أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . . إِلَى مَتَى؟














المزيد.....

صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . . إِلَى مَتَى؟


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 10:41
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



تعاني الموازنة العامة في فلسطين من أَزْمَةٍ مَالِيَّةٍ عَمِيقَةٍ، بُنْيَوِيَّةً، مُزْمِنَةً، ظهرت إحدى ملامحها في عدم قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها حتى تجاه موظفيها منذ أكثر من عام، ولأجل مفتوح "بتقديري"، والسبب الرئيس للأزمة المالية، الفجوة ما بين إيرادات الموازنة العامة ونفقاتها، حيث ما زال مبنى النفقات بأشكالها المختلفة (رواتب وأجور، تشغيلية، تحويلية، رأسمالية، تطويرية)، يطغى على مبنى الإيرادات بأشكالها المختلفة (إيرادات ضريبية، إيرادات غير ضريبية)، مضافا اليها المنح والمساعدات، والتي شهدت تراجعا حادا في السنوات الأـخيرة، مما جعل مجموع النفقات أعلى، وبفروقات دالّة، عن مجموع الإيرادات والمنح والمساعدات.
ومن النفقات التي تستنزف الموازنة العامة " صَافِي اَلْإِقْرَاضِ"، وهو المصطلح المتداول للمبالغ المخصومة من إيرادات المقاصّة من قبل إسرائيل؛ لتسوية ديون مستحقة للشركات الإسرائيلية المزودة للكهرباء، والمياه، وخدمات الصرف الصحي للهيئات المحلية، ولشركات وجهات التوزيع الفلسطينية، وغيرها من البنود. فبند "صافي الإقراض" أضحى ثابتاً في الموازنة العامّة للسلطة الوطنية الفلسطينية منذ 20 عاما، وما زال، وهو يُثقل كاهل الموازنة ويحرمها من إيرادات مستحقة، ويعزّز من العجز المالي فيها، وهو بند يجب ألّا يكون في الموازنة العامّة ابتداءً.
ومن خلال سبر أغوار تاريخ " صَافِي اَلْإِقْرَاضِ" على مدار السنوات العشرين الماضية، نجد أنه بلغ تراكميا حوالي (6) مليار دولار، أي ما يزيد عن (20) مليار شيكل، بمتوسط سنوي حوالي المليار شيكل، علما أنه في السنوات الأخيرة فاق المليار شيكل سنوياً، وبلغ في العام 2022 (1.2) مليار شيكل، وهي مبلغ ضخم، يشكل نزيفا حادا ومستمراً في الإيرادات العامة، ووفقاً لبرتوكول باريس الاقتصادي الناظم للعلاقة الاقتصادية ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، فإن إسرائيل تقوم بجباية إيرادات نيابة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، ويتم تحويلها عبر "تقاصّ" شهري للسلطة الوطنية الفلسطينية، أُطلق عليها "إيرادات المقاصّة"، وهي تشمل ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة، وضريبة الشراء، وضريبة المحروقات، والجمارك، وأيّة ضرائب ورسوم تترتب على التبادل التجاري بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وتعمل وزارة المالية الإسرائيلية على خصم 3% من قيمة "المقاصّة" بدل خدمة إدارة "المقاصّة"، عدا عن القرصنة الاسرائيلية المستمرة لتلك الإيرادات بحجج شتى، وتبعا لبيانات الموازنة العامّة 2022م، فانّ قيمة "إيرادات المقاصّة" بلغت (10.4) مليار شيكل.
وبالتالي فإن إسرائيل تقوم بخصم قيمة "صَافِي اَلْإِقْرَاضِ" من أموال "إيرادات المقاصّة" الشهرية؛ إذ تُحرَم السلطة الوطنية الفلسطينية من إيرادات مهمّة وبنسب دالّة إحصائياً، مقابل خدمات مثل تزويد الكهرباء والمياه، الأصلُ أن تكون سُدّدِت من قِبَل القائمين عليها، ومُستهلكيها (الهيئات المحلية وشركات التوزيع) والتي تجبيها من المواطنين والمنشآت التجارية والصناعية والمؤسسات المختلفة.
إنّ تخلّف المواطنين والمؤسسات، عن دفع مستحقات الكهرباء والمياه ورسوم الهيئات المحلية خلال السنوات السابقة، من الأسباب الابتدائية الرئيسة لولادة "صافي الإقراض" واستمراره، ونتيجة لذلك تخّلفت الهيئات المحلية وشركات التوزيع عن دفع مستحقاتها، بل وتراخت بعض الهيئات المحلية عن دفع ما تجبيه مسبقا من المواطنين، بحكم أنّ عملية التقاصّ تقوم بها إسرائيل مع السلطة الوطنية الفلسطينية مباشرةً من خلال بند "صَافِي اَلْإِقْرَاضِ"، وتُسجل ديون على الهيئات المحلية المتخلّفة عن الدفع، إضافة الى إشكاليات الحوكمة في بعض الهيئات المحلية، والنفقات التشغيلية الكبيرة، والتي تستنزف إيراداتها، ومنها الحد من قدرتها على دفع مستحقات الكهرباء والماء والصرف الصحي، الأمر الذي راكم المشكلة وعقّدها وجعلها مزمنة، وشائكة بحكم الأحداث اللاحقة، ومما فاقم المعضلة، ونقلها الى مدارات اكثر تعقيدا، بروز قضية تخلّف بعض التجمعات الفلسطينية عن دفع أثمان الكهرباء، وبالتالي أضحت مشكلة "صافِي اَلْإِقْرَاضِ" معضلة عصيّة على الحلّ، الأمر الذي يجعل السلطة الوطنية الفلسطينية تتحمل تلك التكاليف، ويفاقم من أزمتها المالية.
وفي ضوءِ ما تقدّم فانّ بقاء مشكلة "صَافِي اَلْإِقْرَاضِ" دون حل، سيُبْقِي نزيف الموازنة العامة دفاقّا، بل، وأن التحليل المالي يشير إلى ارتفاع التكلفة مع الزمن، ويجب العمل على معالجة هذه المعضلة بحلول خلّاقة، وربما يتطلب الأمر التوجه نحو حلول ثورية، من أجل وقف هذه النزيف، أو الحد منه ما أمكن، فهو مُكوِّن رئيس من مكونات عجز الموازنة العامة، وأن الجهد الحكومي للحد من "صافي الإقراض" لن يُؤتِيّ أُكُله إلّا من خلال حلول جوهرية تعالج مشكلة "صَافِي اَلْإِقْرَاضِ" من جذورها ومسبباتها عبر رزمة إجراءات قانونية وإدارية وفنية وتوعوية.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَأَفَلَ عَامُ 2022!
- وَمَضَات مِنْ سِيسِيولْوجِيا مُونْدِيَالِ قَطَرَ 2022
- أَيْ نِظَامٍ ضَرِيبِيٍّ نُرِيدُ؟
- لِمَاذَا اَلْمُسَاءَلَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ؟
- اَلْمُوَازَنَة اَلتَّشَارُكِيَّةِ . . . رَافِعَةٌ لِتَطْوِير ...
- اَلْمُسَاءَلَة اَلْمُجْتَمَعِيَّة ضَرُورَة لِتَطْوِيرِ عَمَل ...
- اَلْحَوْكَمَة وَالتَّنْمِيَة اَلْمُسْتَدَامَة فِي فِلِسْطِين
- أَيْ قَانُونِ انْتِخَابَاتٍ نُرِيدُ؟
- غَلَاَءُ الأَسْعَار ... مَا بَيْن الْحَقِيقَة وَجَشَع رُؤُوس ...
- قِرَاءَةٌ نَقْدِيّةٌ فِي قَانُونِ الاِنْتِخَابَات المَحَلِيَ ...
- التَهَافُتُ عَلَى مَقَاعِد التَشْرِيعِيّ ... هَلْ لِخِدْمَةِ ...
- الشَبَابُ هُم مَنْ سَيُقَرِّرُ نَتَائِجِ الانْتَخَابَاتِ الف ...
- دمجُ المؤسساتِ الحكوميّةِ غَيرِ الوزاريّةِ خُطوةٌ بالاتّجاهِ ...
- الفَوْضَى المُجْتَمَعِيّة فِي زَمَن الكُورُونَا ... إِمّا ال ...
- النِظَامُ الضَرِيبِيُّ الفِلِسْطِينِّيُّ ... وَالعَدَالَةُ ا ...
- اقْتِطَاعُ إسرَائِيل أمْوَالَ المَقَاصّة، هَلْ يُعِيدُ الأَز ...
- العُنْفُ الإِلْكترونِيُّ المَبْنِيُّ عَلى النَّوعِ الاجْتِمَ ...
- مَاذَا يَعْنِي إِحَالَة جِبَايَة ضَرِيَبة المَحْرُوقَات للسُ ...
- قِرَاءَةٌ هَادِئَةٌ فِي الأَزَمَةِ المَالِيّةِ التِي تُوَاجِ ...
- المُسَاءَلَةُ المُجْتَمَعِيَّةُ ... رَافِعَةٌ للتَنْمِيَةِ ا ...


المزيد.....




- تقرير صحفي يكشف تصاعد ظاهرة شراء الإسرائيليين عقارات في قبرص ...
- تركة ثقيلة من الفساد والحرب.. هل تستطيع الحكومة السورية الجد ...
- البنتاغون يختبر رادارا يمكن ربطه بـ-القبة الذهبية-
- المغرب.. إنتاج 45%من احتياجات الكهرباء بالطاقة المتجددة
- ماذا يخبئ الوجه الخفي للطيران الاقتصادي في 2025؟
- نشاط قياسي في الموانئ الصينية بعد الهدنة التجارية مع أميركا ...
- السعودية: قيمة الصادرات البترولية تفوق 205 مليارات ريال بالر ...
- الفاتورة القاسية.. إسرائيل تنزف المليارات في مواجهة إيران
- إسرائيل.. صندوق التعويضات في سلطة الضرائب يتلقى 39 ألف طلب ت ...
- الأسواق تعيد تسعير المخاطر.. ماذا عن الذهب والعملات المشفرة؟ ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . . إِلَى مَتَى؟