أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي ابراهيم باشا - كنا عايشين















المزيد.....

كنا عايشين


محمد علي ابراهيم باشا
محام

(Mohammad Ali Ibrahim Bacha)


الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 01:00
المحور: كتابات ساخرة
    


- تتحسر فئة كبيرة من المجتمع السوري _بكافة ألوانه واطيافه (موالون ومعارضون ورماديون ) _وتذكر بألم ما لحق بها من ضرر وخسائر نتيجة للثورة السورية وتطوراتها ومآلاتها وتعقيدات نتائجها متغنين بالأمن و الأمان السابقين ووفرة السلع الضرورية من مواد غذائية ومحروقات وأدوات كهربائية وسلع كمالية ....الخ ورخص أسعارها بالقدر الذي منح الشعب السوري الحد الأدنى من الاستقرار والراحة والأمان المعيشي مقارنة بالحالة التي وصلت اليها _بعد اندلاع الثورة وانحرافها عن مسارها الأساسي_ من فقر و جوع واذلال وانعدام للأمان وفقدان للرعاية الصحية ودمار في البنية التحتية و المنشآت الاقتصادية والتعليمية و الصحية و الصناعية ...الخ و الهزة الكبيرة التي أصابت المجتمع السوري نتيجة للحرب التي أسفرت عن موت مئات الالاف من الناس ونزوح داخلي وخارجي والتي ( أي الهزة) وان لم تهدم جدار ذلك المجتمع بالكامل حتى تاريخه على الأقل الا أنها خلخلت بنيانه الديمغرافي و الاجتماعي خلخلة كبيرة بالقدر الذي جعلهم يتأسفون قيامها ويتمنون بقاء الوضع على ما كان عليه رغم كل الصعوبات التي كانوا يعانون منها ورغم كل القمع والانتهاكات التي كانوا يتعرضون لها .
- هل كانت هذه الفئة على حق فيما ذهبت اليه وهل كان السوريون يعيشون بالفعل حياة كريمة دمرتها الثورة ؟؟ وهل المطالب والشعارات التي رفعها الثوار السلميين بداية لم تكن بحجم كل هذه التضحيات و الآلآم و المعاناة ولا تتناسب معها ؟؟؟
- أسئلة مشروعة تفرض على النخبة السورية المثقفة التصدي لها باجابات مقنعة من شأنها أن توضح حجم المسالة وابعادها و حقيقتها و تخفف من معاناة الشعب السوري بكافة فئاته وخاصة المعارضة منها للنظام السوري وتحد من حالة جلد الذات التي يعاني منها أغلب السوريون المتحسرين على أيام خلت لن تعود .
- كان من الممكن لكل تلك الأصوات و الأراء أن تكون صحيحة بالفعل– من وجهة نظري الشخصية – لو أن البؤس و الفقر و تقصير الحكومة في الحفاظ على حقوق الناس من لباس أو طعام أو انتاج للجنس البشري هي الأسباب الحصرية الوحيدة المحفزة والمبررة للمجتمعات كي تثور وهذا غير صحيح بالمطلق فعلى الرغم من أهمية تلك الحقوق الا أن التاريخ الانساني أثبت أنها كانت على الدوام في ذيل سلم الحقوق التي تمسك بها الانسان منذ فجر التاريخ وأن هناك حقوق أخرى أهم بكثير من مجرد الطعام واللباس والتكاثر وان أختلف ترتيبها بين مجتمع وآخر وفيلسوف وآخر ...الخ الا أن الغالبية اتفقوا على أن الحقوق الثلاثة العظمى و الأساسية هي ( الحياة ، الحرية ، الملكية ) وأن تاريخ العالم ليس الا تقدم الوعي بهذه الحقوق فقد ذهب كانط على سبيل المثال الى أن الحرية الانسانية هي النقطة النهائية في التاريخ الانساني في حين ذهب كوكجيف الى ن مبادئ الحرية والمساواة التي نجمت عن الثورة الفرنسية تمثل النقطة النهائية لتطور الانسان الايديولوجي وهي نقطة لا يمكن تجاوزها وان الرغبة الناشئة عن طبيعة الانسان هي في أصلها تعبير عن الرغبة في نيل الاعتراف والتقدير وما المخاطرة بالحياة الا من أجل اشباع تلك الرغبة وبالتالي فان أي حديث عن مصدر الوعي بالذات هو بالضرورة حديث عن معركة حياة أو موت من أجل الاعتراف والتقدير في حين أن هيغل يرى في الانسان كائنا أخلاقيا ترتبط كرامته بتحرره من القيود المادية والطبيعية و هذا البعد الاخلاقي والصراع من أجل الاعتراف هما المحركان للمسار الدياليكتيكي للتاريخ وان الاحساس بالكرامة او بقيمة الذات التي هي أساس الثيموس ( الثيموس هو حس انساني فطري بالعدالة ) مرتبط باعتقاد الانسان بأنه كائن أخلاقي بوسعه الاختيار حقا وأن هذا المفهوم عن الذات خاصية لصيقة بكل الآدميين سواء كانوا غزاة عظماء فخورين أو بائعي خضار متواضعين وأن الروح الثورية – في القرون الأخيرة أي التوق الى التحرر والى بناء بيت جديد حيث يمكن أن تستوطنه الحرية – هي روح لا مثيل لها في التاريخ الانساني السابق بأسره في حين يرى جون ادامز _في رسائله الى جيفرسون_ أن الرغبة الانسانية لا تنحصر في المساواة أمام القانون بل في التفوق الذي سيكون الى الأبد المنبع الكبير للأفعال الانسانية بعد حفظ الذات حيث قال : من هنا مأزق الفقراء فبعد أن يكون حفظ الذات قد تم ضمانه فان مأزقهم هو أن حياتهم بلا نتيجة وهم باقون على حالهم من الاقصاء عن منار الميدان العام حيث يمكن للابداع أن يشع ، انهم قابعون في ظلام اينما ذهبوا وانهم يشعرون بالخزي لانهم يشعرون بانفسهم خارج أنظار الآخرين متخبطين في الظلام .ويذهب توماس هوبز الى أن كل انسان يسعى الى أن يقيمه زميله كتقييمه لنفسه فان بدرت من زميله بادرة تشير الى احتقاره أو الانتقاص من قدره كان من الطبيعي أن يحاول بقدر ما تواتيه الجرأة في انتزاع اكبر قدر من التقدير ممن ناصبوه الاحتقار عن طريق ايذائهم ومن الآخرين بجعلهم عبرة لهم.
- من هنا تتضح لنا أهمية الحق بالحرية و الاحساس بالكرامة الانسانية وبقيمة الذات وبالمساواة أمام القانون وبالتفوق وأن الاهداف الاساسية في الحياة قائمة لدى كل انسان يملك قدر من الشوق الى الكرامة الانسانية التي هي من حقه والى الاخلاص للمبادئ الاخلاقية والى التعبير الحر عن كيانه ومن ثم فان أي نظام سياسي صالح يحتاج الى أن يشبع رغبة الانسان العادلة بحريته و بالاعتراف بكرامته وقدره وان جميع تلك الحقوق مقدمة على المأكل والملبس و التعليم والطبابة ..الخ
- وحيث أن النظام السوري هدر _طيلة سنوات حكمه _كافة الحقوق المشار اليها أعلاه واعتدى عليها فلا حرية للسوريين ولا كرامة انسانية لهم ولا مساواة أمام القانون ولا تشجيع على التفوق ولا استقلال في السلطات وقوانين استثنائية تعتدي على الحريات وعلى الملكيات و توليتارية مقيتة ركزت جميع الصلاحيات في شخص رئيس الدولة ...الخ التجاوزات التي يعرفها الجميع ولا مجال لحصرها في دراسة أو مقال بالقدر الذي برر الثورة عليه ومنحها الشرعية القانونية لان حكوماته المتتالية منذ عام 1970 كانت مستبدة وديكتاتورية وفاسدة أهانت غالبية السوريين وانتهكت كراماتهم واعتدت على حقوقهم وان انتفاء البؤس كما يدعي جماعة كنا عايشين (وهو ادعاء باطل ) لاينفي الانتهاكات المشار اليها آنفا و يبرر الثورة على النظام بقصد التخلص منه والعودة الى النظام الوطني السوري الذي قاد سورية اثناء الانتداب الفرنسي وبعد الاستقلال أو استبداله بنظام وطني ديمقراطي مدني ليبرالي علماني .
- ختاما أقول للسوريين ( لا تجلدوا أنفسكم فثورتكم مشروعة ولم نكن عايشين )
- فرنسا 30/7/2020
- المحامي محمد علي ابراهيم باشا



#محمد_علي_ابراهيم_باشا (هاشتاغ)       Mohammad_Ali_Ibrahim_Bacha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحراك الثوري السوري- سلوك الريف الاشكالي
- استبداد شرقي
- الاقتراع السوري الواعي
- قراءة في كتاب هيلاري كلنتون - خيارات صعبة
- اعادة رسم الخرائط
- جذور التطرف الاسلامي في القرن العشرين
- المجلس الوطني الكردي بين اهداف التأسيس و نتائج التسييس


المزيد.....




- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي ابراهيم باشا - كنا عايشين