أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد















المزيد.....

حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد


عبد الفتاح مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 528 - 2003 / 6 / 29 - 09:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                   حقائق وأكاذيب
      
قراءة لكتاب ( طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد )
تاليف – فيكتور اوستروفسكي . ترجمة – كلير هوي ونشر .
الاسم الاصلي للكتاب : The making and Un making of A Mossad Officer

لايخفى على أحد أن أي جهاز للمخابرات في العالم يتضمن في أسسه وسائل عمل قذرة . فالغاية تبرر الوسيلة وهذا نمط عام لكل اجهزة المخابرات في العالم ..ولانستطيع الحكم على أي جهاز بمدى سقوطه عن اجهزة آخرى إلا من خلال إعترافات موظفيه وضباطه , فالجميع يعمل في مستنقع واحد..
وفي تصوري أن العاملين في اجهزة المخابرات يحملون رتبة ( ضابط) وهي صفة عسكرية والمعروف عن الصبغة العسكرية أي الحرب والحرب لاتعرف الرحمة لانها اساساً وقودها البشر.. ومن هذا المنطلق نجد ان اجهزة المخابرات عامة يقودها ضباط مدّربون وقد تم اختيارهم بكل دقة ويجري تدريبهم بسرية كاملة ويظلون تحت المراقبة أثناء التدريب والعمل الفعلي ..
وإذا كان هذا الكتاب هو مجموعة من الحقائق التي عاشها مؤلفهافعلياً داخل جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) فلا يستطيع احد ان ينكرها ولكنها بالمقابل تشمل حقائق وأكاذيب ..
فقد حاول المؤلف 1-أن يعرض صورة الموساد ( وهذا ما فعله بالضبط) بأعتباره أرقى جهاز مخابرات في العالم لاينافسه حتى المخابرات الاميركية وغيرها وهو بهذا قد قدم صورة اعلانية لمدى تماسك وقدرة هذا الجهاز واعتباره أفضل جهاز مخابرات في العالم ..
كذلك فأن المؤلف عرض كل العمليات الناجحة التي قام بها الموساد في حينه ( عندما كان المؤلف أحد أعضائه) لكنه لم يقدم لنا أية عملية فاشلة حصلت له . وهذا يدعم رأينا الاول . إضافة لذلك فأن المؤلف يذكر كيف ان الموساد يدخل في التفاصيل الدقيقة لحياة كل مسؤول مهما كانت حجم مسؤوليته في اسرائيل بل ويحدد الجهاز طريقة عمل الحكومة ومؤشرات تقدمها وتخلفها واعتبر المؤلف ان الموساد حكومة داخل حكومة وحاول ان يعطي صورة بأن الموساد يعمل بانفلات شبه كامل من الحكومة وهو الذي يقرر وينفذ بدون الرجوع الى الحكومةالا في حالات نادرة جداً تصب جميعها  في عمليات التصفية الجسدية 0ويخلص المؤلف الى ان عمليات التصفية الجسدية تعتبر قانوناً شرعياً في الحكومات الاسرائيلية اذا كان المطلوب رأسه يهدد الكيان الاسرائيلي!!! أما كيف يهدد او يشكل خطراً فليس مهماً فالمهم هو ان عمليات التصفية تتم بموافقة رئيس الحكومة وهذا دليل وشهادة بأن كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية مطلوبون للعدالة الدولية كمجرمين ..
يذكر المؤلف في بداية كتابه قصة قصف المفاعل النووي العراقي تموز عام 1981.. في هذا المدخل بالذات أثبت المؤلف أنه كاذب حد العظم فلكونه ضابطاً في المخابرات الاسرائيلية ( الموساد) ويستطيع أن يدخل الى ملفات الكومبيوتر الخاص به يعني انه بأستطاعته ان يعرف كل الاسرار لأية عملية اهدافها المعلنة وغير المعلنة ومادامت الخطط تتم في داخل هذا الجهاز وهو الذي يوجه الحكومة للتصرف واحياناً للآستئذان , فهذا يعني ان مخطط العملية بالكامل ليس سراً لا على الحكومة ولاعلى الموساد..
والاكذوبة الاولى انه لم يفصح عن علاقة صدام باسرائيل منذ بداية الستينات وحتى لحظة صدور الكتاب بل لم يشر بأي ملاحظة لذلك والوثائق والوقائع كلها تدعم الراي الآخر بمدى العلاقة بين صدام شخصياً ثم نظامه مع اسرائيل .. فأين هذه الحقيقة التي غيبّها المؤلف متعمداًولماذا؟
ولما كان صدام احد اكثر القادةالعرب المخلصين والاوفياء لاسرائيل منذ بداية الستينات ولحد الان , فهل غابت هذه الحقائق على ملفات كومبيوتر الموساد ؟‍!!
وكنتيجة لهذه العلاقة استطاع صدام ان يصل الى المرتبة الاولى في السلطة في العراق , فلولا دعم المخابرات الاميركية والاسرائيلية وبعض دول الجوار العربية له لما وصل الى هذا المنصب ابداً, فهل يعقل بعد كل هذا ان يكون صدام عدوهم ويهددهم من خلال بناء المفاعل النووي ليقوموا بتدميره كما حصل ؟  نحن نرى ان هذه العملية متكونة من جزئين لايفترقان:
الاول : ان صدام قد تم توريطه في حرب ايران لاهداف معلومة جاءت بعد الثورة الايرانية أولاً , اتفاقية كامب ديفيدثانياً،التهديد الفلسطيني- اللبناني لاسرائيل ثالثاً، ضرب القوى الوطنية المعارضة له ( الشيوعيون , والدعوة بالتحديد) رابعاً، وللتغطية على كل هذه الاحداث كان من الضروري القيام بفعل استعراضي يحاول فيها نفخ روح العظمة لديه (أي صدام )في محاولة لجعله قائداً للعرب بعد تغييب ظاهري لمصر , وجعله وريثاً لشاه ايران ليكون ( شرطي الخليج) من بعده, ومنع امتداد لهيب الثورة الايرانيةالى المناطق المجاورة بدعم من اميركا بشكل مباشر وغير مباشر , إبعاد واشغال العرب عن قضيتهم المركزية ( فلسطين ) بأشعال نار حرب جانبية لاداعي لها , وهذا ماحصل في حرب الثماني سنوات التي اساءت للعرب والاسلام ولم تفدهم بشيء 00حتى اني أذكر في بداية سنة 1981 اني وجدت بضاعة مكدسة في الشوارع والاسواق العراقية بشكل هائل يطلق عليها( بضاعة لبنانية )رغم مجهولية مصدر الصنع وبالصدفة  التقي بطلبة عرب(من لبنان تحديداً)ليؤكدوا انها ليست لبنانية بل ( اسرائيلية) ونحن نعرفها من خلال وجودها في اسواقنا ( في لبنان) أفبعد كل هذا التخطيط والتنفيذ يكون صداماً عنصراً خطراً على اسرائيل لتقوم بتدمير المفاعل زاعمة انه يشكل خطراً عليها؟
كما قلنا لهذه العملية هدفان :-
الاول : ان عملية من هذا النوع يؤكد على ماذهبنا اليه سابقاً في دعوة واعلان لآعتبار ان صدام عدواً لاسرائيل وبالتالي خداع كل الشعوب العربية وجعلهم يصدقون هذه الاكذوبة الكبيرة ليبتعدوا عن فلسطين وانضمامهم للعراق وصدام كون الاولى فاترة والثانية حامية فهي اولى بالاهتمام من غيرها..
وهذا ماحصل عند الاجتياح الاسرائيلي للبنان وماحصل فيه من ان اي عربي لم يتفوه بشيءلأنقاذ واسناد قضيته المركزية .. فلسطين . أما ثانياً : فالعملية برمتها تعتمد العسكرياتية بالدرجة الاولى من تخطيط وتنفيذ واجراءات دقيقة وحسابات معمقة ومقياس مدى النجاح والفشل سواء بالترصد من قبل الآخرين او مدى استعداد( العدو) للرد او الكشف .الخ.. وهي عملية استعراضية سواء للدول العربية او غيرها بمدى استعداد اسرائيل للقيام بهكذا عمليات ( ضخمة وكبيرة وهائلة ) بحسابات جد دقيقة وبدون خسائر اطلاقاً.
فهل يعقل ان تكون اسرائيل عدوة للعراق (بنظام صدام ) ليعلن صدام انه قد تم غدره بضربه من الخلف(الغرب) وهو مهتم بالشرق(الامام)؟
أي أن من لديه عدوّان احدهما من الشرق والاخر من الغرب وهو في صراع مستمر معهما فهل يعقل ان يترك ( ظهره للغرب) مكشوفاً ليهتم فقط ( بالصدر- الشرق) ؟ هل هو علم أم غباء ؟ أم ضحك على الذقون ؟واذا كان نظام حكم صدام معاد لاسرائيل فهل يعقل ان يرسل علمائه الى فرنسا مكشوفين عاديين  فقراء وحين يتم تجنيدهم للآخرين (بعلمهم او بدونه) يتركون هكذا دون محاسبة ؟ وهذا دليل علىان المؤلف قد وقع في خطأ كبير في ذكره لهذه القصة لأنه أثبت أن صدام ليس عدواً لاسرائيل فلا داعي للتحوطات الامنية المشددة على عقوله .
وثانياً : لم يتم محاسبة المجندين مع اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر , بل وضح حقيقة العالم المصري الذي رفض التعاون فتمت تصفيته . وهذا دليل على الاكاذيب المنتشرة في ثنايا هذا الكتاب .
أما الحقائق فبعضها معروف وبعضها قد كشفها المؤلف من خلال فضحه للأساليب اللاأخلاقية التي تحصل داخل الموساد فيما بين أعضائه سواء الشذوذ الجنسي او الخيانات الزوجية لجميع العاملين بدون استثناء مع زوجات زملائهم اي بمعنى عام ان كل العاملين في الموساد خونة لبعضهم البعض وان جميع زوجاتهم كذلك وهناك حقيقة يطرحها المؤلف يعرفها الجميع وهو ان اليهود في كل العالم قد كونوا شبكة عنكبوتية كل في مجال عمله وامكانياته لتقديم خدماته لدولة اسرائيل .. لكنه ايضاً او مبالغ به كثيراً فليس كل اليهود متعاونون ولكن معظمهم لديهم الاستعداد لذلك لكن هذا لايعني انهم جميعاًمتساوون في تقديم انواع الخدمات 00 وخلاصة للكتاب فأنه قدم أكاذيب مخابرات أكثر منها حقائق واسلوب قصصي مخابراتي محبوك تجعل القاريء العادي يصدقه بسرعة كما يحصل للكثير من المعارضين العراقيين حالياً حينما ينددون بضرب المفاعل العراقي وتثلج قلوبهم لكارثة – مكوك الفضاء كولومبيا لأنه يحمل احد الطيارين الاسرائيليين الذين اشتركوا في ضرب المفاعل وكانهم قد ثأروا لاحد منهم لما فعل وهو دليل على انهم مايزالون واقعون في مصيدة الماكنة الدعائية الاسرائيلية..

 

د.عبد الفتاح مرتضى
كنـــــدا
2222003 



#عبد_الفتاح_مرتضى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَصَبِية القَبَلِيّة لدى الحكومات العربية
- المُدرَك وغير المُدرَك في مافيات صدّام
- منبر الحرية لا يعلو فوقه اي شيء
- ثقافة العنف وثقافة التسامح
- مهمّات الحكومة ألإنتقالية
- هل الحرب لعبــة ؟ مهزلة سقوط صدّام !!
- وعي الحقائق وتسطيح الواقع - رد على ماكتبه السيد كريم الربيعي
- لا للحرب....لا للديكتاتورية نعم ..نعم ..للفـاصوليـا اليابســ ...
- تـكهّنـــات
- مالنا..وما..لهم
- صحوة ألعقــــل
- ولايــة بطيــــــخ
- عراق ما بعد صدام
- مهرجانات القمم العربية
- الهموم العراقية والهموم الأميركية
- معارضة ومعار ضات
- ماذا يريد العراقيون؟
- خِرافنا...وخِرافهم
- ماذا تقول للديكتاتور
- في منظور سوسيولوجية الفرد العراقي


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد