أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب النظام السوري















المزيد.....

سورية بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب النظام السوري


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون العدوان على لبنان هوالشعرة التي قصمت ظهرالبعيربالنسبة للنظام السوري و رئيسه على وجه التحديد لأنه هو المعني بالموضوع قبل غيره في لبنان حيث تكمن كل جرائمه وكل انحرافاته ,وتلاحقه ولو ببطء لكن في النهاية ستحين ساعة الحساب وهذا شبه يقين يعرفه النظام وهذا سبب طيشه الذي عبر عنه في خطابه الأخير الشهير والذي شكل نقطة مفصلية على طريق العد العكسي لنهاية النظام القريبة أكثر من أي وقت مضى .
وكان خطاب الرئيس بشار أسد هو المؤشر الواضح على حجم التناقض والتخبط الذي يعيشه على كافة المستويات , بدءا ً من علاقته مع الشعب السوري مرورا ً بنظرته للعلاقة مع لبنان واتهامه بالخيانة لأكثر من نصف لبنان وصولا ً إلى رمي التهم للزعماء العرب بشكل لايليق بكاتب مأجورفي أية صحيفة رسمية تنطق بهوى النظام وغوغائيته وخشبيته المعهودة.
وفي سورية أصبح مفهوما ً مستوى خطاب الرئيس الذي يحاول تغطية نفسه من السلوك الطائش ونتائجه على الساحة السورية واللبنانية والإقليمية , والكل يدرك أن وراء هذا الصوت المرتفع وهذا الخطاب الناري المزيد من الهزائم التي أصبحت تحاصره من كل الجهات , وأخطرها هو الهزيمة أمام الشعب وعدم قدرة النظام على إيجاد حل للمشاكل الداخلية والمعاشية التي تحاصر المواطن السوري ناهيك عن دق طبول الحرب وتأسيس المقاومة الشعبية لتحرير الجولان بعد طول سبات وبعدها فلسطين وربما أفغانستان أيضا ً .
وبالمقابل ماالذي تقوله المعارضة السورية وجبهة الخلاص الوطني في هذه الظروف الخطيرة على سورية والذي أضاف الرئيس بشارالعزلة العربية والدولية إلى قائمة العجز والفساد والحالة المعاشية المتدهورة باستمرار كخطاب الرئيس الأخير؟!.
لعل الحوار التيلفيزيوني المفتوح والمباشرالذي أجراه السيد عبد الحليم خدام ممثلا ً لجبهة الخلاص الوطني في سورية على قناة المستقبل اللبنانية بتاريخ : 23 آب , 2006والتي يشاهدها معظم المواطنون السوريون يؤشر بشكل دقيق وصريح وواقعي للوضع في سورية وتقييم الحالة التي يمر بها النظام والتي يدفع بها سورية إلى الهاوية على كافة المستويات وكذلك دور النظام التفتيتي عل الساحة اللبنانية والعربية .
وفي هذه المقابلة الشاملة من قبل السيد عبد الحليم خدام الذي هو من القلة القليلة التي تعرف بنية النظام وآلية عمله وطبيعة أهدافه وشكل علاقاته وعلى الساحة اللبنانية على وجه التحديد , فماذا قالت جبهة الخلاص الوطني حول النظام والوضع في سورية ؟, والوضع في لبنان قبل وبعد العدوان ودور النظام السوري سابقا ً ولاحقا ً , وحول سياسة النظام على المستوى الداخلي والإقليمي وفي الحرب والسلم وحول تحرير الجولان وحقيقة موقفه من المقاومة وماهو سبب صمته لعقود على احتلال الجولان ؟, وماهو موقفه من المقاومة الفلسطينية والمشاريع المطروحة في المنطقة ودورالنظام السوري فيها سابقا ً ولاحقا ً ؟, وأخيرا ً ماهي رؤيته للتغيير في سورية؟.
ببساطة الفرق بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب الرئيس السوري هو الفرق نفسه بين خطاب السيد عبد الحليم خدام وخطاب الرئيس السوري, مع المعذرة لأنه ليس هناك مجال للمقارنة سوى دافع الحرص على إنقاذ سورية التي وضعها بشار على كف عفريت , المقارنة في أحد جوانبها هي بين عاقل وطائش بين منقذ ومخرب بين الحكمة والرعونة وبشكل مختصر بين الحل الديموقراطي الذي ينقذ سورية وبين الإستبداد الذي أهلك الرئيس ومعه أوشكت سورية على الهلاك .
والمعروف أن جميع الذين قرأوا أو سمعوا أو شتموا بخطابه بدءا ً من الشعب السوري الذي معظمه لم يفهم ماهو المبررلهذا الخطاب الناري والعاري من كل صدق أو ضبط العصبية الطفولية في هذه الظروف الخطيرة و الجميع اتفقوا على أن الخطاب ومعه الرئيس خارج سياق الأحداث وليس على خط اللحظة الراهنة وهو خطاب وهم عصابي وغيرلائق وغير مسؤول .
غير مسؤول بدفع الشعب السوري إلى أن يكون ضحية هذيانه في ظروف لاتملك سورية الأسد من موازين القوى سوى الألفاظ الطنانة الرنانة ولايحترم حتى حالة الصمود والتصدي الإستراتيجي التي أنتجها في سورية وحالة الفقروالقمع واستمرار حصار الشعب في حريته ولقمة عيشه , فكيف يدق الرئيس طبول الحرب والتحرير؟ .
وعلى نفس الوتيرة لكن بنغمات مختلفة اتهم الأكثرية النيابية الشرعية في لبنان بأنها منتج إسرائيلي بمايشبه صاعق انفجار لحرب أهلية يعمل عليها ,وأصبح وكيل يوزع الرجولة واتهم بعض الزعماء العرب بأنصاف الرجال , وحاول سرقة صمود وصبر الشعب اللبناني والمتاجرة بدماء أبنائه , باختصار أخجل أصدقائه قبل أعدائه من هذا المستوى الذ ي ظهر به الرئيس ,لكن الطبع غلب التطبع وتلك هي حقيقة الأمور.
على الجانب الآخر قال السيد عبد الحليم خدام واصفا ً بشار وخطابه بجملة مفيدة واحدة على مبدأ خير الكلام ماقل ودل ( خطاب بشار هو خطاب طالب ثانوية مراهق) وهذا هو واقع الحال , ومنه نستنتج سياساته الداخلية والخارجية وعلاقته مع الشعب السوري واللبناني والعربي , وعلاقته مع الحكومة اللبنانية والحكومات العربية والدولية , ونفهم بماذا يفكر بل بالأحرى ماذا يرتجل لأنه لايفكر على الإطلاق سوى بنقطة واحدة وحيدة هي كيفية البقاء في السلطة , وعلى شكل رغبة وهمية صافية بعيدة عن الفعل الصحيح بل الأشبه بأضغاث أحلام .
الفرق بين خطابين وبين زمنيين وبين شكلين للحكم وبين فهمين لطبيعة العلاقة مع الشعب ومع الآخرين بين الإقراربالحل الديموقراطي واستمرارالتمسك بخيار الإستبداد الذي ألغى حتى موقع الرئيس وهيبة الرئيس,إنها الحالة المضحكية المبكية في ظروف لايضحك فيها سوى المستهترون ولايبكي فيها سوى الشجعان المحاصرون والذين هم بمستوى المسؤولية الوطنية والقومية .
وعلى خلاف خطاب الرئيس السوري جاء خطاب جبهة الخلاص الوطني على لسان أحد مكوناتها السيد عبد الحليم خدام يلخص رؤية الجبهة للنظام ولدوره السلبي تجاه الشعب السوري وعلى الساحة اللبنانية والعربية , وعبرعن رؤية الجبهة لخلاص سورية من هذا الكابوس المظلم الطويل الذي تعيشه سورية , وحدد بوضوح أن خطاب المواجهة يتطلب سلامة الوضع الداخلي وكسب الشعب والإنفتاح عليه بكافة شرائحه , وأن الشعب الذي يعيش تحت حالة الطوارئ والقمع والفساد والسجون وقمع الحريات واعتقال المثقفين وإذلال الشعب ونهبه من قبل الرئيس وعائلته وأعوانه الفاسدين , نظام بهذه المواصفات غير قادر سوى أن يتكلم لفظيا ً وهروبا ً من واقعه المهزوم إلى نعيق الحرب والمجابهة والتحرير.
وعلى خلاف خطاب الرئيس الذي يجاول أن يؤسس لحرب أهلية في لبنان جاء خطاب جبهة الخلاص مركزا ً على الوحدة الوطنية ومنبها ً إلى أنها السبيل الوحيد الذي يحفظ استقرارلبنان وأن العلاقات السورية مع لبنان يجب أن تكون قائمة على الإحترام والندية وليس على الوصاية التي أوصلت سورية ولبنان إلى هذا المأزق المشترك .
خلاصة الذي قاله السيد عبد الحليم خدام : أن جبهة الخلاص الوطني في سورية طرحت المشروع الوطني للتغيير وهي تسير بهدوء ودراية شديدة على تنفيذه وهي مستوعبة لكل الظروف الداخلية والخارجية ودور وقوة وضعف النظام السوري , مستمدة شرعيتها من الشعب لأنها تضم طيف واسع من الشعب السوري اليساري والقومي ومنهم التيار الديني وممثلين عن الحركة الكردية وغالبية الشعب ,وهي تهدف إلى تغيير النظام وبناء الدولة على الأسس الديموقراطية ,أي نقل السلطة من الأسرة إلى الشعب ولا توافق على حل الدولة أو الجيش والأجهزة الأمنية وأن ضمانتنا الوحيدة هو الروح الوطنية لدى المعارضة السورية والشعب السوري وليس هناك أي أساس واقعي لما يدعيه النظام بالمقارنة مع الوضع العراقي وأن المعارضة السورية معروفة بمواقفها الوطنية وهي لا تساوم على الشعب والوطن كما يفعل النظام وأن النسيج الإجتماعي السوري سليم وليس فيه أي تشقق وطني وعلى هذا الأساس طرحت الجبهة التغيير السلمي الديموقراطي .
وأن عوامل التغييركلها موجودة ويساهم سلوك بشار أسد الطائش في تسريع وتيرة التغيير وأن العبث الذي قام به في سورية ولبنان والظلم الذي لحق بالشعبين لن يمر بدون عقاب , وأن بشار أسد يعرف تماما ً ماذا فعل في سورية وفي لبنان ومن اعتقل ومن قتل , وأن التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري مستمر وبصمت وسوف يمثل بشار أسد قريبا ًأما م الشعب السوري واللبناني والقضاء الدولي عما اقترفت يداه , لأن المسؤولية الوطنية وأرواح الناس ليست لعبة كما يتعامل معها النظام السوري على الدوام.
وأخيرا ً فإن جبهة الخلاص الوطني تنطلق من فهم واقعي دقيق وحرص كبير على سورية وعلى هذا الأساس رتبت أولوياتها ووفق مسار يبني الدولة على الأسس الديموقراطية التي تحترم مكونات الشعب التاريخية وبناء الإنسان الحر الكريم الذي هو المقدمة الأولى للحفاظ على الأرض والكرامة الوطنية وتنطلق من قاعدة تفعيل التضامن العربي واحترام إرادة الدول العربية وخيارات شعوبها وعدم التدخل في شؤونها , وتعمل على إخراج سورية من سياسة المحاور الإقليمية والدولية وبناء علاقات تكامل بين الدول العربية على أسس واقعية سليمة , وأن خيار الحرب والسلام هو مرتبط بسياسة عربية موحدة تجاه الصراعات التي تعيشها المنطقة وأن الحفاظ على الحقوق لايتم بالصياح وإنما ببناء وامتلاك موازين قوى مادية حقيقية تحفظ توازن المصالح والحقوق الوطنية والقومية , وأن اعتماد سياسة المواجهة مع الدول العربية والدولية هو خطأ فادح في السياسة الخارجية , وباختصار يحاول بشار أسد الهروب من الواقع السوري واللبناني والعربي والدولي , هروب من سياسة قائمة على القمع والقتل والخداع في الداخل والخارج , وخطاب جبهة الخلاص هو المواجهة الواقعية مع المشكلات التي يعاني منها الشعب وحلها ونقل سورية إلى العصر, خطاب حضور في الأحداث يقابله خطاب بشار الذي يمثل رسالة وداع مع سلطة جائرة وظلم كبير إلى النهاية وبئس المصيرالذي سيكون عليه وعلى أعوانه عسير ..عسير...عسير.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم تجار حساب ال -99%؟
- من قلم رصاص ..إلى قلم اقتناص!
- ماذا أراد بشار أسد أن يقول ؟2
- ماذا أراد - بشار أسد - أن يقول ...؟!.
- بشار أسد.يكمل القصف على لبنان
- لبنان ..من أباطرة الهزيمة إلى صناع الإنتصار
- حتى لايتحول القرار(1701) من وقف نار إلى إشعال فتنة!
- النظام السوري ..والخائفين والخاسرين والرابحين
- النظام السوري في نقطة افتراق المصالح الإقليمية
- النظام السوري..ورهان البقاء-3
- النظام السوري..ورهان البقاء
- من المسؤول عن هذا الجنون ضد لبنان ..؟!.
- من عسكرة القوة إلى عقلنة الثقافة
- لبنان ..وملامح الشرق أوسط الجديد
- النظام السور ي بين فقدان الأدوار وتناقض الخيار ..!
- الجولان من رهينة في زمن الأب إلى صفقة وصفاقة في زمن الإبن .. ...
- بشار أسد ...بانتظار الضوء الأخضرلنجدة المقاومة وتحرير الجولا ...
- لبنان ..تصفية مدنيين على طريق تصفية حسابات
- العلمانية الدين والدولة والمجتمع
- العلمانية في الوطن العربي بين واقع وطموح .2


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب النظام السوري