أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأريخ الخرافة ح 12















المزيد.....

تأريخ الخرافة ح 12


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 19:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن العقل السياسي البراغماتي لمعلم الدين الجديد والزعيم الأخر ومنذ اليوم الاول لبرزهما في المجموعة بعد الأنفصال، تولدت معها الحساسية الفردية بين الانسان واخيه الانسان الذي كانا في مجموعة واحدة، وإن ظهور اوائل الغرائز الاقتصادية والاستغلال الفردية والمؤسساتية الجديدة التي قادها المعبد أولا، حاول فيها الطرف المهيمن اشاعة الخرافات والاوهام داخل المجموعة الجديدة وعند الطرف الاخر المستلَب من اجل السيطرة عليه وتوجيهه بالطريقة التي يريد وابتزازه والتسيد عليه في علاقة جديدة غير علاقة الأب وأبن، هنا علاقة المؤمن والمعبد علاقة العبد بالغيب في تطور في علاقات المجتمع التي ستتوسع لاحقا مع تطور المجتمع وأفكاره، الهدف الأساس من هذه الأفكار الخرافية كانت القمع الفكري المعنون بالقداسة والتعظيم وهدفه الطاعة المطلقة للبنيان السياسي والديني والأجتماعي للمجموعة الحديثة، وجعله اسيراً للتصورات الخرافية المنتجة قِبْليا كمقدسات للحاضر والمستقبل وتكبيله بالعقائد والممارسات المعبدية ورمزها معلم الدين، وهذا ما سيبعد الفرد الأجتماعي عن التأمل بحياته وبواقعه ومستقبله، فيعميه الجهل وضمان أن لا يبتعد عن دائرة الغرائز الأساسية الممثلة بالغذاء والجنس والخوف والشعور بالحاجة للأخر، مما يسهل معه توجيهه بالطريق التي يُشاء بها الكاهن والزعيم وتستلب حقوقه الانسانية وحريته، ويكون اداة طيّعة للنوايا التزاحمية والتنافسية، ولذلك لم ينقطع انتاج الخرافة حتى يومنا هذا لارتباطه بالواقع المرسوم قصديا كحاضنة مثلى للخرافة..
عندما تعدد المعبد وتعدد معلم الدين وتعددت معها القراءات الدينية للفكرة الأم، ظهر مبدأ التزاحم بين العقائد والملل والأديان، وأصبح الباب مفتوحا بشكل غير منضبط لدخول الأفكار الشخصية للكهنة ولسطوة فكرة المعبد، بالتأكيد عندما يكون الدين من مصدر واحد لا يمكن أن يكون هناك أختلاف في الأسس العامة والمقومات والركائز، ولكن مع ظهور التعدد والمزاحمة بين أصحاب المشاريع الدينية، هذا يثبت للباحث المستقل والحيادي الذي يبحث بروح متجردة، أن وجود خلافات وأختلافات في دين ما أو مجموعة أديان تسترك بالمصدرية الواحدة، دلالة على أن هذا الدين أو الأديان عانت من العبث البشري، أما أنها تدخلت في بنيانها أيادي بشرية لتزرع فيها ما ليس منها أو متوافقا معها، أو أن الأصل لس واحدا ولا هناك من ديان لها، وإنها في الأول والأخر مجرد معرفة بشرية خالصة أمتلكت مشروعيتها من مقتضيات الحال والضرورات التي تحركها النوازع البشرية المحيطة بالعقل، والضاغطة عليه في سبيل البحث عن حلول.
لقد قاد صراع المعابد ومصالح الكهنة ومتطلبات الزعامة الأجتماعية في المجتمع الأول وما زال على ذات المنهج مرحلة خرفنة المعبد، وسعيه للتجهيل المتعمد الذي يضمن السلطة ويضمن المصالح ويدفع للتأزيم بين المجموعات المتنافسة، فليس من مصلحة المعبد أن يكون هناك دين واحد حقيقي خالي من الأوهام، أو خالي من فرص القدرة على فرض الأوهام والخرافات، لذا فتأريخ الخرافة الدينية يبدأ منذ أن أنشأ الكهنة لهم وجود مؤسساتي أجتماعي لفرض هيمنة الأفكار التي تخدم الزعيم وتدر بالفوائد والمصالح على المعلم الديني وكهنته فيما بعد.
وينطوي الموروث الشعبي التاريخي المتوارث عن الجماعات البشرية الأولى على نماذج من خرافات المعبد التصويرية ومن هذا النوع تحديدا، تعمل تلك الأفكار الخرافية على مستويين داخل الفكرة الدينية، أولا التركيز على التفسير الظاهري السطحي أو الباطني الميتافيزيقي الطقوسي، والهدف دوما هو الأساسيات العقائدية لفكرة الدين أصلا، ولكي تجد الخرافة حيزاً من الوجود يضمن نجاح وظيفتها ويكسبها المقبولية اليقينية عند المتعبدين من أتباع الكهنة والمعبد تحديدا، لا بدّ من أن تثير المشاعر الإنسانية المتوترة للقطيع التي تمسّ الحياة بشكل مباشر وحسّي على أن هؤلاء في دائرة الفناء التي يسعى لها الأخر الضدي والمنافس والمزاحم، كالخوف من تهديد الاستقرار والأمن الاجتماعي على المستويين المادي والمعنوي، وربما حتى إيهام هذا القطيع أن الخصم عدو لربهم ويريد أقتلاع دينهم نكاية بهذا الرب، فلا بد إذن من تجييش العواطف وتهيج العقل الجمعي دوما في حكاية الدفاع عن الله لا الدفاع عن الإنسان، والمقصود هنا الدفاع عن المعبد وعن الزعيم وعن خرافة الله العاجز.
إذا أن معظم ما وصلنا من تلك الخرافات التي انتجت في بداية الحياة الانسانية وتجسدت في الذاكرات الجمعية فيما يخص الخشية على الرب ووجوده، قد تناقلتها الاجيال عبر العصور سواء كتابيا او شفاهيا او تصويريا يضاف اليها ما أُنتج في زمن مجتمعاتنا اللاحقة، من تطويع لنصوص دينية أخرى ربما من أديان لاحقة، لكن الفكرة بقت تدور في العقل الديني التقليدي أن الرب أو الإله أو الله في خطر من كل من يعادي هؤلاء المتدينون، ولم يقتصر دور خرافة المعبد على هذه القضية فقد أضاف لها الخوف على الرموز التاريخية المنسوبة لدين المجموعة في عملية إسقاط متوازي بين شخصية الرب وشخصية الرمز، رغم اختلاف ظرفي الزمان والمكان واختلاف اساليب الحياة العصرية لكن بعضا من التفكير السياسي والديني يعمل على انضاج اليات تشكيل الخرافات وادامتها، أولا لضمان بقائها فاعلة عبر الزمان كدرع للمعبد والكهنة مقابل صحوة العقل ومناهج التصحيح، بحيث يصبح اللا عقلي قدسيا من جذر ثقافة الماضي وبنية الحاضر ومترسخا في الذاكرة الجمعية وفي الهوية الاجتماعية والنفسية.
فعمد الفكر المعبدي الى تخريف صور بعض الشخوص والقادة والامراء والملوك والاحداث الموغلة في القدم المروية في الكتب والحكايات والسير الشعبية، بمنحها هالة التعظيم والتقديس والحلول اللا مباشر بينها وبين الرب أو الله في عملية تبادل في التقدير، وجرى العمل على حرف هذا التاريخ بما يجعل الأحداث الخرافية مؤشرة بالتحديد في ذلك الزمن المعني، بعيدا عن السياق التاريخي الموضوعي للحدث ربما أو لذات الأشخاص الوهميين أو التي صيغت حولهم الأوهام التعظيمية والإعجازية، وتقديس كل مفردات حياتهم بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة حتى لو لم تكن لها علاقة بالدين أو الفكرة الدينية نفسها، فزمنهم لا يتكرر وبطولاتهم خارقية لا يقدر عليها أحد، وكلامهم مشتق من كلام الرب وبنفس الدرجة التعظيمية والتقديسية، وحتى فصائل دمهم الذي لم يخلق الله مثله ليس فقط اسطوريا بل خرافيا يقترب من المعجزات المخصوصة فهم مخلوقين من نور وقبل أن يخلق الله الوجود، حتى تمادى البعض بالفكرة وقال أن الله لم يخلق الخلق إلا لأجل هؤلاء، وبعيدا عن اهواء البشر وتصوراتهم التي تعني الكمال لهم مقابل النقص الطبيعي اللزومي للعبيد أتباع المعبد.
هذا التعظيم والتقديس لبعض الرموز والأحداث والقضايا التي لا تتوافق مع منطق الدين يمكن قبوله ليس فقط من خلال فكرة المعبد التي ريد لها الترسخ والثبات، بل من خلال عدة مستويات من الحث العقلي تبدأ بفكرة محاربة الرب ثم نزولا إلى محاربة عابد هذا الرب، والحل يكمن غي بناء سور واقي من الأنفعالات والهواجس التي يكون الرمز والحدث وبعض القضايا جزء منه، أي تكوين منظومة من العقائد الجزئية المترابطة لتحل محل الأهتمام الأساسي بدل الفكرة الدينية، مقلا عند الشيعة الإمامية من المسلمين تجد أن موضوع أهل البيت وأمتداداته العقيدية في الولاء والبراءة وكل ما يتعلق بها من تقديس وخوارق وأحداث، هي التي تمثل الجزء المهم من التدين الشيعي، حتى وصل الحال مثلا أن من لم يوالي أل البيت بكل رموزهم وحيثياتهم وما تفرع منهم ومن الفكرة، كلهم في درجة عالية من التقديس الذي يصل للربوبية إلا من لا يتوافق مع هوى المعبد الشيعي وكهنته من خلص أل البيت، هؤلاء وأمثالهم لن ولم لا يدخل الجنة لو كان نبيا معصوما كما يقولون مثلا عن جعفر الكذاب الذي هو أبن إمام معصوم وعم إمام معصوم ومن ما بقولون انهم العترة الطاهرة، بل وصل لأكثر من هذا أن بعض الحيوانات والنباتات لأنها لم توالي أهل البيت مسجها الله أو أهانها لهذا السبب مثل الأرنب والباذنجان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخ الخرافة ح 11
- تأريخ الخرافة ح 9
- تأريخ الخرافة ح 10
- تأريخ الخرافة ح 8
- تأريخ الخرافة ح 7
- تأريخ الخرافة ح 6
- تأريخ الخرافة ح 5
- تأريخ الخرافة ح 4
- تأريخ الخرافة ح 3
- تأريخ الخرافة ح 2
- تأريخ الخرافة
- أثر الجغرافية البيئية والبيئة الجغرافية في صياغة الشخصية الف ...
- هل الشخصية العراقية علمانية الجذور والتكوين؟.
- العلماني جذور نفسية وتأريخية في الشخصيى الفردية والعامة
- التناقض بين العلمانية ومفهوم الطاعة للمقدس... الحرية معيار
- إعادة تأهيل الروابط المشتركة للشعب العراقي، مسئولية النخب أم ...
- في دور المال في تشكيل مفهوم السلطة في بعض أوجه الشخصية العرا ...
- الجانب الأخر من التاريخ....
- تحول الدين من ظاهرة إلى مظاهرة
- الدين والطبيعة وفهم العلاقة بين الإحساس والوجود.


المزيد.....




- تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف ...
- واحدة من أفضل الوجهات الصديقة للمسلمين.. هكذا جذبت كازاخستان ...
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في لوغانسك
- من هو الرئيس المؤقت لإيران محمد مخبر؟
- مظاهرة في إيطاليا تضامناً مع مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج
- تأكيد تنبؤات مثيرة لأينشتاين حول الثقوب السوداء
- مدفيديف: زيلينسكي اغتصب السلطة في أوكرانيا
- رئيس قرغيزستان يؤكد حتمية معاقبة الذين هاجموا السكن الجماعي ...
- -واينت-: مقتل 3 أشخاص بغارات إسرائيلية على الناقورة جنوب لبن ...
- الطيارون الأوكرانيون يتدربون على قيادة مقاتلات Dassault Alph ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأريخ الخرافة ح 12