أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - عرفانا للأديب القاص الكبير أحمد بوزفور ..















المزيد.....

عرفانا للأديب القاص الكبير أحمد بوزفور ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 06:58
المحور: الادب والفن
    


من أعمدة مغرب القصة القصيرة الحديثة ومعه العالم العربي، موسوعة بتجربة رفيعة ومسار كتابة تعود لستينات القرن الماضي. طاقة تخييلية ابداعية رهيبة بتقدير مهتمين وباحثين وأدباء مبدعين مغاربة وعرب، مع ما طبعه من شغف قراءة لكل سرد وشعر ومساحات نصوص حول هذا وذاك من أفق تعبير بما في ذاك نصوص مسرح. يسجل ما لنصوصه القصصية من فسيفساء روح جامعة لفنون بما فيها فن حياة، فضلا عن زمن معيش وحس مشهد وتماسات ألم ووجدان وحفل ..، وهذا الذي لم يكن بأي حلم لمجد أدبي ولا موقع، نحلةٌ تزن هنا وهناك هي الكتابة في وعيه. وأما القصة فهي جدل ذات بسراديب ولادة عدة، ما هو قيصري منها غير مرحب به لديه. عالم قصته ما كان عليه ومعه جيله من هموم قضايا كبرى، وقد جمعت بين فكر وزخم ابداع عربي وعالمي فضلا عن اديولوجيات ونظم تعبير وتنظيمات. لا اهتمام له دوما بما قد يبحث عنه غيره من صدى، وأن قارئا واحدا يشبهه ويُمتعه ما يكتب يكفي لاستمرارية كتابته. ما اشتهر به من خط قصة وخيط تحرير اعتبره جنسا أدبيا راقيا ضمن ما هناك من لون، وكل مزاج ذاتي في تقديره قد يكون سر ما له من قصة مع القصة، معتبرا ما يكتب انفلات من رمزية سلطة مجتمع وثقافة ومكون نفسي، فضلا عن إرث مشهد ووعي وسيرورات. وأن الكتابة بالنسبة اليه حريّة تعبير عن أيّ شيء وعن كل شيء بأيّ شكل وبكلّ شكل، وأنها سعيُ لحرية ليس ضروري وجودها للكتابة بل حبها وطلبها والدعوة اليها أيضا حرية.
ذاك هو الأديب والقاص المتميز ابن تازة وجبلها الشامخ الأستاذ أحمد بوزفور، الذي أثثت مساره كتاتيب قرآنية تمكن فيها من حفظ القرآن الكريم، قبل انتقاله الى فاس حيث القرويين الى حين حصوله على شهادة الباكلوريا أواسط ستينات القرن الماضي. ومن ثمة التحاقه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس حيث تابع دراسته لمدة أربع سنوات، انتهت بحصوله على شهادة الاجازة في الأدب العربي وما أدراك ما شهادة الاجازة خلال هذه الفترة الطافحة من زمن مغرب ما بعد الاستقلال، حيث مساحة ورش وتطلعات على عدة مستويات بما في ذلك تطلعات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان مجاله الحيوي، الى حين نيله شهادة استكمال الدروس في الأدب المغربي الحديث مطلع سبعينات القرن الماضي. ليلتحق بعد ذلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث عمل أستاذا للشعر الجاهلي وقد طبعه بها ما طبعه من تميز وكفاءة درس جامعي. قبل أن يشد رحاله صوب وجهة أخرى حيث كلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق بالدار البيضاء، وقد توالت في رحابها وزمنها اصداراته القصصية والنقدية، من قبيل "الغابر الظاهر"(مجموعة قصصية) "صياد النعام" (مجموعة قصصية)،"النظر في الوجه العزيز"، "ققنس"، "قالت نملة"، "نافذة على الدّاخل" ثم "إني رأيتكما معًا".. الخ، ثم "تأبط شعرا" الرسالة التي نال بها دبلوم الدراسات العليا أواخر ثمانينات القرن الماضي.
ولعل صاحبنا ابن تازة أحمد بوزفور حفظه الله، بمسيرة ومسار أدبي وبصمات غير خافية عن باحثين مهتمين متتبعين وقراء، فضلا عن موقع ووقع خاص في اتحاد كتاب المغرب منذ عقود من الزمن. وعليه، فما هو عليه من اسم وحضور لافت معبر في مشهد المغرب والعالم العربي الأدبي، جعله أحد أركان الهوية الأدبية المغربية والمغاربية والعربية. بقدر ما هو له من تأثر بأعمال الكاتب المغربي محمد زفزاف رحمه الله، بقدر ما كان عليه من طموح لإخراج ما بجعبته وكيانه من هبة وموهبة سرد قصصي، ترجمه في أول نص له يعود لمطلع سبعينات القرن الماضي. وهو الطفل المتشبع المتشبث بهوية قرية، بما هي عليه هذه القرية من عوالم جبل وكوخ وشجر وحجر وواد وكائن، وغير ذلك مما أثث قوافي قصصه، وهو الذي يرى أن الأديب حينما يكون قاصا، يكون فردا ولسان حال فرد وليس جماعة.
هكذا هو بوزفور الأديب والقاص أو يكاد متفردا في عوالم تخيله، متوخيا صنعة واتقانا لمنجزه لغة واسلوبا وايقاعا وخيالا. بين المدينة والبادية حيث تازة، حاك رائد القصة القصيرة المغربية والعربية هذا بعض شخوص واثاث قصصه. وهو الذي لم يخف كون دخوله المدينة أفقده حريته، وأن ما كان عليه من بادية كان مجالا خصبا لحرية وحلم. ورغم ما كان عليه من مدينة هنا وهناك بين تازة وفاس والرباط والدار البيضاء .. الخ، ظل وفيا لقريته دون اية مودة للمدينة. ولعل مما ارتبط برائد القصة القصيرة المغربية والعربية أحمد بوزفور قبل عقدين من الزمن، رفضه جائزة وزارة الثقافة رغم قيمتها المادية المغرية. لاعتبارات جمعت في تقديره بين واقع حال بلاد وعباد وطبيعة سياسة واقتصاد وانسان وعيش ومعيش وحاجة..، محتجا على قبول جائزة في ظل واقع حقوق انسان وديمقراطية، وما هناك من تفاوت وتدني أجور وتدهور وضع ثقافي وتفشي أمية وانخفاض نسبة قراء. فضلا عما قال من اهمال يعاني منه رفاق دربه في الكتابة، باعثا بذلك لخلفه من اهل القصة بإشارات داعيا لعنايتهم بالقصة أولا وأخيرا وليس غير القصة.
هذه بعض سفريات نصوص ومسار الأديب أحمد بوزفور الذي تربع على عرش قصة مغرب وعالم عربي، وبعض ما بلغه أيضا من موقع أدبي وشرفة كتابة كانت بقدر عال من القيمة المضافة للخزانة المغربية والعربية، لِما احتوته هذه الكتابة وما تأسست عليه من قضية وحلم ورسالة..، وما طبعها من تجريد بات بمكانة خاصة، بقدر ما جمعه هذا التجريد من واقعية وتكوينات ذاكرة، بقدر ما تعايشت فيه عناصر ذات فضلا عن طبيعة محيط وعلاقة بآخر دون حوار، وكذا أسئلة زمن سلطة واسطورة كانت بما كانت عليه من موجة وسحر حياة.
يبقى أحمد بوزفور ابن تازة/ الجبل، أديب ومثقف عميق وقاص مبدع رفيع المستوى، بل مدرسة شامخة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اسم وعنوان ببصمة خاصة في مجال القصة القصيرة وطنيا، مغاربيا ثم عربيا، ومن ثمة ما كان عليه من صدى كبير واشعاع رافع لتازة وللمغرب وللقصة القصيرة التي ارتبطت به وبموقعه وتوقيعه ومواعيده. مبدع/ جبل ومقام يستحق من كل تازة وجوارها من جبال وتلال وغابات وشلالات وأودية وتاريخ وتراث وانسان وحاضر ومستقبل... كل اجلال واكبار ومحبة وتقدير. ومعه ثلة شعراء وزجالين وروائيين مرموقين من أبناء المدينة، انبتوا ما انبتوا بها من أثر جمالي جعلها واحة ابداع طافح بظلال ممتدة تذكرها ذاكرة موطن ووطن.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرفانا للفزيائي النووي عبد السلام حمادة التازي ..
- عرفانا للإعلامي القدير عزيز ريباكً التازي ..
- عرفانا للمبدع المسرحي محمد بلهيسي ..
- الى روح عبد اللطيف الدقشي ..
- قبيلة البرانس بعيون أو نص بحثي تاريخي مُؤسِّس ..
- جامعة ابن طفيل تحتفي بالأستاذ محمد الغرايب ..
- بين سؤال القسم المشترك ورهان التجاوز..
- حول الرياضة بتازة زمن الحماية ..
- حول التدبير المتمحور حول النتائج ..
- جرسيف وإرث وادي ملوية ومللو ..
- بني وراين .. بعض من الزمن ..
- حول أسطرلاب جامع تازة الأعظم ..
- حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟
- البرلمان المغربي بعيون أرشيف المغرب ..
- قبيلة البرانس .. تاريخ وتراث
- حول - ناعورة - وادي جواهر فاس ..
- الذكرى الثمانين لتقديم عريضة الاستقلال بالمغرب ..
- حول قبيلة التسُول بتازة المغرب ..
- ملعب تازة البلدي .. بعض من ذاكرة مكان
- جبل تازة وجبالها الى حين ..


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - عرفانا للأديب القاص الكبير أحمد بوزفور ..