أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - الرئيس السيسي ودراسات الجدوى














المزيد.....

الرئيس السيسي ودراسات الجدوى


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 00:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في مخاطبات متواصلة، ظل السيسي يتناول الازمة الاقتصادية التي تطول مصر حاليا. وفى هذا السبيل يحاول الجنرال جاهدا ارجاع مسببات التدهور الاقتصادي لكل ما يخطر على باله الا ما اقترفته سياساته هو نفسه. ومن اغرب ما يردده السيسي، وربما كتبرير ساذج للمشروعات العشوائية التي ينفذها نظامه، هو انه لا فائدة من دراسات الجدوى؛ فوفق الجنرال فان دراسات الجدوى للمشروعات قد تكون عائقا لما تتطلبه من وقت طويل في اعدادها يمكن استغلاله في اقامة مشروعات كثيرة ما كان يمكن تحقيقها سريعا لو سبق تشييدها دراسات لجدواها، فلا تثريب لو تم تشييد نحو مائتي مشروع وفشل منها اثنان أو ثلاثة!!

جاء رد المصرين، كما هو متوقع، يستهزئ بأسقاط دراسات الجدوى؛ ولا نرى أن هذه الفكرة الخاطئة تستحق التوقف عندها، وحتى بالنسبة للشعب المصري لم تكن الا فرصة لفضح فقر الوعي والادراك لدى الجنرال الدكتاتور الذي يتعاظم حاليا نضالهم ضد طغيانه واستبداده وتصميمهم على الإطاحة به.

ولكن ما دفعني للإشارة الى هذا الموضوع هو انه جعلني استحضر مقال لي، عن دراسات الجدوى في البلدان النامية، بعنوان ” التمويل الغربي والانتقال من المؤسسات التنموية الى منظمات المجتمع المدني.“ فذلك المقال يتناول دراسات الجدوى من ناحية إعدادها وكيف ان طبيعة الفكر الاقتصادي السائد، المستمد من واقع الهيمنة الخارجية على البلاد، تحدد المعايير التي تستخدمها في تقييم المشروعات (التنموية)؛ فالمقال يقدم نظرة عامة (outline) للعوائق التي تقف امام عمل دراسات جدوى أكثر واقعية وصِحَّه (validity) للدول النامية. وادناه مستخلص المقال.

ان مخططات (blue-print-s) انظمة دراسة المشروعات في البلدان الفقيرة التي تستهدفها مؤسسات التمويل العالمية بمساعداتها المالية ابتدرت وضعها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بسلسلة من المؤلفات تحمل العنوان: "دليل تحليل المشاريع الصناعية في البلدان النامية" تحتوي على مناهج لدراسة المشروعات في الدول النامية. ثم تبعتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية- يونيدو (UNIDO) التي وضعت مؤلفاً في هذا الحقل بعنوان " دليل تقييم المشروعات" ظلت تجدده عبر السنوات. وشملت أنظمة دراسة المشروعات لهذه المؤسسات الدولية معايير تقييم الاستثمارات التنموية من مفاهيم مستمدة من الفكر الاقتصادي (السائد، من ناحية مضمونه الأساسي الرأسمالي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في الدول الغربية) الذي يقوم على مفاهيم تعتبر ان السوق من خلال الطلب والعرض والاسعار بجانب تدخل محدودٍ للدولة هو الآلية التي تحدد التوظيف الأمثل للموارد والثروات. وهذا الفكر، وهو مزاوجة بين نظريات المدرسة التقليدية المحدثة (neoclassical) والاقتصاد الكينزي، يسميه الاقتصاديون توليفة المحدثين (neoclassical synthesis)؛ واستدراكا لحالة التشوهات التي تعاني منها اقتصاديات الدول النامية واصل اقتصادي منظمات التمويل الدولية التأليف فعمدوا الى تصميم اسعار بديلة (اقتصادية او اسعار الظل) كمعالجة لتشوهات أسعار السوق، وفى اعداد المشاريع ذات المحتوى أو الفائدة الاجتماعية التي تفوق الربحية المالية.

وفى سبعينات القرن المنصرم طغى الحماس (الأكاديمي) للأساليب الفنية في دراسات الجدوى حيث نالت ادلة (manuals) منظمتي التعاون الاقتصادي والتنمية واليونيدو مكانة رفيعة لدى دارسي المشروعات التنموية في البلدان النامية واعتبر البعض عملية ترجمة طرائقها النظرية إلى مستوى التطبيق في اعداد المشاريع هي الوصفة السحرية التي تقود الى التنمية. ولكن لم تأت الدراسات بأية نتائج تنموية، بل اصاب جل المشروعات التعثر. ولم يكن فشل تلك المشاريع مفاجأة فقد بنيت دراساتها على مجرد افتراضات لا تلامس الواقع التجريبي. فتلك الدراسات تقوم على فكر اقتصادي لا يرى ان حالة التخلف والتشوهات الاقتصادية هي نتاج طبيعي لواقع سيأسى/اقتصادي/اجتماعي راسخ لا يمكن الخروج منه استناداً على نسق معرفي مسبق لا يسعى لادرك كنه مقوماته.

كانت دراسات ما سمى بالمشاريع التنموية في البلدان النامية جزءاً من فكرة التنمية التي جاءت بها بعد الحرب العالمية الثانية الهيئات الدولية (المسيطر عليها من قبل الدول الاستعمارية العظمى)؛ وقد كانت فكرة زائفة الهدف منها صرف نظر الدول الفقيرة عن مواجهة مشاكلها على حقيقتها ومن ثم اكتشاف الحلول لها؛ وهكذا تعزز التخلف الاقتصادي وانحصر الإنتاج الصناعي والزراعي في هذه البلدان في مشاريع افرادية في الريف والمدينة تحظى بالدعم الحكومي الذى يمكن أصحابها من الرأسماليين من الاستثمار في الصناعات الخفيفة والاستهلاكية.

ملحوظة
هذا المقال قبل الأخير من سلسلة مقالات بينا فيها حول خطورة الاعتماد على مؤسسات التمويل الدولية في عملية التنمية الاقتصادية، ونختتمها بمقال عن التقارب من تلك المنظمات الذي أحدثه الحكم الانتقالي السوداني العميل (2019 -2021) والكوارث التي جرها على السودان؛ كما سنبين أن السياسة الاقتصادية للحكم الانتقالي لم تكن امتدادا لنظام الإنقاذ الإسلامي (1989-2011) وحسب، بل للتوجه الاقتصادي للحكومات الوطنية منذ سبعينات القرن المنصرم.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: التاريخ يعيد نفسه مأساة
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 2-2
- هل الأولوية للدستور أم البرنامج السياسي!؟ 1-2
- الشعب يريد اسقاط الانقلاب وبيرتس يبحث مع البرهان عن مخرج
- السودان: فولكر بيرتس يلقى احاطة -قحت- أمام مجلس الامن
- فولكر بيرتس يقدم احاطة -قحت- لمجلس الامن
- إبراهيم البدوي: أفكار مفلسة وفساد
- مصر ودوامة الاقتراض
- قيمة الجنيه السوداني والتفسير التوتولوجى
- فولكر بيرتس: يريد ادخال -الحضارة- للسودان
- السودان: في الذكرى 66 لانتفاضة جودة 1956 ومسألة -الدولة المد ...
- فولكر بيرتس: الأَبْلَه والأحمق
- السودان: مبادرة الهيبك (HIPC) وسياسة استدامة الدَيْن
- لجنة تفكيك نظام الإنقاذ السودانى: المساءلة القانونية والنقد ...
- الاتحاد الأفريقي وتعزيز شرعية الكيان الصهيوني
- السودان: الجيش وحرب الفشقة والبيان الفضيحة
- مصر الرسمية ليست صديقة للسودان
- إنها الرأسمالية يا عزيزي
- مقاطعة إسرائيل : السودان أولاً
- السودان: أجمل وأبشع ما قيل في مجرى انتفاضة ديسمبر


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - الرئيس السيسي ودراسات الجدوى