بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 12:02
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا
عَصافيرُ الْوَطَنِ الْمُزْعِجَةُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلى الذين يزعجون الطواغيط .
فَتَحَ عَبْدُ الْجَبّارِ ، والي مَدينَةِ الْحَديدِ وَالنّارِ ، عَيْنَيْهِ الْكَبيرَتَيْنِ ، الْمُحْمَرَّتَيْنِ ،عَلى
ضَجيجِ زَقْزَقَةِ الْعَصافيرِ في شَجَرَةِ اللَّوْزِ ،الْمُحاذِيَةِ لِنافِذَةِ غُرْفَةِ نَوْمِهِ ، نَظَرَ إِِلى
مِلْكِ يَمينٍ ، تَنامُ عَلى بَطْنِها ، عارِيَةً ، مُؤَخِّرَتُها كَبيرَةٌ ، بَيْضاءُ كَالثَّلْجِ ، ضَرَبَ
رَدْفَها بِكَفِّهِ الْأَيْمَنِ ، ضَرْبَةً خَفيفَةً ، قامَ ، مَشى حافِياً ، مُتَمايِلاً ، وَمُتَكاسِلاً ، إِلى
النّافِذَةِ ، فَتَحَها وَطَرَدَ الْعَصافيرَ شَرَّ طَرْدَةٍ ، ثُمَّ عادَ إِلى السَّريرِ فَنامَ ، بَعْدَ بُرْهَةٍ
قَصيرَةٍ ، عادَتِ الْعَصافيرُ إِلى شَجَرَةِ اللَّوْزِ ، زَقْزَقَتْ مَرَّةً أُخْرى ، اِسْتَشاطَ عَلَيْها
فَنادى عَلى خادِمِهِ وَأَمَرَهُ بِقَطْعِ شَجَرَةِ اللَّوْزِ حالاً ، عِنْدَما شَرَعَ بُسْتانِيُّ الْجَنَّةِ في
قَطْعِ شَجَرَةِ اللَّوْزِ بِالْفَأْسِ ، فَرَّتِ الْعَصافيرُ مَذْعورَةً إِلى شَجَرَةِ الْبُرْتُقالِ لِتُزَقْزِقَ
مِنْ جَديدٍ ، عِنْدَ الظُّهْرِ أَمَرَ الْوالي بُسْتانِيَّ الْجَنَّةِ أَنْ يَقْطَعَ أَشْجارَ الْجَنَّةِ ، وَلا يُبْقِيَ
شَجَرَةً واحِدَةً واقِفَةً .
وجدا / المغرب
السبت / 16 مارس 2024
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟