وزارة الصحة .. الستراتيجية هي سر النجاح ..

سعيد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لن يكون للعواطف وحسن التعامل دخل بوجهة نظري هذه ،ولا حتى لاستقبال معالي وزير الصحة صالح الحسناوي وحفاوته بالذي اردت تمريره بضمير مطمئن وقلب راض حول تطور ونمو القطاع الصحي وجهد وزارة الصحة العراقية ،ولأن وظيفتي كنخبوي عامل في مجال الاعلام تقتضي الصراحة المفرطة ،فمن واجبي ان اكون أمينا صادقا معبرا عن الحقيقة بكل ثقة وبلا ادنى محاباة وتردد ،ولأن الحديث بايجابية يفسر دائما بسوء نية لدى الكثيرين من المتلقين ،لذا وضعت عددا من المعايير التي اعتمدتها لدعم وجهة نظري ،فالنخبوي ينبغي ان لا يترفع عن المسؤول ولا يضعه في دائرة الاتهام ، كما لا ينبغي ان يكون تابعا له او منقادا لرغبته خوفا من بطشه وسلطته او طمعا في رضاه ، وبكلتا الحالتين فالخاسر الوحيد هو النخبوي ذاته ،لأن الحقيقة ستظهر وتتكشف فصولها عاجلا او أجلا ،وهنا بيت القصيد .

في تفصيلة المعايير اعتمدت معيار الانجاز وقمت بتحديد فترتين زمنيتين متشابهتين من حيث الاستقرار الامني ،ووجود فسحة لاعتماد المشاريع والشروع بحملات الاعمار والبناء ،وايضا هناك معيار الجدية القائمة على تحديد الجدوى والعملية والافادة من الخبرات ،كما جرى اعتماد معيار الشفافية والكشف عن حجم المشاريع وكلفها وقياس ذلك بما هو موجود فعليا في بلدان مجاورة لنفس المنشأت والاغراض المتوخاة منها، وما كلف انشاؤها من مبالغ ، كما حضر معيار السرعة والدقة في المعالجة وفاعلية القرار والاغراض منه ،ولأن الاستقصاء والتثبت يتطلب تعاونا وبحثا دقيقا عن الخفايا والخبايا، لذلك فأن المصادر التي اسهمت بالوصول الى تلك الحقيقة ووفرة المعلومات المقدمة من الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتهم معالي وزير الصحة ومدير اعلام الوزارة ،فضلا عن مصادر خاصة بعيدة عن تأثيرات الوزارة نفسها،و كانت تلك المعلومات حاسمة ووافية بدرجة مرضية لي كباحث يروم تقديم معلومة نافعة وموثوقة ،ستسهم بتعميم التجربة واعتمادها ،لنصل في النهاية الى المبتغى ونشكر من اسهم بالنجاح ونصحح مسار من اخطأ وحاد عن الهدف.

وزارة الصحة وبعد تسمية وزيرها في كابينة معالي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ،هي احدى الوزارات الجيدة التي دفعت باتجاه التطور والانجاز ، لأنها وزارة خدمية وعلى تماس مباشر مع المواطنين ،ولان عملها تكاملي وليس لحظيا، فقد عمدنا لفهم ستراتيجية القائمين على قرارها ،والتي تقوم على دراسة مستفيضة لواقع الميدان ومراعاة الحاجة الفعلية وتلبية الحاجة عبر امرين، الاول سحب الضغط على المؤسسة الصحية في العاصمة ومراكز المحافظات الى الاطراف من خلال انشاء مشافي ومنشأت صحية فيها وتوفير العلاجات الجيدة ومتابعة صرفها وتقديمها للمراجعين مع مراعاة ان تكون هذه الخدمة ضمن مواصفات مقبولة وتؤدي الغرض منها ، اما الثاني فهو التوسع في بناء المشافي ومواكبة الانفجار السكاني الذي يشهده العراق ،مع تأمين الكوادر والعلاجات وتنويعها بالاعتماد على تشجيع الاستثمار في الصناعة الدوائية الوطنية الكفوءة ،وربما يمكن اعتبار مسار هذا التشجيع والياته وشروط نجاحه مسارا ثالثا ضمن الستراتيجية التي اثبتت النجاح والنجاعة ، ولعل ما حققته هذه الستراتيجية من نجاح يعود لفهم مسبق وتحديد دقيق للمشكلة وتجاوب سريع مع متطلبات حلها ،و بعد مرور اكثر من عام على تطبيقها ومتابعة نتائجها يمكننا القول انها البداية فقط ،سيما مع قرب ادخال العديد من المشافي والمراكز الصحية التي تقدم الخدمات الصحية والرعاية الصحية الاولية بطريقة كفوءة تؤدي الغرض.

كل ذلك على المستوى العام وما شهده قطاع الصحة من نمو يعطي مؤشرات بامكانية الوصول لما هو افضل وفي الخلاصة فوجود هذا التطور اللافت مشهود به وهو موضع اشادة وتقدير ،وبكل الاحوال فلا مناص من الاعتراف بوجود حالات سلبية مشخصة، وبحسب رؤيتنا فهي تحتاج للوقت والجهد والاصرار لعلاجها رغم صعوبة المهمة وقلة الامكانات، التي نرى ان اغلبها يوظف في مساراتها الواقعية حاليا ،والمنحصرة بتقديم خدمات مقبولة كحد ادنى الى جيدة جدا ترضي الطموح وتدعمه للمواصلة وتحقيق الانجاز.

اذن نحن امام استحقاقات كبيرة تقوم على دعم هذا الجهد الخير ،واستشعار المسؤولية ازاء ما نرغب بتحققه يستوجب منا مد يد العون والاسهام في الاشادة باصحابها بمقدار ما بذلوه من جهود ، ولان سياق هذه الجهود هو تقويم المؤسسة الصحية ولأن العاملين فيها هم من موظفي الخدمة العامة ،ممن يتحملون ضغط المسؤولية ،لذلك فأن الدعم الذي ينتظرون منا هو الفيصل وسيكون نافعا جدا ،اذا ما تفهمنا كمجتمع طبيعة واجباتهم ،وفهمنا جديا حجم تلك الضغوطات ، لتوجيه بوصلتهم نحو التقدم ،فدعمنا خطواتهم ووقفنا الى جانبهم بتقديم المشورة واشرنا الى الاخطاء لاجل التصحيح ،فلا ريب اننا سنكون شركاء لهم في دائرة النجاح ،التي نتمنى ان تتسع وتشمل جميع مفاصل العمل الخدمي، لننطلق بركب التقدم ونتجاوز الكبوات والعثرات التي خلفتها تراكمات الفترات السابقة ،وما قادت اليه من تراجع وانحدار ..

#سعيد_البدري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل