ما الذي يحتاجه الكوبيون حقًا

الحزب الشيوعي الكوبي

الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 04:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

بقلم اليخاندرا غارسيا من هافانا كوبا


خرجت مجاميع من الكوبيين يوم الأحد الماضي إلى شوارع سانتياغو دي كوبا شرق الجزيرة، للتعبير عن استيائهم من الوضع الاقتصادي في البلاد. وفي الأسابيع الأخيرة، تسبب نقص الوقود في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، خاصة في تلك المدينة، التي، إلى جانب نقص الغذاء والرواتب التي تأثرت بشدة بالتضخم، حولت الحياة اليومية للكوبيين إلى ملحمة من الإحباط.

فور انتشار الخبر، حاولت وسائل الإعلام المهيمنة في الشمال وبعض قطاعات اليمين المتطرف في فلوريدا وأجزاء أخرى من العالم استغلال الظروف لإحداث تغيير في النظام في البلاد. وأعربوا عن أملهم في أن يتضاعف ما بدأ كاحتجاج سلمي وسط وضع اقتصادي مؤلم في جميع أنحاء الجزيرة ويتحول إلى فورة اجتماعية من شأنها أن تدفع الكوبيين إلى مواجهة بعضهم البعض.

من المؤلم كيف يتجاهلون الأسباب الحقيقية للأزمة الاقتصادية في كوبا، والتي تشمل، قبل العديد من الأسباب الأخرى، الحصار الاقتصادي الأمريكي الذي استمر بلا توقف ضد الجزيرة لأكثر من 64 عامًا، مما يمنعنا من إقامة علاقات تجارية مع بقية دول العالم، وبالتالي تنميتنا. ينظر إلينا الانتهازيون من بعيد وفي ايديهم شطائر الهامبرغر، ويريدون منا أن نشتعل، والعصي في أيدينا، ضد الحكومة، كما لو كانوا يحضرون إحدى معارك الكتاب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة "ألعاب الجوع".
اعترف الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل يوم الأحد على شبكة التواصل الاجتماعي X أن الناس أعربوا عن عدم رضاهم عن الوضع الحالي. وحذر من أن أعداء الثورة يستغلون هذا السياق “لأغراض زعزعة الاستقرار”. إن هدفهم لا علاقة له باحتياجات الشعب الكوبي.

وندد دياز كانيل بأن الإرهابيين المتمركزين في الولايات المتحدة يشجعون الأعمال ضد النظام الداخلي للبلاد. كما أكد الرئيس مجددا استعداد السلطات الكوبية، ممثلة في الحزب الشيوعي والدولة والحكومة، لتلبية مطالب الشعب الكوبي.

وقال: "نحن على استعداد للاستماع والحوار وشرح الخطوات العديدة المتخذة لتحسين الوضع، دائما في جو من الهدوء"، وأكد مجددا التزام الحكومة "بالعمل بسلام للتغلب على الوضع الحالي، على الرغم من الحصار الذي يفرضه من يسعى لخنق الأمة”.

وبينما اعتلى الرئيس المنصة ليؤكد للشعب أنهم ليسوا وحدهم وأن الحكومة تتفهم وتستمع وتتصرف، لجأت السفارة الأمريكية إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن "حقوق الإنسان". وعلى حساب X الرسمي، نشر المقر الدبلوماسي في هافانا: “نحن على علم بتقارير عن احتجاجات سلمية في سانتياغو وبايامو وغرانما وأماكن أخرى في كوبا، حيث احتج المواطنون على نقص الغذاء والكهرباء. نحث الحكومة الكوبية على احترام حقوق الإنسان للمتظاهرين وتلبية الاحتياجات المشروعة للشعب الكوبي. تحدثوا وكأنهم مراقبين أبرياء .

استدعى يوم الاثنين، القائم بالأعمال الأمريكي بنيامين زيف إلى وزارة الخارجية من قبل نائب الوزير كارلوس فرنانديز دي كوسيو، الذي أعرب رسميا عن رفض كوبا القاطع لتدخلات حكومة الولايات المتحدة وسفارتها في كوبا ورسائلها الافترائية فيما يتعلق بالشؤون الداخلية لكوبا.

"كم هو لئيم و مقزز أن نطلب من حكومة  كوبا  تلبية احتياجات شعبها، في حين أن حكومتكم تفرض حصارا وحشيا منذ أكثر من 60 عاما لحرمان شعبي من الضروريات و خنقه"، قالت نائبة وزير شؤون الخارجية جوزفينا فيدال.

إن الخطة المزعزعة للاستقرار وتنفيذها واضحة ليراها الجميع. إنها تعتمد على تعزيز حرب اقتصادية لا هوادة فيها لإثارة واستغلال الانزعاج الطبيعي للسكان. ويتم تمويله بعشرات الملايين من الدولارات من الميزانية الفيدرالية الأمريكية كل عام.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الكوبية، فإن الخطط تتمتع ببنية تحتية تكنولوجية قوية لاستغلال الشبكات الرقمية من الأراضي الأمريكية لأغراض عدوانية. إنهم يحصلون على دعم وسائل الإعلام الرئيسية الأمريكية والعالمية الهامة ودعم المرتزقة من الأشخاص المتمركزين بشكل رئيسي في جنوب فلوريدا، في الولايات المتحدة، والذين مصدر رزقهم الوحيد هو صناعة العدوان ضد الجزيرة.

ماذا يحتاج الكوبيون؟ أن نرفض الخنق الذي نتعرض له وعدم توفر الغذاء والتضخم والبيروقراطية والفساد والمشاكل الداخلية التي يمكن حلها ولكننا سنفعل ذلك. وقبل كل شيء، نحن ندين إصرار حكومة الولايات المتحدة على تقييد وعرقلة كل جهد تبذله الدولة الكوبية لإيجاد حلول وتقديم إجابات لاحتياجات البلاد الاقتصادية والاجتماعية.

إن الأمر في الواقع بسيط للغاية، كدولة ذات سيادة، نحن حازمون في إصرارنا على أننا سنبني مجتمعنا دون إملاءات أي بلد.

المصدر

https://resumen-english.org/2024/03/what-do-cubans-really-need/

#الحزب_الشيوعي_الكوبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل