أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - موجة - الممانعة الارتدادية - في زمن التحولات















المزيد.....

موجة - الممانعة الارتدادية - في زمن التحولات


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من غير المستحب اطلاق صفة المعارضة بمفهومها الوطني الديموقراطي على كل جماعة تخالف في بلدانها حكومات أو أنظمة أو رأي عام حيث وجدت هذه العبارة موقعها الرفيع واللائق في وجدان النخب السياسية والثقافية وأهل الفكر وفي مشاعر العامة من الطبقات والفئات الشعبية التواقة الى التغيير وتحسين الأوضاع على مختلف الصعد الوطنية من اقتصادية واجتماعية وسياسية خاصة وأن المعارضة ارتبطت تاريخيا ومنذ عصر النهضة الأوروبية وانتهاء بعهود الاستقلال في الشرق بحزمة من المبادىء والأهداف النبيلة مثل الحرية والمساواة والحياة الكريمة ونبذ العنصرية وفصل الدين عن الدولة واحياء المجتمع المدني وحرية المعتقدات واعادة الاعتبار لحق تقرير مصير الشعوب والقوميات وحرية المرأة وتحقيق الديموقراطية والالتزام بها وازالة الاستبداد ونبذ العنف وقد ازدادت أهمية التمييز وتحديد الفواصل والعوارض بين " معارضة " وأخرى في عصرنا الراهن الذي يشهد منذ العقد الأخير من القرن المنصرم نمو ظاهرة الردة الدينية على وجه الخصوص في مضمونها الأصولي – الارهابي وثوبها الاسلاموي – السياسي ( وهي خارجة أساسا على المبادىء الايمانية الارشادية المسالمة الداعية الى تآخي وتعايش بني البشر في جميع الأديان السماوية ) والتقائها في منتصف الطريق مع الأصولية العلمانية الآيلة الى السقوط في الحقبة الراهنة بآيديولوجيتها القومية العنصرية المستبدة وشعاراتها التعبوية الزائفة باسم المقاومة والمواجهة باحثة دون جدوى عن سبيل لاعادة أنظمتها المنهارة وزمنها الزائل الى الأبد وقد وصف البعض هذا التآلف الثنائي بتحالف الضعفاء في عصر التغيير الديموقراطي .
امعانا في تمايز الصالح من الطالح نجد تعبير الممانعة الدارجة حديثا المصطلح الأنسب في تسمية النسخة المزيفة من معارضي هذا الزمن الاشكالي من جماعات نذرت نفسها – لمنع – التقدم والتغيير والسلم الأهلي و – الامتناع – عن المشاركة في المصالحة الوطنية والبناء و – منع – قيام الدول المستقلة ذات السيادة والقرار الواحد و – الامتناع – عن تسريع سقوط الأنظمة الدكتاتورية وقوى الظلامية والا ستبداد و – منع – تجاوز الطائفية السياسية وأمراء الحرب وشيوخ الفتنة المذهبية والانصهار في البوتقة الوطنية الجامعة و – منع - المواطنين وعامة الناس عبر الترهيب وقطع الأرزاق والأعناق من مزاولة حياتهم اليومية وأداء واجباتهم الوطنية وممارسة قناعاتهم السياسية والثقافية وفرض – المنع – على المفكرين والمثقفين والمبدعين من الافصاح عن آرائهم ومواقفهم بحرية و- منع – المرأة بالاكراه والتهديد بالتصفية الجسدية اذا ما شاركت في الحياة السياسية والثقافية والاعلامية ناهيك عن الفنية و – الامتناع – عن قبول الشرعية البرلمانية ومواد الدستور والقوانين و – منع – تطبيق أية حلول سلمية موضوعية لمسألة الشعوب والقوميات والأقليات على أساس مبدأ حق تقرير المصير والمساواة والتعايش .
مواصفات جماعات الممانعة في مختلف بلدان الشرق الأوسط متشابهة الى درجة التطابق مع تمايزات في الشكل وأساليب الممارسة بين مجتمع وآخر. ففي العراق بشقيها الديني والعلماني تمارس مجموعات الممانعة الارهاب ضد المدنيين وقوى الشرطة والأمن العراقية قتلا وتدميرا وتصفيات وتمتنع عن المشاركة في الحياة السياسية ولا تتخلى عن السلاح غير الشرعي وتواجه الشرعية المنتخبة بارادة الشعب العراقي وتعمل من أجل الفرز الطائفي والفتنة المذهبية واثارة النعرة العنصرية والتطهير المذهبي وخاصة في بغداد العاصمة والأنبار وترفض بالجملة والتفصيل مبدأ الحل الفدرالي للقضية الكردية في كردستان العراق الذي تضمنه الدستور العراقي الجديد وتتخذ مواقف عنصرية من الكرد كشعب وقضية قومية – وطنية وتعادي حقوق القوميات والمكونات العراقية الوطنية السياسية منها والثقافية وتفتقر بعد كل ذلك الى أي برنامج سياسي وتعجز عن شرح واعلان أهدافها الحقيقية في المجال الوطني الى درجة ممارستها الارهاب من أجل الارهاب واطلاق الشعارات الرنانة الجوفاء لتضليل العباد وهي في حقيقة الأمر تعارض تقدم العراق وتغيير الوضع نحو الأفضل , وتهدف اعادة الدكتاتورية وحكم الأمن والمخابرات ونظام المقابر الجماعية والأسلحة الكيمياوية والابادة العنصرية فهل يحق لأحد أن يسمي هذا – الفسطاط – السيء بالمعارضة والمقاومة ؟ وفي لبنان وعلى نفس المنوال تتعاون جماعات الممانعة من دهاقنة الطائفية - السياسية أتباع نظام طهران التيوقراطي المستبد وعلمانيي ! نظام الاستبداد البعثي في دمشق وبقايا أصنام الاقطاع السياسي ومنها الطامعة في التسلق الى رئاسة الجمهورية لمواجهة الحكومة الديموقراطية التعددية المنتخبة و- الامتناع – عن المثول لقواعد الشرعية الوطنية و – منع – المواطنين بقوة السلاح والارهاب من ممارسة حقوقهم الفردية والوطنية والافصاح عن مواقفهم السياسية بحرية والعمل من أجل – منع – قيام المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والكشف عن الجناة في قضايا الجرائم والاغتيالات السياسية التي طالت كوكبة من الناشطين اللبنانيين في مجالات السياسة والثقافة والاعلام والتي تشير الدلائل الى تورط النظام السوري وبعض أتباعه في لبنان بجميع تلك الأعمال الاجرامية المنافية للخلق البشري وكل المبادىء والمعتقدات , و – منع – تحقيق استقلال لبنان والحفاظ على سيادته وانقاذه من وصاية نظامي دمشق وطهران المستبدين , أليس تشويها لوجه لبنان الحضاري وتاريخ شعبه المسالم المبدع الشجاع أن يفرض بعض الطارئين أراءهم الارهابية وأشكالهم القميئة على المشهد اللبناني ؟ أليس مؤسفا أن يجر بعض الظلاميين وبقوة البترو - دولار الايراني والارهاب السوري المسلط شعب لبنان الى الصراعات المذهبية والاقتتال الطائفي والحرب الأهلية ؟ من أين لهؤلاء الحق في ادعاء المعارضة خاصة وأنها زعمت زورا أنها انتصرت وما حاجة المنتصر الى المعارضة ؟ الا اذا كانت معارضة ضد الشعب والوطن والكرامة . لقد تابع العالم بقلق مظاهر لم تكن مألوفة على ساحاتنا الوطنية وخاصة على ساحة لبنان المتقدمة والمتميزة من جهة التعامل السلمي في اطار الاحترام المتبادل بين المختلفين والحريات والتقاليد الديموقراطية المتأصلة في الحياة السياسية والميثاق الوطني المبرم منذ فجر الاستقلال بين المكونات من طوائف ومذاهب متعايشة بسلام ووئام , مثل اختزال طوائف بكاملها قسرا في عدد من الأفراد وتسلط بعضهم متقمصا زورا ارادة الله على الأرض ويمزج في خطابه الديني والمذهبي والسياسي ليقرر من ثم بمفرده مصير لبنان حربا أو سلما أوليس هذا الكارثة بعينها ؟ وكذلك البروز المفتعل بل المخطط له في أجندة نظامي دمشق وطهران المستبدين طرفا محور الممانعة لمجموعات معدومة الجذور في التربة الوطنية اللبنانية وفي تاريخ بناء الدولة ونيل الاستقلال والتنمية , لقد رأينا وتابعنا وتفهمنا قيام مظاهرات سلمية وحصول اعتصامات وعصيان مدني من جانب النخب الجماهيرية ضد الأنظمة والحكومات الدكتاتورية والاستبدادية والشمولية أما في لبنان فيحدث العكس تماما : قوى ومجموعات ظلامية تابعة ذليلة لأنظمة شمولية مستبدة تحاول المس بحكومة ديموقراطية تعددية نالت ثقة الشعب عبر البرلمان, أليس لاسرائيل دورا أساسيا في تقويض التجربة الديموقراطية اللبنانية وتنفيذ عملية طغيان الطائفي على الوطني واندلاع الحرب الطائفية بين المكونات اللبنانية ؟ أليس لاسرائيل دورا في تلميع صورة – حزب الله – وحاكمه حسن نصرالله ؟ أليس أفضل للدولة العبرية وجود مثل هذه المجموعات قوية مرهوبة الجانب حتى تتوفر ذرائعها في التجييش والتعبئة ومناهضة السلام وتحويل الصراع مع الفلسطينيين الى مواجهة دينية ؟ وفي هذا الصدد أشار القائد الوطني اللبناني السيد وليد جنبلاط الى مسألة خطيرة جدا وهي أنه ونتيجة لامعان جماعات الممانعة في المضي في الفوضى والتجييش وتهديد الأمن والاستقرار اضطرت الدولة الى سحب قطاعات من الجيش اللبناني من جبهة الجنوب لتتمركز في العاصمة بيروت حفاظا على الأمن في وقت أحوج ما تكون اليه منطقة الجنوب وفي ظل وجود قوات الأمم المتحدة الى تواجد الجيش اللبناني الوطني حتى لا تلعب ميليشيات حزب الله مرة اخرى بمصائر الجنوبيين وتدفعهم الى الهلاك والهجرة . وفي فلسطين يتكرر السيناريو ذاته حيث حركة حماس المتواطئة مع حلف الممانعة تواجه القيادة اتلفلسطينية الشرعية المنتخبة ديموقراطيا وأعني مؤسسة الرئاسة التي تتمتع بالصلاحيات الواسعة كسلطة تنفيذية حسب القانون الأساسي الفلسطيني وتمتنع عن الالتزام بالاتفاقيات الاقليمية والدولية ضاربة عرض الحائط مصير ومصالح الشعب الفلسطيني وأمنه ومعيشته ومستقبله وتصر على حكومة حسب مقاسها السياسي ورؤيتها وأجندة محور الممانعة وهكذا تتكرر المأساة في المشهد الفلسطيني : حكومة تزعم الانتصار وتدعي المعارضة ! والحقيقة هي عاجزة وفاشلة في الحكم والمعارضة وغير مرغوب فيها عربيا واقليميا ودوليا تماما مثل حالة الرئيس اللبناني المعين سوريا يدعو الى العصيان المدني كمعارض ! ومن موقع الرئاسة ولايحظى بالقبول داخليا وخارجيا . انها تساؤلات مذهلة وأكثر من مقلقة لن تتوقف حتى تجد لها أجوبة شافية من خلال وحدة صفوف قوى التغيير الديموقراطي في المنطقة بأسرها وتحقيق الانتصار على حلف الممانعة العدو الرئيسي لقضايا شعوبنا في المرحلة الراهنة وتطبيع الأوضاع في هذه البلدان حسب الدستور والقوانين ومتطلبات تعزيز المجتمع المدني والسلم الأهلي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الجزيرة مباشر - في حوار مع صلاح بدرالدين
- العراق الجديد : دعم دولي وغياب اقليمي
- عندما توقف الزمن في عامودا
- و- لفسطاط الممانعة - وحدتها الوطنية أيضا
- حلف - الممانعة - ومأزق البقاء
- مشروع دستور الاقليم وحقوق القوميات الكردستانية
- فلين الخامس من اكتوبر يوم التضامن الوطني
- مقابلة صحفية مع - اليونايتد بريس انترناسيونال -
- صدور العدد - 20 - من هاوار الجديدة
- ثمن البحث عن العلم الوطني
- الحوار الكردي - الكردي ضرورة قومية ووطنية
- قضية الأنفال أو ثالثة محاكمات العصر
- أما الاستبداد فالى زوال
- بعد عامه الستين : - البارتي - الى أين ؟
- هل يجسد الأمين العام الموقف الرسمي العربي ؟
- ماذا عن النتائج السياسية لحرب لبنان ؟
- اشكالية النصر والهزيمة في الحرب اللبنانية
- حوار شامل مع المفكر والسياسي الكردي صلاح بدرالدين
- شرق أوسط جديد ...لم لا ؟
- حرب - حزب الله - ليست من أجل الله


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - موجة - الممانعة الارتدادية - في زمن التحولات