أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف نستخلص الحقائق من خرافات جداتنا على طريقة واسيني لعرج














المزيد.....

كيف نستخلص الحقائق من خرافات جداتنا على طريقة واسيني لعرج


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم، يمكننا أن نستخلص الحقائق من خرافات جداتنا بطريقة الروائي الجزائري واسيني لعرج: استمتعت مساء أمس بمشاهدة لقاء مع الروائي الجزائري واسيني لعرج وهو متحدث لبق وممتع وقد توقفت عند قضيتين ذكرهما: الأولى هو أنه تحدث عن جذور عائلته الفقيرة الأندلسية وكيف جاءت واستقرت بإحدى قرى تلمسان في الجزائر، بعد انهيار الدولة العربية الإسلامية في الأندلس. قال لعرج إن إحدى جداته كانت تقول حين تسأل عن أصولهم الأندلسية وكيف جاءوا إلى الجزائر أن جدهم الأبعد - حين تقرر طرد العرب والبربر المسلمين واليهود في القرن السابع عشر من الأندلس - كان يعيش في حي بايزيني في غرناطة وهو حي ما يزال قائما إلى اليوم وكانت له فيه دار ومكتبة ضخمة وكانت لديه خادمة أو "عبدة" كما يسمونها باللهجة المحلية، فأعطته قطعة خشب وقالت له أعبر بهذه الخشبة إلى "العدوة الأخرى" الجهة الأخرى من البحر وعد إلى قومك وهذا ما حدث وعاد ووصل إلى ميناء أرشكون الذي لم يعد قائما اليوم.
بعد سنين وعقود، وفيما كان لعرج يتجول رفقة زوجته في مكتبة كبيرة ذكر اسمها عثر على كتاب بعشرة مجلدات عن المورسيكيين "العرب والبربر المسلمين" وكيف هربوا من الاضطهاد الإسباني في الأندلس. واختار واسيني أحد مجلدات الكتاب بمحض الصدفة وقرأ فيه فصلاً عن تلك الأحداث فوجد أن سفينة من مجموعة سفن إيطالية كانت تساعد الفارين العرب الأندلسيين إلى الشاطئ المغاربي وتوصلهم إلى ميناء اسمه أرشكون ... والعجيب أن إحدى هذه السفن كان اسمها عبدة (ABDA)! ويقول لعرج: "وفجأة تذكرتُ حكاية جدتي عن الوصيفة عبدة التي تعاطفت مع جدنا وألقت له بقطة خشب، هي هنا كناية عن السفينة، ووجدتُ أن الأمر يتجاوز الخرافة التي حكتها الجدة وإننا يمكن أن نقرأ ونحلل ما يعتبر خرافة لنجد فيه جزءاً من الحقيقة وأن التأريخ مفروش بهذه "الخرافات/ الأساطير" وأن علينا أن نبذل جهدا تحليليا لنصل إلى ما وراءها من حقائق"!
القضية الثانية في حديث لعرج التي توقفتُ عندها هي ما قاله عن الجذور العربية الاستلهامية وليس الاستنساخية لرواية سرفانتس (1547 -1616م) الشهيرة "دون كيخوطة/ دون كيشوت"، والتي تعتبر الكتاب الأهم باللغة الإسبانية والذي إليه يعود الفضل في تشكل وتكوين اللغة الإسبانية المعروفة اليوم "القشتالية" بعد أن كانت لهجة من لهجات في المنطقة. ويقول لعرج أن سرفانتس مؤلفها أشار بنفسه إلى تلك الجذور الاستلهامية حين ألفها قال إنه عثر على مخطوطة قصة مكتوبة بالعربية بقلم شخص اسمه حامد بن منجلي" وهو اسم عربي وطلب من صاحبها بعد أن اشتراها منه في سوق شعبي في غرناطة أن يأتي ويترجمها له في بيته مقابل معلوم نقدي فوافق على ذلك. ولكن هذه المعلومة لا تعني بالضرورة أن المؤلف عربي بل هي طريقة روائية لحكاية النص على لسان شخص آخر وهناك من يعتقد أن سرفانتس كتب روايته حين كان سجينا في مدينة الجزائر بتهمة جنائية مالية. ما لفت انتباهي هو أن هذه الفقرة غير موجودة في الترجمات العربية لرواية سرفانتس - وقد راجعت أكثر من ترجماتها العديدة إلى اللغة العربية وأنا من عشاق الدون القدماء - ولا أدري هل حذفها المترجم العربي لسبب ما أو أن الناشر الإسباني المعاصر أو المترجم للرواية إلى لغة وسيطة كالفرنسية هو الذي حذف هذه المعلومة. أكد معلومة واسيني هذه شادي روحانا في مقالته المهمة "سرفانتس والعرب وفيها ولكن بتفاصيل مختلفة جزئيا ولكنها هي نفسها من حيث الجوهر.
*بالمناسبة واسيني هو ابن أحد شهداء الثورة الجزائري وكان أبوه نقابياً عماليا معروفاً ترك فرنسا والتحق بالثورة ثم قتله الجنود المظليون الفرنسيون تحت التعذيب وما يزال جثمانه أو قبره مجهولا حتى اليوم. وكان واسيني قد وجه رسالة الى الرئيس الفرنسي الحالي يطالب فيها بمعرفة مصير والده وكيف اغتيل ومكان جثمانه قبل فترة ولكنه لم يستلم جوابا من ماكرون حتى الآن!
وفي المناسبة فواسيني لعرج – الذي يعمل أستاذا جامعيا الآن في جامعة السوربون الفرنسية - من القلة المثقفة العربية التي رفعت صوت الاحتجاج ضد حرب الإبادة الصهيونية والتضامن مع الشعب الفلسطيني فاعتبر – في تصريحات صحافية له - ما يجري في غزة اليوم من قتل ودمار بمثابة "جريمة إبادة" لا يمكن تبريرها، مستنكرا الموقف العربي الرسمي مما يحدث في غزة. وأضاف "إنه زمن متوحش جديد...أن الحس البشري لم يعد موجودا" ويختم بالقول لقد "استيقاظ العمق المتوحش الحيواني في إسرائيل وأصبح مطلق الحرية".
*المقابلة بثت مساء أمس ولكني عثرت على تسجيلها على اليوتيوب ... هنا، رابطها:
https://www.youtube.com/watch?v=o16MWPH1zIk&ab_channel=%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B324%2FFRANCE24Arabic



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج1/ رداً على وجدي المصري: هل تنقض مقولة الهلال السوري الخصيب ...
- هل حاول حزبا الدعوة والمجلس الأعلى المصلحة مع نظام صدام؟
- الرئيس لم يستولِ على القصر بل اشتراه ثم أجَّره!
- النص الكامل/ المقاومة انتصرت وواشنطن والرجعيات العربية تحاول ...
- لماذا تغتال المخابرات الغربية والصهيونية عملاءها أحيانا؟
- نظام الدويلات الطائفية الثلاث في العراق على حقيقته
- العدل الدولية تنحاز لإسرائيل وترفض إلزامها بوقف إطلاق النار
- صدور -معجم اللهجة العراقية- لعلاء اللامي
- مع روابط التحميل/ ثلاثية شلومو ساند في ندوة لأنطوان شلحت
- العدوان الأميركي الجديد في قلب بغداد وهوان حكامه
- شهادات من سنوات القمع والحديد والنار العراقية
- المسلسل التلفزيوني -الحشاشين-: هل هم حشاشون أم حركة ثورية مس ...
- تجاوزات المترجمين العرب في علم الآثار لدوافع أيديولوجية
- تصحيح المقالة/ رداً على مقالة نبيل جعفر عبد الرضا المرسومي ل ...
- رداً على ترهيب بالعقوبات الاقتصادية!
- ليس حبا بالحلبوسي بل كرها بلصوص القرن!
- الشقيقة الكبرى جنوب أفريقيا
- بغداد ليست جادة في إخراج القوات الأميركية لهذه الأسباب!
- المجتمع الصهيوني سيعيد انتخاب مجرم الحرب نتنياهو!
- عن الفرق بين الباحث والإعلامي وأنواع الصحافة في عصرنا


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف نستخلص الحقائق من خرافات جداتنا على طريقة واسيني لعرج