أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر الشاهين - الابريق














المزيد.....

الابريق


زاهر الشاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 00:31
المحور: الادب والفن
    


في حي شعبي ومن عائلة عمالية جاء الى هذه الدنيا ذلك الطفل وقد منحه جده من جهة والدته اسم عفيف الذي اصبح فيما بعد شابا يهوى القراءة ،ساعدته ظروف العائلة حيث كانت الاسرة متعلمة وإخوته الاكبر منه حصلوا على تعليم جيد واستمالتهم السياسة.كان الوالد من الذين ساهموا في اضرابات معمل السجائر،كما انه كان بأشبه سفير لأهله وأصدقائه حيث انه انتقل من الجنوب الى بغداد ليعمل ويسكن العاصمة التي استهوت الكثير من فلاحي الوسط والجنوب.
تلك البلاد التي ترعرع فيها وفي فترة استثمرت خيرات البلد ليس بالمكان المحدد الذي يجلب الخير والبحبوحة لأبناء الشعب كما هو الحال عند جيرانهم.لا زلت اتذكر ان بعض الرجال يذهبون الى دول الجوار من اجل عمل عضلي ألا وهو الحمالة وهي بان الرجل يضع على ظهره سلة كبيرة لينقل فيها حاجات العائلات الميسورة هناك.نعم هذا البلد الغني بكل شيء تهدر ثرواته بما يرضي نزق ومزاج الحاكم الجاهل الذي كان قبل ان يتصدر السلطة واحدا من مجموعة عصابة وشقاوات اراذل . كبر هذا الصبي واشتد عوده .بعد ان انهى مرحلة الثانوية كان البلد يمر في حرب ارادها حاكم البلد وبتشجيع من دول العرب المنتفخة خيانة وانبطاح والغرب الديمقراطي والحامي لحقوق الانسان بقوانينه المكتوبة بحبر يشي بالقتل والدمار. التحق هذا الشاب لأداء الخدمة العسكرية وهي خدمة اجبارية على كل من بلغ الثامنة عشر من العمر. خضع الى دورات تدريبية مكثفة وبما انه حاصل على الشهادة الثانوية منح رتبة عسكرية تناسب شهادته.كان من المتفوقين ولذلك ارسل الى القواطع الساخنة للمعركة.اهوال الحرب وتداعياتها جعلت من هؤلاء الفتية ان يعتادوا على اجواء المعارك .اصبح المقاتل يميز بن القنابل والصواريخ التي تمطر عليهم .
ذات مرة اراد عفيف ان يقض حاجته ،حمل بيده ابريقا وتوجه الى دورة المياه البسيطة والبدائية التي اعدها الجنود لهذا الغرض.
ما ان خطى عدة خطوات وإذا بصوت قذيفة هاون تنطلق باتجاه موقعهم.ركض مسرعا الى ملجئ قرب النقطة التي يتحصنون فيها ورمى بجسده في ذلك الاخدود .كان الابريق ممتلئا بالماء .بعد ان سقطت قذيفة الهاون وبهذا الاثناء كان يشعر بان قطرات تبلله ناسيا انه يمسك بإبريق الماء.اخذ يتجسس رأسه وجسده وأطرافه ليعرف اين الجرح النازف.تذكّر اهله و حبيبته التي اقسم لها ما ان تنتهي الحرب حتى يتقدم لخطوبتها .بعد هنيهة من الوقت وابتعاد صوت القذائف لملم قواه ونهض متوجها الى مقر النقطة التي يتحصنون فيها ،ما ان رأوه سالما معافى ابتهجوا فرحين مهنئين بعضهم بعضا بالسلامة .بعد ان قص لهم ما جرى بدأت النكات والمرح .
5/2/2024



#زاهر_الشاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اي عار
- مهرجان الكلاب
- لحمنا مر
- اية امة اخرجت للناس


المزيد.....




- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر الشاهين - الابريق