أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ














المزيد.....

أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 12:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بقلم: مؤيد عفانة/ باحث اقتصادي

ما زال قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة، يرافقها إغلاق وتقطيع أوصال الضفة الغربية، واقتحامات وتدمير للبُنى التحتية، وخنق للاقتصاد الوطني، ورفع نسب الفقر والبطالة لمستويات مرتفعة، فنسبة الفقر كانت بالأصل مرتفعة في فلسطين، (29.2%) من اجمالي المواطنين قبل الحرب، غالبيتهم في قطاع غزة، كما أنّ ثلث السكان في قطاع غزة كانوا قبل الحرب يعانون من الفقر "المدقع".
وتبعا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الشهر الثالث من الحرب، فإن نسبة الفقر ارتفعت إلى (45.3%)، تتركز غالبيتها في قطاع غزة، ومع استمرار الحرب على قطاع غزة، دخل المواطنين هناك حالة أكثر صعوبة من الفقر أو الفقر المدقع، وهي "المجاعة"، حقيقة لا مجاز، ورغم نسبية الحالة، فان قطاعات عديدة وفئات مجتمعية سقطت في براثن الفقر في الضفة الغربية أيضا.
وهنّا لا بد من جهد حكومي- مجتمعي منظّم وعاجل من أجل التخفيف من حالة الفقر، وتقديم الدعم للأسر الفقيرة والمهمشة، القديمة والمستجدّة بفعل الحرب، خاصّة أنّ بيانات الفقراء وسجلاتهم متوفرة من خلال برنامج التحويلات النقدية CTP، والذي لم يتم صرف أي دفعة للأسر الفقيرة منه على مدار فترة الحرب المستمرة منذ ستة أشهر ودخلت شهرها السابع، علماً أن الأصل أن تُصرف دفعة مالية كل ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من مقدار الدفعة المالية المحدود جداً (750-1800) شيكل كل ثلاث أشهر، إلاّ أنها تساهم في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة، والتي بلغ عددها قبل الحرب، حوالي (125) ألف أسرة، منها حوالي (52) ألف أسرة ترأسها نساء، وتتركز حوالي (73%) من تلك الأسر في قطاع غزة، والآلاف من الأسر الفقيرة برمجت مصروفاتها على تلك الدفعات.
وفي ظل تعمّق حالة الفقر في المجتمع الفلسطيني، يجب العمل بشكل فوريّ على تقديم الإغاثة والدعم لتلك الفئات الفقيرة والمهمشة، من أجل تعزيز صمود المواطن الفلسطيني، وهذا ما تضمنّه خطاب الرئيس للحكومة الفلسطينية الجديدة، خطاب التكليف بتاريخ 14/3/2024، وهو ما أوردته الحكومة الجديدة في برنامج عملها، وأولوياتها التي قدمها رئيس الوزراء الجديد للرئيس بتاريخ 28/3/2024.
وعلى الرغم من الأزمة المالية الحادّة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، والتي أثرت على التزاماتها كافّة، إلاّ أنّ قضية الفقر، وحقوق الفئات الفقيرة والمهمشة، تعتبر أولوية قصوى، تجب الاستجابة لها، وتوظيف كافة الموارد المتاحة لذلك، خاصة وأنّ صوت الفقراء دوماً مهمّش، وهنا توجد ضرورة لتوحيد جهود الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وحتى المواطنين، في جمع الموارد المالية معاً، وتخصيصها بشكل مهني وعادل لدعم الفئات الفقيرة والمهمشة، فمع كل التقدير للجهود المؤسساتية الفردية، إن كانت من قبل القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني أو لجان الزكاة أو مبادرات شبابية، وغيرها، ومبادراتهم الايجابية في تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمهمشة، إلاّ أنّ تلك الجهود تفتقد للتنظيم، وتحديد الأولويات، والحوكمة، والقدرة على تغطية كافّة الحالات، وربما يحدث تداخل في تقديم المساعدات لصالح فئات أو مناطق على حساب فئات أخرى، في ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص، وفي تعميق الظلم والمعاناة لبعض الفئات المهمشة أو المناطق المهمشة، كما أن احتياجات الفقراء أكبر من طرد غذائي هنا، أو كوبون شراء هناك.
وهذه دعوة أثيرية للحكومة الجديدة، للعمل على تقديم مساعدة نقدية عاجلة "اغاثية"، للفئات الفقيرة والمهمشة، بجمع وحشد الموارد المتاحة، فصحيح أن حوالي نصف تمويل برنامج التحويلات النقدية يأتي من الاتحاد الأوروبي، ولكن يمكن صرف دفعة واحدة اغاثية، من خلال تمويل محلي عبر الحكومة والقطاع الخاص، خاصّة أن هناك مؤسسات كبرى وشركات خاصة ما زالت أرباحها متدفقة رغم الحرب، وهذا واجب أخلاقي ومهني يقع على عاتق القطاع الخاص انفاذاً لمبدأ المسؤولية المجتمعية، وهو أيضا من أساسيات دور الحكومة الجديدة، وتزداد أهمية هذه الدعوة بصرف دفعة مالية اغاثية مع إطالة أمد الحرب، ومع قرب الأعياد، رغم قتامة المشهد، وتراكم الالتزامات على الفئات الفقيرة والمهمشة. فلا يُعقل أن يبقى الفقراء بدون مساعدة ودعم رغم قسوة الحرب وأهوالها، وقسوة الظروف الاقتصادية في غزة والضفة الغربية، حيث إن الفقر، عنصر حاكم في حرمان الانسان من حصوله على حقوقه الأخرى، والفقر سبب رئيس لانتهاكات حقوق الإنسان كافّة، وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بعيدة الأمد، وتؤثر في النسيج الاجتماعي ككل.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَر ...
- أَرْبَعُ حَقَائِقَ عَنْ اَلْأَزْمَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلسُّلْ ...
- اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْ ...
- لَا تَتْرُكُوا اَلْعَامِل وَحِيدَاً...
- وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة
- مُقَوِّمَات نَجَاحِ اَلتَّخْطِيطِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيِّ
- لِمَاذَا تَفْشَلُ اَلْخُطَطُ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ لِلْمُؤ ...
- اَلْهَنْدَرَة . . . رَافِعَةٌ لِلْإِصْلَاحِ اَلْإِدَارِيِّ ف ...
- نَحْنُ بِحَاجَةِ لِقَانُونِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ جَدِيدٍ
- أَيْنَ نَحْنُ مِنْ اَلْعَدَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ؟
- صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . ...
- وَأَفَلَ عَامُ 2022!
- وَمَضَات مِنْ سِيسِيولْوجِيا مُونْدِيَالِ قَطَرَ 2022
- أَيْ نِظَامٍ ضَرِيبِيٍّ نُرِيدُ؟
- لِمَاذَا اَلْمُسَاءَلَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ؟
- اَلْمُوَازَنَة اَلتَّشَارُكِيَّةِ . . . رَافِعَةٌ لِتَطْوِير ...
- اَلْمُسَاءَلَة اَلْمُجْتَمَعِيَّة ضَرُورَة لِتَطْوِيرِ عَمَل ...


المزيد.....




- جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال ...
- مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
- السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية ...
- موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية ...
- منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين ...
- هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل ...
- القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون ...
- لامين جمال يوجه سؤالا مثيرا لنجمة برشلونة بعد تتويجها بالكرة ...
- وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤ-يرنوڤ-ا ...
- عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن وأزمة الاقتصاد الألماني


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ