعون الأماكن التي مروا منها إلى البداوة كما يقول بعض المؤرخون حيثوا أخرقوا المكتبات وسبوا النساء لأن المرأة كانت لا يرو ا فيها غير النهد
من هنا كان جسد الشاعرة يعوي من كثرة الوخشية والبداوة والتخلف والقهر
تلك إذن تيمة النص الملتزم عند شاعرةأمازيغية الباحتة عن الكبرياء التاريخي لا عن شهرة أو مال لكن من لم يتمعن في النصوص من الصعب أن يستوعب المضمون
فإلى كل من يسيئ فهم التاريخ الأمازيغي نقول
إن الشاعرة مليكة مزان في احتراق توهجها الشعري هو مخاولة إضاءت قدر الإمكان التارخ الملتبس والغامض حتى يتمكن من قراءته جل الشعوب سيما واننا نعيش زمن الإنفتاح و
أن الشاعرة تقارع الاخداث بدون صوفية كي توضح من تكون من خلال جدلية التراث والهوية مناضلة أو مسومة متواطئة أم محتجة وغاضبة
انها المرأة –الشاعرة – التي لا تجامل ولا تملق من اجل مصلحة ضيقة أو فردية ...ولا يشغل بالها غيبر العمل الجماعي والتعدد وما هو اهم وفي مستو ى القضية فهي لا تكتب عن ذاتها ..كونها ترفض الأنانية والمواقف الأحادية
فههي تصرخ من اجل السلم والسلام حتى يهدأ الجسد ولا يعوي.............. وكتاباتها ألم على تاريخ عريق وحزن على أرض شريفة وجميلة جمال نساء تامازغ...... ولهمها التارخي ونضالها القوي انخرطت متواضعة من أجل عالم غير موبوء بلا عنفوولا قمع ولا اغتصاب
هي ذي الشاعرة مليكة الإنسانة المتواضعة بكبرياء التاريخ
مليكة المتأففة المتعققة بأعراف الاطلس وازيلال فتمطتي صهوة القصيدة متخدية كل اشكال المنع والمضايقات التي تصادفها في كل وقت...ومكان مما جعلها الامر تكتب وهي غاضبة غبير راضية علىما ألحق بتراثها وروافد حضارتها
هل رأيتم جسدا
في مثل اشتهائي
أو مثل انكساري
أو مثل اكتئابي
ذاك ظلي وكثيرمن غضب
ونحن نلمس تيمات النص التي تؤطرها مرجعية تراثية بشكل مغضوب تخسرا على ما لحق انسانية الأمازيغ والنص في بعده التاريخي التزام قبل كل شي ولا نلمس في النص اطلاقا ما ذهب اليه الناقد علي الإمارةفي موقع الهدف ولم نتتطرق للرد عليه بالتفصيل لأننا لا يعنينا السب والقدف لأنه سلوك غير أدبي وأخلاقي وما يشغل بالنا هو الهم التا ريخي للتوضيح والإقناع لأننا أهل العقل والضمير والحداثة في شتى سلوكاتنا
يبقى النقد والنقد الذاتي أساس كل ممارسة ديمقراطية للتكفير عن أخطائنا التاريخية



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي الأمازيغي العالمي محمد شكري الذي عاش الإضطهاد اللغوي ...
- شيئ من أشياء أخرى
- سيدة القبيلة
- إمرأة بنكهة المحار
- موت شاعر
- دسترة الأمازيغية مدخل أساسي للإنتقال الديمقراطي بالمغرب
- باب آدم
- أفروديت
- وجهة نظر في نقد راهن الحركة الامازيغية
- همس العجم
- المرأة الأمازيغيةوالمجتمع الأميسي:قراءة وتجليات
- في خمارة باخوس
- المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بين الحصيلة وسؤال القضية
- الريف بين الهجرة والتهجير
- شيئ من بوح التسكع
- هل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج
- هل ستجيب المصالحة المغربية عن أسئلة ضحايا سنوات الرصاص
- خابيات الماء
- عتاب المرايا
- تامزغا بين الحقيقة والميتافيزيقيا


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - جدلية التراث والهوية في كتابات الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان