أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تحرير أفدييفكا – ملف خاص















المزيد.....


تحرير أفدييفكا – ملف خاص


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


1) معركة أفدييفكا: لماذا حاول زيلينسكي الاحتفاظ بالمدينة حتى النهاية؟

نيكيتا يورتشينكو
كاتب صحفي روسي
صحيفة بيزنس أونلاين

18 فبراير 2024

كيف أصبحت بلدة صغيرة شمال دونيتسك رمزا سياسيا، لكن كييف ما زالت تهمل أمر جنودها.

يضع تحرير أفدييفكا حداً لفترة رمزية معينة بدأت بعد فشل الهجوم المضاد لقوات كييف في العام الماضي. لقد حولتها كييف إلى حصن جديد، كان معناه غير مفهوم ليس فقط لرئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، ولكن أيضًا للوفد المرافق له، وقد صمدت أفدييفكا قوية حتى النهاية، وكانت مفرمة اللحم تبتلع بانتظام جميع الإضافات الجديدة إلى الحامية. ومع ذلك، في لحظة معينة، لم يتمكن النظام من الصمود، وبدأت الطائرات الهجومية الروسية في اختراق المناطق الحضرية في المدينة.
كيف سارت معركة أفدييفكا، ولماذا استمرت كييف في ضخ القوات للمدينة وماذا سيحدث بعد المعركة؟

عاصفة أفدييفكا

قامت قوات الاقتحام التابعة للجيش الروسي ، من منزل إلى منزل ، ومن شارع إلى شارع ، بطرد الجنود الأوكرانيين الذين استقروا هناك في بلدة أفدييفكا الصغيرة. امتلأت المدينة بالخرسانة والفولاذ، ودمرت المنازل وتحولت إلى تحصينات عسكرية مع ممرات عبر مباني متعددة الطوابق واتصالات تحت الأرض.
بدلا من المدينة الجنوبية الناعسة ذات يوم، التي نما في شوارعها الخوخ والمشمش، تم بناء القلاع والتحصينات. والآن بعد تعرضها لآلاف الغارات الجوية وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية، كانت القلعة تتنفس مثل حيوان جريح، وتجمدت في انتظار الساعة الأخيرة الحاسمة.

استمر القتال من أجل هذه المدينة طوال حرب دونباس. منذ عام 2014، تبدلت السيطرة على المدينة عدة مرات من أنصار بانديرا إلى عمال المناجم المتمردين والعكس صحيح. ونتيجة لذلك، بحلول عام 2017، تمكنت وحدات كييف أخيرًا من الحصول على موطئ قدم هناك. جغرافياً، تطل منطقة أفدييفكا على دونيتسك وياسينوفاتا، مما سمح للإرهابيين الأوكرانيين بإطلاق نيران مستفزة على مواقع الميليشيات سنة بعد سنة.

والآن، بعد أن تحطمت القلعة السابقة إلى قطع صغيرة وسط رنين من النار والفولاذ، دعونا نحاول أن نفهم ما حدث للمدينة التي دافع عنها القادة العسكريون في كييف لفترة طويلة. لماذا استمر الدفاع عن المدينة طوال تلك المدة ولماذا وضع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قواته على مذبح الحرب؟

بداية الحملة

كان من العملي أن تصمد قوات كييف في أفدييفكا قبل بدء الحرب. حتى بدون دعم أسلحة الناتو، يعد هذا أفضل موقع للمدفعية مخصص للهجمات على دونيتسك وياسينوفاتايا. بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المباني متعددة الطوابق والأقبية والطوابق الأولى التي تحولت إلى مخابئ. كانت هناك أيضًا مجموعة كبيرة من المنازل الريفية منخفضة الارتفاع، والتي كانت مغطاة بكثافة بين العديد من أشجار الحدائق ومنطقة غابات كبيرة. كل هذا جعل من الممكن إخفاء قوات كبيرة نسبيًا من الأفراد والمدفعية هناك.

بعد أن فشل الهجوم الروسي لتحرير أفدييفكا في بداية الحرب، ومرت الصدمة الأولى التي سببتها القوات الروسية، بدأت كييف في دفع المشاة إلى أفدييفكا. وبعد ثلاثة أشهر تقريبًا من بدء الحرب، كانت ثلاثة ألوية على الأقل موجودة بالفعل هناك، بما في ذلك اللواء رقم 110، الذي شغل هذا الموقع لمدة عامين تقريبًا. ونتيجة لذلك، ومع بداية معارك الخريف عام 2023، وصل عدد حامية المدينة إلى 25 ألف فرد، متحدين في خمس تشكيلات مشاة.

علاوة على ذلك، عندما أصبح من الواضح أن الجيش الروسي أخذ الأمر على محمل الجد، وبدأ المرجل الناشئ في بناء أسواره، ألقت كييف في المدينة الوحدات المتبقية التي لم تُقتل خلال هجوم الربيع. في الوقت نفسه، فشلت روسيا، بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتها، في إنشاء مرجل كامل على طول خط ستيبوفوي – بيرديتشي – سيميونوفكا – أورلوفكا – تونينكو، بما في ذلك بسبب الكثافة العالية للقوات داخل الحصن. ونتيجة لذلك، أعادت القيادة الروسية تجميع الوحدات وقررت التصرف بنفس الأساليب المستخدمة في باخموت – لحرق تشكيلات قوات كييف كتلة تلو الأخرى.

في البداية، لم يكن الحصار هشًا ولا بطيئًا. وكانت خسائرهم اليومية في الأفراد بسبب تحرك التعزيزات إلى المدينة أقل من خسائر الحامية شالمدافعة عن المدينة. ونتيجة لذلك، اتخذوا القرار الواضح – جلب المزيد والمزيد من الوحدات إلى المدينة طالما كانت هناك مثل هذه الفرصة، وهو ما فعلته كييف.

في الوقت نفسه، فقدت أفدييفكا أهميتها الموضوعية مع بداية الهجوم الروسي. في حين قامت حامية أفدييفكا في الأشهر الستة الأولى من بدء الحرب بجذب القوات الروسية نحوها، ومنعتها من الإنتقال إلى مناطق أخرى، وبالتالي منحت كييف الوقت لنشر وحدات جديدة – فبحلول نهاية 2022 تراجعت هذه المهمة.
اما روسيا، بعد أن اضطرت إلى الانسحاب من منطقة خاركوف، وكذلك ترك منطقة خيرسون غرب نهر الدنيبر، فقد قامت بتقويم الجبهة. وبالفعل في ربيع عام 2023، من عش الدبابير الذي كان يقلق دونيتسك والمناطق المحيطة بها، تحولت أفدييفكا إلى حفرة في قاع البرميل، حيث كان الجنود الأوكرانيون يتدفقون بعيدًا بشكل أسرع وأسرع.

وهكذا، مع بداية هجوم كييف في الصيف الماضي، كانت أفدييفكا قد "استهلكت" بالفعل عددًا كبيرًا من الجنود الذين كانت هناك حاجة ماسة إليهم في منطقة رابوتينو أو بياتيخاتكي أو أوغليدار. جزئيًا، كان دعم حامية أفدييفكا هو الذي أصبح أحد الأسباب وراء وقوع قوات كييف في حقول الألغام في زابوروجي، دون وجود قوات إضافية خلفها يمكنها اختراق الخط الأول من التحصينات الدفاعية للجيش الروسي.

الجنود المنسيون والمعنى السياسي

في مكان ما في غابة أفكار زيلينسكي، ولدت "قلعة باخموت"، وقد أيدت أوكرانيا الفكرة عن طيب خاطر، وغنت فرقة الAntitela (الأجسام المضادة) الأغنية المطلوبة – هذا كل شيء، لا توجد طريقة لتسليم المركز الإقليمي. القتال حتى الموت، حتى آخر واحد.

نتيجة لذلك، طوال فصل الربيع، بدلا من جمع 30-40 ألف فرد إضافي، ومع حامية أفدييفكا، يمكن أن يصل الرقم إلى 60 ألفًا، دون حساب الوحدات التي يتم دفعها هناك باستمرار والتي قد تصبح ذات وزن ثقيل جدًا في مناطق الاختراق المفترض، كانوا ببساطة محبوسين وسط الخراب . أُجبرت القوات الاوكرانية، التي كان يمكنها الهجوم، على الجلوس في مساحة محدودة والموت تحت وابل من قذائف المدفعية الروسية وكتلة صغيرة نسبيًا من المشاة الروس.
بعد سقوط باخموت، تم منح أفدييفكا راية التحدي للتحصين الذي لا يمكن التغلب عليه.

فمن لحظة تقنية غير ذات أهمية في حملة عسكرية، عندما يغادر أحد الجانبين بعض المناطق المأهولة بالسكان للمناورة، خلقت كييف مأساة ذات أبعاد فاغنرية. بمعرفة النتيجة السابقة بالضبط، قرر زيلينسكي وضباطه تكرارها مرة أخرى، دون تغيير نغمة واحدة في هذه الأوبرا.

ماذا سيحدث إذا قرر زيلينسكي تسليم أفدييفكا؟ بادئ ذي بدء، هذا من شأنه أن يجعل من الممكن إنقاذ ما لا يقل عن 50 ألف عسكري، والذي، في ظروف التعبئة الصعبة للغاية في أوكرانيا، من شأنه أن يوفر احتياطيًا كبيرًا، وهو أمر مهم، من القوات المدربة والمجربة. النقطة الثانية سياسية – فقد دعا القائد الأعلى السابق فاليري زالوجني إلى استسلام المدينة، ويمكن إلصاق هذه "الجريمة ضد أوكرانيا" به، الأمر الذي سيكون بمثابة مكسب جيد جدًا للوضع السياسي لزيلينسكي. وبطبيعة الحال، ستظل هناك فرصة وهمية لتخويف الأطراف الغربية المقابلة، بالقول، أعزائي الإمبرياليين الأمريكيين، إما أن تساعدوا بشكل أكثر فعالية، أو لن نتمكن من القيام بذلك بعد الآن.

وفي الوقت الحالي، يستطيع الغرب أن يسمح لنفسه بالنظر إلى المشكلة بهدوء لا يهتز: "الجبهة صامدة، والجنود يقاتلون، ولدينا الوقت". هذا يعني أنه لا داعي للاستعجال، يمكنهم الانتظار حتى العام المقبل.

ومع ذلك، فإن زيلينسكي ببساطة لم يتمكن من اللعب على هذا المستوى. وبدلاً من الموافقة على سحب القوات والاستعداد لاتهام زالوجني بالجبن التافه، أمر رئيس نظام كييف بالقتال حتى الموت. الغرض من هذه المؤامرات السياسية هو إجبار زالوجني على طلب الاستقالة. طوال فصل الخريف ونصف الشتاء تقريبًا، كان زيلينسكي في الخدمة يرمي الطين على قائده الأعلى، مستخدمًا ناسه في البرلمان الأوكراني لهذا الغرض. ونتيجة لذلك، تم وصف القائد العام المحارب علنا بالمدمن على الكحول، والذي لا يخرج من الخنادق، ولكنه لا يصحو من الشرب المفرط.

كما نعلم الآن، تمكن زيلينسكي من تحقيق هدفه – حيث تم تعيين "ألكسندر سيرسكي" قائدًا أعلى جديدًا للجيش الأوكراني. كما تم استبدال جميع العسكريين المقربين من حاشية زالوجني. وبينما كانت عملية التبييت مستمرة، بينما كان زيلينسكي يتعامل مع خصم سياسي ظهر بشكل غير مناسب في حاشيته، حافظت حامية أفدييفكا على استقرار الجبهة (في الشطرنج - التبييت هو حركة مزدوجة يقوم بها الملك والقلعة ولم يتحركا أبدًا. أولا، يقوم الملك بتحريك مربعين نحو القلعة. ثم تحمل القلعة فوق الملك وتوضع في المربع التالي-المترجم).
تم إرسال المزيد والمزيد من الوحدات إلى هناك ، الذين رأوا أنه كل أسبوع ، تراجع بعد تراجع، موقع بعد موقع ، كانت القوات الروسية تقترب من المدينة ، والتي أصبح إمدادها ممكنًا على طول طريق واحدة فقط ، والتي كانت بالفعل في يناير مغطى بنيران مباشرة تقريبًا من قبل الجيش الروسي.

والآن هناك جو إنتصار في مقر القائد الأعلى لأوكرانيا – تمت إزالة زالوجني، وتم تعيين سيرسكي المخلص، ولم يعد هناك تهديد. وأفدييفكا؟ لقد كانت بالفعل على حافة الهاوية. دخلت القوات الهجومية الروسية المدينة، ولم تتمكن الحامية، التي أضعفها الحصار الذي دام أشهرًا، من تقديم مقاومة نشطة. وفي خضم المشاعر السياسية الفياضة، تم نسيان هؤلاء الجنود ببساطة، وعندما شعروا بالقلق، كان الأوان قد فات بالفعل. وانقطع طريق الحياة – الشارع الصناعي، الذي لا يمكن من خلاله سوى سحب الوحدات. كان أمام أولئك الذين بقوا خيار – إما البقاء بين أنقاض المدينة، أو المشي على طول ممر ضيق (عرضه لا يزيد عن 3 كم) من خلال حقل عميق حتى الركبة في التربة السوداء الرطبة تحت أصوات قذائف الهاون المبهجة والمدفعية من الجانبين.

ماذا يجب أن تعلمنا معركة أفدييفكا؟

المعركة المؤسفة من أجل هذه المدينة قد انتهت بالفعل. ولم يتمكن العدو من إنقاذ فلول الحامية التي يصل عددها بحسب قنوات تيليغرام إلى 4 آلاف فرد. لقد تم بالفعل تقسيم المدينة إلى قسمين. أولئك الذين كانوا يُطلق عليهم سابقًا فوج "آزوف" اختبأوا في أقبية مصنع فحم الكوك، والآن هناك اللواء الهجومي المنفصل الثالث. في البداية، تم استخدام الأخير لكسر الاختراق الروسي، لكن المحاولة لم تنجح. ردت قوات الاقتحام الروسية بإطلاق النار، ودفعت النازيين إلى الأقبية، حيث اختبأوا، مدركين أنهم لن يكونوا قادرين على فتح الطريق.

ولجعل الأمر "أكثر متعة" بالنسبة لهم، بدأت القوات الجوية الروسية في ابهاجهم بجرعات صادمة من القنابل الجوية الثقيلة، مسجلة رقماً قياسياً معيناً. خلال النهار بين 15 و16 فبراير، تم إسقاط 250 قذيفة. ولم يتم تسجيل مثل هذه الكثافة من التفجيرات من قبل.

وفي مثل هذه الظروف غير المتكافئة، فقدت مقاومة قوات كييف معناها. وفي ليلة الجمعة إلى السبت، تم كسر مقاومة الجيش الأوكراني أخيرًا. وأمر سيرسكي بسحب القوات "لتجنب التطويق ومن أجل الحفاظ على حياة وصحة العسكريين". لكن الجنود لم يتراجعوا بل فروا بشكل غير منظم. وبحلول صباح يوم 17 فبراير، كانت المدينة تحت السيطرة الروسية بالكامل.

في جوهر الأمر، حررت روسيا أنقاض مدينة مناجم كانت مزدهرة ذات يوم ودفعت العدو بعيدًا عن دونيتسك، لكنها لن تنهي الحملة العسكرية. أفدييفكا ليس سوى عنصر صغير، وليس على الإطلاق العقدة الرئيسية للحرب. وتليها قرى عديدة في المنطقة الوسطى، والتي ستتمسك بها كييف بنفس الطريقة، وتقاتل حتى الموت من أجل كل متر من أراضيها.

ونكرر أن الحل هو واحد فقط - عملية هجومية كبيرة، أو الأفضل من ذلك، عملية استراتيجية. الهدف من العمليات القتالية هو هزيمة قوات العدو، وليس تجريف منطقة مأهولة بالسكان يستخدمها العدو كقاعدة عسكرية. إذا كان زيلينسكي بصراحة لا يهتم ليس فقط بسكان دونباس، بل أيضًا بجيشه، فأنا ما زلت أرغب في رؤية المزيد من الإجراءات الواعدة من جانب روسيا.

أعتقد أن هذه الفكرة واضحة لكل من العسكريين الموجودين في منطقة القتال والقيادة العسكرية في هيئة الأركان العامة. أود أن يعطي الدرس المستفاد من أفدييفكا فهمًا لكيفية التصرف بشكل مختلف، وكيفية تغطية مسافة طويلة بالقوات الموجودة وكيفية محاصرة العدو دون السماح له بتزويد قواته بشكل دائم. إن بطولة وشجاعة المقاتلين الذين يحررون المدينة من الغزاة أمر لا يمكن إنكاره، ولكن بشكل عام هذا هو الإحتمال الأخير.

في الوقت نفسه، تلوح في الأفق قطاعات أخرى من الجبهة خلف أفدييفكا. يدور القتال بالقرب من مارينكا في جورجييفكا، وتتقدم قواتنا نحو نوفوميخيلوفكا، قادمة من الشمال إلى أوغليدار، وهناك أيضًا ضغط باتجاه بلدة تشاسوف يار الصغيرة من اتجاه باخموت. ربما تكون الوحدات الروسية التي تم إطلاق يدها بعد تحرير أفدييفكا قادرة على التحول إلى اتجاه آخر، وهناك أيضًا ستبدأ موسيقى النصر بالعزف للجيش الروسي الزاحف.

***********

2) انتصار لسلاح المشاة الروس: تحرير أفدييفكا يفتح الطريق المباشر إلى الغرب

وكالة الأنباء الروسية RIA.ru

18 فبراير 2024

الأعلام الروسية فوق أفدييفكا

تنتشر هنا وهناك في جميع أنحاء المدينة مخلفات المعارك الطاحنة، ويقوم جنودنا بإخراج آخر الجنود الأوكران المتبقين الذين تركهم رفاقهم، ولكن يمكننا بالفعل أن نذكر أن عملية تحرير المنطقة المحصنة الرئيسية على خط المواجهة الحالي في أوكرانيا تم الانتهاء منها بانتصار مؤكد.

وحسب كتيبات التدريب البالية، يعلن زيلينسكي وعصابته أن "القوات المسلحة الأوكرانية تراجعت إلى مواقع أكثر فائدة"، وأن المدينة استسلمت "لإنقاذ حياة الناس".
كتب وزير الدفاع الأوكراني عمروف، وهو يعاني من نوبة انفصام الشخصية: "سنعيد أفدييفكا". أي ان كل شيء يسير وفقا للخطة، ذهبنا إلى المخبز لشراء الخبز وسنعود قريبا.

ولكن في الواقع، "أكل" نظام كييف ورعاته ضربة قد لا يتعافون منها أبداً.

إن أفدييفكا هي "الحصن" المقدس للجيش الأوكراني، والذي ظلت سلطات كييف ومستشارو حلف الناتو يصلون من أجله لمدة عشر سنوات، زاعمين أن الروس لن يستولوا عليه أبدا. كانت منطقة أفدييفكا هي المنطقة المحصنة العملياتية والاستراتيجية الأكثر استعدادًا للعدو للدفاع طويل المدى في دونباس، والتي تم تعزيزها لمدة عشر سنوات: بالمناسبة، طورت معاهد العدو المتعددة أنواعًا خاصة من الخرسانة المسلحة، والتي تم شحن مئات الآلاف من الأطنان إلى أفدييفكا على مر السنين لتحويلها إلى قلعة.

كان قادة كييف واثقين من أنه سيتم تدمير الروس في هجوم مرهق، حيث – وفقًا لكل العلوم العسكرية الراسخة لحلف الناتو – يجب أن تكون خسائر المهاجمين أكبر بعدة مرات من خسائر المدافعين. كما تم الرهان بشكل كبير على بناء دفاع يعتمد على العديد من المصانع الموجودة تحت الأرض والتي تحولت إلى حصون.

استعدت الجيش الأوكراني بقوة ومثابرة لفترة طويلة ، وعزز نقاط إطلاق النار طويلة المدى مسبقًا، وجلب الأسلحة والمعدات والذخائر. في اللحظة الأخيرة، انضمت "الفرقة المدللة"، إحدى أكثر الوحدات تدريبًا وتحفيزًا في الجيش الأوكراني، إلى الحامية التي يبلغ قوامها عدة آلاف - لواء القوات الخاصة الثالث "آزوف" ، والذي ضم مرتزقة من كندا.

ولكن دون فائدة

إن المفارز الضاربة التابعة للجيش الروسي، تحت قيادة قائد المنطقة العسكرية المركزية، العقيد الجنرال موردفيشيف، الذي قاد في وقت ما الهجوم على ماريوبول، لم تترك أي فرصة للعدو. بدعم من الطيران (يتم إسقاط ما يصل إلى 250 قنبلة جوية ثقيلة (FAB) من UMPCs على مراكز الدفاع يوميًا)، وبدعم المدفعية والطائرات بدون طيار، قامت قوات المشاة الثقيلة لدينا بتقسيم المدينة إلى نصفين، الأمر الذي حدد مسبقًا الانهيار السريع لدفاع العدو وقوته والانتقال إلى الهروب غير المنظم والدمار.

ماذا الآن؟

الآن ستتراجع الجبهة بمقدار 10 – 15 كيلومترًا: سيتعين على القوات المسلحة الأوكرانية مغادرة عدد من البلدات بالقرب من دونيتسك لتجنب تطويقها، كما أن قصف دونيتسك، الذي استمر لسنوات عديدة، إذا لم يتوقف، سوف ينخفض بشكل كبير. الآن سيكون من الممكن القضاء على الفجوة في خط السكة الحديد في منطقة ياسينوفاتايا – دونيتسك، وفتح الوصول المباشر والمريح إلى المحطة الرئيسية في دونيتسك وإعادة ياسينوفاتايا (أكبر محطة تحويل في الاتحاد السوفياتي السابق) إلى فئة المحطات النشطة، مما يجعلها نقطة دعم قوية لطريق فولنوفاخا – دونيتسك – ديبالتسيفو. والأهم من ذلك أن جيشنا لديه طريق مباشر تقريبًا إلى الغرب: ليس لدى العدو خط دفاع مماثل لأفدييفكا من حيث الإعداد والتحصين من لاستوشكينو إلى أورلوفكا وسيمينوفكا ثم باتجاه خزان كارلوفسكوي.

بالفعل يمكننا أن نسمع شكاوى من قادة الجيش الأوكراني، على سبيل المثال، ليس لديهم الوقت لتعزيز نفس بلدة "تشاسوف يار".

خلاصة القول: إن الخطة التي تم نشرها على نطاق واسع والتي تقضي بتحول الجيش الأوكراني إلى الدفاع الأعمى و"حرب الاستنزاف" لم تنجح، وبدلاً من ذلك، ظل الآلاف من الجنود الأوكرانيين إلى الأبد في طين أفدييفكا والحجارة المحطمة، بينما كان هجومنا يستمر في اكتساب الزخم.

وعلى الرغم من محاولات وسائل الإعلام لتحييد آثار الضربة، أصبحت هزيمة الجيشش الأوكراني في أفدييفكا بمثابة "الجمعة السوداء" الحقيقية لنظام كييف والغرب.
كما كان متوقعا، ألقى زيلينسكي باللوم في كارثة أفدييفكا على الغرب، الذي لم يعطه المال (الكثير من المال) والأسلحة. واعترف بودولياك، مستشار زيلينسكي، بأن أفدييفكا ليس لها أهمية رمزية فحسب، بل لها أهمية عملياتية أيضا، وأن القوات الروسية الآن "ستكون قادرة على بناء ممرات لوجستية لتزويد جزء كبير من الجبهة". وذكرت صحيفة واشنطن بوست الناطقة باسم الغرب بحزن أن "الاستيلاء على أفدييفكا من شأنه أن يمثل أهم انتصار عسكري لموسكو منذ فشل الهجوم المضاد الأوكراني في العام الماضي، وسيكون أيضاً أوضح إشارة إلى أن القوات الروسية تستعيد زمام المبادرة". ويعترف البنتاغون بأن "الولايات المتحدة ترى أن القوات المسلحة الأوكرانية تستنزف الموارد "الحرجة"، وتعتبر أفدييفكا نذيراً بهزائم جديدة".

وإذا نظرت عن كثب، فستجد في كل الرسائل والخطب والمنشورات الصادرة عن كييف والغرب - كلمتين تبدأان في التألق الآن بأحرف صغيرة، - "بداية النهاية".

لكن جنودنا لا يقرؤون صحف العدو. إنهم يتحركون غربًا بثقة وبلا هوادة مثل الربيع الذي يحل مكان فصل الشتاء ويحررون الأرض الجريحة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 133- ...
- مقابلة بوتين مع القناة الأولى للتلفزيون الروسي 14.02.2024
- طوفان الأقصى 132- إدوارد سعيد – فلسطين عندما تنقذ الروح وتكس ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 131- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 130 ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 129- ...
- ألكسندر دوغين – النهج الحضاري
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى- 128 ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – 45 عاما على الثور ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى127- ...
- طوفان الأقصى 126- مقال مهم لرئيس تحرير هآرتس – التدمير الذات ...
- ألكسندر دوغين يعلق على مقابلة بوتين مع تاكر كارلسون – تاكر و ...
- امريكا والعالم بانتظار بث مقابلة بوتين مع تاكر كارلسون اليوم
- طوفان الأقصى 125- التهديد بالهجوم على رفح – ملف خاص
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 124- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 123 ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 122 ...
- طوفان الأقصى 121 - توماس فريدمان - -عقيدة بايدن- الجديدة
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 120- ...
- طوفان الأقصى 119 – مقابلة مع د. خليل الشقاقي حول استطلاعات ا ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تحرير أفدييفكا – ملف خاص