حول تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من البدهيات الاساسية التي كان يتداولها المعلقون والصحفيون و كثير من الناس بمن فيهم البسطاء، ان الاتحاد السوفيتي هو من المنعة والقوة والجبروت مما يجعل من المستحيل على القوى العالمية السوداء ان تخضعه بواسطة الحرب والاساطيل والجيوش وكان الاتحاد السوفيتي يملك كل ما يلزم للمحافظة على استقلاله و قوته العسكرية الضاربة وهذا ما دفع اعدائه للتفكير بخطة لنسفه من الداخل بواسطة عناصر تحمل الجنسية (( الروسية)) و (( البطاقة الحزبية الحمراء)) والمكانة المرموقة في السلطة... واخيراً يكون لديهم الاستعداد لتنفيذ السيناريوهات السوداء والخبيثة القادمة من وراء البحر.
ان تفكيك الاتحاد السوفيتي لعبت فيه تظافر العوامل الداخلية والخارجية سوية واصبح العامل الخارجي هو الموجه والمنظم للعامل الداخلي وهذه حقيقة موضوعية اضافة الى ذلك ادركت قوى الثالوث العالمي وحلفائهم ان تفكيك الاتحاد السوفيتي لا يمكن لا من فرض الحصار الاقتصادي لانه يملك القوة والقدرة الاقتصادية الكبيرة... ولا بشن حرب ضد لانه يملك السلاح النووي والمواجهة معه يعني نهاية العام وعليه فكرت قوى الثالوث العالمي وحلفائهم باختراق قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة سكرتير عام الحزب هو افضل طريقة لتفكيك الاتحاد السوفيتي وحسب ما اعلنه بوش الأب انه تم انفاق نحو 5 ترليون دولار أمريكي من اجل تفكيك الاتحاد السوفيتي ووجدوا لهم انصار ومؤيدين في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وهم غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك وارباتوف وبوبوف وكوزيروف وبوربوليس واناتتولي جوبايس.. وغيرهم من خونة الشعب السوفيتي.
خلال فترة ما يسمى بالحرب الباردة للمدة 1946-1991، كان الصراع السياسي والاقتصادي والايدولوجي محتدم بين الاتحاد السوفيتي من جهة وبين امبراطورية الشر والكذب والاجرام وحلفائها من جهة أخرى وبلغت كلفة ما يسمى بالحرب الباردة ما بين 13-15 ترليون دولار أمريكي وكانت حصة الاسد من هذا الانفاق المرعب والخيالي يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا قال خصوم الاتحاد السوفيتي :
* الرئيس الاميركي نيكسون (( من اجل المساعدة على ابادة الاتحاد السوفيتي ينبغي ان تقترب منه، لان اذا ابتعدنا عنه سوف يضعف موقف مؤيدبنا داخل المجتمع السوفيتي)).
* كلينتون . ان (( الحرب التي بداناها عام 1944،قد انتهت في عام 1991 بتفكيك الاتحاد السوفيتي)).
*، دالاس، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق قال (( ينبغي أن يتم تركيع الشعب السوفيتي على رجليه، لانه شعب يعتز بكرامته وعزته)).
* يقول بريجينسكي (( ان النظام العالمي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية فانه سيقام بالضد من روسيا وعلى حساب روسيا، ومن اجل تحطيم وتفكيك روسيا)). هنا يقصد بالاتحاد السوفيتي.
* يشير فالي برانت بعد زيارته إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1985(( في حياتي رايت وشاهدت الكثير، ولكن لم اشاهد في حياتي في معاداة الشيوعية كما يكنها ميخائيل غورباتشوف وهو على راس الكرملين)).
ماذا قال غورباتشوف؟
# ((لقد كنت العدو الخفي للشيوعية)).
# ((ان هدفي في الحياة كان هو القضاء على الشيوعية)).
# لقد حدد هدفه الاخر وهو (( العمل على تفكيك الاتحاد السوفيتي من الداخل ومن اجل تحقيق ذلك الهدف لابد من الإستعانة بالضبط الحزبي ونقاط الضعف في تركيبته)).
## لقد اشارة الكاتبة والصحفية الروسية ناديحدا غاريفولينا ان (( غورباتشوف ما هو الا عميل امبريالي وعدو للاتحاد السوفيتي وعدو للاشتراكية)). المصدر: ناديحدا غاريفولينا، ضد زوغانوف، موسكو، السنة، 2004، ص، 747، باللغة الروسية.
يخطئ من يعتقد ان تفكيك الاتحاد السوفيتي جاء بسبب ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية، او بسبب ما يسمى بالحرب الباردة... ان احد اهم الاسباب الرئيسة لتفكيك الاتحاد السوفيتي يعود إلى وجود الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وعلى راسهم غورباتشوف وفريقه المرتد تحديداً اضافة الى عوامل داخلية ثانوية اخري. ومنها تفشي البيروقراطية الحزبية والادارية وغياب التجديد لقيادة الحزب....
** انظر مقالتنا بعنوان :كشف الحقائق وابعاد المضامين السرية لسيناريوهات المؤامرة الكبرى على الاتحاد السوفيتي، مجلة حوار الفكر، فصلية، فكرية تصدر عن المعهد العراقي لحوار الفكر، العدد، 32، اذار - 2015.

ابريل - 2024

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل