أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي ابراهيم باشا - الثيموس السوري منتصرا














المزيد.....

الثيموس السوري منتصرا


محمد علي ابراهيم باشا
محام

(Mohammad Ali Ibrahim Bacha)


الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا انسان ماني حيوان

صرخة مدوية أطلقها ثائر في بداية الحراك السلمي السوري حملت مدلولات كبيرة لم يعي أبعادها غالبية السوريين بمن فيهم مطلقها، صرخة عبرت عن الحالة المزرية التي وصل اليها الانسان السوري بعد عقود من السراب الذي رفع نسبة الثيموس الوهمي لديه ولدى أقرانه في العالم العربي في أعقاب انقلاب يوليو في مصر وانقلاب البعث في سوريا والعراق وماتبعه من غرق في أحلام يقظة طويلة بالوحدة والحرية والاشتراكية والاستقلال والحداثة والديمقراطية وغيرها من الشعارات الخلبية والاوهام التي تاجرت بها الانظمة القومجية محولة الشعوب العربية الى سيول جارفة دمرت كل المحاولات_ التي سبقت هذه المرحلة _ لاشادة دول مدنية محترمة فخسروا فلسطين والجولان وسيناء وتفتت الدول بدل اتحادها وغدت المسيرة مثقلة بالنكسات والانكسارات.
- تلك الصرخة التي أطلقتها حنجرة حرة في لحظة تحد تاريخية بعد سنين من الاضطهاد والاذلال الممنهج للروح السورية (الثيموس )
وقدعبر الثيموس عن نفسه في تلك الصرخة، عن تلك الحالة المعنوية المرتفعة التي تعبر عن حالة الانسان السوري المفعمة بالعزة والشرف في سياق صراعه من أجل نيل الاعتراف على هذه البقعة الجغرافية، ذلك المفهوم الافلاطوني الذي يدفع الحراس للموت من أجل الكرامة والعزة دفع بالسوريون كذلك للمخاطرة بكل شيئ من أجل حماية اسرهم وكراماتهم، تلك الحالة المعنوية التي تحدت الرغبة بالحفاظ على الذات في كافة مراحل صراعها من أجل الكرامة التي حاربها النظام منذ اللحظات الاولى لاستيلائه على السلطة .
ذلك الثيموس السوري الذي تقدم على كافة الاحتياجات الطبيعية اصطدم لاحقا بدكتاتورية مستبدة أضحت المشكلة السياسية الأساسية لأنها منبع الطغيان والرغبة في السيطرة، دكتاتورية حولت سورية الى جمهورية أسياد ورعايا.
أسياد سيطروا على كافة مفاصل الدولة ورعايا لا قيمة لهم ولا كرامة (بنظر حكامهم ) ينفذون أوامر أسيادهم دونما اعتراض، أسياد كسبوا المعركة عندما استولوا على الحكم بارهاب القوة ورعايا خافوا من الموت وفضلوا الاستسلام من أجل البقاء على قيد الحياة معترفين بسيادة المنتصر، سادة ظنوا أن ارهابهم سيديم سلطتهم وسيبقي السوريين خانعين خاضعين ساعين الى لقمة عيشهم متناسين أو متجاهلين حقيقة أن الصراع من أجل الاعتراف بالمنزلة هو محرك التاريخ وأن الظلم والاستبداد مهما طغوا لن يستطيعا القضاء على جذوة الكرامة الانسانية التي دفعت بالسوري لمواجهة الموت في سبيلها وهنا كان التحدي من خلال التأكيد على أن ثورته السلمية لم تكن نتيجة جوع أو برد أوعطش أو حرمان وأن الثيموس حرضه كي ينتفض ويقول لا /انا انسان ماني حيوان / وأن يواجه الموت القادم من هذه الطغمة بشجاعة أربكتها وأفقدتها توازنها منذ اللحظات الأولى ودفعتها الى سلوك كافة الأساليب المنحرفة والمستبدة في سبيل كتم تلك الصرخة ووأد ذلك الاحتجاج وتحويل مساره من حراك سياسي سلمي الى مسارات لوثتها أجندات اقليمية ودولية دمرت الحجر والبشر وأوصلت سورية الى ماهي عليه الآن من دمار بعد سنوات عديدة ذاق فيها السوريين ويلات الموت والنزوح واللجوء والاضطهاد والى التعنت المقيت في المواقف والمزاعم الباطلة بهدف الاستمرار في حكم سورية غافلة عن حقيقة زوال شرعيتها منذ تردد صدى تلك الصرخة على العالم أجمع وأن عدم اعتراف السوريين سيتجاوز شرعية الطغمة تلك الى المنظومة المرتبطة بها، حزب البعث وشركائه، والتي وظفت أدوات القمع والقتل وشوهت دور ومهام الجيش والشرطة والأمن من حماية السوريين الى الانسجام في قهر السوريين و اذلالهم بالقدر الذي تستحيل معه أية شراكة سياسية جديدة في أية مرحلة مستقبلية- انتقالية كانت أم نهائية - في سوريا الجديدة.
أيقن السوريون حقيقة أن ليس بوسعهم نيل الحرية الا بالمخاطرة بحياتهم وكان هذا اليقين جوهر وعيهم بذاتهم وبأن هدفهم لا يكمن بمجرد البقاء على قيد الحياة بل الرغبة في نيل الاعتراف والتقدير وحماية حقوقهم الطبيعية كمواطنين من خلال حكومة شرعية تعرف كيف تحافظ بكفاءة على حياة الناس وما مخاطرتهم تلك التي تصدوا لها منذ عشر سنوات الا بهدف تحقيق تلك الرغبة، قد يطول الزمن وقد تطول معاناة السوريين وقد يكسب النظام جولة هنا وجولة هناك الا أن سورية الدولة الوطنية الديموقراطية العلمانية قادمة لا محالة فعجلة التاريخ لن تعود للوراء وانتصار ثيموس الانسان السوري محتم.



#محمد_علي_ابراهيم_باشا (هاشتاغ)       Mohammad_Ali_Ibrahim_Bacha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنا عايشين
- لحراك الثوري السوري- سلوك الريف الاشكالي
- استبداد شرقي
- الاقتراع السوري الواعي
- قراءة في كتاب هيلاري كلنتون - خيارات صعبة
- اعادة رسم الخرائط
- جذور التطرف الاسلامي في القرن العشرين
- المجلس الوطني الكردي بين اهداف التأسيس و نتائج التسييس


المزيد.....




- زرافة -لا تستطيع المضغ- تقوم بردة فعل لا تُصدق بعد تقويم طبي ...
- كتاب --من إسطنبول إلى حيفا--: كيف غيّر خمسة إخوة وجه التاريخ ...
- بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس
- مصرع 8 أشخاص وإصابة 2 جراء انفجار في مطعم وسط بيروت
- لبنان بين أزمتي نزوح.. داخلية وسورية
- تجمع احتجاجي أمام مقر أولمبياد باريس 2024 للمطالبة بحظر مشار ...
- المبادرة المصرية تحصل على حكم بتعويض مليون جنيه من -تيتان لل ...
- بماذا اعترفت أسترازينيكا بشأن لقاحها المضاد لكورونا؟
- -أنتِ مجرمة حرب-.. مؤيدة لفلسطين تصرخ غاضبة في وجه رئيسة الم ...
- البيت الأبيض يكشف: المقترح الأخير لصفقة التبادل مع حماس يتضم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي ابراهيم باشا - الثيموس السوري منتصرا