أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - جرائم الجنرال البرهان حاليا وما قبل 23 و21 و19















المزيد.....

جرائم الجنرال البرهان حاليا وما قبل 23 و21 و19


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 20:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في كلمته المقتضبة التي وجهها مؤخرا للشعب، ذكر الجنرال البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ثلاثة لقاءات وهى، انه لا عودة لما قبل 15 أبريل 2023 ولا عودة لما قبل 25 أكتوبر 2021 ولا عودة لما قبل 2019؛ وككل خطاباته، فان حديثه جاء خاليا من التناول الجاد للقضايا السياسية والاجتماعية الملموسة والملحة التي تواجه الشعب السوداني. لم يذكر البرهان ما الذى يُبطل العودة للفترات الثلاثة المقصودة. لكن، لم يجئ تشكيل الحكومات السودانية التي تعاقبت على الحكم لرغبة ذاتية لبعض القادة، بل هي ضرورة سياسية تحدث كنتاج يعبر عن واقع البلاد السياسي والاقتصادي وميزان الصراع الدائر بين قواه الاجتماعية. إن ما يحدد انتقال المجتمع من فترة لأخرى هو الظروف الموضوعية، وليس هذا أو ذاك الشخص. لكن عدم ادراك هذه الحقيقة لا تعيقه الا محدودية وسطحية في الفكر!

إن الأزمنة الثلاثة جوهرها واحد، والفرق بينها في الشكل وهو مسالة مقدار وليس نوع. وفى ماهية الفترات الثلاثة توجد قواسم مشتركة عديدة بينها، أهمها أن النفوذ السياسي فيها واقع لصالح القوى الاجتماعية التقليدية التي وضعت القرار السياسي بيد الجيش، وهو القرار الذى حافظ على السياسية الاقتصادية المحافظة والانساق الاجتماعية المتخلفة ووصاية الدول الأجنبية على سيادة الدولة؛ وفيما يخص موضوعنا، فمن تلك القواسم المشتركة هو أن الجنرال البرهان نفسه من الشخصيات التي لها دور مؤثر في مسار الفترات المذكورة جميعا!!
لم يتحدث البرهان عن الفترة القادمة وطبيعتها، وهى، وفقه، ستكون (مختلفة)، ولم يفيدنا الجنرال ما اذا كان هو من يكون قائدها. لكن، استحقاقية البرهان الاستمرار كقائد للدولة يجب أن تقاس جدواها بالتمعن في أدواره العسكرية والسياسية خلال وجوده في مناصب رفيعة بالسلطة في الأزمنة الثلاثة المذكورة. إن البرهان خلال مسيرته العسكرية مسؤول عن ارتكاب جرائم جنائية، وسياسية منها ما يستوجب المساءلة الجنائية. فان البرهان مسؤول عن مجازر دارفور في 2003 التي راح ضحيتها مئات الالاف من السكان المنتمين لقبائل الفور، والمساليت والزغاوة، حيث كان المشرف على تسليح وتشوين مليشيا الجنجويد التي قامت بعمل القتل والإبادة هناك. كما كان البرهان مهندس الإشراف في 2015 على الاشتراك ، مقابل دفع مبالغ مالية، في حرب اليمن ضمن ” التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية“ وهى عملية ارتزاق زج بها لمستنقعها نظام الإنقاذ. وهكذا، فتحت جرائم البرهان الطريق له للترقي الى ان عينه راس النظام، البشير، في مناصب عليا بالقوات المسلحة السودانية، وصار مسئولا بحزب المؤتمر الوطني المحلول.

شملت لاءات البرهان لاء عدم العودة للفترة منذ ابريل 2019 حتى 2023. لكن هذه الفترة التي يدينها البرهان هي التي أدارها هو بنفسه بعد صعوده للسلطة السياسية في اخطر عملية استخبارية للإطاحة بنظام عمر البشير وتقويض ثورة الشعب الناشبة في 2018 العملية التي ابتدرها البرهان كرئيس للمجلس العسكري، الذى خلف نظام الإنقاذ، بفض اعتصام القيادة العامة بالقوة المميتة؛ قام البرهان بهذا الفعل الجبان والشنيع يدا بيد مع قادة قوات الدعم السريع. وبعد أن صار البرهان رئيسا لمجلس السيادة، فان إدارة هذه الفترة كانت من أسوأ الإدارات في تاريخ البلاد؛ ففيها قام البرهان، بقتل المتظاهرين ضد الحكم الانتقالي، وباتخاذ الخطوات الأساسية كمقدمة للتطبيع مع الكيان الصهيوني التي شملت إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل ل 1958 والتمسك بالتزامات البلاد تجاه بقاء القوات السودانية في اليمن. ومن أخطر خطايا البرهان التي تتسبب الآن في تدمير السودان، هي تقوية قوات الدعم السريع. فالبرهان سمح للدعم السريع التحول من مليشيا صغيرة الى جيش مليشيا (militia army) مكون من 120 الف جندي، كما أطلق يد الدعم السريع في التوسع والتغلغل في الخرطوم بإقامة مقرات عسكرية في أماكن استراتيجية بالمدينة، وتحت سمع البرهان أقرت الحكومة الانتقالية ”الجهاز التنفيذي“ ميزانية سنوية كبيرة للدعم السريع. كما منح الجنرال البرهان، بقرار انفرادي، الدعم السريع نسبة ٣٠٪ من منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش، وكذلك مكن البرهان حميدتى من الاستحواذ على سلطات واسعة استطاع من خلالها العمل على إحالة الكثير من الضباط للمعاش، بل حتى التمتع بسلطة التعيين لمجلس السيادة ( الجنرال ابراهيم جابر).

والآن، فان محاولة البرهان في مخاطبته التلميح بان المرحلة المقبلة سوف يكون مسارها مختلف، محاولة فجة أراد بها إثارة الجماهير لتسويق سياساته الفاشلة في إدارة الدولة والحرب الدائرة الآن بين الجيش ومليشيا الجنجويد. ولهذا، تكمن خطورة متاجرة البرهان بمشاعر الجماهير في احتمال انخداع بعض قطاعات الشعب وميلها الى الاندفاع الأحمق في تأييد الجيش بتعظيم دوره، ومن ثم انطلاق الدعوات الصبيانية لمنحه تفويضا لقيادة البلاد، في تغافل لحقيقة أن حالة الخراب التي تعيشها البلاد ترجع في نهاية الأمر الى احتكار الجيش للقرار السياسي لأكثر من خمسة عقود.

إن الرهان فشل في تعريف الحرب ضد قوات الدعم السريع، التي اكتفى بوصفها بانها حرب عبثية عند اندلاعها، وترك الشعب ليواجه مصيره بعد أن اعتدت المليشيا الغوغائية على أرواحه وممتلكاته واهدار كرامته وانعدام جميع الخدمات الأساسية في ظروف فقدان الأغلبية من المواطنين لوظائفهم وأعمالهم، كما لا توجد أي مخاطبات للمسؤولين توضح للشعب مسار الحرب ومآلها ومصير الملايين المهجرة داخليا وخارجيا. وبعد ثمانية اشهر من نشوب الحرب، دفع اليأس من الجيش وقائده المواطنين الى إعلان التعبئة والمقاومة الشعبية المسلحة. ان المقاومة الشعبية المسلحة لجأ اليها الشعب لحماية نفسه والدفاع عن أمنه ونتيجة لفقدان الثقة في الجيش بعد أن رأى البطء في عملياته العسكرية. واستطاعت المقاومة صد هجمات المليشيا لحد كبير. لكن لما رأى البرهان اتساع المقاومة عمل على احتوائها وربطها تنظيميا بالجيش ووضعها تحت ادارته وخضوعها لقوانينه لضمان عدم الاخلال بالتوجه السياسي لقيادة الجيش التي تأتمر بأوامر صادرة من دولة الامارات الساعية للهيمنة على السودان.

ان البرهان يمارس التدليس في اقبح وأحط صوره عندما يذكر بانة يعمل على الحفاظ على سيادة السودان؛ يكرر البرهان هذا الهراء والسفير الإماراتي ما زال موجودا بالبلاد، وما زالت دولته التي دمرت السودان تمد التمرد بالسلاح لمزيد من خراب البلاد؛ وموقف البرهان هذا من دولة الامارات يثير مسالة السياسة الخارجية للسودان خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، فهو يقوم بزيارات بين الحين والحين لمختلف الدول ولا يعرف الشعب السوداني عنها شيئا كالغرض منها ومخرجاتها اذ لا يوجد تنوير واستخلاص المعلومات المتعلقة بها (briefing and debriefing).

ونواصل تناول مسألة الصراع المسلح في السودان وخيارات الشعب



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال عقل وزير المالية السوداني الأسبق في أذنيه (2-2)
- السودان: غندور وجريمة تدمير العمل النقابي
- الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية واحتكارها ( ...
- السودان: الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية وا ...
- السودان: ما زال عقل وزير المالية الأسبق في أذنيه
- السودان: خطاب البرهان الديماغوجي في الخامس من يناير
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(4-4)
- الجيش السوداني والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(3-4)
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(2-4)
- الجيش السودانى والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(1-4)
- الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي من منظور الماركسيين السودانيين
- اصطياد مصر بشبكة صندوق النقد الدولي
- المبادرتان المصرية والاثيوبية ودعم التدخل الخارجي في السودان
- الاطماع المصرية رافعة استعمار السودان
- السودان: البشير وضعف المنطق والادعاء الكاذب
- الرئيس السيسي ودراسات الجدوى
- مصر: التاريخ يعيد نفسه مأساة
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 2-2
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 1-2
- الشعب يريد اسقاط الانقلاب وبيرتس يبحث مع البرهان عن مخرج


المزيد.....




- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- الانتخابات الأوروبية: هل اليمين المتطرف على موعد مع اختراق ت ...
- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...
- إندبندنت: حزب العمال يعيد نائبة طردت لاتهامها إسرائيل بالإبا ...
- كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإ ...
- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - جرائم الجنرال البرهان حاليا وما قبل 23 و21 و19