أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل تومي - تأريخ الفن الأوربي الحديث















المزيد.....


تأريخ الفن الأوربي الحديث


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


تأريخ الفن الأوربي الحديث
3
مـا بـعد الأنطباعيه
سوف أبدء من الحقيقه القائله

" إن كل جديـد يحاول إزاحة القـديم ، ويحاول القديم الـتشبث والـتمسك من أجل البقاء على حالة ُ "

إن الرتـابة والـشعور الذي أخذ ينـتاب أغـلب الفنانين ، كان إسـتهجان طريقة الـرسم الإنطباعي ، والذي كان قد أذكـى لـديهم إحساس غير ملائم للروح الـعصر من دون المعرفة بما سيحدث لاحـقـا ً.... ومن المعروف بأن المجددون كانوا قد انقسموا إلى فـئـتيـن متـناحرتين أحـيانـاً ، حيث قاد > جورج سورا 1859ـ1891 بول غـوغـان 1848 ـ 1903 فـنسـنت فان كـوخ 1859ـ 1890 ستقلا ً عـن الأطـراف الـمتنافـسة أو الـمتخاصـمة ........ . كان > جورج سـورا 1859- 1891 < صاحب الـيد الأطول في قيادة هذه الـمجموعة ، بسـبب إنه ُ كان ملتزمـاً الواقعية والـمنطق ، وقد قـدم الـبديل الـمقنع والـمتقن ، وهو الذي أنطلق يـوسع آفـاقـهُ الـفـنية واهتماماتـهُ الأخرى سـريعـاً ، وكان مـتأثرا ً بـ > جـان فـرانـسوا مـيلـيـه 1814-1875 < الـفنان الـفرنسي الـقروي الـكبير ..... واسـتفاد سـورا أيضاً من الـمعاصرين لـمـيـيليه أمثـال , كوربـيــه ، كـورو ، و ديـلاكـروا . وثم أن سـورا كان قد أعد نـفسه ُ للـمعرض الانـطباعي لـعام 1882 ..... وفي الـوقت ذاتهُ لـم يهمل تدريباتـهُ النـظريـة ، وهو الذي قـرأ أيام كان تـلميذاً مؤلف تـشارلز بلآنك ( قواعد الـرسم ) ، وحيث أن هذا الـكتاب كان قد أدـُخل إلى الـمناهج الـدراسـية منـذ الـطبعة الأولى مع بـعض الـرسائل والآراء الأخرى ..... وكانت الـبداية الـحقـيقـية لـه ُ عـام 1880 , حـينهُ أدرك الـعديـد من الـشباب بـضرورة دخول الـمعرفة الـعلميـة إلى فن الـرسم ، وخـاصة مـا يشـمل ويتعلق بـالألوان والـبصريات وظـواهر الـرؤيـا ..... فشمّـر سـورا عن سـاعده ُ وراح يقـرأ كل ما يتعلق بالأمر ويـمارس تـخطـيط مـختلف الأشـكال لتـسجيل الـقيم الـنغمـية الـطويلـة والـمنحـرفة والـترّقـيـن بالـقـلم وإيجاد مختلف الـكثافات ........ وطـرق بـذلك أوسـع الأبـواب في مـعرفة أسـرار الـجلاء والـعـتـمة والـكتل الـضوئـية وأخرى الـسـاقـطة على الـزوايـا الـمـعـتـمة وغــيرهـا . ثـم راح يـتحـكـم ويزيل الألوان الأرضـية تـدريـجيـا ً من ملونـته ( الباليت ) ظـنا ً منـهُ بـتـحقـيق أي لون بـالمزج ....... ثـم قـسم الألوان وأبـقاهـا منـفـصلة ومن هـنا جـاء مـصطلح ( الـتقسـيمية ) ، ثـم جرب ضـربات الـفرشـاة الـمسـتخدمة من قـبل فـنانيّ الانـطباعيـة الأولى وبـعد ذلك نـسقـها بـضربات فـرشاة أخـف بـطريـقه مـتقاطـعة .... وفـي نـهاية عـام 1883 ، بـدأ الـرسم بألوان غـاية من الـصغر( يـنـقـّـط ) وسـميّ هـذا الأسلوب بـ ( الـتـنقـيـطي ) تعد لوحـة ( الاسـتحمام في آسـنـير ) أول رائـعة لـجورج سـورا ، حيث صـممت بـعناية فـائـقة وأشتغل على الـعشرات من الـنماذج الـتكوينية لـها في الأسـتوديو قـبل أن يـلج ّ في الـبدء بـرسـمـها ...... وهي تعتبر من النواحي الأخرى خلاصة الـمعرفة الـصورية لـهذا الـفنان الـمبدع . وقـد أظـهر سورا براعته ِ في لوحاته البحريه لـما اتـصفـّـت بـها من الـهـدوء والـجـمال ، وبـتـعقـب تـطوره ُ الـفـكري والـفـني (الصوري ) يـلاحظ الـمرء ذ لك . فـبعد الاستحمام ، أنـجز صورته ُ الأكبر والإفخم ( يوم احد في غراندجات ) وكان قد ظـهر اختلاف في هذا الـعمل ، بـسبب اخـتـفاء الألوان الأرضـية ، وطـغـت الـتـناقـضات الـلـونية الـمـختـلـفة عـن الأولى ..... وقـد يـفسر روعـة أعـمالـه ُ غـيـظ ..... مـونـيه وريـنوار الـمـفـرط مـنه ُ ، وخـاصة عـنـدما اسـتأثرت لوحة ( غراند جات ) بالاهـتمام و إعـجاب في الـمعرض الانـطباعي الـثامن والأخـير في عـام 1886 .... وزاد الـمـشّـكل مـا كـتبه ُ الـناقد الـشاب يـليـكـس فـينـون ، عن ظـهور فـن جـديـد أسـماه ُ الانـطباعي الـجديـد تـلميحـا ً مـنه ُ بـأن الأسـلوب الـجـديـد قـد اكـتـسح الأسلوب الـقديم وقال " فـيـنـون إن جـورج سـورا في سـبـيل وضع نـظام عـلمي جـديـد لـتقـنـية الانـطبـاعية ، مـما دفـع سـورا إلى الـقـيام بـتحولات يـبدو أنـه ُ لـم يـكن يــنشـدها فـي الـواقع مـثل بـيسـارو الـكـّهـل وسـينـياك الـشاب ، فـ > بول سـينتياك 1863- 1935 < كان يـعمل بـطريـقـة مـستمـدة من مـونـيه وواظب سـعـيه ُ حـتى بـعد وفـاة جـورج سـورا الـمبـكرة ، لـيصـبح قـائـداً ورائـداً عـظيـما ً للـمدرسـة الانـطـباعية الـجـديـدة . وفي الـحقـيقة إن جورج سـورا أصـبح في تـشرين الـثاني من عام 1886 زمـيلاً مـقربـا ً إلى شـارل هـنري الرجل الريـاضي الـمعروف وأبـرز الأسـماء في ذلك الـجـيـل ، فـفي مـحاضره لـه ُ ألـقاهـا في جـامعة الـسوربون على الـمسـتمعين الـمشـدوهين وهو يـطرح فـيها آرائه ُ حـول الـوظـيفـة البايولوجـية باسـتعمال الـمنـحنـيات الـرياضية ، والى ما ذلك . وفي عـام 1885 , نـشر كـتابـه ُ " الـعلمـية الـجـمالـية " وفـيه أبـحاث متـعلقة بـالقيم الـعاطفـية للألوان والـخـطوط ... حيث يـقول هـنري إن لكـل اتـجاه أهـمية الـرمـزية الـخاصة ، مثلاً ( فالـخط الـصـاعد إلى الـيمين يـرمز إلى الـمسرة ) ، وربـط الألوان بـاتجاهات خـطيه وبـتالي اختـزال كل شـئ بـوصـفة ِ الـرياضية لا بـحركته ُ الـمادية التي عـزاها إلى جاذبـية ألارضية فـحسب ، بـل إلى الـطروـحات الميتافـيزيـقـية . مثل وجود الـخالق وغيرها ... والوضوح يـظهر على تأثـير أفكار هـنري ، على أفكار جـورج سـورا خـاصة في الصورتين المهمتين ( أوضاع ,و استعراض ) وتـظهر بوضوح الـتقسيمات الأفقية والـعمودية الـعديدة والتي تـطابق الـتسلسل الـرياضي الذي طرحه هنري وسورا ... مـعـا ً . وبعد صورة الـيـنـبـوع يـكشف لـنا سورا ، ما لـهُ من ولـهـَه في الـتسليات الشعبية ، مثل الـمعارض وغـيرهـا ، وفي لوحة ُ الاستعراضية يـكشف لـنا ذلك أيضا ً . ثم تـأتي هاتين الـصورتين العظيمتين آلا وهـما ( الـرقصة والسركس ) حـيث يظـهر الـتسطيح واضـحـا ً، والـذي بـدأهُ في الاستعراض ..... وفـيها يـتفاوت مـستوى الـنظر صعودا ً ونزولا ً بـمستوى الـنظر . في آذار 1891 تم عرض لوحة الـسيركس ، وهـي غير كـاملة بـعد ، ولكـن بـعد حين مرض سورا ومـات فـجـأة وهـو في الـحادية و الـثلاثين من العمر . ووجـدت رسـالة له ُ كان قـد كـتبها قبل وفاته ِ ، جـاء فـيها ( إن الـفن هـو انسجام ... الـتضادات ) ثم أضاف بعد ذلك ... أي أن تضادات الـخط إلى تضـادات الـنغمة والـلـون التي سـبق لـه ُ أن أرسـى قـواعدهـا ، وتلك الأفـكار كان يـشاركـهُ فيـها غـريـمه ُ الـسابق > بـول غـوغان 1848- 1903 < حـيث كان هـو أيـضاً يـتأمل الـمعنى الـتجريـبي للـخطوط والأرقـام والألوان والأشـكال ...... تـفـرغ غـوغان للـرسم عـندما كـان في أواسـط الـثلاثينيات ، بـعد أن عـمل فـترة بـحاراً ، ورجـل أعمـال وعلى الـرغم من قـلة تـدريـباتـهُ الـمنـتظمة ، لـكنـهُ كـان مـستعداً للمـضي قـدمـاً ...... مـثـل جـورج سـورا تـمامـا ً كـان لـه ُ من المال ، مـا يـكفي لـمواصـلة مـسعاهُ في الـفن الـحديث واقتـناء اللوحات التي كـان يـتـأملـها ويـدرسـها . وكان هو أكـثرُ انـغـماسـاً بـ الانطباعـية من جورج سورا ، سـاهم غوغان في الـعديد من المـعارض التي نـُـظمت بين أعوام 1880 الى 1882 وكـانت تـوصف بأنها نـسخة من بـيـسارو وهو كـان عـوناً لغوغان و للـكثيرين من الـفنانين ، رغـم أن غوغـان عـلـِم أن سـيزان كـان قـد فـاق الـرسـامين قـاطبـة إبـداعـا ً وأصـالـة . إن الكثير من الـمنـاظر الـطبيـعية التي رسـمهـا غوغان في 1884 تـديـن بالفضل إلى سـيزان . وفي الـحقيـقة أن من يـحقـق الأفكـار ويـحولـها إلى أفـعال ولـوحات وأعـمال هو مـا كـان يعوّل عليه ، و ايـضا يمكن القـول إن غـوغان كان أعـظم شـاناً من > أمـيل بـيرنـار 1868 - 1941 < دون شـك ، رغم أن الأخير قد إتـهم غوغان بـسرقة أفكـارهُ ، ولـكن مـا عـزز مـكانة بـيرنـار في التـأريخ الـفـني هو لـوحته ُ ( نـساء بـريـتون فـي الـمراعي ) ، كـانت الأشكـال الـمبسـطة وغـير الـمـشـّـكلة و الـمـحددة بـغزارة ، والمـوضوعة بـلا إنـتظام على ارض تـجريدية مـسطحة حيث أقتـناهـا غوغان ،لأنهـا كانـت تـحتوي على ألاشـياء التي يبـحث ُ عـنهـا ، فرسم نسخة منها وأطلق عليها أسم ( الرؤيا بـعد الـموعـظة )، وبـتالي راح ريـبـحث ُ عن طـريقة في الرسـم تتـماشى مع مفـهومه ُ الـفني وتجنبـهُ الـخطأ في فهم الـطبيعه .... والبـحث في تـجريد اكـثر ، وهو الـذي قال لـصديقـهُ المـقـّرب والـحميم شـوفيـنيـكر في 1888 ، لا تـرسم من الـطبـيعه بأفـراط .... الـفن هـو تـجريد ... حـاول أن تسـتخـلصـهُ من الـطبـيعه , وذلك بالتـأمل أمـامـها و أمعان الـتفـكير والـتعمق جيداً بـها ، وسترى الـخلق والأبـداع الـناجـم عـن ذلك . يـعـدّ اللون الـعنـصر الأول الذي تـناولهُ الـتجـريد ، والـبدايه كـانت استعمال اللون لـدلالة الـعاطفية ..... ولـيس الـزخرفيـة . وأمـضى غـوغان و صديقهُ فان كوخ ، فـترة من الـتوتر قـضاهـا في آواخر عـام 1888 ، وكانت لدى غـوغـان ثـقة عـالية بـنفسه ُ بأنه ُ ماضي في الاتـجاه الـصحـحـيح ، ولـكن بعـد مرور شـهرين هـناك في " آرل " لم تـستهويهم فـغادروهـا مـتهفين إلى بـاريس ثـم بريـتاني ، وكان غوغان على يقين بأنه ُ لو أراد ان يـحرر نـفسه ُ من الـطبـيعة فـعليه الـعيش مع الـبيئـة الـبدائيه ...... وتفكـيره ُ ذاك قادهُ للـرحيـل إلى جزر الـمارتـينيك ، ثم بـعدها في تـاهـيـتي عـام 1891 ، وتـأتي براعة لـوحة ( فـقدان الـعـذ رية ) عـندمـا نـقارنـها بـلوحة أخرى من تـاهـيتي إسـمه ُ ( مـاناوتـوبـابو ) وتـرجمتها الفـعلية تـعني (روح الـفكر) ، وفي الـحـقيـقه .... كـثـيراً مـا قـيل وكـتب عن هذا الـعمل ، حـتى هو نـفسـهُ قال عن العمل [ ان الـجانب الـموسـيقي هو خـطـوط أفـقيه مـتموجـه بـتـناغـمات زرقـاء وأورجـوانـيه - وتـضاء بـومضات خـضراء . أما الـجانـب الأدبي فـهو روح مـخلوق حـي مـوحـد بـروح آخر مـيت .... اللـيل و الـنـهار ، وفي هذا يعـني غوغان إنـه ُ من الـممكـن أن يـعبر الإنـسان باللوحة كـما يـعبر بألـمـوسيقى .... عن الـعواطف ، وهي تـجريـد وكـذلك في الأدب والـشعر . وآخـيرا ً كـان الـبحث عـن الـجوهر والـقوه الـكامنه والـغريبه هو ما كـان يـسعى ألـيه غـوغان ، ولذلك أدار ظـهره ُ للانطباعين لإنهم في نـظره ُ .... ينـشـدون مـا حول الـعين ، لا مركـز الـفكر الـغامض حـاول الـبحث عـن الـذات ومـراجـعة نـفسـه ُ ، وذلك برحلة ُ إلى بـحار الـجنوب ، معتقـداً ان الـحياة الـبدائيه لازالـت هـناك وهي الـتي سـتعطيه مـا يـبحث ُ عـنه في تـحرير الـفن من أسـر الـتقـاليد الـكلاسيكيه . وهو الـقائل (تـحريـر الـفن من قـيوده ُ كـلها ) ثم جاء دور الـفنان الـهولندي > فـنـسنت فـان كوخ 1853- 1890 < هـذا الـناسـك الـمتـبرم الـذي كان واعـضـاً في داخلـهُ ويرغب في أن يبـشر ُ بالـحب واللإخاء .... وبـقى كـذلك طوال عمره ُ ، كـان والـده ُ أحـد قـسـاوسة الـبروتـستان ، وهو الـولد الـبكر لأبـيه وكـان صـعب الـمـراس والـتآلف مع الأخرين ( صعب المراس وغـريب الأطوار ) . فـشل فـشلإ ذريـعـاً في حـياته ُ الـمـبكره عـندما عـمـل كـتاجراً فـنـيا ً .... ثم كرجل ديـن ثم مـبـشـراً .... وعندما كان في الـسادسه والـعشرين أصـابة ُ ظروف صـعبة للـغاية ..... آثرت في نـفسية ُ ، اصبح بائـسا ً كـلياً واطبـق علـيه إدراك بأنه ُ وحده ُ الـرسـم ينـقـذه ُ من هـكذا ظـروف ، [ حـاولت ُ أن أضع الاحساس ذاته ُ في الـمشهد ، كما أضعه ُ في الـشكل الانـساني ، الـتعلق الـعاطفي ذاته بالأرض ..... لكـنه ُ شـبه مـمزق بـعصف الـريح ] .هـذا ما كـتبه ُ فان كوخ لأخـيه > ثـيو < يـصف فـيه حزنـه ُ وحالةُ الـنفـسيه الـممزقه .أعجب بالرمزيه عـند > مـيليه 1814 - 1875 < والـذي رـسم الـمسـيح مـعلماً . وعنـدها رسم فان كوخ صورته الـشهيرة ( الـبـذار ) والتي كانت الرمزيه كـامنة فـيها ..... قـضى فـنسـنت فان كوخ سـتة سنوات ونصف من عمره ُ وهو يعلم نـفسـهُ كـيف يـخطط ويرسم كل ما تقع عليه عيناه ، وفي الـحقيقه كـان فان كوخ قـد طور نـفسـهُ مبـكرا ً ،حـيث وثـق حـياته ُ بـطريقة لا نـظير لـها ، وكل ذلك بـفضل أخـيه > ثـيـو < الـذي أحتـفض بـكل عـمل وـكل رسـالة نـفذهـا وخـططـها فـي حـياته ُ الـمبكـرة وهـناك مـا يقارب الـف رسـالة مـحفـوظة لهُ وهي من أروع ما كـتبهُ في حـياته ُ . كان > جان فـرانسوا مـيلـيله 1841- 1875 < فـنانـاً عـظـيماً لا ريـب ، هو الأخر عـانى من موقـفه ُ الـتأريخي ما قبل الـحداثه ، على الرغم من قواه الـخارقه في صـنع الـخيال الصـوري وكـانت أغلب صورة داكـنة ، هـجر هو الأخر باريـس عام 1848 ، وآثر الانـزواء بـعيدا ً عن الـثورة الـصـناعية ودخول الـرأسمـاليه ثم هـيمنـتها على حياة الـناس ، كـانت نـزعة رسـومه ُ حـياتيه .... كـألولاده ، و الـزواج ، الأنـجاب ، والـموت ، أعـتقد الـغالبـيه بـأنهُ كـان مـتعلـقاً بـالـمسيح ، وفي الـحـقيقه كـان مـتعلقاً بألانـسانـيه ، وكـأنهُ كـان مـستسلمـاً إلى الـفكـر الـرواقـي ( الـرواقيه ) ..... وهي مـذهـب فـلسـفي أنـشـأه ُ زيـنون عـام (300 ق م) دعـا الـناس إلى الـتحرر من الانفـعال ، والـخضوع لـحـكم الـضرورة ، إنـتـشرت أفـكار فـنانـنا مـيلـيه حـتى وصـلت إلى بـعض الـدول الأوربـية ، ولا زال الـجـدل قائما ً لـيومنـا هـذا ، ومـفاده [ إن لـم يـكن الابـتكـارات الـصوريـة الـتي جـاء بـها الانـطباعيون تافه مـقارنة ، بـمضامين والافـكار إلتي أثـارها > جـان فـرنـسوا مـيـلـيه < ولـولا الـتجـديد لـما تـسّـنى الـتعـبير وكل أتـباع مـيليـه الـحقيـقـيون هـم في الـواقع > بـيـسارو، سـورا ، فـان كوخ ، وبـيكاسوا < ، وليـس الـمقـلـدين الـذين لا يـمتـلكون الأبـداع والـخيال والأبـتكـار . إن رائـعة فان كـوخ ( آكـلوا الـبـطاطا ) تـمثل نـسق وتـفـكير مـيـلـيـه كـلـيـا ً ورسـمهـا في هـولـندا ، وفي هذا الـعمل يـظهـر أن فـان كـوخ كـان بـعيداً كـل الـبعد عن الافـكار إلتي اصـابت الـفن الـحـديث ، ولـكنـها كـانت مـقـاربة جـداً لمـوضوع مـشابـه ( وجـبـه رخـيـسة ) إلتي رسـمها > جـوزيـف اسـرايلز < قـائد ومـؤسـس مـدرسـة - لاهـاي ، وكـأنـهُ أسـتمد الـفـكرة مـنها ، وكـان لـهـا خـصائـص كـامنه تـحاكـي أعـمال مـيـلـيـه بـنـفس الأحـاجّـية . عـاش فـنسـنـت فـان كـوخ في بـاريس لـمدة عـاميّـن مع أخـيه (ثـيـو) الـذي أدرك مـا علـيه ِ من واجـب تـجاه أخـوه ُ فــنـسـنت ، خـاصة تقـديمه ُ الى المجـتمع الـفـني ، وكـان خـير مـرشـداً وهو المـدرك تـقديـرات الـرسم الـحـديـث . وبـتالي مـا لبـث هـذا الـهولنـدي الـمتـأزم والـمتـجـهم الـفج أن وجـد نـفـسهُ مـحاطـاً بـصحبة كـبار الـفـنانين أمثال > بـيـسارو، غـوغان لـوتريك ، بـيرنار ، سـيـنـياك < رغـم عدم الـشعور بـألالـفة أو الـعـطف عـليه ِ ، ولا حـتى الأعجاب بـفـنـه الـغير نـاضج نـسـبـيـاً آنـذاك ..... ! مـع ذلك ان تـلك الـعلاقـات قـد أفـادت فـان كـوخ كـثيـراً ..... في عـام 1887 ، كـان فان كـوخ قـد بـلغ بـلغ تـفسيره الـشخـصي الـناضـج للأنـطبـاعـيه ، وأتـضـح أن التكوين لـديه ِ هو الـبـساطه والـنزوع إلى الـتـنـاسق ، وبـغـمر الـضوء في الـعمل أو اللوحة ، أما الالوان الـعالية الـنغمه تمتـزج بـعـضـها بـألاخر ، وكـما إنهُ أدرك ضـوء الـشمس والـظـل ، سـافر هـو أيـضـاً إلى > آرل < من بـاريـس في شـبـاط 1888 < وهـناك في تـلك الـبقـعه الـمـشـمسه ، تـفـتـح فـنـه ُعـن الـثراء الـكبـير ، وولـدت صـوره ُ الآخاذة ... بـالتـعاقـب ، عـاش مـنـزويـاً من جـدـيد ومـركـزاً جـل إهتمامه على رسـم مـناظـرها الـطبـيعـية والـناس الـقـاطـنين فـيها ، بمـوضوعـات لا شـخـصـيه و التي كـانت مـجهولة للأنطباعيه ، وكان قـد أحـس بـالـثقه الـكبيره .... سـيـّمـا بـعد شـعوره بـتحرره ُ من الـقيـود ،ثـم بـأحـساسه بقـدراتهُ على الابـتـكار ، وجـائت الاعـمال واحـده تـلوالأخرى بـتـصميماتـها الـجريـئه الآخـاذة ، حـيث كـتب لأخوه > ثـيـو< قـائلاً ( يـحدوني الأمـل دائـمـا ً أن احـقـق إكـتـشـافـاً ، أن أعبر عن عـشق أثـنين من الـمحبين .... بالـتزاوج بـين لـونين..... يـكملان إمـتزاجـاتـهـما ، و عارضاتهـما ، والاخـتلاجات الـغامـضه للـحب ونـوازعـه ُ بـأنواعـه ) وأنهُ من الـمؤكـد أن فـنسنت فـان كـوخ قـدر الـمصاعـب الـتي تواجه ُ عـند مـحاولـته ُ لـجـعل الـرسـم أكـثرُ تـعبـيراً ، ولذلك تطلع إلى الـمـساعده مـن غـوغان والـذي كان يـعـتبره ُ بـمثابة أسـتـاذه ُ ، وعـندما حـضر غوغان إلى > آرل < تـلبية لـثـيو مـن أجل شـقيـقه ُ فـان كـوخ ، وأيـضـاً هـرباً من فـقره ُ الـمدقع ، وثم جلـب مـعه ُ لـوحتـهُ " نـساء بـرايـتون في الـمرعى " للـفنان > بـيرنـار < فـأسـتهـوت هـذه اللوحه فـنسنت فان كـوخ ........ وراح من جـديـد يـرسـم مـوضـوعـهُ الـمفـضل الــبـذار ، ثم نـصحـه ُ غـوغان بأن يـرسـم من الـذاكـرة لا من الـطبـيـعة وهـذا مـما جعل مـهمتهُ صـعبه وكذلك بـأن يـرسم الـمنظرعـن قرب ، وهـو يسـقط الـشكل من الـخصر مـع إنـعطافـه ٍ حـاده عـبر الـسطح كـما في " الـرؤيـا بـعد الـموعـظـه " رسـم الـفنانان الـموضوعـات ذاتـهـا ، ولـكن لـم يكـن آي مـنهـما راضـيا ً ، ولم يـنسـجمـا مـع بـعضـهـما هـناك رغـم أن فان كـوخ كـتب لأخوه ُ ثـيو قـائلا ( أنـهُ يـمدنـي بـالـشـجاعة لأرسـم من الـمخيـلة ولاريـب انـهـا تـتـقمـص مـظـهراً أشـد غـموضـا ً ) ولذلـك كانت لـمهـمه شـاقـه عـليهِ مع إصـرار غـوغـان عـليه ِ، وهـو الـذي لـم يـرغب في أن تـكون أعـمالـه ُ اشـكالا ً مـصطنعه ، فرفض ذلـك ، ولـم يـستطيع تـخطي دار ،خـاصة بـعد أنـهـياره ُ الـعصـبي .... فمنذ 24 / 12 / 1888 وهي ليـلة عـيد الـميلاد ، حـتى إقـدامـه ُ عـلى الأنـتحار في 29 / تـموز / 1890 ، تـخللت حـياته ُ الـمريره سـلـسلة من الأنـتكـاسـات الـواحده أشـد من الأخرى ، ثم الـصرّع الـوراثـي وإهـمـاله ُ لـنفـسـه ُ ، والـظروف الاقـتصـاديه الـبـائـسه التي رافـقـتهُ كلـها أدت إلى إنـهـياره ُ الـمحـتوم ومصـيرهُ الـمعروف . وفي الـثامن من آيـار 1889 ، إضـطرلللأنتـقال إلى الـمـشفي الـصحـي العـقلي الـواقع شـرقـي > سـانـت ريـميـه < وهـناك ومـع تـغير الـ ( الـموتـيـفات ) وجـد لـعواطـفه ُ المضـطربـه ، نـظـيـرا ً من أشـجار الـسرو التي تـحاكـي ألـسـنة الـلـهـب ..... وتـمـوجـات سـنابـل الـحـنـطـه وتـداخـلـها في مـا بـينـها مـع تـموجات الـريح لـتوحـي لـهُ بـرؤية مـثـيره حـقـا ً . مع أن صـحتهُ مـا كـانـت لـتسمح لـهُ ان يـخرج إلى الـحقول لـلـتمتع بـالـمناظر وأكـتشاف الـمواضيع الـجديده ، وأيضـاً كان علـيهِ ان يـتخذ من زمـلائه الـنزلاء في الـمسـتشـفى كـنـماذج لـرسـومـه ، وحـتى رأح يـقوم بـنـسخ مـواضـيع الـفـنانيـن الـكـبار بـألاسـود وألابـيـض، وبـعـدهـا إضـافة الـتكـويـنات الـلونـيه الـخـاصـه بـه ِ مـما زادهُ عـزاءً بـأكـتشـافـاتهُ تـلك . وأخـيـراً كـانـت حـياة فـنسـنت فـان كـوخ ، ورسـومه من الـجرأة والـمثـابره والـتـعبير ، رغـم الـقـسوة والأزمـات إلتي مـر بـها ... أوجـد شـيـئً مـا ..... لـمواجه تـلك الـمحن والـمصـاعب ، وهـو الـذي لـم يـتلق من الـعون أو الـتشـجـيع إلا الـقـلـيـل ، ولا غـروّ أن يـسـتمـد الـفـنانـون الـيـوم الألهام منـه ُ ...... ومـن يـريـد إدراك ذلـك يــحــتاج إلى زمــن وعــمل ......... إنـتـهـى الـجـزء الـثالث

من مصادر البحث والدراسه للأجزاء الثلاثه

1- الفن الأوربي الحديث
تأليـف / ألان بـاونـس
ترجمة / فخري خـلـيـل
مـراجعه / جبرا أبراهيم جبرا
2- Impressionism
Belinda Thomsom and
Michael Howard
Bison Books
3- Impressionism
Harry N- Abrams
Translated by
John Shepley
IINC, publishers New York
4- Vincent Vav Gogh
Rijksmuseum
Amsterdam



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخ الفن الأوربي الحديث 2
- الحق ... الحق أقول لكم ...وأكثر
- تأريخ الفن الحديث في أوربا
- العلم العراقي وأشياء أخرى
- اليمني ..عبدالله الغير صالح
- نداء الغد الأفضل


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل تومي - تأريخ الفن الأوربي الحديث