أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أسويق - الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي















المزيد.....

الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تجدر بنا الإشارة في بداية هذا المستهل كي نشير على أن الأمازيغ لم يسبق أن عانوا الفراغ الثقافي والتاريخي والفكري طوال حياتهم الإجتماعية التي تشهد لها مختلف العصور والحقب …بل ظلوا دوما يحتفظون بوعائهم الثقافي المعبر عن مستوى تحضرهم وعن سلوكهم الجمعي…
فأبدعوا في مختلف الأجناس الأدبية والفلسفية :كالقصة والشعر والألغاز والمسرح………وسجلوا ضمن التراث العالمي حضورا قويا ووازنا. سواء تعلق الأمر بمستوى اللفظ أو المعنى أوبالجمالي وفي علاقته الوطيدة بالمعرفي الإنساني….
والتجربة التاريخية والادبية هذه حاولت أن تعرف بهم ككيان يحب المعرفة والأدب ويمقت الظلم والإستغلال….وفعلا كانت جل ممارساتهم تؤكد بالمطلق هذاا التصور الذي هو من شيم الامازيغ إلى حدود اليوم.
فهذا الحضور الوازن والمعبر المصاحب بالنضج والعبقرية والإتزان. هو الذي حتم على كل من هيرودوت وهوميروس…… بأن يتناولوا في كتاباتهم الحضارة الأمازيغية ولو بشكل مقتضب .واعتبروها على حد رأيهم شيئ في منتهى النخوة والشجاعة..يستحق الإعتناء به لإستخلاص التجارب لباقي الشعوب التي مازالت تتعثر في روث البداوة…
طبعا وكما سلف الذكركانت لجل انتاجاتهم وابداعاتهم الشفوية مضامين ذات نزعة انسانية محضة وتاريخية صرفة ومرجعية متجذرة في الصحراء الكبرى كما في الحوض المتوسطي..وخارج البلد الأصلي عبر الاحتكاك التجاري والملاحة البحرية أو عبر عامل المثاقفة . وكانت هذه الإنتاجات الفكرية ماهي إلا ترجمة لقيمهم وطموحاتهم وتفكيرهم …….في قالب حضاري يعرف كيف يمنح لكل جنس خصوصياته الفنية والجمالية وهذا راجع اساسا إلى القدرات أو الجينات التي تحتويها اللغة الأمازيغية .وهي التي جعلتها تعيش حتى اليوم رغم القمع والتهميش الفظيع…فحين توحي لنا الجداد أو فتيات القبيلة المحنكات ببعض النصوص الشعرية أو الأحاجي يبهرنا السرد المتناغم مع الحدث بلغة البيان داخل تشكل وتشاكل الجرس الموسيقي.. فنأسف على هذا الحرمان اللا مبر علميا. وكان من حقه ان ينعم بالحضور المؤسساتي قدر الإمكان.. لا لكوننا أصحاب هذا الإبداع بقدرما أن بإمكانه ان يساهم في الثقافة البشرية وفي تخليق الحياة الإنسانية…..
وقد مثل هذه التجربة شخصيات مهمة مثل :ابوليوس في روايته المشهورة الحمار الذهبي وسين أغوسطين في كتاباته المتعددة الداعية للسلام والحرية ونبذ القمع ككتاب مدينة الله…..الذي اتخذتهم اليوم المسيحية مراجع مهمة ومصادر أساسية. نظرا للقيمة المعرفية والإنسانية …. كذالك تيرتيليون في مجال القانون الذي كان يرافع ضد روما..إلى غير ذالك من المثقفين الذين لم يشملهم البحث بكثرة المؤامرات والطمس والتشويه واحراق المكتبات كما كان يحدث ابان الغزو الأموي لعامة شمال إفريقيا كما يشير لذالك ليون الافريقي في وصف إفريقيا وحتىمرحلة ماقبل الإسلام التي انتعش فيها الادب الأمازيغي كمايشير إلى ذالك عثما الكعاك في كتابه البربر. والتي مثلت نهضة فكرية مهمة بأدمغة كانت مازالت بكرا وعذراءا. لم يطوح بها الغزو بعد إلى المنافي كما بعد مجيئ عقبة الذي غزى سوس بشكل بشع كما يروي البكري وابن عذاري
وهذه ألأدب الأمازيغي الإنساني كان في حد ذاته شكل للمقاومةوالتحدي لإثبات الوجود من خارج موسسات الدول المتعاقبة على حكم شمال إفريقيا.
والمبدع الامازيغي هنا كان يمثل دور المؤرخ والإعلامي والباحث الإجتماعي….. حتى وإن حاولت المؤسسات الرسمية إقصاءه وتهميشه. فحاول أن يصنع من إبداعه تارخه الحقيقي كما أن يصنع من ذاته كل ما من شأنه ان يقيه شر الضياع
..وعلى هذا الاساس نجد لحدود اليوم تهميش مقصودعلى مستوى المؤسساتي للأدب الامازيغي ككل في زمن تكاثرت فيه الشعارات الحقوقية التي يتم تفعيلها بشكل استاليني . وأن أدبنا وثقافتنا محرومة من أبسط شيئ من ولوج المدرسة المغربية والجزائرية والتونسية والليبية……لتظل منتجعا لثقافة الاوثان والوءد…علما أنه لو لم تحتوي على ماهو هام ومهم لما أدخلت رواية أبوليوس إلى مدرجات الكليات بالغرب ولما استعان الفراعنة بالمفكرين الأمازيغين لإنقاذ عروشهم من الإنحطاط…..
فنظرة الدونية تجاه هذا الكيان الرمزي مآله الحقد والتخلف والإنغلاق والجشع….وطغيان الذات على ماهو أسمى سببه التخلف الذي تجتره الأمة العربية وباقي الأليغارشيات…. التي ترفض التعايش مع الآخر ماعدا جواري و سبايا موسى ابن نصير
وحتى نقف على الحقائق المريرة في ظل الخطابات الرسمية الصاخبة التي تدعي على أنها في تصالح مع الماضي والتكفير عن الجرائم …إما بصنع المعاهد أو بإصدار بعض المذكرات الوزارية
لكن هذا الخطاب المروج في ظل التهافت الإعلامي لن يمنع الأمازيغ من الإستنكار وكشف الحقائق اليومية الذي يتعرض له أدبهم وثقافتهم ولا تحظى بأدنى تقدير يذكر. حيث منطق منع الجمعيات كالشبكة الأمازيغية ..ومنع تسجيل الأطفال في الحالة المدنية…. وعدم استعمال حرف التيفيناغ في الوثائق الرسمية بدل لغة الإستعمار
وعلى مستوى المغرب تبقى مجهودات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ضعيفة للغاية ولا ترقي إلى مستوى المطلوب وتتحكم فيها الإرتجالية لقطع الطريق على الحركة الأمازيغية في بعدها الإحتجاجي وأن أي مشاهد للنشرة الإخبارية سيندهش كيف لدقيقتين أن تلبي رغبة ملايين الناس بكل أحداث العالم وأن الجليات الإسبانية والفرنسية تأخذ حقها في الحظوظ خير منها. أما فيما يتعلق بالأمازيغية داخل المنظومة التربوية فالأمر مهزلة بامتياز : من غياب التعميم إلى ضعف البرامج والنصوص الرديئة والتكوين الضعيف للمعلمين ……مع غياب الجرءة وإقصاء النصوص التاريخية.
ونافلة القول إن تعامل المعهد مع هذه الأخيرة يتم بشكل محتشم . لأن الإعتراف الشكلي فرضته الضرورة فقط وليس موقفا مبدئيا نابعا من القناعة .فإن كان قولنا فيه مبالغة. فهل يكرم المبدعون والباحثون. وهل تتحمل وزارة الثقافة نفقات الطبع للباحثين والمهتمين….وهل تقف عند كل من أسدى خدمات جليلة لهذا التراث: كمحمد مودروس وعمر واهروش ويمنى الخمالي وسلام الريفي…. مع حفظ الذاكرة للمعلمات البارزةذات الصيت الدولي
كل ماهنالك أن الأمر مسرحية لامتصاص الغضب الجماهيري وإفراغ الحركة الأمازيغية من محتواها النضالي إما بالتهميش أو الإغراء
وإننا لا نود الدخول في متاهات خرافية اليوم بل نسعى ونطمح إلى من سنقذ الموقف على عجل .لأن الأمر أمام زحف العولمة لم يعد يحتمل الإنتظار والصبر… وان الشعارات الجوفاء سرعان ما تنفضح وتنكشف
فتفعيل الأمازيغية يبدأ:من الترجمة الفورية لمطالب الحركة الأمازيغية والترجمة الحرفية دون قراءة تاويلية لميثاق اكادير مع الدسترة التي ستعتمد العرف الإجتماعي… ومنح الظمانات السياسية والستورية لتجاوز الموقف السلبي مع الإلتزام المبدئي لماجاءت به المواثيق الدوية مع منح صلاحيات واسعة للجهة لتدبير الشأن الثقافي والإقتصادي ………لان لاأمازيغية في ظل هيمنة المركز الذي يجهل المعطى الحقيقي للجهة كعنصر حيوي في تدبير التنمية
وسيادة القمع المؤسساتي هو قبل كل شيئ مس بالكرامة الإنسانية فهل سيجتمع القمع والديمقراطية ام بينهما البرزخ



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظار
- الوشم
- العولمة الإقتصادية وسؤال الهوية
- توهج
- دور المثقف في التغيير الإجتماعي
- الحركة الأمازيغية صوت الثقافة الشعبة المقموعة
- نخاسة الأجناس
- الحركة الأمازيغية صوت ثقافي محلي في بعد سياسي كوني
- الحركة الأمازيغية صوت حقوقي جماهيري
- تجاعيد المرآة
- الحركة الأمازيغية صوت ديموقراطي حداثي علماني
- الحركة الأمازيغية صوت يساري تقدمي
- رقصة الموج
- النزعة الإنسانية في الشعر الأمازيغي
- الشاعرة الأمازيغية والحلم المقموع ،،،، لا ديمقراطية مع استمر ...


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أسويق - الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي