أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد اسطفانوس - محنة الماضى المستمر














المزيد.....

محنة الماضى المستمر


عيد اسطفانوس
عضو اتحاد الكتاب المصريين ــ شاعر وقاص وكاتب صحفى

(Eid Estafanous)


الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أو الماضى التام سمه كما شئت الا أنه ليس الماضى البسيط على أى حال ، لأننا مستلقين فى هذا المستنقع منذ قرون ولا ننوى مغادرته الى أن يرث الله الارض ومن وما عليها ، ورغم تعريف الفعل الماضى البسيط الواضح والجلى أنه حدث وقع وانتهى والزمن تجاوزه وجرت فى الأنهر مياه كثيرة ، الا أننا نأبى تصديق ذلك لاوين أعناقنا حتى تصلبت الرقاب على هذا الوضع المضحك المبكى نمشى الى قدام وعيوننا وعقولنا الى خلف ، ثم نتعجب من كثرة التعثر والسقوط والأعجب أن نتسائل (لماذا) هذا السقوط المهين ، ولا يجرؤ أحد على الاجابة والا دخل نفق التفاسير المظلم ويصبح محتما صلبه وتصويب السهام المسمومة عليه من كتائب حراس هيكل الماضى المقدس ، والأمثلة كثيرة ماضي وحاضر فما أن يعن لاى مفكر أو حتى شبه مفكر أن يتساءل مجرد تساؤل لماذا هذا العبث وما فائدة العيش فى الماضى الا وينبرى له جحافل الأولتراس المدافعين الغيورين عشاق الماضى .
والغريب أنهم لم يكتفوا بالغرق في تفاصيله المتحفية حتى آذانهم ، بل قرروا العودة اليه بحاضرهم ومستقبلهم أيضا ولم يكتفوا بأنفسهم فقط بل فرضوا قسرا على الجميع أن يصحبهم ( والا ) ، ونحن الآن ومنذ نصف قرن أو ينيف نعيش تحت تهديد مرحلة (والا) قتل وتفجير ودماء وترويع وحروب وانقسامات وتهجير ومخيمات ، وليس هذا فقط بل جرت وتجرى محاولات بائسة لاقامة ماكيتات رباعية الابعاد حوار واسماء وأزياء وخيام ، واستحضروا مومياوات تحللت منذ قرون لتخطب فينا ليلا ونهارا ، كل ذلك للتبيان مدى عظمة وجلال الماضى ، والذى لاشك فيه أن هناك فى كل حضارة نقاط مضيئة يجب الاعتبار بها والفخر أيضا لكن تظل نتاج بيئتها وزمانها وعصرها وثقافتها وليس أبعد من ذلك بأى حال .
والأمم التى استشرفت المستقبل ودعت الماضى (البسيط )بعد أن وعت دروسه باعتباره مرحلة كان لها ما لها وعليها ما عليها ، أما الحاضر الآن فهو( المضارع البسيط ) مرحلة ستعبر ولا يمكن استيقافها وما تلبث أن تصبح (ماضى ) وهكذا تعاقبت أزمنه وأمم وأعراق وحضارات وثقافات كلها أصبحت ماضى وكل مانستطيع أن نفعله هو أن نتدارس تجاربها وعبرها .
والعيش فالماضى هو المسوغ المبرر لاستمرار تجهيل البشر واعتقالهم داخل أسوار الماضى خشية اعمال عقولهم فيكتشفون الكذبة الكبرى أن الزمن تقدم قرون طويلة بينما هم غافلون او بالاحرى مغفلون ، وبالطبع لن يكون لهم اسهامات تذكر فى اعمار الكوكب وبالتالى هم عالة على بقية سكانه فلا منجز ثقافى أو علمى أو تقنى فقط مجتمعات مستهلكة ومتوترة بؤرة نزاعات دينية وعرقية ومذهبية مستدامة ولا يبدو فى الافق نهاية لها .
لكن يبدو أن هناك بصيص ضوء فى نهاية النفق فقد بدأت بعض هذه المجتمعات تفيق من سباتها العميق وبالطبع ستكون هناك مقاومة شرسة لأى تغيير ، لأن الخروج من الماضى الى الحاضر واستشراف المستقبل سيكون أشبه بصدمة عصرية ستؤذى الابصار والعقول ، وسيهب المقاومون حراس هيكل الماضى المستفيدون من ابقاء الوضع على ماهو عليه سيهبون بكل ضراوة لايقاف عجلة الزمن مسلحون بكل الاسلحة الفتاكة التى تمرسوا على استعمالها طيلة هذه القرون . عيد اسطفانوس



#عيد_اسطفانوس (هاشتاغ)       Eid_Estafanous#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منذ بدء تسجيل الحالات.. الدببة تقتل عددًا من الناس أكبر من أ ...
- خامنئي: اعتقاد ترامب أنه دمّر المنشآت النووية الإيرانية -وهم ...
- متحف اللوفر يبقى مغلقًا بعد سرقة جريئة تدهش باريس
- انزلاق طائرة شحن عن مدرج هونغ كونغ يودي بحياة عاملين في المط ...
- سيوف في الجزائر وبلطجة في مصر.. كيف تتحول المدن العربية إلى ...
- لماذا خرجت مظاهرات No Kings ضد دونالد ترامب؟
- تصعيد عسكري عنيف وسط مخاوف من انهيار محتمل للهدنة في غزة
- وزير الداخلية الفرنسي الجديد ينوي -استئناف الحوار- مع الجزائ ...
- الهروب على إيقاع الخوف.. فتيات أفغانستان بين طالبان والمنفى ...
- زيلينسكي مستعد للانضمام إلى قمة ترامب وبوتين في بودابست


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد اسطفانوس - محنة الماضى المستمر