معضلة عدم تحقيق التراكم المعرفي

التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي
(El Titi El Habib)

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 10:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

في غياب أممية ماركسية تعيش الأحزاب الشيوعية منعزلة بعضها عن بعض ولا تتعرف عن تجارب بعضها عن بعض ولا عن الإنتاج النظري والمعرفي الذي تحققه هذه الأحزاب وهي منطوية على نفسها.

سبب هذا الكلام هو هذا السؤال الوجودي الذي يطرحه كل حزب على نفسه وهو لماذا انهارت التجربة الاشتراكية وكيف السبيل لبناء الاشتراكية اليوم وبعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي؟

هذا السؤال الذي طرحه الحزب الشيوعي اليوناني في مؤتمره السابع عشر سنة 2005 وأجاب عليه في مؤتمره الثامن عشر في 2009 بوثيقة هامة للغاية تحت عنوان مقرر حول الاشتراكية من 77 صفحة.

تعتبر هذه الوثيقة مرجعا هاما وتتوفر فيها كل المعايير العلمية لكي تستحق العناية والدراسة. لم يكتفي المؤتمر 18 بتقييم تجربة بناء الاشتراكية بل طرح دوره في دعم تلك التجربة او عدم دعمها وأين كانت الأخطاء الخاصة بالحزب الشيوعي اليوناني وشخصها وقام بالنقد الذاتي إزاء ما اعتبره مسؤولية تقصيره. استخلص العديد من النقاط التي لازالت تحتاج إلى المزيد من البحث والتحري والتحليل كما قدم تصوره الخاص في بناء الاشتراكية في اليونان والخطوط العريضة للمجتمع الاشتراكي كما يتصوره الحزب انطلاقا من الدروس المستخلصة من التجربة السوفياتية وتجارب أوروبا الشرقية والصين وكوبا.

تستحق هذه الوثيقة أن تخضع للنقاش والحوار في صفوف الأحزاب الماركسية اللينينية سواء في المركز الامبريالي أو في بلدان المحيط. سيكون إغفال هذه الوثيقة خطا منهجيا فادحا لكل من يريد القيام بالجواب على سؤال انهيار التجربة الاشتراكية في القرن العشرين. يجب الاستئناس بهذه الوثيقة وتعميق أو حتى رفض نتائجها لكنها امتازت بطرح المنهج السديد وهو مساءلة الذات حول دور كل حزب في تلك التجربة. وهذا الاهتمام يدخل ضمن غاية تحقيق التراكم المعرفي داخل الحركة الشيوعية العالمية وعدم الاكتفاء بكتابات المثقفين المستقلين والغير المنتمين حزبيا رغم أهمية كتاباتهم لكنها تبقى محدودة الفائدة وقد تكون تأملية أو حتى مدفوعة الأجر من طرف معاهد أو جهات يهمها التخلص من تلك التجربة او توسيع اليأس والإحباط وتنفير الطبقة العاملة من مشروع بناء الاشتراكية وتحقيق الثورة التي هي على جدول الأعمال كما برهن على ذلك لينين العظيم.

#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل