أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الشاعر حين لا يكون منافقا- عبد الرزاق عبد الواحد مثالا














المزيد.....

الشاعر حين لا يكون منافقا- عبد الرزاق عبد الواحد مثالا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


الشاعر ..حين لا يكون منافقا
عبد الرزاق عبد الواحد مثالا
د. قاسم حسين صالح
القاريء للعلاقة بين السلطة والشاعر من بدء الدولة الأموية الى الآن يجد انها تتمحور في موقفين:اما ان تغدق على الشاعر ليكون مداحّها واذاعتها واعلامها الجماهيري،واما ان تضطهده اقتصاديا ونفسيا،وان تطلب الأمر قطعت رأسه الذي فيه لسانه.

قليل من الخلفاء والسلاطين والأمراء في امتنا تصرفوا مع الشعراء والفنانين تصرفا حكيما وانسانيا و(براغماتيا) كما تصرف الملك (فيليب)مع الفنان (فيلاسكس).فقد كان هذا الفنان مشتركا في مؤامرة ضد الملك الاسباني فيليب،فاعدم المتآمرين جميعهم الا فيلاسكس فقد جعله فنان البلاط.كان قتله سهلا كالآخرين،غير ان الملك فكّر بذكاء بأن الموهبة تكون في العادة نادرة،وأنه يمكن ان يستثمرها..وكان له ما اراد .فلقد انتج فيلاسكس لوحات فنية رائعة خلدت الملك فيليب،والأهم انها شكلّت انعطافة جديدة في تطور الفن الاسباني،على العكس تماما من موقف سلطة فرانكو التي اعدمت شاعر اسبانيا العظيم الشاب (لوركا)..فخسرت اسبانيا والانسانية موهبة وعبقرية لا تعوّض.

وعبد الرزاق لم يفعل اكثر مما فعله شاغل الدنيا (المتنبي)الذي مدح حاكما وضيعا مغتصبا للسلطة ليوليه على امارة ولو بسعة مدينة حلب.ولما لم يستجب كافور لطلبه هجاه المتنبي بافضع ما في قاموس لسان العرب من مفردات بذيئة!.ولم يفعل اكثر مما فعل شاعرنا الخالد الهائل العظيم (الجواهري) الذي كان سكرتيرا للملك فيصل الأول ومدحه بقصائد كثيرة..ومدح ملك المغرب وملك الاردن(يبن الملوك وللملوك رسالة..من حقها بالحق كان رسولا)..ونوري السعيد ايضا :(أبا صباح وأنت العسكري..)..واحمد حسن البكر وصدام حسين:(نعمتم صباحا قادة البعث واسلموا...) ثم هجاهم شرّ هجاء بعد انقلاب 14رمضان 1963:

(أمين لا تغضب وان اغرقت..عصابة بالدم شهر الصيام،
وان غدا العيد وافراحه..مأتما في كل بيت يقام).
ومع ذلك بقي الجواهري، صاحب الروائع الخالدات (أخي جعفرا،قف بالمعرّة،دجلة الخير..) ،والساكن في قلوب العراقيين..والتاريخ.

ثم ،ألم يكن (عبد الرزاق) افضل من شعراء (كبار) يتنفسون الآن هواء الوطن الذي حرموه منه؟.
ومن من هؤلاء الشعراء نظم قصائد وجدانية غاية في الرقة والمشاعر الانسانية الراقية كالتي نظمها عبد الرزاق؟.ومن من شعراء الاسلام ،والشيعة تحديدا،نظم قصائد في (الحسين) كالتي تدفقت بها عبقريته،وهو الصابئي اصلا وفصلا؟!.

انا شخصيا( وبيننا لقاءات وجلسات سمر) اكره في عبد الرزاق عبد الواحد سلوكه،وأدين مدحه للطغاة والطغيان،واساءاته لعدد من المثقفين..غير اننا لا نختلف بشأن عبقريته،بل نكاد نضع موهبته فوق منارة لا تقل علّوا عن منارات المتنبي والمعري والجواهري..فلماذا ضحينا بعبقرية شاعر في عصر صار فيه ميلاد شاعر معجزة؟!

لقد تساءل الكاتب يوسف ابو الفوز في مقالة طويلة بالمدى(هل ينفع العراقيين اعتذار شاعر سلطوي:كيف سيكون اعتذار عبد الرزاق عبد الواحد، وبماذا سينفعنا ؟ وما قيمته ؟)

ومع ان هذا الموقف يحمّل الشاعر مسؤولية جرائم الطاغية،الا انه مشروع، شرط ان يكون مبدء" ينطبق على جميع الشعراء الذين امتدحوا الطاغية ونظامه. فالواقع يشير الى ان عددا من الشعراء الذين امتدحوا صدام بقصائد وصفوها ب(العصماء)وكانوا يتباهون بها امام طلبتهم..تولوا الآن مسؤوليات ثقافية وعلمية عالية( الشاعر محمد حسين الياسينالذي لا علاقة له بالبحث العلمي)،ويحتفى بهم في اتحاد الأدباء..ما يعني ان عبد الرزاق افضل منهم لأنه لم يتلوث برذيلة النفاق..التي اشاعها شعراء وأدباء وفق مبدأ (عفا الله عما سلف!)..ولخاصة!!
والتساؤل لحضراتكم:
من الأفضل..اخلاقيا..الشاعر الذي يمدح الحاكم ولا ينافق،أم الشاعر الذي يمدحه وينافق؟
وهل كان موقفا صحيحا اننا تركنا شاعرا عبقريا يموت في الغربة، و نحرمه من رغبته في ان يدفن في وطن احبه بصدق وشفافية:
( ياعراق هنيئا لمن لا يخونك،هنيئا لمن اذ تكون طعينا يكونك،
،هنيئا لمن يلفظ آخر انفاسه تتلاقى عليه جفونك).
اعرف ان بين المعنيين بشؤون الثقافة من صاروا يديرون اوجههم عن من يجهر بالحقيقة امامهم، ويتقصدون في ان لا يوجهوا له الدعوة بمؤتمراتهم ومناسباتهم الثقافية!
والأشكالية ..
انهما سيبقيان جبلان لا يلتقيان!.
وهم الرابحون لمتع الدنيا..وهو الخسران!
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتحاري الأرهابي والشخصية الداعشية - تحليل من منظور علم ال ...
- قانون الجنسية المثلية.. اعادة النظر فيه واجب ديني وانساني
- جيل الهشاشة النفسية في عصر نظم التفاهة
- التسامح في العيد ..ما اجمله!
- لمناسبة استشهاده.مواصفات الحاكم من منظور الأمام علي ومنظور ا ...
- الفضائح الأخلاقية نتائج..والأسباب باقية
- فضيحة عميد في البصرة..نتيجة والسبب باق!
- نوروز..ماذا يعني سيكولوجيا وسياسيا
- اسرار نوروز..مدهشة للعربي والكوردي
- معالجة مشكلات الشباب..شرط لتحقيقي الأمن المجتمعي
- المرأة العراقية في يوم عيدها العالمي- سيدتي..أنت استثناء
- علماء نفس في اربعة مواقف من الدين
- فلسطينيان..أحبا العراق وأبدعا فيه - الحلقة الثانية
- فلسطينيان..أحبا العراق وأبدعا فيه
- هل انتهى الكتاب في زمن الثورة المعلوماتية والذكاء الأصطناعي؟ ...
- مهرجان المربد الشعري بعيون من حضروا ومن غابوا
- طلبات الزائرين للأمام موسى الكاطم..هل تحققت بعد 17 سنة؟
- العراقيون وكرة القدم. تحليل سيكولجي لفرحهم بالفوز
- العراقيون..بين لعبتي كرة القدم والسياسة
- انعقاد المؤتمر الأول لمكافحة الفساد في العراق- معالجة علمية ...


المزيد.....




- الحَلقة الجَديدة .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 27 مترجم ...
- شاهد: -ربما يتحركون لإنقاذنا-.. شابة غزيّة تستغيث بالغناء فو ...
- طلاب اللغة العربية بكليات الآداب في موسكو يشاركون في ورشة عم ...
- السجن 3 سنوات لفنان مصري مشهور بعد اتهامه بتهديد طليقته
- المدير العام لإيسيسكو: هكذا أثرت دروب الحج والسياحة البينية ...
- مغامرات مثيرة… تردد قناة توم وجيري 2024 علي النايل سات نزلها ...
- مغني الراب الأميركي ماكليمور: مساندة فلسطين طريقتنا الوحيدة ...
- الحلقة 163 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة عبر ترددات ...
- الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي على تردد قناة الفجر ال ...
- تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الشاعر حين لا يكون منافقا- عبد الرزاق عبد الواحد مثالا