أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مؤيد عفانة - مَاذَا يَعْنِي إِحَالَة جِبَايَة ضَرِيَبة المَحْرُوقَات للسُلْطَة الوَطَنِيّة الفِلِسْطِينِيّة؟














المزيد.....

مَاذَا يَعْنِي إِحَالَة جِبَايَة ضَرِيَبة المَحْرُوقَات للسُلْطَة الوَطَنِيّة الفِلِسْطِينِيّة؟


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 17:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


مَاذَا يَعْنِي إِحَالَة جِبَايَة ضَرِيَبة المَحْرُوقَات للسُلْطَة الوَطَنِيّة الفِلِسْطِينِيّة؟
مؤيد عفانة
باحث في قضايا الموازنة العامة
تم الإعلان يوم الخميس 22/8/2019م عن اتفاق بشأن إحالة جباية ضرائب المحروقات إلى السلطة الوطنية الفلسطينية مباشرة، بدلا من جبايتها من إسرائيل نيابة عن السلطة ضمن ما يعرف بـ "المقاصّة"، والتي تشكّل بمجملها ثُلثي الإيرادات العامة للخزينة الفلسطينية؛ إذ تتكون ايرادات المقاصّة من الضرائب المختلفة والجمارك على الواردات الفلسطينية من الخارج ومن إسرائيل، تجبيها وزارة المالية الإسرائيلية مباشرة مقابل عمولة قدرها 3%، على أن توردها للخزينة الفلسطينية في نهاية كل شهر، تبعا لبرتوكول باريس الاقتصادي، ووصل مجموعها مطلع العام الحالي حوالي 750 مليون شيقل شهرياً، ثلثها يتأتّى من الضرائب على المحروقات، وهي نوعان: ضريبة "القيمة المضافة"، وضريبة "بلو"، وهما تشكلان مجتمعتين حوالي ثلثي أسعار المحروقات للمستهلك النهائي في فلسطين.
وقبل ذلك اقتطعت إسرائيل حوالي 42 مليون شيقل شهرياً من إيرادات المقاصة، ضمن قانون أقره (الكنيست الإسرائيلي) لاقتطاع أموال توازي مخصصات أُسَر الشهداء والأسرى؛ لتضاف إلى "قرصنتها" للأموال الفلسطينية تحت ما يسمى "بصافي الإقراض"؛ ليصل بذلك مجموع الاقتطاعات الإسرائيلية من المقاصّة حوالي 150-200 مليون شيقل شهرياً، الأمر الذي واجهته السلطة الوطنية الفلسطينية بقرار حازم بعدم استلام كامل أموال المقاصة إذا كانت منقوصة، مما أدخل السلطة الوطنية الفلسطينية في أزمة مالية خانقة، منذ شهر شباط الماضي، تزامنت مع تراجع الدعم الدوليّ.
واتفاقية "البلو" هي نتاج مفاوضات ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مدار أشهر عدّة؛ إذ توّجت بتحوّل جوهري في العلاقة الاقتصادية بين الجانبين، عبر تحويل جباية ضرائب المحروقات مباشرة من قبل وزارة المالية الفلسطينية، وبأثر رجعي منذ بداية العام 2019م، ما يعني محاسبيا تسلم السلطة الوطنية الفلسطينية أكثر من مليار ونصف شيقل من أموال المقاصّة المحتجزة في إسرائيل، وتوفير حوالي 220-250 مليون شيقل شهرياً في الأشهر القادمة للخزينة العامة.
ماليّاً، الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية لم تُحلّ، وإنما تمّ التخفيف من وطأتها، في وقت جدّ حساس- كادت فيه الأزمة المالية أن تُودي بالسلطة الوطنية الفلسطينية إلى مُنزلق خطير- وسبب ذلك يعود إلى أن هذه العائدات "ضريبة المحروقات" لا تشكّل سوى ثلث عائدات المقاصّة، وبالتالي بقي المحتجز الثلثين، وبخاصّة وأن السلطة الوطنية الفلسطينية بالأصل تعاني من أزمة مالية حتى بوجود كامل إيرادات المقاصّة؛ حيث توجد فجوة مالية ما بين الإيرادات والنفقات في الموازنة العامّة، ظهرت إفرازاتها في مؤشرات ثلاثية خطيرة وهي: الدَّين العام، الاقتراض من صندوق التقاعد والمعاشات، ومتأخرات القطاع الخاص.
ولذا لن تُحَل الأزمة الماليّة في الأمد القريب، وإنما ستكون لدى السلطة الوطنية الفلسطينية مرونة أعلى في التكيّف معها، وبخاصّة مع استنفاذ الحلول "الفنية" للأزمة الماليّة، مما استوجب حلّ ثوري خارج الصندوق، وإن بات سيساهم هذا الأمر في خروج السلطة الوطنية الفلسطينية "نسبيا" من عنق الزّجاجة، إلا أنه في الوقت ذاته سيزيد في أمد حلّ الأزمة بشكل جذري. فاتفاقيّة "البلو" وفرت عملياً مدخلاً لحلّ جزئي للأزمة الماليّة، ولكن لا تزال إسرائيل تمارس قرصنتها على الأموال الفلسطينية، وتستقطع أموال توازي مخصصات أُسَر الشهداء والأسرى، ولا تزال السلطة الوطنية ترفض تسلم أموال المقاصّة منقوصة.
ولكن توجد قضية مهمة بالمنظور الاستراتيجي وهي تحرير مورد مهم وكبير من موارد الخزينة الفلسطينية، المتمثل بالضرائب على المحروقات، من تحكّم إسرائيل به؛ مما سيزيد من الإيرادات المحلية، وسيعزز من استقلاليتها، وبالتالي مزيد من سيطرة السلطة الوطنية على الموارد الفلسطينية، والمساهمة في الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل. ويمكن البناء على هذا المنحى المهم تُجاه تحرير بنود أخرى من مكونات المقاصّة، مع صعوبة ذلك فنيّاً وسياسيّاً: فمن الناحية الفنيّة فإنّ قطاع المحروقات له ميزة كونه من مورد واحد عمليّاً من "شركات المحروقات في إسرائيل" إلى مستورد واحد "الهيئة العامة للبترول"، ولكن الأمور ستزداد تعقيداً لمنتجات متنوعة بموردين متنوعين، ومستوردين متنوعين، أما على الجانب السياسي، فمن غير المتوقع أن تتنازل إسرائيل عن سيطرتها على أموال المقاصّة الأخرى، بوصفها وسيلة ضغط سياسي على السلطة الوطنية الفلسطينية، ومورد مالي لها ولقطاعها الخاص أيضاً، أكان ذلك من خلال عمولة إدارة المقاصّة، أم من خلال الاستقطاعات والحجوزات لتلك الأموال، وتحويل جزء منها للقطاع الخاص في إسرائيل، ولكن آن الأوان لإحداث تغيرات جوهرية في برتوكول باريس الاقتصادي الساقط بالتقادم، والانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل،؛ لأن بقاء الوضع على ما هو عليه، يمثّل التكلفة الأكبر.
وعلى الرغم من هذا التحوّل الجوهري والثوري المهم في العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، إلا أنه ستبقى هناك محاذير مهمة يجب الأخذ بها، وعلى رأسها تعزيز "الحوكمة" في قطاع المحروقات، وضمان جباية ضريبة المحروقات بشكل مهني وفاعل من السلطة الوطنية الفلسطينية، ومكافحة التهريب والتهرب الضريبي في هذا القطاع الحيوي المهم، والوقاية من تعثر محطات المحروقات في فلسطين؛ لكون تعثر محطة واحدة يكلف الخزينة العامة الملايين من الشواقل.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قِرَاءَةٌ هَادِئَةٌ فِي الأَزَمَةِ المَالِيّةِ التِي تُوَاجِ ...
- المُسَاءَلَةُ المُجْتَمَعِيَّةُ ... رَافِعَةٌ للتَنْمِيَةِ ا ...
- -نِسبَةُ الفَقرِ والبَطَالةِ فِي فِلَسطِين ... مُؤَشِرَاتٌ خ ...
- إيرَادَاتُ المَقَاصَّة ... سَيفٌ مُسَلّطٌ عَلَى رِقَابِ الفِ ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مؤيد عفانة - مَاذَا يَعْنِي إِحَالَة جِبَايَة ضَرِيَبة المَحْرُوقَات للسُلْطَة الوَطَنِيّة الفِلِسْطِينِيّة؟