أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - من أمس تازة الثقافي التشكيلي ..















المزيد.....

من أمس تازة الثقافي التشكيلي ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


عن تسعينات القرن الماضي حتى مطلع الألفية الجديدة حيث قمة فعل وصدى ومواعيد واطارات وتطلعات، ارتبطت حركة تعبير تازة التشكيلي لفترة بدينامية تفكير وتأمل افرز ما افرز من بصمات يحفظها أرشيف المدينة وذاكرتها. وهو ما لا يمكن القفز عليه ضمن ما طبع تازة من فعل ثقافي بتعدد مشارب وتباين روافد فضلا عن جدل ابداع، ومن ثمة ما أثث هذه الفترة التي يفضل البعض نعتها بالذهبية من لقاء تجارب وأسماء، ولعله ايقاع لم يُعمر طويلا بكل اسف، فسرعان ما تحول كل تدفق وعطاء وإقبال وتماسك وتطلع فيه، الى حالة فتور، بعدما عاشته المدينة تشكيليا على تباين ملمح وعصامية ومدرسة، من تأسيس تعبيري بصري باعث على أمل وأفق، فضلا عن حضور معبر لتشكيل تازة ضمن تجليات على هذا المستوى وذاك، من تجارب كتابة وإصدارات وفعل سينمائي ومسرحي وشعري وموسيقي ..الخ. (ملصقات، مواعيد ثقافية، واجهات اصدارت إبداعية، اثاث تجارب سينمائية من قبيل سفينة فيلم "نوح" مثلا للفقيد محمد مزيان التازي)، وغير هذا وذاك من مساحات بات فيها تشكيل المدينة بمكان ومكانة. هكذا كانت تازة بنوع من التأسيس والرهان على الثقافي الابداعي الإنمائي المحلي، وهو ما كان يبدو للكثير ولا يزال عالقا في ذاكرة كثير، من خلال ما كان قائما من أثاث حراك لأجناس إبداعية متناغمة، ضمن حدود معبرة من ميثاق واخلاقيات وقيم عمل وثقافة من اجل ثقافة وفن من اجل فن.
باعث هذه الاشارات والوصف والحديث، ما تحفظه ذاكرة المدينة من ذخيرة ثقافة ودينامية كانت الصورة والتشكيل جزء لا يتجزأ منها الى عهد قريب، ممثلا في مكونات جمعوية عدة (جمعية فضاء المغارات، جمعية العبور ..الخ)، فضلا عن أسماء وتجارب هي بمكانة محفوظة لِما كانت عليه من بناء وحضور واسهام ودعم وانتماء وغيرة. ومن ثمة ما بلغته تازة من ملتقيات ولقاءات ومعارض وتفاعلات هنا وهناك بين تجارب وطنية وعربية وعالمية، وما خلقته ووفرته تجاربها وأسماءها وتعبيراتها من مساحة متعة وتأمل وسؤال وسفر ولحظة جمال. بعض فقط من اثارة واطلالة خفيفة من شرفة تشكيل مدينة ذات يوم، وبعض من أمكنته التي بإحالات قائمة لحد الآن (بهو معهد موسيقي، قاعة ميموزا، بهو بلدية المدينة، مشور المجال العتيق وخزانته..)، وبعض أيضا من تقاطعات حركة تازة التشكيلية التي حضرها أثر شاعر وروائي وقاص وموسيقي ومسرحي وسينمائي واعلامي عن موطن ووطن.
هكذا كانت لوحة المدينة جزء من وعاء ثقافة المدينة، وقد بلغت عبر مستويات تجاربها ما بلغت من اضواء وصدى، وهكذا كانت ألوان وكتل ودوائر تازة بتناغم ووحدة رؤية، مع رهان وتفاعل وحدث وموعد واضافة وإغناء وتعبير وانسان وإنسانية انسان، فضلا عن مقام تجارب ومحطات باتت جزءا من ذاكرة المدينة وارثها اللامادي الحديث. كيف تبخر كل شيء أو يكاد في تقدير كثير بين مهتم ومتتبع؟، والى أين انتهت تجارب تازة واسماءها الفنية التشكيلية بعدد تعبيراتها واسهاماتها وحتى اختلافاتها؟، وأية وثائق لقراءة تجارب تشكيل في علاقتها بزمن تازة الثقافي الى عهد قريب؟، وأي تلاقح وسير ذاتية تشكيلية محلية وندوات لبسط ما هناك من ذاكرة؟، وماذا عن الأرشيف الخاص لدى فاعلين تشكيليين متميزين رافعين أثثوا هذا المجال ذات يوم (صور، اشرطة، ملصقات، تفاعلات وطنية ودولية، تقديرات، مقالات، مطويات، لقاءات إذاعية وتلفزية..الخ)؟. أي تفكير في نواة أرشيف لجمع ذاكرة تازة الثقافية عموما وفي شتى مجالاتها ومنها التشكيل وبداياته منذ على الأقل ستينات القرن الماضي، لِما يمكن أن تسهم به هذه النواة من خدمة لكل بحث ودراسة واطلاع وتلاقح، من شأنه جعل الناشئة من الجيل الجديد بفكرة حول ما طبع المدينة من غنى ثقافي في كل تجلياته على امتداد حوالي نصف قرن من الزمن، ومن هذا التجلي ما كان عليه التعبير التشكيلي من بصمة محترمة، بدءً بتجربة ومسار وكونية شيخ وايقونة الواقعية العصامية المغربية أحمد قريفلة التازي رحمه الله، مرورا بباقي التجارب والأسماء المحترمة الأخرى الأموات منها والأحياء، وقد طبعت المشهد بوقعها وتوقيعها ذات يوم.
وغير خاف أن فعل تازة الثقافي الفني الابداعي الأدبي وغير الأدبي ومنه فعل التعبير البصري، كان بحضور وأسماء واسهامات انتهت لِما هي عليه المدينة من زخم ذاكرة مفخرة ومن خزانة نتحت تجاربها من هنا وهناك، ونحتت في صخر على هذا المستوى وذاك، وجعلت تازة بموقع من المهم والمفيد الحديث عنه وتوثيقه حفظا لرسوماته ولوحاته لدى خلف. دون نسيان أن إيقاع المدينة الثقافي الابداعي هذا، لا يزال مستمرا ممتدا عبر ما هناك من افرازات وتدافعات وهواجس ومواعيد ومسارات، لا شك أنها ستحضر ضمن قراءات ومقاربات ومقارنات وذكر، وضمن ما هو مكمل لِما طبع المدينة وتجارب اجيالها ومستويات تعبيرها ودرجات تميزها وتدفق أزمنتها.
يبقى ختاما بعيدا عن الاطالة ولأن الحديث عن زمن تازة الثقافي الابداعي ذو شجون، من المفيد الاشارة الى أنه عندما نتحدث عن مشهد المدينة الثقافي منذ على الأقل استقلال البلاد الى غاية نهاية تسعينات القرن الماضي، ومن هذا المشهد طبعا ما افرزته المدينة ومحيطها من فسحات تعبير تشكيلي منذ بداياته الأولى. عند الحديث عن كل هذا لا يعني ان تجارب وأعلام وعلامات ثقافة المدينة، وجدت بساطا مفروشا بالورود لسيرها ومسارها. وعليه، قبل كل سؤال عنها وعما طبعها من فعل واسهامات وأثاث وعلاقات وقوة تدافع وامتداد وتأثر وأثر وتأثير ومن ثمة من بصمة وتميز وتاريخ، علما أن فعل التشكيل الحديث في حد ذاته أمر وتعبير جديد، ظهر بالمغرب وبجميع البلاد العربية عموما اثر ما حصل خلال القرن الماضي من تفاعل واحتكاك بثقافة وحضارة غرب، وهو التاثير الذي جعل التشكيل المغربي عموما وتشكيل تازة، الذي بدأ يتبلور في صوره العصامية منذ استقلال البلاد، منفتحا على بيئة بادية ومدينة معا فضلا عن ارث اصيل تقليدي محلي مادي ولا مادي هنا وهناك. قبل كل رؤية وتجارب محددة بمرجعية فلسفية ومدرسة وتكوين. هكذا يبدو أنه قبل كل خوض حول كل سقف وقضايا ودرجة اضافة وأفكار وقناعات وتجارب ووعي وهواجس طبعت ثقافة تازة وتشكيلها، وهل تمكن فعل تازة الثقافي عموما عبر أثاث تجاربه وألوانه وكتل دوائره، من التعبير عما شغله من قضايا وطبيعة أحلام ورسالة وذات. وقبل كل خوض حول فعل المدينة الثقافي من حيث ما هو هوية وفكر ومفاهيم ونظريات ومدارس وانتماءات وهواية واحتراف وافراز..الخ، وقبل كل سؤال عما هو وظيفي فضلا عن اثر تجارب تعبيرية ابداعية في علاقتها بما هو انمائي تنموي ترابي انساني جمالي.. الخ، لابد من مساحة انصات والتفات رصين هادئ لبعض ما طبع منطلقات هذه التجارب عموما، من حيث كائن حالها وأحوالها وإمكانها المادي ودرجة ما لاقته من صعاب وحفز وحضن وتثمين من عدمه.. الخ. فضلا عما ينبغي من انصات والتفات أيضا لِما هو بيئة محلية وذهنيات وعقليات، ومن ثمة واقع حال أفرز ما افرز من تجارب وأسماء مستحقة كل ذكر وعرفان واجلال واكبار.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الأستاذ محمد الكًحص التازي ..
- حول هيبة مسرح تازة الذي كان ..
- حول المفكر الاقتصادي عزيز بلال التازي ..
- عرفانا لروح نوح محمد مزيان ..
- في رحاب رياضة تازة للتحدي والقوة ..
- عرفانا للأديب القاص الكبير أحمد بوزفور ..
- عرفانا للفزيائي النووي عبد السلام حمادة التازي ..
- عرفانا للإعلامي القدير عزيز ريباكً التازي ..
- عرفانا للمبدع المسرحي محمد بلهيسي ..
- الى روح عبد اللطيف الدقشي ..
- قبيلة البرانس بعيون أو نص بحثي تاريخي مُؤسِّس ..
- جامعة ابن طفيل تحتفي بالأستاذ محمد الغرايب ..
- بين سؤال القسم المشترك ورهان التجاوز..
- حول الرياضة بتازة زمن الحماية ..
- حول التدبير المتمحور حول النتائج ..
- جرسيف وإرث وادي ملوية ومللو ..
- بني وراين .. بعض من الزمن ..
- حول أسطرلاب جامع تازة الأعظم ..
- حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟
- البرلمان المغربي بعيون أرشيف المغرب ..


المزيد.....




- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - من أمس تازة الثقافي التشكيلي ..