أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميساء شهاب - أغلقي الباب يا فاطمة














المزيد.....

أغلقي الباب يا فاطمة


ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مذ أدركت أن طغاة الحبٌ كطغاة الشعوب،جبابرة على النساء ،وصغاراً أمام من يفوقهم جبروتاً.
وأن سيدك له سيَده،وطاغيتك له من يخشاه، صغٌر السادة في أعينها،وغدت سيدة نفسها.
لا تخافِ غير الله ،ولا تنبهر سوى بأصغر كائناته . أحلام مستغانمي

يختلف الإيقاع هذه المرة والترنيمة الوحيدة التي يرددها الأب والأم هي زواج يفرح قلبهما ويسعد ولدهما المغلوب على أمره .
الساعة العاشرة صباحاً تاريخ 22/6/2014 يدق باب أم محمود فاليوم موعد زفاف ابنتها فاطمة التي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها لكن ذلك لا يهم طالما أن العريس يملك من المال ما يجعل ابنتها بألف خير،ويجعل من أبنها شريكاً لصهره في المعمل .
التحضيرعلى قدم وساق وفاطمة متهلهلة سعيدة بزواجها رغم أن عريسها يكبرها سبعة عشرعاماً .
أما في بيت العريس عمر فخيمة العرس تنصب وجرن القهوة يطرق والجميع يستعد لليلة حافلة بالطعام والرقص والهدايا.
والدة العريس أم عمر لا تعطي فرحتها لأحد وهاهي ترتدي فستان طويل مقصب وتضع على جبهتها طوق من ليرات الذهب فالعادة إن ترتدي أم العريس كل ذهبها الذي جاد به زوجها عليها كي تتغاوى أمام الآخريات .
بعد ان تقدم سفرة الغداء للضيوف تبدأ مراسم العرس
فيبدأ الرقص والغناء والآويها والجميع ملتفون حول العروسة يغنون .
فتح ورد الجناين بهالقرنة تتهني يا أم محمود بهالكنة
آويها وع العلعي ع العلعي آويها ويا صبايا تجمعي
آويها واليوم عرسك يا فاطمة آويها يا شمس لا تطلعي
أصوات الزغاريد والأغاني تملأ الدار العروسة
أما دار العريس فالشباب تف الى كتف يدبكون ويرقصون ويحملون العريس على الأكتاف ويديرون فيه في الساحة .
بعد ساعات من الرقص والغناء يتوجه العريس مع أهله وهم يغنون
وسعوا المرجة وهالمرجة إلنا
وجينا الدار العالية .....
يصل الموكب إلى بيت العروسة ليستقبله أهل العروسة بالغناء والدربكة والزلاغيط
تلك اللحظات الحاسمة في حياة فاطمة ستقلب حياتها للأبد
وسط كل هذا الغناء والفرح من حولها لا تسمعه بل تسمع صوت يناديها
فاطمة ....فاطمة ....فاطمة صوت تتلفت لا ترى أحد
يعاود الصوت فاطمة ...فاطمة إلى أين إلى أين ويعلو نحيب تسمعه ولا تراه
ترتجف خائفة وتبكي فتجتمع أخوتها حولها يمسحن دمعها ويخففن عنها
يصل عريسها يقبل جبهتها يلبسها الخاتم والمجوهرات ، الزغاريد تعلو وصوت النحيب برأسها يعلو
ينظر إليها تخشى أن ترفع رأسها لتراها انقبض قلبها وتساؤل هل من عودة ؟
تقبض يده على يدها ويمضي بها الى مستقبل ما
آويها ...عريسنا عريس العز يا غالي آويها ... وملبوسك الجوخ ولو كان الحرير غالي
آويها ... وحق النبي ومريم العدرا وإبنها الغالي آويها ... خالي ياعريس من العيب ومن العار ياغالي.
ومضت الأيام يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر فاطمة أنجبت وطفلها الصغير لم يتخطى عمره الثلاثة أشهر وهي في أسوا حالاتها وأسوأ أيام حياتها
يا بابا ...آه يا بابا ياريت الأرض انشقت وبلعتني هداك اليوم ، ليش ما خبرتني بأن الزواج مقبرة إلي ؟
ليش رحلت في عز ما احتجتك
ليش يا امي ما خبرتيني
ع شو هللتو وزغرتوا ورقصتوا على موتي ؟
ياتي الصوت كالصاعقة فاطمة تترك ما بيدها من صحون وتهرول لزوجها
يستقبلها بكف على وجهها ما قلتلك تكوي لي القميص ،وقبل أن تجيب يناولها الآخر يا حمارة يشدها من شعرها ويلصق رأسها قرب رأس طفلها المستغرق بالنوم ، ثاني مرة بتعملي يلي بقلك عليه ويدفعها الى الأرض ويخرج
وحيدة هناك تبكي وعمرها لم يتخطى الثامنة عشر رحل والدها بعد أن أطمأن بأنها بأيد أمينة
و والدتها لا حول لها ولا قوة تصبرها بكلمات بظل زوجك وأبو إبنك وأخاها يخاف على مكانته بالمعمل
باكية تحضن وسادتها وتغني
آويها ..إيش هاد وإيش منوا آويها ..إيش هاد وإيش فنوا
آويها ... هيدا فرحك يا فاطمة آويها و إنشاء لله بفرحة ....تختنق الكلمات بفمها وصوت بعيد يردد
فاطمة .....فاطمة ..... فاطمة لوين رايحة يا فاطمة.
الساعة تقارب الثانية من بعد منتصف الليل ،الهدوء يعم المكان وفاطمة تترقب عودته بفزع ،تنهض تذرع أرض غرفتها خوفاً تسمع صوت الباب يغلق فيقف قلبها ، ترتعب اوصالها بحركة لا إرادية تخرج من غرفة نومها وكأنها تهرب من سجنها ،يلتقيها في بهو الصالون ، عيناها لا ترتفعان إليه وبصوت مرتجف تقول هل أجهز لك العشاء ، يبعدها من امامه ويذهب الى غرفة النوم ، تتنهد بعمق لربما اليوم تنجو من ضرباته ،ياتي صوته مجلجلاً فاطمة ،يقفز قلبها من مكانه تخور قواها فيكرر ندائه فاطمة ،تجر اقدامها الى الغرفة جراً ، تقف قرب الباب ، يشير إليها ان تاتي قائلاً وبصوت سكير



#ميساء_شهاب (هاشتاغ)       Maysaa_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت و شؤون أخرى لا تروقك
- وهكذا كأنني
- وطن بلا رجال فلتعش الثورة
- صمت الأنا
- على ضوء القمر
- معركة مع الأنا
- نصف حالة
- جدران متهاوية


المزيد.....




- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميساء شهاب - أغلقي الباب يا فاطمة