أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري..ورهان البقاء














المزيد.....

النظام السوري..ورهان البقاء


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي يتم بهذاالمستوى من الهمجية له دوافعه المركبة ,وهو ليس رد فعل آني وأبعد من حدود ذريعة أية ذريعة وفي ظل هذ العجز يمكن أن يكون أي تصرف بحكم الذريعة ,يقابله داخل فلسطين نفس الفعل وتقريبا ً بنفس الذريعة , ولعل تطابق العدوان في همجيته هنا وهناك , يحمل في طياته نتائجه الخطيرة على المنطقة في القريب المنظور , وبالمحصلة هو أقرب إلى فعل كبير له أهدافه المتعددة المحلية والإقليمية وهي في أغلب الظن والتقدير تطال بنية المنطقة السياسية والديموغرافية بتغييرات كبيرة واستراتيجية بعيدة المدى.
وهذا الفعل العدواني الكبيرذو شقين سياسي وعسكري , يتعلق بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي على المسارين السوري واللبناني أولا ً, والمسار العربي بشكل عام ثانيا ً, ويلعب دورا ً أساسيا ً في التأثير على رسم مستقبل الدول العربية ضمن إطار مصلحتها الدائمة , وبالشكل الذي يضمن لها الدورالمحوري القائم على أساس أنها القوة الوحيدة عسكريا ً , تكنولوجيا ً, سياسيا ً , إقتصاديا ً وحضاريا ً الأمر الذي يتيح لها أن تلعب في المنطقة كما تشاء تفكيكا ًوتشكيلا ً, تثبيتا ً وتغييرا ًوضمن خط الإستراتيجية العامة للمنطقة التي أساسها " الشرق أوسط الجديد " وهذا هو التعبير المهذب عن " دولة إسرائيل الكبرى" .
ومرورا ً سريعا ً على نتائج معاهدات "السلام" وفك الإشتباك منذ حرب تشرين عام 1973 التي فرخت كل هذه الهزائم لاحقا ً وكانت المقدمة العسكرية لوضع سياسي فرض على دول الطوق أولا ًوزحف سياسيا ً وإقتصاديا ً وفكريا ً ببطء وتسلسل إلى العمق العربي شمالا ً وجنوبا ً شرقا ً وغربا ً وأنتج إقامة إعتراف بعض الدول العربية بإسرائيل علنا ً والبعض الآخر سرا ً وكان أوضح نتائجه إقامة علاقات دبلوماسية ومكاتب تنسيق مع العديد من الدول العربية .
ومن دول الطوق بقيت سورية ولبنان في حضنهاعلى تعامل خاص بتنفيذ بنود معاهدات السلام بحكم الوجود الفلسطيني في كلا البلدين , هذا الوجود وتلبية ً لرغبة "إسرائيل " ومصالحها ودورها لاحقا ً يجب ضبطه وبالشكل الذي يساعد على إنهاء الصراع على الأسس الإسرائيلية التي قامت عليها معاهدات السلام في كل من مصر والأردن وسورية, بكلام أكثر مباشرة كان الدور المناط بالنظام السوري هو أن يدفع الفلسطينيين ولبنان وسورية الدولة والشعب باتجاه الحظيرة الإسرائيلية مع الإتفاق على أن يكون النظام السوري هو آخر الداخلين إلى حظيرة السلام وآخر المعلنين عن التطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع "إسرائيل " هذا على المستوى الفعلي , مع إعطاء بعض الحرية اللفظية ظاهريا ً ً للنظام السوري بالتعبير اللفظي عن المعارضة لهذا النهج , المعارضة المطلوبة لفظيا ً للمساعدة على احتواء المقاومة وإجهاضها في اللحظة المناسبة على أمل إلغائها نهائيا ً من معادلة الصراع , والماضي القريب وسلوك النظام السوري في لبنان ومع المرحوم ياسر عرفات أصبح واضحا ً الآن بحكم مرور الوقت والنتائج الذي أفرزه سلوكه على الواقع اللبناني والفلسطيني والسوري والعربي بشكل عام , وأصبح الآن لايحتاج إلى كثير من الفحص والتحليل والإستقراء لأنه أصبح ملموسا ً وواضحا ً على كافة المسارات .
ولعل مسيرة النظام السوري على المسارات اللبنانية والفلسطينية بشكل خاص كانت رهانا ً مزدوج , وجهه الأول هو الحفاظ على السلطة والبقاء في الحكم , والوجه الآخرهو تجيير الوضع اللبناني والفلسطيني والعربي سياسيا ً وعسكريا ً وحصره وحصاره ليتجاوب مع مصالح "إسرائيل" الإستراتيجية في المنطقة ,وهذا الوجه (الدور) هو الذي يعطي المشروعية الدائمة للوجه الأول (السلطة) بما يجعلهما يشكلان رهانا ً استراتيجيا ً للنظام للإستمرارفي الحكم وعلى النظام للإستمرار في خدمة بقاء وحماية مصالح وحدود" إسرائيل " , على أرضية القناعة التامة أن لحظة الإعتراف والتطبيع قادمة وهي مسألة وقت لاأكثر ولاأقل .
ولتنفيذ هذا الدور ( المؤامرة ) الفعلية والذي ترجمها سلوكه في كافة المجالات ولانرغب إساءة استخدام اللفظ على طريقة الإستسلام إلى عقلية المؤامرة التي تحكم على الأمور بسطحية يفرزها العجز عن رؤية حقيقة الأموربقدر مانحتكم إلى الملموس والمحسوس استنادا ً على التقليد العربي الشهير ( البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ) وفي حاضر النظام السوري الكثير من البعر والكثير من الآثار التي تدل على طبيعة الدور ونتائج النهج ونهاية المسار . ....وللحديث تتمة .



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن هذا الجنون ضد لبنان ..؟!.
- من عسكرة القوة إلى عقلنة الثقافة
- لبنان ..وملامح الشرق أوسط الجديد
- النظام السور ي بين فقدان الأدوار وتناقض الخيار ..!
- الجولان من رهينة في زمن الأب إلى صفقة وصفاقة في زمن الإبن .. ...
- بشار أسد ...بانتظار الضوء الأخضرلنجدة المقاومة وتحرير الجولا ...
- لبنان ..تصفية مدنيين على طريق تصفية حسابات
- العلمانية الدين والدولة والمجتمع
- العلمانية في الوطن العربي بين واقع وطموح .2
- جبهة الخلاص الوطني ...مؤتمر لندن وآفاق المستقبل 1 .
- جبهة الخلاص الوطني ..تحريك أم تفكيك الإستبداد ؟.
- المعارضة السورية
- بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8
- لعنة ....اسمها الطائفية ..
- جبهة الخلاص الوطني...الخروج من نقطة الصفر
- الديموقراطية.. الثقافة ..السياسة ..واختلاط الفهم والمفاهيم
- اغتيال الحرية..اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري..ورهان البقاء