أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد أسويق - الريف بين الهجرة والتهجير















المزيد.....

الريف بين الهجرة والتهجير


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 05:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


إذا كان الروائي السوداني طيب صالح تحدث عن الهجرة إلى الشمال فإننا سنتحدث اليوم عن الهجرة من الشمال الذي هو شمال المغرب بخصوصياته المتنوعة والمتعددة والذي يصطلح عليه في القاموس السياسي بالريف وهو الكيان الذي له تاريخ عريق ولم يسبق له طوال المسار السياسي أن خضع لأي حكم مركزي تابع للإدارة المخزنية إلا بعد سنة 56 الشي الذي نجدأنه كان يوصف ببلاد السيبة من لدن الاجهزة الحاكمة كونه كان يرفض الشطط في استعمال الشلطة واستغلال الثرواة والإجهاز على حقوق الناس والإساءة بكرامتهم
وهذا مادفعه بالإمتناع عن اداء الضرائب وتقديم أولاده للجندية لأن النظام السائد كان لا يعكس الطموحات الموضوعية لعامة الناس الذين قاوموا ضد الطغيان والإستبداد...... إلا ان تمرد أهل الشمال كان يهدد المصالح المخزنية التي كانت تعتمد النهب والإبتزاز خصوصامن الريف عينه ذات الموقع الجغرافي المتميز والمطل على البحر الابيض المتوسط . فحين كان المخزن مستبدا بهذه المنطقة الأمازيغية اضطر أهلها إالى التمرد والعصيان مستنكرين الجشع وتمييع الاعراف التي تشكل أحد البنيات الثقافية الحاضرة بقوةو حتى يبقى الرف بشهامته وشخصيته المقتدرة إلا ان المخزن كقوة استبدادية لم يستسغ مثل التمرد الذي عرفه الريف دفاعا عن حقوقه ومكتسباته. مما سيظل هذا الريف عبر الزمن اسطورة مرعبة للمخزن الذي سيفرض عليه وبالقوة كل أنواع الحصار: من الاقتصادي إلى الثقافي ...... لإضعافه ومحو وجوده المتميز وذالك ما سيتركه عرضة للضياع والتهميش والجوع دون ادنى إلتفافة . لنجده اليوم بدون بنيات تحتية أواستثمار اوشبكة طرقية تربطه بالداخل والخارج. علما انه يمتلك مؤهلات كبيرة للعيش بها خصوصا السياحة والصيد البحري والسياحة الجبلية .......إلا ان الظروف السياسية حتمت عليه الموت والعيش في جو انغلاقي كما سطره المخزن كقوة إستبدادية طاغية فرضت عليه نوع من التعتيم للتستر على الجرائم المقترفة وحتى لا يكسب تعاطف أممي أو وطني فكان حظه دراميا لايحسد عليه إلى الابد كما عايشناه عن قرب وبشكل يومي وفي صورة جحيمية من اجل تركيعه وتعريبه ومحو هويته
وقد استعملت أبشع الممارسات التي لن ينساها التاريخ سنة 58_59حين رفض الريفيون التخلي عن المقاومة المسلحة واعتبروا إكس ليفن مناورة عسكرية لايمكن ان تحمل إلينا على دباباتها الديمقراطية والعيش الكريم وأنه استعمار في ثوب جديد. مما اضطر امازيغ الريف إلى المناداة بالمقاومة على خط اتروتسكي من أجل تحرير الريف واحترام قيمه وخصوصياته وعودة ابن عبد الكريم من مصروإجلاء حزب الإستقلال من المنطقة .....إلى غير ذالك من المطالب التي كانت تحملها الحركة التي قاد شرارتها ابن الحاج سلام امزيان ومعه جل الريفيين الامازيغيين المقاومين . لأنهم لم يستشاروا في صياغة القوانين المنظمة للحياة السياسية والمشاركة في الحكومة علما أنهم لعبوا دورا بارزا في المقاومة . وكان حزب الإستقلال هو التيار الرجعي الذي سيفوز بثمار المقاومة والهيمنة على المناصب السياسية مما سيساهم هو الآخر في قمع الريف من موقعه الوزاري الذي لم يرحم السكان . مما يمكننا القول بأن عام- ئقبان-كما يصطلح عليه في الريف هو تحالف مخزني وحزب الإستقلال لهزم الريف من جميع النواحي خوفا ان يقاسمهم احدا السلطة التي تمنح لهم كامل الصلاحية لحماية مصالحهم واستحواذهم على خيرات البلاد
فتم استعمال السلاح المتطور والطائرات والقنابل لإسكات الصوت المنادي بالحرية والوطن . وتم تجريد المقاومين من الاسلحة بشكل وحشي وتعذيبهم بشكل فظيع وراح ضحية ذالك اطفال وشيوخ ونساء اللواتي تعرضن للإغتصاب لا لشيئ سوى انهم أجهروا بالحقيفة دفاعا عن قيمهم وسمعتهم وشخصيتهم . وليس في ذالك أية نعرة أخرى كما يحلوا للبعض أن يحرفوا الحركة الإحتجاجية للتستر على الجرائم التي أرتكبت في الريف من تصفيت المقاومة المسلحة وتصفيت اهم كوادرها عباس المسعدي مرورا باغتصاب النساء والهجوم العسكري على مسكن ابن الحاج سلام أمزيان الذي سيضطر للمنفى خارج بلاده ولن يعود في كفن ابيض سنة 1995
وللإشارة فإن الحركة التمردية التي عرفها الريف ضد المخزن وحزب الإستقلال كانت حركة منظمة ذات اهداف وطنية وإنسانية ولم تكن ابدا تروم أي طرح إثني أوإقليمي وكل ما هنالك هو إعادة الإعتبار الريف وعدم الزج به في غياهب التهميش عبر اشراكه في تسيير الشأن العام واستشارته في دستور نابع من إرادة الشعب واحترام خصوصياته اللغوية والثقافية وهذا ماكان لا يحتمل اسماعه اهل فاس خصوصا الذين تشبعوا باسطورة العروبة التي ترفض التعددية والإختلاف والذين ظلوا يكنون الرفض التام لكل ما هو امازيغي والبحث عن مختلف النعرات لتشويه سمعة الأمازيغ
الشي الذي جعل الريف الامازيغي متهما في كل وقت وحين و كلما حاول الرفيون المطالبة بحقوقهم المقموعة إلا ولفقت لهم تهم التفرقة والمطالبة بالجمهورية والتشويش على النظام العام لينالوا التنكيل والتعذيب والسحق بالسوط والرصاص كما هو الشأن في 58- 84 علما أن الحقيقة غير تلك التي يعبر عنها المخزن في إعلامه الرسمي كما يشاء. لإبعاد المظاهر البشعة التي تصرف بها مع أناس عزل لا يحملون غير هم الوطن والحلم بالسعادة والعيش الكريم
إن ما تعرض له الريف هو جزء من سنوات الرصاص التي التي تتحدث عنها اليوم هيئة الإنصاف والمصالحة التي لا ننوي إطلاقا على أنها ستنصف أهل الريف من خلا ل تقريرها الأخير الذي لم يأخذ بعين الإعتبار الإغتصاب الجماعي الذي تعرضت له النساء بشكل وحشي والتعذيب البشع الذي تعرض له المقاومين والمتعاطفين مع جيش التحرير والمعاناة التي ظلت تجترها المنطقة إلى حدود اليوم
وفي الاخير: ونظرا للتهميش والقمع السائد وظروف الجفاف والازمة الإجتماعية التي كان يعرفها الريف على مدار كل سنة تقريبا ومع غياب فرص العمل سيضطر الريفيون للبحث عن لقمة العيش خارج الوطن للحفاظ على الوجودهم على الاقل. لأن الريف سيعرف ظروف اقتصادية واجتماعية مزرية لا تسمح بالإستقرار تماما
وهذه الهجرة إلى ألمانيا وفرنسا وهولاندا ...........هي بالدرجة الاولى تهجير مخطط له من طرف المخزن السياسي لا ستبعاد الريف الذي بات يؤرق احلامه الجميلة المتمثلة في استغلا ل ثرواة الشعب بدون رقيب يذكر
مما صارت الهجرة طموح كل الريفيين كلما ازدادت الازمة واستشرت البطالة والمجاعة وقلت فرص الشغل والتشغيل .
وكما نعلم ظل المخزن يخطط طوال مراحله السياسية لهذا التهجير من أجل ان يتخلى أهل الريف عن هويتهم ولغتهم ووطنيتهم ونسيان محيطهم إلا ان الأمر سيعكس غير ذالك بحيث أن ظروف الغربة القاسية ستعزز الروابط الاسرية من جديد وتقوي حب الوطن والحنين لوطن الأم والتعطش للريف رغم معاناته ولن يفكر أي احدمن الجبل الأول والثاني العيش خارج الريف الذي سيظل يسكن الوجدان حتى آخر نبضة قلب
فعلا كانت الهجرة ايجابية على المستوى المادي والإجتماعي إلا أنها كانت خسارة على مستوى الثقافي واللغوي بحيث ان الجيل الأخير لم يعد يعير أدنى اهتمام للغة الأم والثقافة وانساق خلف العولمة ناسيا دلالة اللغة وعلاقتها بالشخصية والفكر وهذا ما سيشكل مع مرور الوقت بالنسبة للطفل المهجر أوالمهاجر أزمة الهوية التي تتحمل فيه دول الأصل مسوؤلية كبيرة بحيث لم تعرف كيف تدخل في اتفاقيات ثنائية مع دول المهجر لحماية ولربط مواطنينا بكيانهم الثقافي والتراثي كما هو الشان عند باقي الجاليات .
عفوا إن هذا ماكان ينتظر من الريفيين الذين هجروا ولم يهاجروا طوعا



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيئ من بوح التسكع
- هل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج
- هل ستجيب المصالحة المغربية عن أسئلة ضحايا سنوات الرصاص
- خابيات الماء
- عتاب المرايا
- تامزغا بين الحقيقة والميتافيزيقيا
- غربة القصيدة الشعرية
- الخيمة والزلزال
- شبكة العنكبوت الرقمي
- الأمازيغية والإسلام السياسي
- توقيع
- فاكهة الصلصال
- الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي
- انتظار
- الوشم
- العولمة الإقتصادية وسؤال الهوية
- توهج
- دور المثقف في التغيير الإجتماعي
- الحركة الأمازيغية صوت الثقافة الشعبة المقموعة
- نخاسة الأجناس


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد أسويق - الريف بين الهجرة والتهجير