أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد انعيسى - الحركة الأمازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب1















المزيد.....

الحركة الأمازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب1


محمد انعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 08:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل ان ندخل في نقاش الحركة الامازيغية لابد في البداية أن نعرف مفاهيم لها علاقة مباشرة بهذه الأولى، خاصة مفهوم الحركة ومفهوم الامازيغية.
أـ مفهوم الحركة
الحركة من بين اكثر المفاهيم استعمالا وتداولا،ومن أكثرها تعقيدا فكلما حاولنا تعريفها أكثر الا وابتعدنا عن مفهومها الدقيق،وقد تناول هذا المفهوم مجموعة من الفلاسفة والمفكرين القدامى والمحدثين ،خاصة في ميدان الفلسفة والعلوم الدقيقة.وهكذا تحدث عنه هيراقليتس،أرسطو،هيجل ،ماركس بالاضافة الى مفكرين آخرين ،الا ان الملاحظ هوأن ميدان العلوم الحقة كان لها الفضل في تطوير هذا المفهوم خاصة الفيزياء، اذ أن تطور الفيزياء جعل من المفهوم مفهوما نسبيا.وعموما يكتسي المفهوم غموضا اذا ما نظر اليه من زاوية العلوم الانسانية ،اذ أن العلوم التي تدرس الانسان تعتبر من بين اعقد العلوم.فما هي الحركة اذن؟
فزيائيا: مفهوم الحركة مفهوم نسبي اذ أن أية حركة ترتبط بمرجع معين،فنقول مثلا السيارة تتحرك بالنسبة لشجرة ثابتة،وهذه الشجرة تعتبر مرجعا (معلما).وقد قام الفيزيائي الشهير ألبير أينشتين بتحديد المفهوم أكثر، واعتبرها من المقادير الفيزيائية النسبية، أي أنها ترتبط بالضرورة بالزمان والمكان(زمكانية الحركة)اذ يستحيل تصور حركة خارج اطار الزمكان.
في ميدان الفيزياء الميكانيكية ، نقول عن جسم صلب ما أنه في حركة، اذا كان هذا الجسم يمتلك طاقة بموجبها يستطيع أن يتحرك، وتسمى هذه الطاقة بالطاقة الحركية،وهذا الجسم أثناء حركته يأخذ بالضرورة حيزا من الفضاء كما أن حركته تنجز في مدة زمنية.لكن عندما ننتقل الى تحديد المفهوم في ميدان العلوم الانسانية خاصة علم الاجتماع ،هل يتغير المفهوم ويأخذ منحى آخر؟
في ميدان العلوم الاجتماعية يأخذ مفهوم الحركة منحى آخر، اذ أن حركة المجتمع هي المقصودة بالذات ،فكل حركة تبرز في المجتمع الا ولها جذورفي هذا المجتمع ،وبالتغيرات الطارئة عليه،فكثيرا ما نسمع عن حركة ما انها قد ظهرت في مجتمع ما، ويمكن ان تأخذ هذه الحركة أشكالا معينة ،فقد تكون حركة ثورية تهدف الى تغيير بنية المجتمع تغييرا كاملا ،وقد تكون حركة اصلاحية أو حركة ذات ابعاد مطلبية،وقد تكون حركة ذات اهداف أخرى، فماهي الحركة اذن في ميدان العلوم الاجتماعية؟
يمكن أن نعرف الحركة على انها اطار يعرف دينامية على مستويين: مستوى التنظيم،ومستوى الخطاب
على مستوى التنظيم:
ان أية حركة لها جذور بالمجتمع وتهدف الى تغيير الوضع القائم لابد وان ترتقي الى تنظيم ذاتها ،اذ ان التنظيم هو البنية التحتية لأية حركة ،والتنظيم هو الذي يضمن استمرار الحركة ويزودها بالطاقة الضرورية.وما دام التاريخ في تطور فطبيعي أن يكون التنظيم بدوره تاريخيا ،اذ ان مسايرة التحديات الداخلية والخارجية للتنظيم يلزمه بالضرورة فعل دينامي، أو ما يمكن ان نسميه بالدينامية الداخلية للتنظيم.وما دام هدف كل التنظيمات هو تحقيق مبادئها فطبيعي أن يكون استيعاب اكبر عدد ممكن من الأفراد داخل التنظيم هو السبب وراء دينامية التنظيم، وهنا نقف عند أهم مبدأ في فلسفة المادية الجدلية اذ أن هذا المبدأ يقر ان الكم بالضرورة يتحول الى كيف،وهذا ما نقصد به بالذات الدينامية على مستوى التنظيم.
على مستوى الخطاب:
في ميدان العلوم الاجتماعية، يستحيل تصورحركة بدون خطاب ،وما دام الخطاب مجموعة من الملفوظات والتمثلات التي يتم تداولها واستعمالها في اطار حقل معين ،فطبيعي ان يكون الخطاب تاريخيا بمعنى أنه يتطور وفق المستجدات االمحلية والوطنية والدولية والظروف العامة لتطور الانسانية ،أو بتعبير أدق تفرز مفاهيم ومعطيات جديدة لم تكن في المتناول من قبل،وهكذا تلزم كل حركة باعطاء موقف أو تحليل للمعطيات الجديدة وهكذا يتطور الخطاب ويصبح ديناميا،أي أن الخطاب ليس بثابت وجاهز بقدر ما هو خطاب يتوافق مع التطور العام لتاريخ الانسانية .
هكذا نخلص الى أن الحركة في ميدان العلوم الاجتماعية اطار يعرف دينامية على مستوى الخطاب ومستوى التنظيم ،وما الخطاب الا الطاقة الفكرية او الرأسمال الرمزي الذي يزود التنظيم بالتقدم والاستمرار، وما دام مفهوم الحركة مفهوما نسبيا فما هو مرجع الحركة في ميدان العلوم الاجتماعية؟انه بالضرورة المجتمع اذ أن المجتمع يعتبر مرجعا اساسيا لأية حركة كيفما كانت، خاصة ان الحركات السياسية والاجتماعية تتحدث باسم المجتمع ومن اجل المجتمع،والمجتمع ليس ثابتا اذ ان علم الاجتماع يقر على أن جميع المجتمعات تعرف دينامية أو حركة ،وقد تتفاوت حركية المجتمع من مجتمع لآخر، الا أن الحركية من صفات جميع المجتمعات.ويجمع علماء المجتمع على أن أية حركة تظهر في المجتمع لا بد وان تكون لها جذور اقتصادية،اجتماعية،ثقافية أو سياسية، وهذه الحركة تظهرفي المجتمع نظرا لحاجة المجتمع اليها،كما يجمعون على ان تغير الظروف العامة للمجتمع يساعد على ظهور حركات جديدة، وذلك لان تغير الظروف يعتبر مجالا خصبا لنمو الحركات.
ب ـ الأمازيغية ومفهومها الحقيقي
الأمازيغية لا يمكن فهمها بمعزل عن الشعب الامازيغي،والشعب الأمازيغي هو ذلك الشعب الذي اتخذ من ثامزغا (شمال افريقياأو وطن الامازيغ) وطنا له ،وكلمة أمازيغ تعني الانسان الحر، كما أكد على ذلك مجموعة من المؤرخين.وهكذا فالامازيغي هو ذلك الانسان الذي يعشق الحرية ويضحي في سبيلها بكل ما يمتلك من قوة، وهذه الصفة يشترك بها الامازيغي مع مجموعة من الشعوب الأخرى وليست حكرا له وفقط .
الانسان الامازيغي هو الذي انتج وابدع اللغة الامازيغية، كما ان التحديات المفروضة عليه جعلته ينتج مجموعة من القيم عبر التاريخ ، وقد تطور هذا الانسان ليبدع حرفا للكتابة سماها تيفيناغ(تيفي انغ= اكتشافنا) لينتقل الى انتاج ثقافة خاصة به ،كما عرفت ثامزغا حضارة صنعها الانسان الامازيغي في تلاقحه مع الشعوب الأخرى ،اذ ان الحضارة وحدة متكاملة وهي نتاج لجهود الانسانية جمعاء وهي عامة ، اما الثقافة فتدخل في اطار ما هو خصوصي.والامازيغية بما هي هوية وتاريخ وثقافة .. قد اقصيت عبر التاريخ من طرف الانظمة الحاكمة في شمال افريقيا التي نسبت شمال افريقيا الى شعوب اخرى ،خاصة في المراحل الاخيرة من التاريخ ،اذ اعتبرت شمال افريقيا جزءا لا يتجزأ من وطنهم العربي كما يزعمون،وهكذا اعتبرت اللغة العربية لغة رسمية في جميع هذه الدول ،بل قامت هذه الأنظمة بسن قوانين لتعريب المواطنين والحاقهم قسرا بالشعب العربي.
وهكذا تشكلت القضية الأمازيغية كقضية شاملة ،بحيث لا يمكن التفكير في حل مشكل بمعزل عن المشاكل الأخرى التي يتخبط فيها الشعب المغربي، وهذا ما جعل من القضية الامازيغية قضية بنيوية.
هكذا نصل الى أن الحركة الأمازيغية هي مجموع الفعاليات التي تناضل من اجل القضية الأمازيغية (الحركة الثقافية الامازيغية بالجامعة،الحركة الجمعوية الأمازيغية،الفعاليات الامازيغية ..)،وهذه الحركة تعتبر أن القضية الأمازيغية قضية محورية تتفرع عنها جل الاشكالات،لهذا ترفع مجموعة من المطالب التي تشكل كلا لا يتجزأ اذ ان المطالب مترابطة فيما بينها ،وقد راكمت هذه الحركة على المستوى الثقافي والسياسي مما جعلها تعرف دينامية على مستوى التنظيم والخطاب، رغم أنها (أي الحركة )لا تعرف تنظيما موحدا.ويمكن أن نقول أن أول وثيقة كانت بمثابة التفكير في بناء الأسس الاولى لتنظيم موحد على المستوى الوطني هي ميثاق أكادير1991، اذ أن هذا الميثاق شاركت فيه مجموعة من الجمعيات الأمازيغية على المستوى الوطني،وقد حدد هذا الميثاق رؤية عامة للقضية الامازيغية بالمغرب،لتلحقه مجموعة من المحطات الأخرى التي كانت حاسمة في تطوير خطاب الحركة الامازيغية بالمغرب .



#محمد_انعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الفقهاء العدسيون
- حوار رمزي بين المطلق والنسبي
- الأمازيغية والتغيير الدستوري بالمغرب
- عودة الى السفسطائية والأفلاطونية الجزءالثالث والأخير
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الثاني
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الأول
- في ضرورة النقد والنقد الذاتي:الحركة الامازيغية نموذجا
- الوعي بالذات ،نحو فهم أعمق
- عبد الله بن سبأ في شمال افريقيا دراسة تحليلية لنظرية المؤامر ...
- العلمانية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد انعيسى - الحركة الأمازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب1