أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت














المزيد.....

صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


صفقات سورية على طريق : دمشق – بغداد – بيروت !(3)

على خلفيةالتناقضات المتسلسلة التي يغوص فيها النظام السوري على أرض الواقع من سورية إلى لبنان إلى العراق إلى عموم الساحة العربية يبرز الدور الأساسي له الذي يتصف بالفشل السياسي الكامل ,يحاول تغطيته باللعب ببعض أوراق المنطقة ليوهم نفسه والآخرين بأنه لازال رقما ً يعد ونظاما ً له دور وقوة إقليمية يحسب لها حساب في رسم وتركيب مصفوفة المنطقة السياسية المهزوزة من كافة محدداتها والمتداخلة متغيراتها بشكل يصعب على النظام فهمها والتعامل السياسي الصحيح معها, وللخروج من حالته المستعصية يلجأ إلى الهروب إلى الأمام.
هروب من الوضع الداخلي السوري الذي تلخص حالة النظام بعض جوانب فشله في تحقيق الحد الأدنى من متطلبات استمرار الدولة الغارقة بالأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وزاده تناقضا ًوسوءا ًالسماح لإيران بالدخول المذهبي على خط المعادلة الداخلية لتضيف بعداً ممزقا ً جديدا ً إلى مجتمع مرهق أصلا ً بسياسة النظام العشوائية لتزيد الأمور تعقيدا ً وحصر الشعب أمام احتمال وحيد وهو العيش على أوهام الخطاب الأصولي المتطرف الذي يدفع سورية إلى الهاوية.
وفي حلبة صراع البقاء يكشف النظام عن طبيعته ودوره وهدفه الذي طالما لعب على برامج وهمية وأخفى وراءها حقيقته ووفرت له بعض المناورة الطويلة نسبيا ً في الدخول في لعبة المصالح الخارجية في المنطقة العربية ومايلزمها من تحالفات وأدوار ولافتات يهدف من ورائها إلى إخفاء لونه ودوره الأساسي في المنطقة المبني على دعامة وحيدة وهي البقاء في الحكم .
ولعقود من الزمن تعامل بتناقض كامل بين علاقاته مع الشعب السوري ومحيطه العربي , وعلاقاته مع الخارج وأخفى هذا التناقض تغطية الغرب والشرق والعرب والعجم له , وكفاءته في السابق على التعامل بحسم وعنف على المستويين الداخلي والخارجي, ورقص بمهارة على موسيقى الشرق والغرب وتوازن لفترة ليست قليلة على برامج وأهداف محلية ودولية وأهمها هو ضبط العلاقة بين المساومة وخطاب الصمود والتحرير ضمن حاضنة سياسية ومادية عربية ودولية , باختصار تقمص دورالعلمانية وقدم نفسه للعالم على هذا الأساس ومارس أقسى درجات الجريمة ضد الشعب لإثبات ذلك , باختصارأكثر كانت تحكمه شعرة معاوية مع كل أطراف معادلة استمرار الحفاظ على السلطة داخليا ً وخارجيا ً وأهم هذه الأطراف هو الرضى بل الإعجاب الإسرائيلي بقدرته على ضبط حركة كل الأطراف بما يخدم مصالحها.
في حين فقد النظام الحالي اتجاهه لأنه يفتقرإلى البرنامج السياسي الواضح أولا ًولأنه ورث طبيعة حكم معقدة وشبكة علاقات داخلية وخارجية متداخلة بشكل مربك ثانيا ً ولم يستطع نظريا ً أن يضبط العلاقة بين التكتيك والإستراتيجي ثالثا ً ولم يستطع تجديد بعض أثاثه الداخلي الأمر الذي أدى إلى افتراقه عن متغيرات العصر رابعا ً وفشل في تحقيق ولو بعض الإصلاحات الشكلية التي تتطلبها لعبة البقاء في الحكم خامسا ًوالأهم من كل ماسبق هو عدم قدرته على ربط الخيوط مع الأطراف التي توفر له الغطاء بل قطع أهمها مع المحيط العربي وقفز من السفينة العربية إلى الطوربيد الإيراني وارتمى فيه وأدار ظهره للدول العربية سادسا ً واستطرادا ً خرج من الإستراتيجية العربية على عللها وضعفها وربط نفسه بالإستراتيجية الإيرانية التي ترتكز على الماضي المذهبي وليس على مشروع حضاري للمستقبل سابعا ً وهذا أفقده كل روابطه مع العالم العربي وأدى إلى عزل سورية عربيا ً ودوليا ً ثامنا ً وأخيرا ً.
والنظام السوري الذي أقام الشرق وأقعده في يوم من الأيام يترنح الأن تحت ضغط الظروف الداخلية التي تعيشها سورية والأحداث بل البراكين التي تشهدها المنطقة العربية ,في لبنان والعراق وفلسطين والمشاريع الجديدة القديمة لإعادة تشكيل بنى المنطقة سياسيا ً وديموغرافيا ً , في هذه الظروف العاصفة وجد النظام السوري نفسه على مفترق طريق : دمشق - بغداد - بيروت مرة ً أخرى ولم يدرك بعد أنه بتحالفه مع إيران يسير في الإتجاه الخاطئ , وأيضا ً لم يتدارك طيشه بكونه قد وضع عنبه كله في سلة واحدة , وهذا أبسط ملامح فشل التاجر والسياسي والمساوم على حد سواء.
لا أحد ينكر أن إيران دولة لها ماضي يخصها ومبني على مصالحها والإمبراطورية منها على وجه التحديد , ولا أحد يرفض انعكاس حسن العلاقة بين العرب وإيران على استقرار المنطقة وتنميتها وتطورها , ولا أحد أيضا ً سوى النظام السوري يجهل التاريخ المتداخل للعلاقة بين العرب والفرس كنظم سياسية متنافسة سلبيا ً على قيادة المنطقة , وعلاقة النظام السوري مع إيران المبنية على جهل التاريخ والجغرافية والتخلي عن المصالح الأساسية لايمكن أن ينتج عنه سوى الخلل في موازين القوى الإستراتيجية في المنطقة الذي يعكس خللا ً في المصالح وبدوره ينتج المزيد من التوتر وتأجيج الصراعات التي أتخمت المنطقة وشعوبها بالمعاناة واليأس والظلاميات والإحباط وبالتالي عرقلة أي تطور سياسي ديموقراطي في المنطقة يؤدي إلى تنميتها واحترام إرادة شعوبها.
د.نصر حسن
30/11/2006



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين
- سورية والإرهاب .نظام ودور ..اللعبة الخطرة
- حالة الضياع هل هي أزمة ثقافة أم أزمة سياسة؟
- وثيقة الحقوق المدنية للمواطن
- على الصامتين أن يتكلموا..سورية على كف عفريت
- من هي حوامل التغيير الديموقراطي السلمي في سورية ؟
- الإستبداد ودوره في تشويه شخصية الإنسان
- سورية بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب النظام السوري
- من هم تجار حساب ال -99%؟
- من قلم رصاص ..إلى قلم اقتناص!
- ماذا أراد بشار أسد أن يقول ؟2


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت