أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد اسطفانوس - الغزو التناسلى














المزيد.....

الغزو التناسلى


عيد اسطفانوس
عضو اتحاد الكتاب المصريين ــ شاعر وقاص وكاتب صحفى

(Eid Estafanous)


الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى هذه البيئة الفاسدة الكثير من المنظرين يزعمون أن التناسل الكثيف سيكون هو وسيلة النصر الاستاتيكى المؤزر على الاعداء ،وهى عملية احلال هادئ لأعراق كثيفة التناسل مكان اعراق قليلة الخصوبة تتناقص أعدادها يوما بعد يوم ولكثافة البث على مدار الساعة لهذا الطرح المدرع بنصوص دينية أصبح مجرد التعرض له أو لأحد منظريه هو مغامرة عواقبها غير مأمونة ،مع اتهامات بالكفر لأن توجيهات سمائية صدرت بضرورة التوالد الكثيف لتحقيق هذا الهدف المقدس ،وأيضا لأنه يثير جلبه غير مطلوبة نحو هذه الخطة الجهنمية الجبارة التى ستغير خارطة العالم عما قريب دون الحاجة لأسلحة أوحروب فسوف يتم التغيير المأمول فى صمت وهدوء.
وعلى مر قرون مضت جرت كثير من المحاولات المضنية لاقتحام هذا التابوه وتصحيح هذه المفاهيم لكنها جميعا فشلت بامتياز، بل وجلبت نتائج فى عكس الاتجاه مائة وثمانون درجة ، وارتفعت وتيرة التناسل المقدس وبالطبع ارتفع معها وتيرة الفقر والجهل والمرض والتخلف ومع ذلك لازال الجميع فى انتظار اكتمال الاعداد لبدء مسيرة الزحف المقدس الى الهدف المنشود أو بالأحرى الأهداف المنشودة المعلنة منها والمستترة المحلية منها والكونية.
ولعل الموضوعية تجبرنا على القول بأن نجاحات مرحلية لهذا الفكر قد تحققت ففى مصر على سبيل المثال كان عدد السكان حوالى ثلاثة ملايين انسان منذ قرنين من الزمان ،وكان نصفهم تقريبا أقباط مسيحيون والنصف الباقى مسلمون اليوم تعداد المصريين مائة مليون ،المليون ونصف المسيحيون أصبحوا حوالى خمسة عشر مليونا والمليون ونصف المسلمون أصبحوا حوالى خمس وثمانون مليونا ، وعلى القارئ وبقليل من الاجتهاد ايجاد التفسير. ولازلنا فى مصر حيث تقف المؤسسة الدينية الرسمية حائط صد منيع فى مواجهة أى تشريع أو حتى توجيه ينظم عملية التناسل أو التزاوج لايقاف نزيف موارد الدولة التى أصبحت مطالبه بتوفير سكن ووظيفة وتعليم وغذاء لمليونين من الوافدين الجدد سنويا ، وهنا يتضح بجلاء هدف خبيث مستتر وهو ارهاق الدولة وبالتالى عدم ملاحقة هذه الزيادات وسد احتياجاتها ، فنشأت بقع عشوائية فى طول البلاد وعرضها ، وهى البيئة المفضلة الحاضنة الحامية لهذه الكيانات التى تضلل الناس وتغسل أدمغتهم ، وتبعها شبكة أنشطة خبيثة بغطاء اجتماعى يسد بعض من أعواز هذا الفائض البشرى العاطل المعدم ويحتضنهم ويسلبهم فكرهم وعقولهم ويصنع منهم ظهير صلب هو أقرب الى ميليشيات يستخدمونه فى الانتخابات والتظاهرات وحتى الأنشطة المسلحة عند الحاجة وتصديره وقود للصراعات الدينية والمذهبية والطائفية فى كل المنطقة وخارجها ، والباقى يتم شحنه الى ضفة المتوسط الشمالية استعدادا لليوم المشهود يوم النصر الديموجرافى العظيم ، يوم احلال الاعراق السامية الموصى عليها من السماء مكان أعراق ستنقرض بالضرورة لانها تحفظ النمو السكانى عند الرقم صفر أو أقل قليلا حفاظا على مستوى معيشة يليق بالبشر.
ولعلى لاأذيع سرا عندما يعلم القارئ أن بعض قرانا فى شمال دلتا مصر تصدر الاطفال الى ايطاليا مشحونين فى قوارب المطاط مقابل مبالغ يقبضها ولى الامر مقدما من جهات وجمعيات مجهولة أو بالأحرى مجهلة (والغريب أن اعلاما ساذجا يصدق ويصدر لنا أكذوبة أن مواطنا يدفع مائة الف جنيه ليجد مكانا فى قارب مطاطى ربما يغرق قبل ان يغادر المياه الاقليمية ) بالاضافة الى أن مبلغ مائة الف يصنع فرصة عمل محترمة فى الوطن أى وطن .
والأمر ينطبق على كثيرين من أفريقيا شباب ونساء وأطفال يقبضون مقدما للدفع بهم فى مغامرة محسوبة ومدفوعة مقدما ، وتنشأ وتمول لهم مراكز اعادة تصدير على شواطئ ليبيا وتونس والمغرب ،وقد أفاق الاروبيون بعد أن وصل تعداد المهاجرين على سبيل المثال لقرابة 10%من عدد السكان فى دولة مثل بلجيكا غزاها الاتراك والمغاربة والافارقة وأصبحت مركز رئيس لكل عمليات الارهاب فى أوربا ،وان كانوا قد أفاقوا متأخرين لكنهم انتبهوا وأوقفوها وبدأ صعود اليمين السياسى الداعى الى حصارهم وطردهم ، ولو حدث وردت بضاعتنا الينا ستكون مأساه تضاف الى مأساة الفائض الذى توقف تصديره بالاضافة الى الفائض المتفجر المعاد تصديره الينا من سوريا والعراق و ليبيا ولازال دعاة الغزو التناسلى صامدون فهذه الفيالق من الجهلة المغيبين الجوعى العرايا هم سلاحهم فى مواجهة أى دعاوى للولوج الى العصر والاندماج فى المنظومة الانسانية واعمار الكون بدلا من العيش على حافة الكوكب متفرجين.



#عيد_اسطفانوس (هاشتاغ)       Eid_Estafanous#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمه فى القفص
- أقواس النصر المفخخه
- لوغاريتم نصف البطل
- بين التاج والعورة من يجسر الهوه
- من جمهوريات الى قبائل ....التطور الطبيعى
- محنة الماضى المستمر


المزيد.....




- قصة اللحظة التي جعلت مارلين مونرو أيقونة هوليوودية خالدة بعد ...
- ترامب يتوعد بفرض رسوم جمركية إضافية بدون استثناء على الدول ا ...
- مصر.. تداول فيديو لما فعله عاطل وسيدة بفتاة بالطريق والداخلي ...
- دبلوماسي يعلن استئناف مفاوضات الدوحة بشأن مقترح وقف إطلاق ال ...
- تعديلات الحكومة لقانون التعليم تكرِّس التفاوت الاجتماعي وتزي ...
- غارات إسرائيلية على موانئ يمنية والحوثيون يطلقون صاروخيْن عل ...
- قمة -بريكس- تنتقد سياسات واشنطن دون أن تسميها وترامب يُهدّد ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 حالة وفاة و10 مفقودي ...
- قتلى واستهداف منشآت ـ الجيش الإسرائيلي يقصف اليمن ولبنان
- قتلى وجرحى بهجمات روسية على أوكرانيا وموسكو تعلق الرحلات الج ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد اسطفانوس - الغزو التناسلى