أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر الشاهين - السيارة التي تحولت الى بغل















المزيد.....

السيارة التي تحولت الى بغل


زاهر الشاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


عليوي الاسمر شاب متحمس كبقية اقرانه الذين لا يفكون الحرف . نعم جاء الى هذه الدنيا في ذلك البلد الذي وجدت به اول ابجدية عرفها البشر وايضا يمتاز بزحمة الشعراء سواء الفصيح اوباللهجة العامية،مع العلم ان في ذلك البلد العجيب تم اكتشاف بحورالشعر .
حلم عليوي الاسمر ان يصبح سائقا للسيارة التي كانت تسمى( أو أم).اشتهرت هذه السيارة في السبعينيات من القرن الماضي والحاضر بمآسيه . هي سيارة تتسع لثمانية عشر راكبا.لم يحالفه الحظ بتعلم قيادة السيارات ،نعم رغم ان اخيه يقود تلك السيارة لكن لم يسمح له ان يتدرب ويتعلم .لا يستطيع ان يتقرب منها لان اخيه ليس المالك للعجلة بل يعمل اجيرا،مع هذا فان اخيه سمح له باستعمال منبه الصوت فكان يسبب الازعاج لأهله وجيرانه.
كان عليوي الاسمر يتغزل بهذا النوع من السيارات امام اصدقاءه وجيرانه في الحي ويصف لهم تزينها وزخرفتها ان اصبح سائقا ومالكا لها. كبر عليوي وأصبح له من العمر ثمانية عشر سنة وبهذا حلّت عليه نعمة خدمة الوطن،وبما انه لم يكن طالبا مستمرا في الدراسة حتى يؤجل بالالتحاق بالخدمة الاجبارية فقد سيق به الى احد مراكز التدريب من اجل تدريبه وتعليمه على الاسلحة وتهيئته جسديا ليكون جنديا تتوفر فيه صفات المقاتل الصنديد الذي يذود عن حياض الوطن ارضا وشعبا.
بعد ان انتهت دورة التدريب المخصصة وأصبحوا جاهزين لتوزيعهم على الوحدات العسكرية،بما ان عليوي الاسمر لا يقرا ولا ، اقترح المسئول عن التدريب ان ينسب هو وبعض زملائه الى قاطع الشمال حيث الجبال الرواسي هناك وتحتاج الى جنود لهم القدرة على تحمل صعود تلك الجبال الشامخة.
بعد ان اعلنت الاسماء كل الى قاطعه وأعطيت لهم كتب الانتقال الى الوحدات المشار اليها.قبل الالتحاق حصلوا على اجازة لمدة ثلاثة ايام من اجل الراحة ومن ثم الالتحاق حسب الكتب التي بين ايديهم. كانت مجموعة عليوي الاسمر تضم كل من ثجيل ،شمخي،محيبس واكبرهم سنا بعيوي،اتفقوا ان يلتقوا بعد انتهاء الاجازة في كراج تجمع حافلات الركاب التي تتوجه الى شمال الوطن.
انتهت الاجازة والتقى الجميع في گراج السيارات ،صعدوا الحافلة وليأخذوا كل مقعده متجاورون في جلوسهم من اجل الحديث وما ينتظرهم من عمل هناك.دارت بينهم مزح وطرائف.كان بعيوي ظريفا من بينهم ولا يستاء حتى وان كان الحديث مصوّب اليه وهو قادم من اعماق الريف ويتمتع بالطيبة والبساطة.
انطلقت الحافلة بعد ان انشغلت كل المقاعد متوجهة الى المدينة التي يقع فيها قاطعهم العسكري.بعد اربعة ساعات من سير الحافلة وصلوا الى تلك المدينة التي يجهلون معالمها ،عليوي الاسمر من سكنة العاصمة لذلك فهو اكثرهم معرفة وحيلة كما هو في كل العواصم. ترجل الجميع ،كان معهم في الحافلة احد الجنود والذي له خدمة لا بأس بها ،سالهم الى اين انتم ذاهبون؟اجابه عليوي الاسمر هذ كتابنا لكننا لا نعرف بالضبط اين وحدتنا العسكرية ،ما ان رآها حتى اجابهم لا تقلقوا ،تعالوا معي انا اخدم في نفس المعسكر لكن في احد السرايا ،سأوصلكم الى مبتغاكم.
توجد حافلة لنقل الركاب تمر قريبا من امام المعسكر الذي الذي يريدون الوصول اليه.قال لهم هذا الجندي بعد ان عرّفهم باسمه ،انا تيسير راهي وتعرف اليهم.انتظروا قليلا حتى جاءت الحافلة وليصعد الجميع.بعد ربع ساعة من الزمن اشار هذا الجندي على السائق بان يتوقف في الموقف الفلاني.ترجلوا جميعهم بصحبة تيسر مهاوي وجهتهم المعسكر المطلوب.وصلوا عند باب المعسكر.قدم تيسير هويته ليتعرف عليه حارس الباب الرئيسي شارحا له ان هؤلاء الجنود منسبين الى وحدتنا ،اخذ كتبهم وبالكاد قرأ اسمائهم .اشار اليهم ان يتوجهوا الى قسم الادارةوهناك ستعرفون اين ستنسبون.
اصطحبهم تيسير مهاوي الى قسم الادارة بعدها تركهم وذهب حيث مقر عمله. كان الشخص الذي يعمل بقسم الادارة رجل ذو شارب كث وعلى وجهه علامة الجد .بدا ينظر اليهم ويسألهم عن دراستهم ومن أي مدينة قدموا.بعد ان كملت اجراءات التسجيل سار بهم الى احد غرف القريبة من الادارة .وصلوا الى هناك اعطاهم امر الاصطفاف والاستعداد وقدمهم الى رئيس العرفاء كي يراهم ويتخذ بهم اجراء من اجل توزيعهم بما يتناسب وما يمتلكون من مهارات. قال رئيس العرفاء انا ابراهيم شنيور رئيس عرفاء الوحدة وكلمتي عند السيد الامر لا ترد وعليكم اطاعة الاوامر وتنفيذها.صاحوا جميعهم نعم رئيس العرفاء.اصدر لهم امر الاستعداد والاستدارة وصاح بهم الى الامام انطلق بهم الى الضابط المختص من اجل توزيعهم.وصلوا الى المسئول عن هذا الامر.قدمهم ريس العرفاء مؤديا التحية.قدم الاجراء الذي اقترحه الى الضابط.استلم الكتاب ليطلع عليه.دخل الضابط ومن خلفه ايضا راس العرفاء.بعد ان دار الحديث بين الضابط ورئيس العراف اتخذ الضابط الامر وان ينسب بعيوي وشمخي الى المطبخ ومحيبس الى باب المعسكر اما عليوي الاسمر ونظرا لطوله ولرشاقة جسمه نسّب الى فصيلة البغال. اشار رئيس العرفاء الى عليوي الاسمر ان يذهب الى ذلك الموقع والذي يقوده العريف جمعة النعسان وينادوه بابي ادهم .وصل عليوي الاسمر الى امر عريف الفصيل ،ادى التحية العسكرية وقدم اسمه انه الجندي المكلف عليوي خلف حرز .رحب ابراهيم شنيور بعليوي الاسمر قائلا له من مظهرك انك ستكون جيدا في عملك.سأله عليوي الاسمر وما هو عملي يا عريفي ؟اجابه عندنا مجموعة من البغال وكل له رتبة عسكرية وبما انك حديث العهد بالبغال سنرشح لك بغلا برتبة نائب عريف،سترعاه وتطعمه وتعتني به فهو كالعجلة ينقلك ويحمل اثقال الوحدة ان احتاجت الى نقل المعدات الى المناطق الجبلية.اجاب عليوي الاسمر نعم عريف ابراهيم سأهتم به كثيرا .ضاع حلم عليوي الاسمر كان يحلم انه في الجيش سيحصل على ما كان يحلم به ويصبح سائقا.ماذا يقول لأهله وأصدقاءه وجيرانه بأنه سائق بغل ،يا للفضيحة .انهارت احلامه ومخططاته لكنه لم يقطع الامل ،لابد ان يأتي ذلك اليوم ويصبح سائقا ومالكا للسيارة (أو أم ).



#زاهر_الشاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفالة امة
- فتى صعدة
- نوروز
- آرون بوشنل
- لم يسقط علم الاحرار
- الابريق
- اي عار
- مهرجان الكلاب
- لحمنا مر
- اية امة اخرجت للناس


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر الشاهين - السيارة التي تحولت الى بغل