أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْنَ اَلشِّعَارَاتِ وَالتَّطْبِيقِ














المزيد.....

اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْنَ اَلشِّعَارَاتِ وَالتَّطْبِيقِ


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 7874 - 2024 / 2 / 1 - 10:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بقلم: مؤيد عفانة/ باحث اقتصادي
تعتبر الهيئات المحلية في فلسطين، الأكثر تماسّاً مع احتياجات المواطن من الخدمات الحيويّة المختلفة، كون المشرّع الفلسطيني منحها، تبعاً لقانون الهيئات المحلية رقم (1) لسنة 1997، (26) وظيفة، إضافة إلى وظيفة مفتوحة وهي القيام بأي عمل آخر يقتضي القيام به بمقتضى أحكام قانون الهيئات المحلية، أو أي تشريع، أو قانون آخر.
وبالتالي فإن " حَوْكَمَة" الهيئات المحلية، ضرورة للهيئة المحلية والمواطن على حدٍ سواء، و"الحَوْكَمَة" عبارة عن مجموعة القواعد والأسس والسياسات التي تضبط عمل المؤسسة، وتحقق الرقابة الفعالة عليها، وتنظّم العلاقة بينها وبين أصحاب المصالح المختلفة، وتسعى إلى تحقيق النزاهة ومكافحة الفساد، وهي نظـام يتـم بموجبـه إخضـاع نشـاط المؤسسـة إلى مجموعـة مـن القوانيـن والنظـم والقـرارات التـي تهـدف إلى تحقيــق الجــودة والتميـّـز فــي الأداء، عــن طريــق اختيــار الأساليب المناســبة، والفعالــة، لتحقيــق خطــط وأهــداف المؤسســة، وضبــط العلاقات بيــن الأطراف الأساسية التــي تؤثــر فــي الأداء، وتشمل "الحَوْكَمَة" مجموعة من المبادئ أهمها: الالتزام بالتشريعات، النزاهة، الشفافية، المساءلة، الكفاءة والفاعلية، المشاركة، مكافحة الفساد، ومنع تضارب المصالح.
ومن خلال اطلاعي على البرامج الانتخابية للكتل والقوائم المتنافسة على انتخابات الهيئات المحلية المختلفة، وتحديداً في انتخابات 2021-2022، فإن الأغلبية الساحقة من تلك البرامج تتضمن بشكل صريح "الالتزام بالحَوْكَمَة"، وأضحى المصطلح رائجاً حتى للعوام من فرط استخدامه، ولكن بعد انقشاع غبار الانتخابات، وخفض حرارة حُمى التنافس، وبعد وصول الفائزين لكرسي المجلس، تبخرت فجأة "الحَوْكَمَة" في العديد من الهيئات المحلية، وحتى لا أقع في فخ التعميم، فإنّ هناك هيئات محلية التزمت "بالحَوْكَمَة" شعاراً وتطبيقاً، ولكن يوجد كمّ من مجالس الهيئات المحلية استخدمت "الحَوْكَمَة" " كحصان طروادة "للتحايل" على الناخبين، ولم تلتزم بها، وبمبادئها إلا كشعارٍ أجوف، خالٍ من المضمون.
وعملياً لا يمكن إنفاذ "الحَوْكَمَة" دون الالتزام بالتشريعات النافذة، ولا يمكن تطبيق "الحَوْكَمَة" دون مساءلة مجتمعية، ومن غير المقبول أن يضيق صدر الفائزين عبر صناديق الاقتراع، بنصائح أو تساؤلات المواطنين، فمن حق الناخب مساءَلة من منحه صوته الانتخابي بناء على برامجه، خاصّة وأن جُلّ القوائم الانتخابية تغنّت بـ (الحَوْكَمَة)، وأعلنت عن التزامها بقيم الشفافية والنزاهة والمساءلة بشقيها الرسمي والمجتمعي، إن كان ذلك من خلال برامجها الانتخابية التي ما زالت شاهدة على التزاماتها، أو من خلال جولاتها ولقاءاتها الجماهيرية والإعلامية، لذا توجد ضرورة أن تَفِيَ تلك القوائم بالتزاماتها ومسؤولياتها الأخلاقية والمهنية، فالقضية أخلاقية وقيميّة، قبل أن تكون إدارية، ويوجد حق للمواطن أن يُسائل تلك الهيئات المحلية، ضمن حقوق المواطنة الصالحة، والمساءَلة تعني التزام القائمين على السلطة بالخضوع للمساءلة، وتحمّل المسؤولية عن أفعالهم، انفاذاً لمبادئ (الحَوْكَمَة). والرافعة المجتمعية لتعزيز "حَوْكَمَة" الهيئات المحلية، وتحسين خدماتها، هو تطبيق مفهوم "المساءلة المجتمعية"، وهي تُعَدّ الإطار الحاكم للعَقْد الاجتماعي ما بين الهيئة المحلية والمواطنين، وتوفّر مساحة تسمح للمجتمع المدني والمواطنين والأكاديميين والإعلام بالمشاركة في عملية صنع القرار، وتعزز دورهم في إدارة الشأن العام والخدمات العامة. مما يسهم في إخضاع كل من يتولى سلطة ومسؤولية، للمساءلة عن أفعالهم وقراراتهم، سيّما المتعلقة بإدارة الموارد العامة، وادارة المال العام، وكيفية جبايته، وكيفية انفاقه، حيث تعمل منظومة المساءلة المجتمعية المنبثقة عن "الحَوْكَمَة"، على تحسين نُظم إدارة الحكم في الهيئات المحلية، وتحسين كفاءة الخدمات العامة وجودتها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومتابعة الانحرافات، والحدّ من فرص الفساد، وضمان مشاركة القاعدة العريضة من المواطنين في وضع السياسات ومتابعتها، وبالتالي إلغاء حالات الإقصاء والتهميش القائمة على النوع الاجتماعي بمعناه الشمولي، واحتكار المعرفة والخبرة لدى 15 عضو أو أقل، بدلاً عن كامل بلدة، أو مدينة، يصل عددها إلى عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف، فبلغة أخرى، وضمنياً، يعتبر المجتمع المحلي هو الجمعية العمومية للمجلس المحلي، وهو من منحه الشرعية.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال إنفاذ "الحَوْكَمَة"، دون نتائج واضحة لإنفاذها، بالضرورة يجب أن يشعر بها المواطن، تتمثل في تحسين الخدمات، ورفع مستوى جودتها، والرشاقة التنظيمية، وتوظيف الهندرة، وسماع صوت المواطن، والاستجابة لمتطلباته، كونه الرافد المالي الأساسي للهيئات المحلية، من خلال الرسوم والضرائب المختلفة، وإتاحة الفرصة له للرقابة، والتدقيق المجتمعي على أعمال الهيئة المحلية، والعمل من أجل التنمية المستدامة للأجيال القادمة، بعيداً عن هدر الموارد واستنزافها، أو توريط الهيئات المحلية بديون ثقيلة، ستئن تحت وطأتها المجالس القادمة.
وختاماً، يجب على المجالس المنتخبة في الهيئات المحلية إنفاذ الحَوْكَمَة، تطبيقاً وليس شعاراً، فالسنوات الأربع انقضى شطرها، وستنتهي آجلاً أم عاجلاً، وسيعمل الناخب على مساءلة ومعاقبة كل من خذله، أو من لم يلتزم ببرنامجه الانتخابي، خاصّة وأن ثورة المعلوماتية، وفرت بيانات دائمة للمواطن للمساءلة، وسيكتب التاريخ قصص النجاح، كما سيكتب قصص الفشل، وَلَا عَزَاءً لِلْخَاسِرِينَ.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَا تَتْرُكُوا اَلْعَامِل وَحِيدَاً...
- وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة
- مُقَوِّمَات نَجَاحِ اَلتَّخْطِيطِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيِّ
- لِمَاذَا تَفْشَلُ اَلْخُطَطُ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ لِلْمُؤ ...
- اَلْهَنْدَرَة . . . رَافِعَةٌ لِلْإِصْلَاحِ اَلْإِدَارِيِّ ف ...
- نَحْنُ بِحَاجَةِ لِقَانُونِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ جَدِيدٍ
- أَيْنَ نَحْنُ مِنْ اَلْعَدَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ؟
- صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . ...
- وَأَفَلَ عَامُ 2022!
- وَمَضَات مِنْ سِيسِيولْوجِيا مُونْدِيَالِ قَطَرَ 2022
- أَيْ نِظَامٍ ضَرِيبِيٍّ نُرِيدُ؟
- لِمَاذَا اَلْمُسَاءَلَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ؟
- اَلْمُوَازَنَة اَلتَّشَارُكِيَّةِ . . . رَافِعَةٌ لِتَطْوِير ...
- اَلْمُسَاءَلَة اَلْمُجْتَمَعِيَّة ضَرُورَة لِتَطْوِيرِ عَمَل ...
- اَلْحَوْكَمَة وَالتَّنْمِيَة اَلْمُسْتَدَامَة فِي فِلِسْطِين
- أَيْ قَانُونِ انْتِخَابَاتٍ نُرِيدُ؟
- غَلَاَءُ الأَسْعَار ... مَا بَيْن الْحَقِيقَة وَجَشَع رُؤُوس ...


المزيد.....




- -بينهم ساويرس وبن جاسم ورئيس حكومة-..أغنى 9 مليارديرات في 7 ...
- فرنسا: نتعاون مع المغرب في تطوير مشروعات للطاقة الشمسية
- لماذا يكره الناس فكرة تحديد الميزانية الشخصية؟
- ارتفاع أسعار تصدير القمح الروسي بفعل الظروف الجوية الصعبة
- مسؤول روسي: موسكو قد ترد على أي مصادرة أميركية لاحتياطياتها ...
- الصين تقدم 1400 دولار لمستبدلي سياراتهم القديمة بأخرى حديثة ...
- روسيا تمدد قرارا يفرض على الشركات تحويل إيراداتها إلى الروبل ...
- مصر بصدد إطلاق ثالث صندوق للاستثمار في الذهب
- رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي يرى تقدما بصورة ما في محادثات ...
- كبار المسئولين الغربيين والعرب يبحثون في الرياض على هامش الم ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْنَ اَلشِّعَارَاتِ وَالتَّطْبِيقِ